|
الجنس ...الميول ...الاعتداءات والثقافة
قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا
الحوار المتمدن-العدد: 3904 - 2012 / 11 / 7 - 12:39
المحور:
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
الجنس......... الميول ..الاعتداءات.... والثقافة التمييز بين "الشرير" و"المجنون" يكمن عميقا في لغتنا وفي رموزنا الاخلاقية . وبتمييزنا بينهم فأننا اساسا نهدف ، الى أن نكون قادرين على ايجاد العذر للناس الذين ارتكبوا اعمالا سيئة ،لكنهم لم يكونوا مسؤولين عن افعالهم بسبب الجنون .(سيلغمان و روزنهان1997) في كتابهم بعنوان -ABNORMALITY ومما يبعث على "التفاؤل " في الاونة الاخيرة هو الطرح الواضح لقضية كان يتم كنسها تحت السجادة في الماضي القريب ،ويتم التحدث عنها "بالوشوشة" "وهمسا " في الغرف المغلقة ، الا وهي ظاهرة التحرش الجنسي بالفتيات والنساء ، خصوصا في هذه الفترة "الذهبية "للفكر الاسلامي السلفي ، الذي لا يرى في الانثى سوى ما بين الفخذين!!!!! وكما ان لكل شيء حسناته وسيئاته ، فانتشار "فقه " النساء والفروج ،له جانب ايجابي ، وربما قد يقود الى التغيير المطلوب لاحقا ، وهذا الجانب هو طرح القضية على السطح لتتداولها الوسائل الاعلامية بشفافية ، وتتم مناقشتها ووصمها بوصمة عار من غالبية "العقلاء" في مجتمع "الشريرين " ، ولو كانوا مجانين لعذرناهم !اضافة الى ان المرأة بدأت ترفض هذا الاعتداء المستمر على حيزها الجسدي والشعوري ، وبدأت تنفض عن نفسها "غبار" الخنوع الذي تراكم لعقود طويلة . والجنس سواء اتفقنا مع فرويد ام اختلفنا يشكل دافعا غريزيا قويا ومتأصلا لدى الكائنات الحية ، فعلى مستوى الحيوانات هناك نظام خاص واوقات للسفاد ،وهناك "محرمات "كذلك ،بهدف الحفاظ على سلامة واستمرارية القطيع . وحده الانسان هو الذي يحصل من الجنس على متعة ويمارسه في الغالب للحصول على المتعة غير متقيد بأوقات او اوضاع نفسية او جسدية . وتدلنا كتب الفقه وبشكل لا يقبل الجدل عن "الفكر" والثقافة الجنسية في المجتمعات العربية الاسلامية في السابق ، والحيز الكبير الذي احتله هذا الموضوع في حياة الافراد " ذكورا واناثا "في تلك الايام . وتصيبنا الدهشة احيانا ،من جرأتهم في تناول الموضوعات الجنسية والحديث بكل انفتاح ، وتسمية الاشياء بمسمياتها دون خجل او وجل ، لو نطقناها او كتبناها لأتهمنا مجتمعنا " وحراس " شرفه واخلاقه " بسوء الخلق والبذاءة في القول والعمل . لكن ما يهمنا في هذا المقال هو ما تذكره تلك الكتب من "ظواهر وممارسات " جنسية ،يمكن تصنيفها اليوم تحت بند الجرائم الجنسية " مفاخذة الطفلة ،ضجعة الوداع ،نكاح الغلمان و......."، ولأكن واضحا ،فأنا لا اتفق على هذه المسميات لأنها تعطي انطباعا "بطبيعية" هذه الاعتداءات. لكن ونظرا للفترة التاريخية ، والتي واقولها بكل حذر،" اعتبرت " هذه الممارسات في اطار الطبيعي ،فالغير طبيعي ، هو أن اعتبر انا انسان القرن ال21 سلوكا شائنا جنائيا ، اعتبروه طبيعيا قبل اكثر من الف عام ،كسلوك طبيعي وكأن الانسانية لم تتقدم خطوة واحدة الى الامام ، او ان عقارب الزمان توقفت عن الحركة !!! ليس نقاشي مع السيوطي في كتابه " الوشاح في فوائد النكاح "، لكن نقاشي مع من يعتبر سلوكيات عصر السيوطي ، اسوة نقتدي بها ، وليس نقاشي كذلك مع النصوص الدينية قطعية الثبوت التي سمحت "بنكاح " الطفلة ، بل مع من يتعامل مع هذه "الاباحة " كفرض واجب التنفيذ ، مثلها مثل الصلاة والزكاة . مجتمعنا كباقي المجتمعات تطور بشكل ما ، ولو ان الوتيرة سلحفائية ، الا انه يمتعض من فكرة الزواج بالطفلة مثلا . ولنعد الى الافراد الذين يريدون "احياء الموتى " وخصوصا "اضفاء "الشرعية غلى سلوكيات جنائية وبأسم الدين ، والتمويه على "شذوذهم " بعباءة تطبيق الشريعة ، فالرد عليهم يكون بالتثقيف وبالردع، تثقيف الاهل وعقاب المعتدي . ولنا وقفة تالية مع الميول الجنسية ، الانحرافات والاعتداءات الجنسية . وهل هناك حل او علاج؟؟
#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اليسار الذي احلم به
-
يارون لوندون والعرب في اسرائيل
-
الهولوكوست وعرب اسرائيل
-
شد الرحال الى ........الصومال
-
ابا متعب !!!الف تحية
-
ميلاد وردة
-
كل عام وانتم ........؟؟!!
-
اشواق مبتسرة
-
ناطوري كارتا ......وصوت المرأة
-
سرايا العفة وهيئة الامر ........؟؟
-
طز في مصر وتحيا ماليزيا
-
احسنلك من حجة !!!!!
-
الكف التي تلاطم المخرز
-
الطب التقليدي الديني 6
-
توأمان -قصيدة
-
فضائية وباخلاق سماوية
-
العلاجات التقليدية وتجليات الوهم-5-
-
تنظيف الساحة الخلفية
-
العلاجات التقليدية 4- الفريد هيتشكوك وطقوس الزار
-
عزف منفرد -قصيدة
المزيد.....
-
مصرية توثق جانبًا مختلفًا لدبي عبر صور عفوية لعمال منطقة الر
...
-
وصفتها بـ -لحظات تاريخية-.. هكذا تفاعلت أحلام مع وصول طائرات
...
-
ارتفاع حصيلة قتلى عواصف أوروبا.. شاهد جهود البحث والإنقاذ وس
...
-
خلال اتصال هاتفي.. الملك عبدالله والسيسي يحذران من تصفية الق
...
-
هل فعلا سكر الفواكه أقل ضررا من غيره؟
-
الحكومة الإسرائيلية تضيف هدفاً جديداً إلى أهدافها المعلنة من
...
-
الناتو يترك للدول الأعضاء حرية اتخاذ القرار حول استخدام أوكر
...
-
دراسة: بعض المأكولات الصحية تزيد احتمالات إصابة الأطفال بالس
...
-
السيسي وعبد الله الثاني يحذران من خطورة استمرار الحرب في غزة
...
-
-كانت غزة تموت ببطء-.. مشعل يؤكد تغيّر موقف بايدن حول بقاء -
...
المزيد.....
-
الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2)
/ عبد الرحمان النوضة
-
الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2)
/ عبد الرحمان النوضة
-
دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج
/ توفيق أبو شومر
-
كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
كأس من عصير الأيام الجزء الثاني
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية
/ سعيد العليمى
-
الشجرة الارجوانيّة
/ بتول الفارس
المزيد.....
|