حمزة رستناوي
الحوار المتمدن-العدد: 3906 - 2012 / 11 / 9 - 23:50
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
القضية الكردية في سوريا ,و التمييز ضد السوريين الأكراد , ما كان له أن يستمر و يتفاقم لولا وجود سلطة حاكمة في سوريا , و على مدى ما يزيد عن نصف قرن تجمع بين كونها:
أولاً : سلطة استبدادية أحادية , و بالتالي هي سلطة لا تعتمد المواطنة المتساوية بين السوريين , بل تمارس القمع ضد كل من ينازعها حيز السلطة , أو تتخوّف من هواجسه بهذا الشأن , و أي سلطة استبدادية كتحصيل حاصل سوف تعتمد على عصبيات و أنظمة ولاء تتجاوز المفهوم المؤسس للدولة الديمقراطية , و الكرد كمجموعة عرقية متمايزة من السهل تحشيدها ضد السلطة لذلك سعت وقائيا لإضعافها و تحويطها و تفكيكها , و الطبيعة الاستبدادية للسلطة أجلّت و منعت طرح القضية الكردية في الحيز العام , كقضية سياسية و ثقافية , لذلك جرى ببساطة انكارها ظاهراً , و قمع المطالب الكردية في حقيقة الأمر.
ثانياً : سلطة ايديلوجية قومية عربية , و بالتالي و اتوماتيكيا هي ستُمارس الظلم و التميز بشكل أو بآخر ضد السوريين من غير العرب , و هي ستنتقل باتجاه تصعيد القضايا القومية العربية " فلسطين " و اهمال القضايا مادون ذلك باستثناء شغلها الشاغل "البقاء في الحكم ".
*
حل القضية الكردية و ببساطة لم و لن يتم دون معالجة جوهر المشكلة ألا وهو الدولة السورية و نظام الحكم فيها :
أولا:ً سوريا دولة ديمقراطية حديثة : هذا يعني – نظريا و من ناحية المبدأ - سوريا دولة لكل مواطنيها السوريين بغض النظر عن عرقهم و عقيدتهم و بالتالي احترام حقوق الانسان و حقوق مواطنة متساوية للأكراد فيما بينهم , و مع الآخرين من شركائهم في الوطن.
ثانيا : سوريا دولة غير مؤد لجة " الجمهورية السورية ": و ليس الجمهورية العربية السورية أو الجمهورية الاسلامية السورية أو امارة سوريا الاسلامية .الخ , و هنا نتكلم عن سوريا دولة وظيفتها الاساسية تسيير أمور مواطنيها السوريين بالعدل بغض النظر عن عروبتهم أو اسلامهم أو ..الخ.
*
ما هي حقوق السوريين الكرد في الدولة السورية المنشودة؟
هي ذاتها حقوق أي سوري مع مراعاة:
أولاً : حقوق ثقافية : تتعلق بضرورة تدريس اللغة الكردية إضافة الى العربية في مجتمعاتهم , دعم و تنمية الدولة للثقافة و الفنون و الاداب و التراث و الفلكلور الكردي كجزء اصيل من ثقافة الشعب السوري.
ثانيا : تحقيق تنمية متوازنة في الجغرافيا السورية – و هذا ليس حكرا على مناطق سكن الاكراد - و الاهتمام اقتصاديا و خدميا بتنمية مناطق سكنهم حيث ان غالبتهم يسكنون مناطق همّشتها السلطة على مدى عقود متتالية.
ثالثا : حل اشكالات خاصة تتعلق بالجنسية , و انصاف الكرد الذين سلبهم النظام أملاكهم , و اجراء مصالحة و تسوية عادلة بين السكان الكرد و العرب في المناطق المتاخمة بينهم و مثالها قضية المغمورين و مزارع الاصلاح الزراعي ..الخ.
#حمزة_رستناوي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟