أنقدوا شباب 20 من فبراير

ايت وكريم احماد بن الحسين
مدون ومراسل
(Ahmad Ait Ouakrim)

الحوار المتمدن-العدد: 3906 - 2012 / 11 / 9 - 23:54
المحور: حقوق الانسان
    

«إدا الشعب يوما أراد الحياة
فلابد أن يستجيب القدر » أبو القاسم الشابي

تحية عالية لكل من اكتوى ومن يكتوي ومن سيكتوى بنار الغدر الجديد.
تحية عالية لمن اختاروا أن يكونوا شموع البلد الغارق في الظلمات.
تحية سامية منبعثة من قلب ينزف دما على خير شباب وشابات هذا الوطن الغالي على النفوس.
لا يهم أن نحترق حين نضيء الطريق للجيل الموالي، لا يهم أن نسجن بتهم ملفقة وبأحكام صادرة من محاكم فقدت المصداقية بل فقدت الشرعية.
مر يوم من أيام شهر الحرام ذي الحجة وهو اليوم 10 وسميناه باطلا عيد فقلنا عدت يا عيد وبأي جديد عدت؟؟؟؟ وإخواننا في سجون العار قابعون وناهبي المال العام في الخيرات ينعمون... والقضاة العراة من الملابس الرسمية والعادية لم يحاكموا بعد رغم مرور السنين على فعلتهم الدنيئة.
70 شابا وأزيد من خير شباب البلاد يعانون في صمت القبور وإجحاف البعض من إخواننا وأخواتنا والذي يقضون عقوبات سجنيه ثمنا لحبهم للوطن. ومن أجل كرامة شعب جاحد، لا لوم عليهم لأنهم صدقوا كذبة الدستور الجديد، الذي تغنى به أصحاب الحال الذين استأجروا الأوباش –والشمكارة- سموهم "الشباب الملكي" وأي إساءة بعد هذه الإساءة للملك.
كنا ومازلنا نعتقد أن الملك ملك لكل المغاربة بكل أطيافهم السياسية الموالية والمعارضة والمتحفظة على النظام القائم في البلاد. لكن مفاجأتنا كانت كبيرة حين اكتشفنا أن ما قيل وما كتب على الدستور الجديد ما هو إلا كلام الليل، وكما يقول أشقائنا في تونس الخضراء «كلام الليل مدهون بالزبدة».
وها نحن اليوم نرى كيف يتم اعتقال شباب الحركة وبعض مناضلي الجمعية المغربية لحقوق الإنسان وبعض المحتجين على الأوضاع المزرية كمعتقلي سيدي إفني والمتهمين كلهم بتهم الإخلال بالنظام العام أو تهم الفساد أو تهم الاتجار في المخدرات وهلم جرا من تلك التهم المطبوخة والتي كان النظام يستعملها سابقا على حد قول الملك الراحل الحسن الثاني الذي هدد الشعب بقولته الشهيرة حين أرادت الجماهير الشعبية إعلان وقفتها التضامنية مع الشعب العراقي إبان الغزوة الصهيونية على العراق في مطلع التسعينات.
حين قال ما معناه لا أريد أن أرى أي محتج ولا أريد ان يقرأ حتى اللطيف على ما جرت به الأقدار.
وكل من خالف او خرج للشارع للتظاهر فإن الملفات والتهم جاهزة ولا ينقصها غير الاسم أما التهم فهي حفار القبور و........
لا داعي لإتمام التهديد خوفا على سلامة معنويات شباب اليوم الطامح للحرية والكرامة.
إنه العار بعينيه أن يسجن الأبرياء ويتم تجاهلهم من طرف باقية الشعب المغربي وكأني أسمع صوت يقول اللهم حياة الذل والخزي والعار وحياة بلا كرامة خارج أسوار السجن ولا الكرامة المشمولة بالاعتقال.
مرة أخرى أقف وقفة إجلال إلى أمهات وآباء وإخوة المعتقلين السياسيين في مغرب القمع والتشريد، وأعلن تضامني المطلق ولا مشروط مع كل المعتقلين في سجون القمع.
السجن فعلا أسس ليقيم فيه ناهبي المال العام ومستغلي ثروات البلاد والمتجاوزين للقانون و القوادون والنصابون و....... وما أكثرهم في ظل تواجد مافيا تتحكم في دواليب الحكم في البلاد، لكن هيهات ثم هيهات فالسجن للشرفاء من أبناء هذا الوطن ولفاضحي الفساد وللطامحين لبناء دولة الحق بالقانون وللساهرين على المطالبة بتطبيق القانون وحماية كرامة الإنسان المغربي وللمطالبين بالعيش الكريم.....
مرحى لكل المغاربة على الإنجازات البائخة التي قامت بها هيئة «لا إنصاف ولا مصالحة»
مرحى لكل المغاربة حين أصبح بائعونا المخدرات والنصابون و....... يمثلونهم قبة الغرائب «البرلمان».
مرحى لكل المغاربة حين المستوى المعيشي المزري الذي يعيشونه بفضل الحكومات الشمولية التي يجوز لأعضاء الحكومة أن يتنقلوا بواسطة السيارات الفارعة هم وأفراد عائلتهم وكل ذلك على حساب القوت اليومي للشعب كافة.
مرحى لكم أيها المغاربة على رضوخكم لهذا الذل المتوارث منذ الزمن الأغبر.
سجل يا تاريخ سجل تواطئنا على أبناء الوطن الشرفاء.
سجل يا تاريخ مشاركتنا في هاته الأفعال الدنيئة ضد أبناء هذا الوطن الشرفاء وذلك بصمتنا وتغاضينا إلا من رحم ربنا.
...................
تحية عالية إلى كل معتقلي 20 فبراير الخالدة وتحية لأبناء سيدي افني الصامدة، وتحية لكل شرفاء هذا الوطن الجميل والغالي على نفوسنا، من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب ومن أقصى الغرب إلى أقصى الشرق.
.....................
« ومن يكره طلوع الجبال
يعش ابد الدهر بين الحفر » أبو القاسم الشابي
واليوم الذي ستسقط فيه خفافيش الظلام آت لا محالة، وللتاريخ نترك التسجيل والتذكير

#ايت_وكريم_احماد_بن_الحسين (هاشتاغ)       Ahmad_Ait_Ouakrim#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات