|
يوم المرأة العالمي و(الخبث) في الالتفاف
عدنان فارس
الحوار المتمدن-العدد: 1131 - 2005 / 3 / 8 - 09:15
المحور:
ملف - بمناسبة 8 مارس/ اذار 2005 يوم المرأة العالمي
بقرار من الجمعية العمومية للامم المتحدة تم اعلان عام 1975 (سنة عالمية للمرأة) وقد ناشد القرار حكومات الدول المنضوية تحت لواء الامم المتحدة بالغاء القوانين المهينة لانسانية المرأة والعمل على اصدار قوانين تنصف المرأة كانسان كامل وعلى قدم المساواة مع الرجل في جميع مجالات الحياة وتحديداً فيما يخص شؤون الاسرة والزواج والطلاق ورعاية الأبناء... لقد مضى ثلاثون عاماً على قرار الجمعية العمومية وعلى تلك السنة (الاحتفالية) فهلاّ تابعت الامم المتحدة ما صار وماجرى لقرار جمعيتها العمومية على مدى هذه السنين الثلاثين..؟ ام انه كان مجرد احتفال وإلقاء حجة؟... الدول (العربية) من جانبها احتفلت، بُعَيدَ، قرار الاعلان المذكور وعلى طريقة الابداع في ابتلاع الحقوق وتسويف الواجبات (باستبدال) يوم المرأة العالمي (ببدعة) يوم (عيد الأم والأسرة السعيدة..!) حيث يقوم أعضاء بعض فئات المجتمع الميسورة و(البطرانة) بتقديم الورود والهدايا للامهات (فقط) وفي هذا اليوم (فقط) وهو يوم 21 مارس بدلاً من يوم 8 مارس وعلى مبدأ (الجنة تحت أقدام الامهات في الآخرة).. ولكن ماذا تحت أقدام النساء وبضمنهن الأمهات في (الحياة الدنيا) سوى جحيم القوانين الظالمة والاعراف المتوحشة والتقاليد المتنكرة لحقائق الخلق بان الانسان هو ذكر وانثى أحدهما يكمل الآخر؟.. كل الأبناء والبنات يقدمون الورود لامهاتهم ويقبلون اياديهن في كل يوم بل في كل ساعة لقاء معهن ولكن لماذا على حساب مستحقات (يوم المرأة العالمي)؟.. ولصالح من؟.. انه (الابداع) في الالتفاف والتنصل والضحك على ذقون العالمين و منظمة أممهم المتحدة. مراحل التطور المجتمعي للبشرية شهدت نمواً في جميع المجالات نحو الأرقى الا في مجال حقوق المرأة والسلام وهذا ماعكّر صفو العدالة الاجتماعية لحد الآن في العديد من دول ومجتمعات العالم ولم تزل البشرية تعاني الأمرّين من غياب هذا التلازم بين جانبي بناء العائلة الانسانية الواحدة. ان التحايل والمكر والخبث ضد مساواة المرأة بالرجل مقترن دائماً وابداً بعدم احترام حقوق الانسان وما اكثر الأعذار والتبريرات، حين تعددها، لدى اولئك المتسترين بالدين والقومية و(التقاليد) التي ما انزل الله بها من سلطان الا اللهم سلطان التخلف والاستبداد والعقد النفسية وروح الأنانية المريضة ضد بناء الاسرة السليمة المتعافية.. بفضل هؤلاء من رجال التسلط السياسي المستبد وسدنة التغبية الدينية ومشايخ القهر الاجتماعي نرى ان المرأة في اكثر بلدان العالم والمرأة العراقية، على وجه الخصوص، يسير بها الحال من سيء الى أسوء وهذا مقترن تمام الاقتران بحال عموم المجتمع.. ان انسانية الرجل واكتمال رجولته لا تمر عبر الانتقاص من انسانية المرأة واستغلال انوثتها بل على العكس تماماً فلقد اثبتت معطيات اعتبار المرأة سلعة لانتاج الاطفال والمتعة وانها مجرد هدية من السماء (للانسان) انما هي مجرد افرازات سامة لواقع سياسي قائم على استلاب الاردة وتحكم منظومة من الاخلاق الفاسدة تخدم مصالح واغراض مجموعة او فئة في المجتمع هي الأشد عداءً للتطور الطبيعي للمجتمع وحقوق رجاله ونساءه واطفاله وهي الأكثر تدنيساً للأخلاق الانسانية التي ينبغي لها ان تتطور بالتوازي مع التطور المادي الحاصل في المسيرة التاريخية نحو الامام.. لا نتمنى الفشل لأرباب التخلف وأيتام المقابر والكهوف ولكن نتمنى عليهم (الاتعاظ) وان ينضموا الى الركب السائر ومن أجل ان لا ينطبق عليهم القول المشهود: (القافلة تسير والكلاب تنبح) فليس ارخص من ان يُلقموا بحجر. لقد سجلت الانتخابات العراقية رقماً قياسياً في انتصار إرادة الشعوب في تقرير مصيرها وبناء المستقبل الأفضل ولكن أرباب الظلام (باسم الدين) يصرون على توظيف هذا (الانتصار) ضد المراة ويتوعدون المرأة العراقية بتشريع اسلامي يحدّ من الطموح ويخنق الفرحة في صدور نساء العراق ويقتل الأمل الذي يحلم به العراقيات والعراقيون في استرجاع الانسانية المسلوبة في بلدهم العراق هذه الانسانية المتمثلة بسيادة الديموقراطية وفي مقدمتها وعلى رأسها دمقرطة العلاقة بين المرأة والرجل في جميع المجالات و (الأماكن). على الامم المتحدة في دورة جمعيتها العمومية القادمة ان تعمل (كشف حساب) لقرار إعلانها العام 1975 (سنة عالمية للمرأة) وأن تسأل الذين صوتوا لصالح ذلك القرار عن مدى التزامهم بالتنفيذ وماذا فعلوا كي يبرروا مدى احترامهم للتصويت ب (نعم)... ألف مبروك للمرأة العراقية وليطمأن بالها ويهدأ روعها بفوز قائمة (الائتلاف الموحد) في الانتخابات العراقية فان شيوخ هذه القائمة أدرى وأعرف الناس بحقوق وشؤون المرأة فكل واحد منهم عنده أربع نسوان على أقل تقدير.
#عدنان_فارس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الفيتو (الاسلامي) ومستقبل العراق الجديد
-
هل كانت انتخابات سياسية أم طائفية..؟
-
مثال الآلوسي.. تحية ومواساة
-
ابن السيستاني يخرق (حُرمة) يوم الصمت الاعلامي
-
مِفصل المسيرة في العراق ليس في العراق
-
الاوضاع في العراق شأن ايراني داخلي..!
-
مريض يشترط الدواء... لا يريد الشفاء
-
انتخابات ديموقراطية بأحزاب غير ديموقراطية
-
اصرخوا بوجه القرضاوي وزملائه: الاسلام ليس دين إرهاب
-
يوم -القدس- الايراني
-
شكراً شعب أميركا.. شعب الحرية!
-
عراق ديموقراطي فيدرالي موحّد أولاً.. ومن ثمّ الانسحاب
-
ردود عربية على الارهاب
-
ثقافة التحشيد ضد أميركا... الى أين..؟
-
وماذا عن (المغفلين) في إطالة أمد الإرهاب..!
-
الاسلام السياسي العراقي والديموقراطية في العراق
-
مشايخ الاسلام ومشايخ الارهاب
-
رُبّ ضارةٍ نافعة
-
حتى (انتصارهم) على طريقة صدام..!
-
ليس سوى ايران وعملاءها يدّعون ذلك
المزيد.....
-
تفجير جسم مشبوه بالقرب من السفارة الأمريكية في لندن.. ماذا ي
...
-
الرئيس الصيني يزور المغرب: خطوة جديدة لتعميق العلاقات الثنائ
...
-
بين الالتزام والرفض والتردد.. كيف تفاعلت أوروبا مع مذكرة توق
...
-
مأساة في لاوس: وفاة 6 سياح بعد تناول مشروبات ملوثة بالميثانو
...
-
ألمانيا: ندرس قرار -الجنائية الدولية- ولا تغير في موقف تسليم
...
-
إعلام إسرائيلي: دوي انفجارات في حيفا ونهاريا وانطلاق صفارات
...
-
هل تنهي مذكرة توقيف الجنائية الدولية مسيرة نتنياهو السياسية
...
-
مواجهة متصاعدة ومفتوحة بين إسرائيل وحزب الله.. ما مصير مفاوض
...
-
ألمانيا ضد إيطاليا وفرنسا تواجه كرواتيا... مواجهات من العيار
...
-
العنف ضد المرأة: -ابتزها رقميا فحاولت الانتحار-
المزيد.....
-
المشاركة السياسية للمرأة في سورية
/ مية الرحبي
-
الثورة الاشتراكية ونضـال تحرر النساء
/ الاممية الرابعة
المزيد.....
|