أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إسماعيل حسني - الدين والأخلاق (1)














المزيد.....


الدين والأخلاق (1)


إسماعيل حسني

الحوار المتمدن-العدد: 3904 - 2012 / 11 / 7 - 17:11
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إذا كان ضعف الأداء السياسي لجماعات الإسلام السياسي وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين منذ وصولها إلى الحكم قد جاء صادما لعامة الناس، فإن انحدار الأداء الأخلاقي لهذه الجماعات كان الصدمة الكبرى التي أصابت حتى أشد معارضيها بالذهول، إلى الحد الذي دفع الكثيرون هذه الأيام إلى الترحم على الأخلاق في عهد النظام البائد.
فقد رأى الناس هذه الجماعات منذ اليوم الأول لسقوط مبارك وهي تخون الثورة وتندفع إلى صفقة تقاسم سلطة مع فلول النظام من العسكريين، ورأوها وهي تقدم مصالحها على مصلحة الوطن في قضايا الدستور والإستفتاء والإنتخابات، ورأوها وهي تكذب وتخلف الوعود المرة تلو الأخرى، سواء حين تعهدت بعدم التقدم بمرشح للرئاسة، أو حينما ادعت زورا امتلاكها لمشروع متكامل للنهضة، كما فجع الناس بالممارسات اللاأخلاقية لقيادات وكوادر هذه الجماعات حين يصرحون ثم ينفون تصريحاتهم، وحين يتهجمون على الضيوف في البرامج الفضائية، وحين يتهمون الناس في ذممهم وأعراضهم، وحين يتجمهرون في ساحات القضاء لإرهاب القضاة وضرب الخصوم والمحامين، وحين يتسلطون على الناس ويقتلونهم في الشوارع بحجة الأمر بالمعروف، ناهيك عن شراء الأصوات في الإنتخابات والإدعاءات الكاذبة والفضائح الجنسية الفاحشة.
هذا الإنحدار الأخلاقي العام الذي ظهرت به جماعات الإسلام السياسي والذي لا يمكن وصفه بأنه مجرد أخطاء فردية دفع الناس للتساؤل عما إذا كان هؤلاء حقيقة متدينون، أم أنهم مجرد تجار دين لا يهتمون بالسلعة التي يبيعونها بقدر اهتمامهم بما تدره عليهم من أرباح ؟ خاصة وأن هذه الجماعات تقدم نفسها للناس باعتبارها رمزا للأخلاق الحميدة، وحامية حمى الفضيلة.
هذه الأسئلة تلح على أذهان العامة انطلاقا من فرضية خاطئة نجح الكهنوت الديني في تسويقها تقول أن الإنسان يستمد منظومته الأخلاقية من الأديان، وشاع هذا الإدعاء واستقر في عقول الناس وكأنه حقيقة علمية لا تقبل النقاش. فأصبح يقال أنه لا أخلاق بلا دين، ومن لا دين له لا أخلاق له، وأن التدين دليل حسن الخلق، وأنه من أجل المحافظة على القيم الأخلاقية يجب أن تكون المرجعية العليا في المجتمع مرجعية دينية.
والحقيقة أن هذا الإدعاء هو أحد الأوهام التي يقوم الكهنوت الديني بزرعها في عقول الناس ليخفي وراء إيحاءاتها النبيلة هدفه الحقيقي في السيطرة على عقولهم وضمائرهم لمصلحة النظام السياسي الذي يعمل في خدمته، ولتعظيم دور رجال الدين وانتشالهم من حالة الفقر والعوز باعتبارهم فئة غير منتجة في المجتمع، فهم ليسوا فقط حماة العقيدة الدينية، بل هم أيضا حماة القيم الأخلاقية.
وفضلا عن افتقار هذا الإدعاء إلى أي دليل معرفي يؤيده، فإنه يخالف الأصول الصحيحة لجميع الأديان. فالإسلام مثلا لم يدع أنه أصل أو منشأ القيم الأخلاقية إذ يقول الرسول في وضوح تام أنه قد بعث ليتمم مكارم الأخلاق، أي ليهذبها مما قد يكون علق بها من شوائب عند البعض، ويؤكد ذلك في حديث آخر يقول خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام إن فقهوا، أي أن الأخلاق الحميدة كانت موجودة وفاعلة قبل البعثة وقبل جميع الأديان. فلا يستطيع عاقل أن يدعي أن الإنسانية لم تكتشف الشر الكامن في جرائم مثل القتل والكذب والغش والسرقة، ولم تعرف فضائل الأمانة والصدق والتراحم والبر والتعاون وغيرها إلا بعد أن أخبرتها الأديان بذلك، بدليل أننا نرى كثيرا من المجتمعات اللادينية تتفوق اليوم أخلاقيا وسلوكيا على المجتمعات المتدينة. وللحديث بقية.



#إسماعيل_حسني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرسي وبيريز شراكة إلى حين ميسرة
- قاض وطبيب وبلطجي
- الرئيس مرسي وحتمية الفشل
- الطابور الخامس
- مطلوب ألتراس سياسي
- الصراع بين الجماعة والجماعات
- أسلمة الخطاب الكنسي
- مصر تحت الحكم الفاشي
- انتفاضة 24 أغسطس
- لماذا الإخوان المسلمون ؟
- من المسئول عن مقتل الجنود المصريين في سيناء ؟
- عشرة محاذير للمرجعية الدينية
- حول التعديلات الدستورية المقترحة
- تعريف مبسط للعلمانية
- إغتيال معلمة في مدرسة أم المؤمنين عائشة


المزيد.....




- وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور ...
- بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
- ” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس ...
- قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل ...
- نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب ...
- اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو ...
- الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
- صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
- بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021 ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس: هل تستعيد زخم السياح بعد انتهاء ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إسماعيل حسني - الدين والأخلاق (1)