أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عمر أبو رصاع - رفع الدعم وسعر صرف الدينار الأردني














المزيد.....

رفع الدعم وسعر صرف الدينار الأردني


عمر أبو رصاع

الحوار المتمدن-العدد: 3905 - 2012 / 11 / 8 - 02:38
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


سبق وبينا في أكثر من مقال وفي عدة لقاءات، أنه ما من علاقة مباشرة ذات بال بين رفع الدعم وسعر الصرف، فوجود عجز في الميزانية ليس مبرراً لرفع الدعم، ويمكن تغطيته بأدوات الدين الداخلي أي يمكن للحكومة ان تستدين بالدينار الأردني من داخل السوق الأردني، إذن لماذا تريد الحكومة أن ترفع الدعم؟ الاجابة هي حتى تتمكن من أن تستدين من الخارج وتغطي الدينار.
وحتى لا يكون كلامنا معقداً وكيما نجعله في ابسط صوره، نقول ما يلي:
المشكلة التي تسبب ضغطاً وخطورة على سعر صرف الدينار هي مشكلة عجز ميزان المدفوعات، فما هو ميزان المدفوعات؟
ميزان المدفوعات بابسط فهم ممكن هو عبارة عن الميزان الذي يشتمل على بيان كل دولار يدخل إلى البلد وكل دولار يخرج منها، وعجزه أو فائضه يمثل الفرق بين ما يدخل للبلد من دولارات وما يخرج منها بالمقابل، وفي الأردن بلغ عجز ميزان المدفوعات العام الماضي 4.5 مليار دولار (قبل المنحة السعودية البالغة 1.5 مليار دولار)
ولكن ما الذي يعنيه هذا العجز وكيف يضغط على سعر الصرف؟
سعر صرف أي عملة يعتمد على العرض والطلب من هذه العملة، فإذا كانت الحكومة في بلد ما ملتزمة بتثبيت السعر مقابل الدولار، فمعنى هذا أنها ملتزمة بالحفاظ على نقطة التوازن بين العرض والطلب على الدولار، فإذا كانت كمية الدولارات المتاحة أكثر من المطلوبة تقوم الحكومة بشرائها مقابل دنانير، وهذا يؤدي لازدياد احتياطيات البنك المركزي، والعكس إذا كانت كمية الدولارات المطلوبة أكبر من المعروضة للبيع في السوق يقوم البنك المركزي بشراء الدنانير بالدولارات حتى يحافظ على التوازن بين العرض والطلب وفي هذه الحالة يقل احتياطي البنك المركزي.
إذن البنك المركزي هنا يقوم بوظيفة الحفاظ على التوازن بين العرض والطلب على الدولار مقابل الدينار، ومعنى أن يكون هناك عجز في ميزان المدفوعات أن ما هو مطلوب من الدولارات مقابل دنانير اردنية هو أكبر من حجم تدفقات الدولار على السوق المحلي، يعني مثلا وكمثال مبسط لشرح المسألة لو فرضنا أن الاقتصاد دخله كأثمان لصادراتنا المحلية وخدماتنا وسياحتنا وتحويلات العاملين من ابنائنا في الخارج ....الخ مبلغ 10 مليار دولار وخرج منه في المقابل اثمان للسلع المستودة والخدمات الخارجية والسياحة الخارجية وتحويلات للعاملين لدينا من الخارج ...الخ مبلغ 12 مليار دولار، فهذا معناه أن هناك عجز في ميزان مدفوعاتنا مقداره 2 مليار دولار، فلو فرضنا أن المركزي لم يتدخل فهذا معناه أن سعر صرف الدولار سيرتفع لأن المطلوب من الدولارات اكبر من حجم المعروض منها، فإذا ارادت الحكومة الحفاظ على سعر صرف الدولار، فإن عليها أن تضخ من احتياطي الدولار لدى بنكها المركزي بمقدار الفرق وهو هنا 2 مليار.
الواقع في الاردن أن العجز كما ذكرنا سيفوق هذا العام 4 مليار دولار، والمركزي احتياطيه قرابة 6 مليار، اي ان المركزي اذا استمرت حالة ميزان المدفوعات على ما هي عليه لن يقدر على تعويض الفجوة بين عرض الدولار والطلب عليه لأكثر من سنة ونصف السنة، فما العمل؟
هنا الحكومة وفق طريقة عملها المزمنة في الاردن ليس لديها إلا احد سبيلين إما الحصول على مساعدات خارجية كما حصل العام الماضي جزئيا في المنحة السعودية، أو الحصول على قروض البنك والصندوق الدولي، وهذا الاخير يشترط ما يسميه بالاصلاحات الهيكلية، وهي وصفة هذا البنك المعروفة، كلما طلبت قروض طالبوك باصلاحات هيكلية تتعلق بسياسات الدعم وضغط الانفاق العام، ولهذا تماما تتجه حكومتنا لرفع الدعم.
هنا يبرز لنا سؤالان، الأول: هل تعالج هذه الطرق المشكلة؟ والثاني: أليس هناك طرق أخرى؟
أما الأول فإجابته: لا، لأن هذه الطرق تؤجل المشكلة ولكنها تزيدها تعقيداً، فالمزيد من الدين يعني المزيد من خدمة الدين التي على الدولة دفعها، والعطايا على صعوبتها وندرتها تأتي هنا في نفس السياق وفي الغالب لها اثمان سياسية، ولا تستخدم في استحداث تنمية.
وأما الثاني فإجابته: نعم، هناك طريقة اقتصادية جادة، هي اتباع رزم من السياسات الاقتصادية التي من شأنها معالجة عجز ميزان المدفوعات نفسه، وعلى رأسها سياسات الانتاج الاحلالي، ونعني بالانتاج الاحلالي استبدال السلع المستوردة بسلع منتجة محلياً، وبالنسبة للأردن تصلح هذه السياسة بشكل خاص في قطاع الطاقة وتحديداً في الاعتماد على الطاقة البديلة والصخر الزيتي والطاقة النووية.
كذلك سياسة الحد من نمو الاستهلاك بتغيير انماطه، وبشكل خاص عن طريق بناء قاعدة فعالة وصالحة للنقل العام.
هذا فيما يتعلق بشق الدفع، أما شق التحصيل فيتطلب كذلك سياسات تشجع الانتاج التصديري، والسياحة والخدمات التي من شأنها زيادة ايرادات البلاد من الدولارات وسائر العملات الاجنبية، وهذا يتطلب بدوره رؤية اقتصادية متكاملة والعمل على الحد من تكاليف الانتاج، وسياسات ضريبية تتوافق مع هذا الاتجاه...الخ
الحقيقة الاسلوب الأول والسهل الاجرائي الذي ادمنته حكومات الاستبداد الحاكم في بلدنا، ليست فقط فاشلة في علاج المشكلة ولا تعمل إلا على تأجيلها ومفاقمتها، بل هي كذلك وهو الأهم تجعل انجاح الحلول التي ذكرنا أمراً أكثر صعوبة وتزيد من حدة المشكلة أكثر فأكثر، فهي مثلاً تؤدي لارتفاع التكاليف المعيشية والانتاجية، وهكذا تؤدي لتراجع الانتاج والجاذبية الاستثمارية وبالتالي الصادرات السلعية والخدمية وقدرتها على المنافسه، وعلى العكس تزيد قدرة الانتاج الخارجي على منافسة المحلي والقضاء عليه، هكذا يقتل الانتاج المحلي ويكاد يتلاشى يكفي ان نعلم ان عجز ميزاننا التجاري (الفرق بين ثمن الصادرات السلعية والواردات السلعية) بلغ زهاء 11 مليار.



#عمر_أبو_رصاع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأردن- الغاز المصري واكاذيب الاستبداد
- دولة الرئيس
- الأردن- شرعنة الاستبداد
- مصر- كشف الحساب أم رأس النائب العام؟
- الأردن- ماذا بعد حل مجلس النواب؟
- أين ذهبت أموال الشعب الأردني؟
- قراءة في الانتخابات الأردنية
- لماذا أقاطع الانتخابات البرلمانية الأردنية؟
- نحن والغرب على طرفي نقيض، بين الحداثة وما بعد الحداثة
- تاريخية المصحف -3- (في نقد المرجعية التراثية: أ- الأسس العقي ...
- تاريخية المصحف -2- (القطيعة المعرفية وعمى الزمن)
- تاريخية المصحف -1-
- نكون أو لا نكون
- العودة لمنطلقات الثورة المصرية الحديثة
- حكومة وفاق وطني عراقي
- التباين الثقافي للمفاهيم- التسامح والمساواة
- تاريخ العلاقة بين مصر والجزائر عندما يصنعه الأقزام
- فهوم الفن
- مصر والجزائر - داحس والغبراء
- إعلان الدولة هو الحل


المزيد.....




- توقف بطاقات مصرف -غازبروم بنك- عن العمل في الإمارات وتركيا و ...
- السعر كام النهاردة؟؟؟ تعرف على سعر الذهب فى العراق اليوم
- الاحتياطي الفدرالي: عبء الديون يتصدر مخاطر الاستقرار المالي ...
- الدين الحكومي الأمريكي يصل إلى مستوى قياسي جديد
- صندوق النقد يرحب بالإصلاحات المصرية
- مدفيديف: الغالبية العظمى من أسلحة العملية العسكرية الخاصة يت ...
- -كلاشينكوف- تنفذ خطة إنتاج رشاشات -آكا – 12- المطورة لعام 20 ...
- إيلون ماسك يحطم الرقم القياسي السابق لصافي ثروته.. كم بلغت ا ...
- اتهامات أميركية لمجموعة أداني الهندية بالرشوة تفقدها 27 مليا ...
- تونس.. توقف بطاقات -UnionPay- الصادرة عن بنك -غازبروم- الروس ...


المزيد.....

- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عمر أبو رصاع - رفع الدعم وسعر صرف الدينار الأردني