أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسين الصالح - وهم اليقين ..














المزيد.....


وهم اليقين ..


حسين الصالح

الحوار المتمدن-العدد: 3906 - 2012 / 11 / 9 - 05:43
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كانت ليلة باردة لايسمع منها سوى هزيز الريح والساعة قد تجاوزت الثانية عشر ليلا والارق يقاسمني السرير وعقلي يتراقص بين الافكار ويقفز من واحدة الى اخرى كنحلة تتراقص بين الازهار .. منظر يستنسخ نفسه كل ليلة حتى انني بت اشعر بالوحدة عندما افارقه..
فقد تحول الارق من حالة الى صفة بديهية يترجمها العقل على شكل حقيقة مطلقة واجب توفرها للوصول الى حالة النوم , على الرغم من كون الارق حالة سلبية لكن العقل البشري قادر على تحويلها الى حقيقة مطلقة .. بسبب تكرار تلك الحالة ..
فتكرار الموقف يدفع بالعقل الى ترسيخه وجعله وحدة اساسية في منظومته المركزية .. وهكذا الحال مع كل مانسميه بديهية او حقيقة او خطوط حمراء .. فالسبب اننا تشبعنا بالفكرة الى ان وصلنا الى مرحلة اليقين .. فكيف الحال اذا كانت اغلب بديهياتنا ترسخ فينا منذ اولى لحظات الولادة ؟؟؟
مشكلتنا اننا نعيش صراع فرضيات نسبية تحت وهم مصطلحات تشبعت بها ذاكرتنا مثل المنطق واليقين والمطلق .. في حين اننا تناسينا ان العقل البشري وحده من وضع تلك الفرضيات وهنا جوهر الفكرة ..
فعند ولادة الكون الذي يعتبره البعض ازليا وجد الزمن ولايمكن ايجاد اي حالة للزمن قبل وجود الكون (حسب وجهة نظر العالم الفيزيائي ستيفن هويكنغ) .. قد تكون فرضيته غير منطقية للبعض .. لكن هذه الفكرة فتحت افاق لفرضيات اوسع ..
فنحن البشر بعقولنا اللامتناهية استطعنا ان نضع فرضيات تترجم سلوك الكون وعلى اثرها صغنا قوانين الفيزياء والطبيعة وفرضنا وجود عواطف ومشاعر واحاسيس ونظمناها في علوم خاصة روحانية ونفسية وفرضنا ان كل مادون تلك القوانين هو عبثا لايتقبله العقل البشري الا عن طريق صدمة .. كتلك الصدمة التي غيرت مفاهيم جدلية مثل سطحية الارض من كرويتها و بان الارض ليست مركز الكون كما كان اسلافنا يتخيلون ..
ففي حقيقة الامر ان العقل البشري هو القاموس الوحيد الذي يترجم الحياة وماحولها , فعندما نتحدث عن حقائقنا يجب ان نضع في الحسبان اننا نعيش في عالم افتراضي مبني على فرضيات نسبية لكائن بشري نسبي وعليه نحن نستطيع وبكل سهولة ان نغير في صياغة القوانين (الموروثة) بل ونستحدث علوم ومفاهيم جديدة تمحي وتعارض سابقاتها لكن بشرط ان تعطي جوابا فرضيا جديدا اكثر تطورا من سابقه ..
وعملية التجديد او التعاطي مع الفكرة الجديدة لايبنى على اساس معارضة النظرية الاقدم لان عندها العقل البشري سيرفضها ويحاربها بكل اسلحته .. وهنا نرجع للنوم والارق .. فالتخلص من الارق لايتم عن طريق قرار عقلي بالتوقف عن الارق فعندها سيحتار العقل ويتيه بين بحار الافكار والذاكرة , لكن ان قمنا بالعد او بالتركيز على النفس او اي عمل اخر يبعدنا عن افكارنا التي تؤرقنا سننجح بالتخلص منه والسبب اننا قمنا بالتغيير دون المعارضة لفكرة الارق ...
فعليه من يريد احداث تغيير عليه ان يمارسه اولا وهذا يتم عن طريق خلق فكرة جديدة بدل من الوقوع في اسر معارضة او تاييد الفكرة القديمة ... وهذا لن يتم الا اذا تغلبت المعرفة على الارادة ..
وهذا بحد ذاته سيسقط التقديس الذي لايتعدى كونه فرضية اخرى من بين ملايين الفرضيات البشرية ..فمقدساتنا ولدنا عليها ليس الا , وان كنا قد ولدنا على مقدسات اخرى لعارضنا مقدساتنا الحالية وبشدة ... تخيلوا ان نتعامل مع الامور بهذه الطريقة عندها هل سنعيش في كوكب تملئه الصراعات والقتال من اجل السلطة والمال ؟؟ ام اننا سنتغلب على انانيتنا وغطرستنا وتمسكنا بوهم المطلق الذي يمنعنا من ملاحقة الكون الذي يكبر عمرا يوما بعد يوم ؟؟

حسين الصالح



#حسين_الصالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدونية الفكرية .. لماذا؟
- الصمم الفكري
- التنوع والاختلاف ...
- التنوع والاختلاف ....
- بين الانسان وربه ...
- لقد وقعنا في الفخ ..
- في البدأ كان الانسان ..
- الموروث وانعكاسه على جمود المجتمعات الشرق اوسطية
- مفهوم المظاهرات المدنية بين النظرية والممارسة .. قراءة للواق ...
- العراق.. بين البداوة والمدنية
- الامة العراقية بين صراع الاباء والابناء
- الانسان العراقي بين مفهوم الامة والايدلوجية ....
- بيان صادر عن شباب الأمة العراقية حول حملة (الأمة العراقية .. ...
- هل ستحرر ساحة التحرير الشعب ؟؟ ام ان الشعب من سيستعبدها .. ؟ ...


المزيد.....




- سوريا.. إحترام حقوق الأقليات الدينية ما بين الوعود والواقع
- بابا الفاتيكان: الغارات الإسرائيلية على غزة ليست حربا بل وحش ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على النايل ...
- وفاة زعيم تنظيم الإخوان الدولي يوسف ندا
- بالصور.. الزاوية الرفاعية في المسجد الأقصى
- جماعة -الإخوان المسلمون- تنعى الداعية يوسف ندا
- قائد الثورة الاسلامية: اثارة الشبهات من نشاطات الاعداء الاسا ...
- قائد الثورة الاسلامية يلتقي منشدي المنبر الحسيني وشعراء اهل ...
- هجوم ماغدبورغ: دوافع غامضة بين معاداة الإسلام والاستياء من س ...
- بابا الفاتيكان: الغارات الإسرائيلية على غزة وحشية


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسين الصالح - وهم اليقين ..