أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف - بمناسبة 8 مارس/ اذار 2005 يوم المرأة العالمي - نضال نعيسة - المجتمعات الذكورية والفحولة الشمولية















المزيد.....

المجتمعات الذكورية والفحولة الشمولية


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 1131 - 2005 / 3 / 8 - 09:25
المحور: ملف - بمناسبة 8 مارس/ اذار 2005 يوم المرأة العالمي
    


طبعا لن يبخل الزملاء الأفاضل بالإستفاضة كتابة عن هذا الموضوع الحيوي والهام.؟وحسب ظني سيغطونه من كافة الأوجه والجوانب.ولكنا سنعرض هنا لمحة سريعة وموجزة عن ولادة وانتشارالمجتمعات الذكورية وقيمها ,والقيام بعملية اسقاط سريعة أيضا على أنظمة الحكم السياسية التي سادت نتيجة وجود هذا الفكر لفترة طويلة واستفحاله وتفشيه.وهناك الكثير من الأفكار والتشعبات لهذا الموضوع ,ولكن سيتم الإيجاز قدر الإمكان.

إذا كانت المرأة هي نصف المجتمع ,فإنها ولا شك كل الحياة ومصدر الخصوبة والسعادة .والحياة بدون وجود المرأة تعني ببساطة الموت والاندثار.ولكن المراة ,وعبر, التاريخ تعرضت للكثير من صنوف الاضطهاد والظلم المتنوع الأشكال.ولقد كان الرجل الأقوى جسديا هو المسيطر دائما ,وهذا فيه شيء من شريعة الغاب, كما هو واضح وجلي في العلاقة التي استمرت بين الاثنين,والتي ماتزال إلى اليوم تعاني منها بأشكال مختلفة.والرجل أيضا هو المتملك,والمتحكم بوسائل الانتاج, يحاول ان يتملك المرأة على الدوام ويعتبرها أحد مقتنياته التي لا غنى عنها ويودعها احد أركان البيت أو غرفه الكثيرة.وكلما تطور وضعه المادي كان يقتني المزيد منها.حتى أصبح الوضع المادي للرجل هو بمقدار مالديه من زوجات ,ونساء. وحتى الآن ,وفي المجتمعات التي تسودها هذه القيم , من يتمتع بوضع اقتصادي جيد يجب أن يكون لديه علاقات نسائية,وزوجات ,وزيجات أكثر .وكان يضيفها إلى رصيده العام من الممتلكات مثلها مثل أي قطعة أثاث أخرى موجودة لديه. ولذلك لم يكن عدد الزوجات محددا ومعروفا في مرحلة ما من تاريخ المرأة.ولا يزال هذا موجودا إلى الآن عند بعض الشعوب. وربما,ولكثرتهن أحيانا, كان ينساهن حين يجد قطعة أثاث أو مصدر متعة أخرى "أحدث "وأجدد".ولذلك كلما كانت القيمة الاجتماعية والمادية للرجل أكبر, كلما كان عدد مقتنياته من النساء أكثر ,وبدون النظر واحترام مشاعرها وقيمتها الإنسانية الكبرى, باعتبارها كائنا ساميا وجميلا أعطته الطبيعة كامل الإحساس والعقل الذي يجعلها تتفوق على الرجل في أحيان كثيرة.

ومع تطور الوضع المادي والإجتماعي, أصبح الرجل يفكر باقتناء المزيد من النساء ,تماما كما يقتني المزيد من الخيل ,والأراضي والعبيد ,والأموال.وقد ساهم في هذا الوضع بدائية التفكير الإنساني ,وعدم نضوج الخبرة الحضارية التي وضعت المرأة في وضع أفضل فيما بعد. كما كان العامل البدائي الإقطاعي المشاع البدائي من أهم الأسباب التي ساعدت على وضع المرأة في هذا السياق غير الإنساني, وجعلتها تخسر الكثير من رصيدها . حيث كانت تعتبر كوسيلة إنتاج أخرى, تعمل تحت أمرة الرجل في التغلب على ظروف الحياة الصعبة والقاهرة.كما كانت "ماكينة تفريخ" للأطفال المطلوبين بكثرة لقهر الطبيعة القاسية. وقد كان ينظر للمرأة ,على أنها مصدرا للمتعة ,وإفراغ الطاقة الجنسية,وتُعامل في هذه المجتمعات البدائية الحيوانية على هذا الأساس فقط.ولذلك تعرضت المرأة في هذه المجتمعات الإقطاعية والبدائية للمهانة والنظرة الدونية باعتبارها مخلوقا أدنى من الرجل ,وأضعف.ولذلك لم تتمكن من قدرها والتحكم بمصيرها,ومن هنا نشأ مبدأ انكار حقوقها السياسية والاجتماعية والاقتصادية,وظلت دائما تحت رحمة الرجل وتحتمي به.

وحين كانت تحدث الحروب والمواجهات والغزوات ,كانت تسبى النساء وتتعرض للاغتصاب ,مما كان يشكل إهانة كبرى"لمالكيها" السابقين,وكانت لذلك مجلبة للعار في نظر أولئك.ومن هنا نشأ أحد أسباب التفكير بوأدها والتخلص من هذا الخطر والذل الكامن. وكان المجتمع يضيّق الخناق على المرأة كلما كان مغلقا,وتسوده العلاقات المشاعية البدائية,باعتبارها إحدى وسائل الإنتاج ولم تتطور فيه بعد علاقات الانتاج ,والوعي الاجتماعي والثقافي,الذي يسمح للمرأة بالاستقلال الاقتصادي الذي يؤدي بدوره للاستقلال السياسي والاجتماعي.ولذلك ومن هنا جاء حرمان المرأة من التعليم والعمل كونهما العاملان الرئيسان اللذان سيؤديا في النهاية إلى تحررها من ربقة الرجل.ولذلك نرى الآن بعض الحراك التحرري والمطالبات بحقوق أكبر في المجتمعات التي تعيش بعض الطفرات المادية ,رغم حالة الحصار الإيديولوجي والذكوري المفروضة عليها.فيما يحاول بعض آخر,رغم سيادة القيم الأبوية والمشاعية فيه,الظهور بمظهر تحرري وعصري بعيد في الحقيقة عن الجوهر الأصلي للواقع .كتعيين امرأة في منصب عال ,أو مركز حكومي هام ,وظهر الأمر مضحكا بعض الشيء كإلباس جندي بزة أدميرال والناس جميعهم يعرفون وضعه الحقيقي,ولكن بدا الأمر كله وكأنه لمجرد التقاط الصور التذكارية,وعرضها في وسائل الإعلام.حيث لاتزال حتى الوزيرة هنا,وطبقا للقوانين والتقاليد الأقوى السائدة في هذه المجتمعات, تحتاج لموافقة الزوج للتنقل والسفر من منطقة لأخرى.والمرأة الضعيفة "والضلع القاصر" هي عرضة للهجوم ,والالتهام من قبل الذئاب,فينبغي الابقاء دائما على حالة الحصار ,والمتابعة والمراقبة ,ووجود الكفلاء ,والرقباء ,والأوصياء.

وفشلت تلك المجتمعات ولوقت طويل بالخروج من شرنقة النظرة الدونية للمرأة باعتبارها مصدرا للمتعة ,وجلب العار,ولذلك اعتبرت كعورة وعيب يجب ستره وإخفاءه وتغييبه.وهكذا فكر البعض بالتخلص منها أحيانا ,لمنع هذا العيب القادم من أرحام النساء.وظهر الوأد كحل سريع ومقبول ومتعارف عليه ,واستمر فيما بعد,وفي مراحل لاحقة, وأدا سياسيا ,واقتصاديا واجتماعيا. وساد الفكر والمجتمع الذكوري القوي والطاغي على هذه المجتمعات,وغُيّبت المرأة عن مسرح النشاط الإنساني بشكل عام.ولا نزال نعيش بعضا من تبعاته حتى الآن.

ففي مجتمع الذكورة المطلقة لا وجود للأنثى على الإطلاق على السطح,وإن كانت موجودة,كالمعارضة, بقوة في الخفاء, ولا اعتراف إلا بسلطة الرجل,ولا تفاوض ولا صلح معها. وفي مجتمع الذكورة لا يجب أن تظهر النساء, وعليهن البقاء في الحصون والجحور ووراء السواتر والجدران, وأصبح المجتمع ذا لون وصبغة واحدة,وأحادي الجانب. وفي مجتمعات الذكورة القصوى لا يجب أن تتكلم العورات فيصاب الجميع بالذل والهوان, وتعفر الجباه, وتنتهك الكرامات.ويجب أن تبقى المرأة أمية وجاهلة ولا تجيد حتى قراءة الفنجان, والتشبث بالأباطيل والرؤى والخيالات.وألا تمتلك شيئا من مقومات الاقتصاد لأن الاستقلال الاقتصادي ,كما هو معلوم,يعني الاستقلال السياسي والاجتماعي وتحررا من "سلبطة" وتحكم الرجال,ولأن الفقر كان دائما أحد الأسباب التي جعلتها سلعة تباع وتشرى في المزادات ,وتعرض كأمة وجارية ,ولحم رخيص في الأسواق.وفي مجتمع الذكورية المطلقة وجدت النساء لمتعة وخدمة الرجال ,ولا يجوز لهن ممارسة أي نشاط آخر.وعليها دائما أن تؤمر فتطيع وتنصاع, كالعبيد ولا تنطق بالكلام.وهذه "الذكوريات" يكون الزواج والطلاق فيها حكرا وقرارا يتخذه الرجال,لا يمكن للمرأة أن تعلن عن رغبتها بالزواج,والإفراج عن مشاعرها الحبيسة وراء التابوات والممنوعات ,وتبقى طول العمر كالشاة تنتظر "سكين الذبح" ,ومجيء القصاب.كما كانت عمليات استغلالها بكل الأشكال والمتاجرة بها وبيعها أحيانا ,من الكثرة بحيث لايتسع المجال لعرضها هن.وإلى الآن ماتزال النظرة القاصرة سائدة اتجاه المرأة,برغم ادعاء البعض الثقافة ,والتحرر ,والعصرنة ,ولكن وفي أعماقه هناك تخلف مخز.

ولقد انعكست النظرة إلى المرأة,في المجتمعات الذكورية, على النظرة والتعامل في الحياة بشكل عام ,ولا يستثنى في هذه الحالة الجانب السياسي.ولذلك نرى أن المجتمعات التي تتمتع فيها المرأة بحقوق سياسية واقتصادية واجتماعية وحرية فردية وشخصية ,استطاعت أن تفرز أنظمة حكم وديمقراطيات متطورة.وفي نفس الوقت, أصبحت أنظمة الحكم التي تتمتع بشمولية النزعة الذكورية ,وتغييب المرآة الكامل عن الميدان ونقل نفس الأفكار وتطبيقها حين حكمت وتسلطت على المجتمعات, تتمتع بالتخلف الحضاري والإنساني والإعاقة المزمنة.ففي مجتمعات الذكورة السلطوية ,والفحولة الشمولية المطلقة, تصبح الشعوب- وعذرا شديدا للتعبير المجازي- إناثا محرومة من كافة حقوقها,ووظيفتها الأساسية والحيوية فقط أن تكون "مطية" للسلطات.وأن تتعرض للنهب والاستعباد والاستغلال. ولا يمنع الأمر أن تتعرض,في بعض الأحيان, للوأد السياسي الكامل والتغييب الحضاري والتام.فلا زواج ولا نسب ولا مصاهرة مع هذه الشعوب المنكوبة,ولا يسمح بأن يسمع صوتها أبدا,أو أن تعبر عن نفسها بأي شكل من الأشكال, لأن حرية التعبير والكلام هو عورة وأمر مشين, تماما كما كان يفكر الجاهليون البدائيون.وأقيمت عليها يمين الطلاق بالثلاثة.وإن أي زواج بينهما سيكون بعقد عرفي,بدون أفراح وأعراس والزوج- السلطة- هو الذي يملك العصمة المطلقة,وقرار المخالعة والطلاق. وظهرت الفحولة الشمولية,عبر الإجراءات التعسفية الشديدة, بأبرز صورها حيث لا تكل ولا تمل ولا تتعب من القهر وتستمر بالتنكيل بالمرأة – الشعوب- في هذه الحالة,ورفضت لذلك كل عروض الزواج والمعاشرة معها.بينما كانت تظهر العنة والقهقرى أمام "الغير". وظلت تهدد بالطلاق التعسفي لأتفه الأسباب,ولاتمن عليها بأبسط الحقوق والواجبات,ومنع أي شكل أو مظهر من مظاهر النشاط والاحتجاج والتعبير السياسي.وكان أيضا الإفقار كسياسة ممنهجة,والتحكم الاقتصادي بالشعوب وسيلة من وسائل الإخضاع وإحكام السيطرة.ويجب أن تبقى مراقبة من "أوصياء الأمن" لكي لا تشذ وتخرج عن الطور وعادات الطاعة في العائلة الشمولية. تماما كما حصل مع النساء في الأزمنة البدائية ,وفي تقاليد الذكوريات.ولذلك أصيبت الحياة بشكل عام بالعنوسة السياسية والحضارية تماما بسبب سيطرة الأحادية الذكورية على التفكير العام,وأصبحت فاقدة لأي نشاط إنساني حيوي يمكنها من التكاثر ,والتوالد, وإنتاج مجتمعات سليمة ومعافاة .فلا يزعل أحد ,ولا يحزن فما نفعله نحن بالمرأة ,تفعله بنا الشموليات "الفحلة".فكما تدين تُدان,وبالكيل الذي تكيل تُكال,كما ورد بالأسفار. وما من ظالم إلا ويبلى بأظلم.وسلامات.

فهل لازال فكر الجاهليين البدائيين يتحكم بمناحي الحياة بواسطة أقرانهم من الجاهليين الجدد؟



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عصـــر التحــولات
- تراث المخابرات في كتابات الأدباء
- إيــّـاك ....ثمّ....إيــّـاك
- ما قبـل العاصفـــة
- دســاتير برسـم البيـع
- مرشـــح رئاســي
- البقــــرة الحلـوب
- سقــــوط الرهانات
- سورية العظمـــى
- هل نحن أمة من الجهـــلاء؟
- دروس في الديمقراطيـــة
- الحـــــرب الإليكترونية
- بالـــونات الهواء
- مجانيـــن بلا حــــدود
- لوحــــة من الصحراء
- عندما يموت الكبــــار
- الموت على الطريقة العربية
- الفالانتاين ..........عيد الحب
- الديكتاتورية هي الحـــل
- العلمــــانية والعولمة


المزيد.....




- من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد ...
- نجل شاه إيران الراحل لـCNN: ترامب و-الضغط الأقصى- فرصة لإنشا ...
- -لقد قتلت اثنين من أطفالي، فهل ستقتل الثالث أيضا؟-: فضيحة وف ...
- كيم: المفاوضات السابقة مع واشنطن لم تؤكد سوى سياستها العدائي ...
- الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعتمد قرارا ينتقد إيران لتقليص ...
- ZTE تعلن عن أفضل هواتفها الذكية
- مشاهد لاستسلام جماعي للقوات الأوكرانية في مقاطعة كورسك
- إيران متهمة بنشاط نووي سري
- ماذا عن الإعلان الصاخب -ترامب سيزوّد أوكرانيا بأسلحة نووية-؟ ...
- هل ترامب مستعد لهز سوق النفط العالمية؟


المزيد.....

- المشاركة السياسية للمرأة في سورية / مية الرحبي
- الثورة الاشتراكية ونضـال تحرر النساء / الاممية الرابعة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف - بمناسبة 8 مارس/ اذار 2005 يوم المرأة العالمي - نضال نعيسة - المجتمعات الذكورية والفحولة الشمولية