|
مخاضات سياسية -1- .. الساحة الكردستانية
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 3905 - 2012 / 11 / 8 - 16:19
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أعتقد ان الوضع السياسي العام في العراق ، في خطوطه العريضة .. سيبقى كما هو لغاية مُقتبل عام 2014 .. وذلك لسببٍ بسيط ، هو ان القوى السياسية الفاعلة في الساحة ، أي التحالف الوطني والقائمة العراقية والتحالف الكردستاني .. كُلها تُريد حالياً .. المُحافظة على الوضع الراهن ، والتَمُسُك بالمُكتسبات والإمتيازات الكبيرة التي تحصل عليها .. وتأجيل حسم كافة الأمور المُهمة .. الى ما بعد الإنتخابات العامة القادمة . وأرى ان إنتخابات مجالس المحافظات ، التي من المزمع إجراءها في 20/4/2013 .. ستكون تمريناً جيداً لكافة القوى السياسية .. وفضاءاً واسعاً لإطلاق بالونات الإختبار .. وجَس نبض بعضها البعض .. وإستكشافاً مُبكراً لإحتمالات ، التحالف مع هذا الطرف او ذاك . - على الجانب الكردستاني ، أرى من المُفيد الإشارة الى مايلي : كما يبدو فأن هنالكَ مناقشات وإجتماعات " علنية " بين حِزبَي السلطة وأحزاب المعارضة والأحزاب الاخرى .. وكذلك إجتماعات " سرية " أو " غير رسمية " بين كُل حزب من هذه الأحزاب ، مع حزبٍ آخر أو أكثر .. لإستمزاج الآراء وإمكانية التحالفات . علماً ان هنالك ، شكلٌ من " التفاهمات الضمنية " بين الأحزاب الثلاثة الأكبر " الديمقراطي والإتحاد والتغيير " .. حول كركوك والمناطق المتنازع عليها .. والخطوط العريضة لهذه التفاهمات الضمنية ، تدور في الفلك التالي : إقرار الحزب الديمقراطي ، بنفوذ الإتحاد الوطني وحركة التغيير في كركوك ومناطق ديالى وصلاح الدين المتنازع عليها .. في مُقابل إعتراف الاتحاد الوطني ، بنفوذ الحزب الديمقراطي ، في نينوى .. ( وفي حالة التنسيق الثنائي بين الاتحاد الوطني وحركة التغيير في كركوك وبعلم الحزب الديمقراطي .. فلا مانع ، من دخول إنتخابات مجالس المحافظات في كركوك ونينوى ، في قائمة موحدة ، ورُبما مع الاتحاد الاسلامي وأحزاب اُخرى أيضاً ) . - تجري مفاوضات مُستمرة وعلى عدة اصعدة ، بين الحزب الديمقراطي والاتحاد الوطني .. من أجل إعادة الروح الى " الإتفاق الإستراتيجي " .. أو رُبما " مُراجعة " بعض البنود فيه . وهنالك إحتمالَين لِما ستؤول اليهِ هذه المباحثات : فأما التوصل الى حلول للخلافات في وجهات النظر بين الطرفَين وبالتالي ، تمديد الاتفاق الاستراتيجي الى فترةٍ اُخرى .. والنزول في قائمة واحدة ، وتقسيم النفوذ بينهما بعد إنتخابات مجالس المحافظات والانتخابات العامة . أو رُبما حسب الاحتمال الثاني .. عدم التوصل الى حلول مُرضية ، وتأجيل إحتمال " التحالُف " بينهما الى ما بعد ظهور نتائج الانتخابات ووفقاً لنسب كُل منهما . ان الإحتمال الاول ، تواجهه بعض المعوقات : منها .. ان الحزب الديمقراطي " مُستاء " في دخيلتهِ ، من المواقف غير الودية للإتحاد الوطني في الآونة الاخيرة ، مثل إصطفاف بعض أعضاء البرلمان في اربيل ، من منتسبي الإتحاد ، مع المعارضة ، في التصويت على التحقيق في بعض قضايا الفساد . ومنها ايضاً ، عرقلة الطالباني ، لمسألة سحب الثقة من المالكي ، وتقاطع موقفيهما بالنسبة للتعامل مع الملف التركي والايراني.. وقبلها تساهُل قوى الأمن في السليمانية مع الذين هاجموا مقر الحزب الديمقراطي . وبالمُقابل فان الإتحاد الوطني ، غير راضٍ عن حصول الحزب الديمقراطي ، على قطعٍ أكبر من الكعكة الكردستانية ، مثل حرمان الإتحاد من أي نفوذٍ في وزارة الموارد الطبيعية .. وكذلك تضييق الخناق على تنظيماته في بهدينان ونينوى حيثما أمكنَ ذلك . إضافةً الى لجوء الإتحاد الوطني في الفترة الأخيرة الى إسلوب ، إطلاق التصريحات مِنْ قبل بعض قيادييه ، بِصدد قضايا إشكالية وعُقدِية قديمة وحديثة ، تؤدي الى ردود افعال متشنجة من الطرف الآخر ، وبالتالي تساعد على التأزيم . هذا كله في جانب ، وفي الجانب الآخر .. فان الحزب الديمقراطي ، يتطّير من " تقارب " مُحتمَل بين الاتحاد وحركة التغيير ، غايته الإلتفاف على الحزب الديمقراطي وسحب البساط من تحت قدميه ! . لكل هذه الأسباب ، أعتقد أن نقاط الإفتراق بين الطرفَين أكثر من نقاط الإلتقاء " في اللحظة الراهنة " على الأقل . بصورةٍ عامة ، الإتحاد الوطني .. يقبل كما أظُن .. ان يشترك مع الحزب الديمقراطي ، في قائمة موحدة ، في إنتخابات مجالس المحافظات وحتى الإنتخابات العامة .. بشرط .. أن يتقاسما ما يفوزان بهِ [ مُناصفةً ] .. غير ان للحزب الديمقراطي رأياً آخر .. إذ يقول ، بتقسيم المقاعد حسب عدد الاصوات التي يحصل عليها كل طرف . إذ يعتقد الحزب الديمقراطي ، انه سيحوز ( بمفرده ) على أصوات أكثر بصورةٍ واضحة ، في كل من اربيل ودهوك ونينوى ، وكذلك في الانتخابات العامة في بغداد .. وليحصل الاتحاد على نسبة أعلى منه ، في السليمانية وكركوك ( إذ سيتقاسمها على الأرجح مع حركة التغيير والأحزاب الاسلامية ) .. أي بمعنى آخر .. يقترح الحزب الديمقراطي " في حالة عدم التوصل الى إتفاق مع الإتحاد " .. بالنزول في قوائم منفصلة ، ثم التحالف بعد الانتخابات ، بشروط جديدة تعتمد على نتائج الانتخابات !. - أغلب ما وردَ أعلاه .. هو ما يُفكر فيه الحزبان الديمقراطي والإتحاد .. لكن الساحة الكردستانية ، ليست حكراً عليهما كما هو معلوم .. فان حركة التغيير عندها ما تقوله ! .. وكذلك الإتحاد الاسلامي والجماعة الاسلامية .. بل والشيوعي الكردستاني والإشتراكي والكادحين أيضاً . وزيارة " نوشيروان مصطفى " قبل يومَين ، الى كركوك ولقاءه مع المحافظ وبعض اعضاء مجلس المحافظة ، ذات رمزية مُهمة .. فهو يقول للجميع : أنا موجود ! . رُبما لاتمتلك حركة التغيير خيارات عديدة ، لكن لن تتوقف مُحاولات المالكي ، لإستمالة الحركة وشق الصف الكردي .. والسؤال هو : هل ان جمال وفتنة المالكي ، ستنجح في النهاية في إغراء وإغواء ، حركة التغيير " حتى بالتزامن مع جَر الطالباني نفسه والاتحاد الوطني ، الى جبهة : المالكي / ايران " بالضد من جبهة علاوي / البارزاني / تركيا ؟ أرى بأن تبسيط الجواب ب نعم او لا ، غير دقيق .. لأن كُل القيادات الكردستانية الحالية بلا إستثناء ، لها تأريخ ليس ببعيد ، من تحالفات ، أقل ما يُقال عنها ، انها [ غير منطقية ، وغير معقولة ، ولم يكن أحد يتوقعها ] !!. .......................... يتبع ...
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أوباما والمالكي .. التشابُه والإختلاف
-
المُغازَلة بين المالكي والنُجيفي
-
أفلام الرُعب .. والعُنف العراقي
-
الثعابين
-
أرباح الإحتكارات هي الأهم
-
والعِيد إجانه وإنكِضه
-
عصافير
-
عُطلة عيد الأضحى عشرة أيام
-
في العيد .. ملاحظات بسيطة
-
صَوم يوم عَرَفة وقانون العفو العام
-
نانو - تَنَكَلوجي - !
-
سوفَ نَجُن من الفرح !
-
بعض ملامح الوضع في الأقليم
-
- الحلول - سهلةٌ في العراق
-
الأيام العشرة
-
نيران - صديقة - في موريتانيا
-
السلبيةُ والكَسَل
-
رعاية الكِبار
-
في أربيل : مباراة بين الحكومة والبرلمان !
-
المالكي .. والبقرة الصفراء
المزيد.....
-
أنور قرقاش بعد إطلاق النار في سلطنة عُمان: لا مكان للعنف في
...
-
إدانة السيناتور بوب مينينديز في اتهامات بالفساد تشمل تلقى رش
...
-
غوارديولا وكلوب على رأس المرشحين لقيادة إنجلترا خلفا لساوثغي
...
-
-لا انسحاب من السباق ومن واجبي إنجاز هذه المهمة-.. رسالة باي
...
-
الحرائق في ألبانيا دخلت أسبوعها الثالث.. تستعر وتتمدد
-
بعد ترشيح ترامب له لمنصب نائب الرئيس.. مذكرات جي دي فانس تتص
...
-
إسبانيا.. إصابات في حادث انقلاب حافلة ركاب في برشلونة
-
-وجبة قاتلة- تكشف بعض أسرار عبادة التماسيح في مصر القديمة
-
-حزب الله- يعلن قصف كريات شمونة بعشرات صواريخ -الكاتيوشا- (ف
...
-
سيارتو: العالم يتابع باحترام مهمة أوربان بشأن السلام في أوكر
...
المزيد.....
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
-
تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1
...
/ نصار يحيى
-
الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت
...
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
هواجس ثقافية 188
/ آرام كربيت
-
قبو الثلاثين
/ السماح عبد الله
-
والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور
/ وليد الخشاب
-
ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
المزيد.....
|