البوليس التركي يشارك عيد المرأة بالقمع والضرب

خالد بهلوي

الحوار المتمدن-العدد: 1132 - 2005 / 3 / 9 - 11:53
المحور: ملف - بمناسبة 8 مارس/ اذار 2005 يوم المرأة العالمي
    

في الثامن من آذار ومنذ ما يقارب قرن كامل تحتفل البشرية بعيد المرأة العالمي
وفي كل مجتمع تأخذ هذه الاحتفالات طقوس خاصة حسب واقع المرأة ومدى تحررها من هيمنة الرجل والمجتمع وتختلف أشكال التعبير عن هذا العيد فالمرأة الريفية تحتفل بأسلوبها وبإمكانيتها وفي المدينة تأخذ طابع تبادل التهاني والتضامن أشكال أخرى حيث تقام الندوات والمعارض لبيان واقع المرأة والحقوق التي حصلت عليها والتي تناضل من اجل تحقيقها والواجبات الملقاة على عاتقها تجاه زوجها ومجتمعها
وفي بعض البلدان توزع البيانات وتقام المهرجانات واللقاءات للتضامن مع المرأة ومشاركتها المسيرات والمظاهرات السلمية لنيل حقوقها السياسية والدستورية
وتحتفل الأمم المتحدة بهذه المناسبة تقديرا لمكانة المرأة ودورها في تربية الإنسان ليأخذ دوره في العمل والنضال وبناء المجتمعات
وفي تركيا قامت النساء بمظاهرة سلمية في شوارع المدينة تعبيرا ومطالبة بحقوقها المشروعة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية ومساواتها مع الرجل ومشاركتها في جميع مناح الحياة
لكن البوليس التركي وللأسف قمعت المظاهرة بوحشية أمام شاشات التلفزة حيث كان الضرب بالعصي والركلات دون رحمة أو شفقة لتفريق مظاهرة سلمية التي نظمت بشكل حضاري
أنهن لم تطالبن باقتطاع محافظات من تركيا ولم تطالبن باستقالة الحكومة ولم تطالبن بمحاسبة المسؤولين أو الفاسدين والمفسدين
لهذا كان من واجب البوليس حمايتهن وتقديم الورود لهن وحمايتهن من أي تعرض أو أهانه والاستماع إلى مطالبهن والعمل لتحقيقها
وكما يبدو إن البوليس التركي لم يتعلم كيفية التعامل بأسلوب حضاري مع المسيرات والمظاهرات السلمية ولم تستطع أن تبدل تعاملها منذ أيام تظاهرات حزب العمال الكردستاني الذي كان يطالب بالحقوق القومية وحق تقرير المصير للشعب الكردي
إن أسلوب التعامل الفظ وبهذا الشكل القمعي الوحشي مع الجنس الناعم المسالم ينعكس سلبا ويكشف مدى زيف ادعاءات السلطة بالديموقراطية والحرية التي تسعى من خلالها الدخول إلى أوروبا
ولكن هيهات فالاعتذارمن أوروبا وعلى لسان وزير الداخلية لا تكفي
فللانضمام إلي أوروبا لها استحقاقات وفاتورة لابد من دفعها أولها الديموقراطية وحقوق الا قليات
إننا نضم صوتنا الى أصوات النساء في كل مكان اللاتي يدافعن عن حقوقهن ويعبرن عن مطالبهن بأسلوب سلمي حضاري لتحقيق المساواة الكاملة والتخلص من كل أشكال الظلم والاضطهاد

#خالد_بهلوي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات