إلى أين تسير بنا أنظمة العجز العربية

يوسف غنيم
(Abo Ghneim)

الحوار المتمدن-العدد: 3905 - 2012 / 11 / 8 - 00:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

قالت العرب : كلب الشيخ شيخ ، ونظرا للعقلية القبلية التي لا زالت تشكل الوعي الإجتماعي والسياسي لهذه الدول تعتقد زعاماتها بأن تابع الإمبريالية إمبريالي ، ولتجسيد هذا التصور تقوم بتبديد الثروات القومية تحت حجة حماية لأمن الوطني بالوقت الذي تعمل فيه على زعزعة الأمن القومي خدمة لمشروع الهيمنة الأمريكي على العالم .
في تتبع الصرف على التسلح لبعض المشيخيات نجد أن قطر والإمارات بصدد شراء صواريخ من الولايات المتحدة بقيمة 7 مليار دولار والتي يكفي ربعها لأحداث نقلة نوعية بالأقتصاد القومي العربي إذا وظفت في إطار إنتاجي ، حيث يمكن بناء مدن صناعية في سيناء تستوعب الأيدي العاملة في مصر، أو زراعة السودان الذي يستطيع توفير الغذاء للوطن العربي كبديل عن التبعية الغذائية للإمبريالية التي تتحكم برغيف الخبز في الوطن العربي .
7 مليار دولار لحماية أنظمة لا يتعدى عدد سكانها 2 مليون مجتمعة 7 مليار لحماية مشيخيات لا يتعدى مجموع مواطنيها سكان حي في القاهرة .
،هل تعمد هذه الأنظمة إلى حماية مواطنيها بهذا الإنفاق السخي ؟ المواطنون في الوطن العربي يموت من الجوع والمرض والتعذيب في أقبية التحقيق التابعة للنظام الرسمي ، ولا يموتوا من الحروب التي تخاض من قبل هذه الأنظمة فهي أجبن من إعلان حرب على أعداء الأمة وأبعد من أن تبادر دولة إلى شن حرب عليها خاصة أنها مرتع للقواعد العسكرية الأمريكية الموزعة على النحو التالي :-
القواعد العسكرية الأمريكية في قطر
• قاعدة العديد الجوية
تعتبر أول قاعدة عسكرية أمريكية في الخليج العربي كله وتضم ما يكفي لأكثر من 100 قاذفة ومقاتلة وطائرات الإستطلاع والأواكس ، وموجود حاليا بالقاعدة سرب طائرات ف-16 وسرب طائرات تزويد بالوقود وسرب إستطلاع بالأضافة إلى طائرات أخرى ويقيم في القاعدة حاليا قرابة 4000 جندي أمريكي ، بدأت قطر منذ 1995 تستضيف بعضا من القوات الجوية المكلفة بالإشراف على منطقة حظر الطيران في جنوب العراق.
• قاعدة السيلية العسكرية :
بدأت بإستقبال القوات الأمريكية في بداية العام 1995، تم تطوير القاعدة لأستضافة قيادة الجيش الثالث الأمريكي والقيادة المركزية الأمريكية .
القواعد الأمريكية في قطر أكبر قواعد أمريكية في العالم خارج حدود الولايات المتحدة الأمريكة.

القواعد العسكرية الأمريكية في الإمارات
توجد في الإمارات قاعدة جوية أمريكية ومستودعات متعددة لأغراض الدعم اللوجستي ، إضافة إلى ميناءين هامين يطلان على مياه الخليج العميقة ، وهذا ما يفسر أهميتها بالنسبة للسفن العسكرية الكبيرة.
في ظل هذا التواجد العسكري والأمني هل تحتاج هذه الأنظمة إلى معدات عسكرية لحماية ذاتها أو حماية المواطنين في حدود الجغرافيا التي تحكمها ، حماية الوطن تبدأ بإعطاء

المواطنين في تلك الدول الحق في ممارسة دورهم بتقرير نظام الحكم في تلك المشيخيات ، لا يعقل أن تسيطر قبيلة على مقدرات أمة وتلقي بالفتات إلى رعاياها وفي ذات السياق تضخ بعوائد الناتج القومي إلى المركز الإقتصادي الذي يحافظ على هذه الأنظمة التي لا تمتلك القدرة على وقف إستنزاف الموارد القومية في مسعى لتعميق التبعية وعرقلة أية توجهات تنموية .
لقد عمل الغرب على إجهاض تجربة محمد علي لما كانت تشكله من تهديد للمصالح الرأسمالية وعملت على إجهاض تجربة ناصر ودمرت العراق الذي أخذ منحى تصنيعي بهدف الفكاك من علاقة التبعية ، هذا الغرب الذي يمد المشيخات بالترسانة العسكرية بهدف تعميق علاقة التبعية والإرتهان ولتنشيط الصناعة العسكرية حيث عملت الإمبريالية على شن الحرب على أفغانستان والعراق بعد تكدس الأسلحة في مخازنها وعمقت الصراع في الصومال وقررت تقسيم السودان وأعادة إحتلال ليبيا وتعمل على إغراق سوريا بالدماء في سياق الحفاظ على ديمومة الأنتاج العسكري لما يحققة من عوائد تقدر بمئات المليارات .
على الرغم من دور الإمبريالية في إحتجاز تطور الوطن العربي ما كانت للتتمكن من تحقيق ذلك دون تهافت القطريات على توثيق علاقة التبعية بهدف تعزيز بعدها قطري المعيق لمشروع الأمة بالوحدة .
مشروع الوحدة من ضرورات التاريخ التي يمكن إعاقتها ولكن من المستحيل وقفها ولتحقيق هذه الضرورة على الجماهير العربية رفض الرشاوي الإقتصادية التي تقدمها النظم القطرية للمواطنين العرب في حدود الجغرافيا التي تحكمها والإنطلاق من المصالح العليا للأمة التي لا تستقيم مع النظام القطري المرتهن إلى الدول الإستعمارية التي جزأت الوطن العربي وتعمل على تفتيته لإحكام السيطرة علية لأطول فترة ممكنة وبأقل التكاليف .

#يوسف_غنيم (هاشتاغ)       Abo_Ghneim#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات