|
من رأى منكم منكرا:- أولا:- ثقافة الرفض.
شاكر كتاب
أستاذ جامعي وناشط سياسي
(Shakir Kitab)
الحوار المتمدن-العدد: 3907 - 2012 / 11 / 10 - 10:06
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
من رأى منكم منكرا:- أولا:- ثقافة الرفض. لا يمكن لطلائع العمل الوطني الديمقراطي أن تباشر جهادية استكمال استرداد السيادة الوطنية كاملة وأن تحقق الاستقلال الناجز وتحرير الوطن وبناء الدولة الديمقراطية المدنية الحديثة وتحرير الإنسان العراقي من مخالب الفقر والتراجع الحضاري والبطالة وفقدان الأمن وكل الخدمات من دون أن تبدأ بنشر وعلى أوسع نطاق ما يمكن أن نسميه بثقافة الرفض. والمقصود هنا تحديدا تلك الثقافة التي ترفض جملة وتفصيلا كل ما هو منكر وباطل مما تلطخت به العملية السياسية العراقية وفي مقدمتهاوخاصة الاحتلال وكافة مشاريعه مهما تلونت بمظاهر قد تبدو خلابة ورفض كل ما نشأ عنه وما قد ينشأ عنه لاحقا. والتأكيد هنا على هذا المعنى بالذات يأتي فقط لتجنب الفهم السلبي للرفض عندما يتحول إلى سمة ملازمة لدى المناضل والمواطن ترافقه في كل مفاصل حياته اليومية و قد يتسع ليصار إلى رفض كل كبيرة وصغيرة مما لا علاقة له بالإحتلال أو بالعدو. فنحن ندعو المناضلين والشعب كله للعمل بشتى الأساليب لغرض التصدي للمنكر أينما كان ومتى ما كان ومن أي جهة صدر وفي المقدمة ندعو إلى استكمال تحرير الوطن من براثن محتل غاصب ومجرم لا إلى التحول إلى هيبيز سياسي أو اجتماعي يخلق طرازا من عزلة الإنسان عن واقعه وعن مجتمعه . • الوعي بالواقع. إن أهم سمات ثقافة الرفض هو الوعي التام بالواقع المعاش :- طبيعة المنكر السائد في الحياة السياسية وطبيعة المحتل وأسباب عدوانه وأغراضه وإخطبوط الفساد المالي البشع ونتائجه التدميرية فيما يتعلق بالإنسان والمجتمع والإقتصاد والشعب والدولة العراقية بكاملها. من ذلك أيضا على مناضلي العمل الوطني الديمقراطي الكشف وبشكل يومي وبكل السبل الممكنة عن كل ما هو منكر في السياسة مثل جرائم المحتل وهمجية جنوده وما يرتكبونه من كبائر بحق العراقيين وبيوتهم وأملاكهم ومن سرقة ونهب ثروات البلاد وإطلاع أوسع عدد ممكن من أبناء الشعب العراقي على أفعال المحتل الإجرامية وعلى جرائم سراق المال العام وغيرهم. • الوعي بالتاريخ. ولكي يستوعب المواطن قيمة وأهمية بلاد كبلاده العراق عليه الإطلاع ولو على الخطوط العريضة لتأريخه الغني بالحضارات والثقافة والبطولات ودور العراق القديم والحديث في تأريخ البشرية وأثره الفعال في الحضارة والتقدم الإنساني . وهذا لا يعني بأي حال من الأحوال أن من لا تأريخ لبلاده أو أن من يجهل التاريخ ليس مدعوا لجهاد التحرير لكننا نفترض إن معرفة التاريخ تزيد من التصاق المرء بوطنه وتعزز انتماءه لشعبه وهو فخور ولربما ستكون هذه المعرفة دافعا لرغبة في المساهمة في خلق التاريخ الجديد لبلاده والتأثير في مجريات الأحداث.
• الوعي بالحقوق إن المشكل الأكبر المتسبب في إعاقة جهود العمل الوطني الديمقراطي هو استسلام فئات غير قليلة من المجتمع لما يسمونه بالقسمة والنصيب أو ما كتب عليهم كما يقال أو الإقتناع بما موجود أو الخوف من النضال وتجنب المكروه. إلا أن الوطنيين سيتمكنون من تقليل حجم هذه الظواهر السلبية والحد بدرجة كبيرة من آثارها عندما يتمكنون من تبصير المواطن بحقوقه الوطنية والإنسانية وأنه هو المالك الشرعي الأول والأخير للوطن وثرواته وغناه وأن له ولأهله وناسه كافة الحقوق الإنسانية التي يتمتع بها كل الناس في كل أنحاء العالم ومنذ أن قامت الخليقة وإلى الأبد. إن وعي الناس بحقوقهم سيدفعهم إلى المطالبة بها والعمل من أجل استردادها وعلى الوطنيين تبصيرهم بكيفية الوصول إليها. • الوعي بالبديل. إن معرفة الواقع المر المليء بالمنكر والمتمثل بالاحتلال وكل أنواع الفساد ومعرفة مكانة البلاد التاريخية وغزارة غناها الثقافي وثرواتها الهائلة ومطامع كلاب الإحتلال وسراق المال العام يجعل من السهل جدا التوصل إلى تصور البديل من قبل المواطن ولا يبق أمام رجال العمل الوطني الديمقراطي إلا التبصير بطبيعة هذا البديل وسماته وسبل التوصل إليه. إن البديل بكل تأكيد هو وطن حر يتمتع شعبه بكامل سيادته عليه وموحد غير مجزأ تحت أية مسميات ودولة مواطنة ورعاية اجتماعية ومساواة تامة بين المواطنين يتمتع في ظلها العراقي بكامل حقوقه الإنسانية في الحياة والحرية والعمل والانتماء والعقيدة والتنقل يضمنها دستور كامل وشامل يضعه العراقيون أنفسهم ويقر بعد تصويت عام. دولة تحقق لمواطنيها حاجاتهم الأساسية في السكن لكل عائلة والعمل لكل مواطن والضمان الإجتماعي والرعاية الصحية المجانية للجميع والتعليم المجاني الإلزامي لكل أبناء الشعب العراقي. • الوعي بالقدرات . إن مواجهة المنكر بالحق عمل جهادي صعب جدا في يومنا هذا نظرا لفاشية المفدسين واستكلابهم لكنها أسهل ألف مرة من عملية إرتكاب المنكر نفسه وترك المجرمين والمفسدين يعبثون بنا وبمقدراتنا ومقدرات بلادنا وحرمة عوائلنا ومستقبل أطفالنا. وإدراك هذه الحقيقة يعتبر من الإمكانيات الهائلة لأنه سيعجل بتوفير بقية الإمكانيات اللازمة لمنازلة المنكر ولكافة أشكال العمل الوطني البطولي. إن الإمكانية المادية الكبرى والأولية الأساسية التي لا ولن تتوفر للمحتل الغاشم مثلا وللمفسدين هي الإسناد الشعبي من قبل أبناء الشعب والذين ستعنيهم عملية التصدي للمنكر والباطل هم قبل غيرهم لأنهم هم قبل غيرهم أيضا المتضرر الأكبر وربما الوحيد من وجود المنكر الخبيث. تلك هي قاعدة كافة الثورات وحركات التحرر الوطني التي ناضلت من أجل تحرير أوطانها. وقدر تعلق الأمر بمنازلة الاحتلال فإن الفرق بين حرب التحرير وحرب إسقاط نظام دكتاتوري معين هو أن في الحالة الأولى يكون الشعب كله المعني الأول بالثورة لذلك سيلتف حول الثورة والثوار وسيقدم لهم الدعم غير المحدود ولا المشروط أما في الحالة الثانية فقد تكون فئة إجتماعية ما من بين صفوف المجتمع مستفيدة من طبيعة النظام وقد تقف إلى جانبه مما يوسع صفوف الخصم ويقرب إحتمال أن تكون الثورة أيضا من قبيل الحرب الأهلية المدمرة لأجزاء كبيرة من طاقات الدولة والمجتمع. لا يعني هذا أن ليس هناك من هم مصطفون إلى جانب المحتل ومستفيدون منه لكنهم من القلة بمكان بحيث يكون تأثيرهم أشبه بالمعدوم ولذلك أيضا فأن في العرف الوطني الغيور يحكم على كل متعاون مع المحتل ضد بلاده وبشكل مباشر بالإدانة التامة دون أن يترك ذلك أي أثر على المجتمع أو على مؤسسات الدولة. من القدرات الكبيرة أيضا – وهي كثيرة جدا والوطنيون يعرفونها أحسن من غيرهم – هو إن الأرض والمدن والشوارع والدوائر الحكومية ومؤسسات الدولة برمتها هي معروفة جيدا من قبل أهل البلاد والوطنيين أكثر بما لا يقاس مما يعرفه جنود الإحتلال أو المفسدين سراق المال العام والمزورين والمخادعين مما يسهل حركة التصدي للمنكر كله في حالتي المد والجزر. إن المدد الذي يقدمه الشعب للمناضلين هو كثير الأوجه ولعل من وجوهه الأساسية اللوجستية وأماكن المواجهة والرجال والبريد وعناصر ديمومة النضال التي ستضمن استمرار العمل الوطني وصولا إلى الانتصار النهائي والمتمثل بتحرير الوطن بالكامل سواء من الإحتلال أو من المفسدين وأصحاب المنكر. • الوعي بضرورة العمل الوطني للتغيير. إن أشكال الوعي المذكورة أعلاه كلها ليست إلا تمهيدا إلى الوعي الجوهري والأكثر فاعلية وتأثيرا ألا وهو إدراك وبشكل لا يقبل الشك ضرورة مياشرة العمل الوطني الديمقراطي حالا من اجل تحرير الوطن وإنقاذ شعبنا من المنكر وأصحاب المنكر. إن على الوطنيين أن يركزوا الجهود الكبيرة من أجل نشر الوعي بأن العمل من أجل تحرير الوطن من الإحتلال ومن كل أنواع المنكر هو واجب وطني وقومي وإنساني وشرعي ويتعلق مباشرة بكرامة وشرف الإنسان العراقي وبمعنى وجوده وبقيمة شعبنا وبلادنا بأسرها.
#شاكر_كتاب (هاشتاغ)
Shakir_Kitab#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من إفرازات العملية السياسية ...الرحيل نحو الهاوية..!!
-
نحو حكومة أغلبية راسخة ومعارضة وطنية مستقلة
المزيد.....
-
روسيا أخطرت أمريكا -قبل 30 دقيقة- بإطلاق صاروخ MIRV على أوكر
...
-
تسبح فيه التماسيح.. شاهد مغامرًا سعوديًا يُجدّف في رابع أطول
...
-
ما هو الصاروخ الباليستي العابر للقارات وما هو أقصى مدى يمكن
...
-
ظل يصرخ طلبًا للمساعدة.. لحظة رصد وإنقاذ مروحية لرجل متشبث ب
...
-
-الغارديان-: استخدام روسيا صاروخ -أوريشنيك- تهديد مباشر من ب
...
-
أغلى موزة في العالم.. بيعت بأكثر من ستة ملايين دولار في مزاد
...
-
البنتاغون: صاروخ -أوريشنيك- صنف جديد من القدرات القاتلة التي
...
-
موسكو.. -رحلات في المترو- يطلق مسارات جديدة
-
-شجيرة البندق-.. ما مواصفات أحدث صاروخ باليستي روسي؟ (فيديو)
...
-
ماذا قال العرب في صاروخ بوتين الجديد؟
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|