رياض الزيدي
الحوار المتمدن-العدد: 3904 - 2012 / 11 / 7 - 13:18
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
حتى اللحظة التي اطل فيها الرئيس الامريكي جورج بوش منذرا صدام حسين وولديه بالخروج من العراق خلال يومين فقط ,لم يصدق العراقيين كل مايحدث امامهم , وهل امريكا وحلفائها جادة هذه المرة في اسقاط الدكتاتور وجمهوريه الخوف والرعب التي ارعبت العراقيين لعقود من الزمن ؟ وبعد سقوط النظام لم يصدق معظم العراقيين أن بلدهم في طريقه لكي يصبح دوله مدنيه ديمقراطيه حقيقيه ؟ الفوضى كانت عارمه , وبدأ واضحا للعراقيين أن امريكا وحلفائها غير جادين في مساعدة العراقيين على التحول الى دوله ديمقراطيه ! المؤسسه الدينيه الشيعيه التي اخطأت في بدايه تأسيس الدوله العراقيه الحديثه وحرمت الاكثريه من المشاركة السياسيه في بناء الدوله , عادة واخطأت مرة اخرى بدفع الناس الى التصويت على دستور مستعجل مليء بالتناقضات والالغام التي ندفع ثمنها الان , أكثر من عمليه انتخابيه قد جرت كلها وفقا لاسلوب التصويت الطائفي والقومي بعد الانقسام الحاد في المجتمع العراقي نتيجه لهذه العمليه السياسيه المستعجله التي افرزت لنا برلمان وحكومه طوائف غير منسجمة ؟ النظام الديمقرطي الجديد في العراق يسمح لك (بحريات مشروطه ) , حيث تستطيع أن تعبر عن أرائك وتخرج في تظاهرات وتشتم الحكومه دون أن يتعرض لك احد , لكن من غير المقبول ولن يصغي لك احد اذا طالبت الحكومه والبرلمان أن يكشفوا عن الحسابات الختاميه للسنوات التسع الماصيه , ومعرفه مصير المليارات من أموال الشعب العراقي التي ذهبت الى جيوب الفاسدين ؟ ومن غير المقبول أن تطالب البرلمان بتشريع قانون للاحزاب يكشف على أقل تقدير مصادر تمويل هذه الاحزاب التي اثرت على حساب المال العام ؟ ومن غير المقبول أن نطالب بتغيير قانون الانتخابات وتشريع قانون منصف يوفر فرصا عادله ومتساويه امام الجميع ؟ ومن غير المقبول أن نطالب البرلمان بتشريع قانون للضمان الاجتماعي ينصف الفقراء والمسحوقين ؟ هذه مطالب محضورة ,غير مسموح لنا أن نشترك في الحديث عنها , لانها تخص احزاب السلطة فقط ؟ ولو تحدثنا عنها فلن يصغي لنا احد او يجيب على تساؤلاتنا .. تلك هي ديمقراطيتنا الجديدة المزيفه
#رياض_الزيدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟