|
عدوانية الكتاب المقدس التوراة والسياسة الدولية -2
طلعت خيري
الحوار المتمدن-العدد: 3903 - 2012 / 11 / 6 - 18:50
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
من هذه النصوص العدوانية التوراتية يرسم المسيحيون المتصهينون سياستهم الدولية وفق قاعدة جماهيريه تؤمن بحرب المقدسات لإعادة أمجاد أورشليم ارض الميعاد فمنها تبلورت عقيدة شعب الله المختار وأبناء الله وأحبائه كما أعطتهم الشرعية بقيادة حرب مقدسه لاستعادة المقدسات في فلسطين خصوصا والشرق الأوسط عموما
الكتاب المقدس ... التوراة
:" هــــا أيـــــأمٌ تـــأتــــى _يقول الــرب_ و أقـــطــــع مــــع بـــــيـــــت إســـــرائــــيــــل و مــــع بــــيــــت يــــهــــوذا عـــــهــــدا جــــديــــدا ! لــــيــــس كــالــعـــهـــد الـــذى قـــطـــعــــتــــه مــــع آبــــاءهـــــم يـــوم أمــــســــكــــتـــــهــُــم بـيـدهـم لاٌخـــرجـــهــم مـــن أرض مــصــر ؟ ! ؟ ! ؟ ! . حــيـــن نــقــضــوا عــهـــدى فــرفــضــتــهــم بـــل هـــذا الـــــعـــهـــد الـــذى أقــــطــــعـــه مــــع بــيـــت إســرائــيـــل بـــعـــد تـــلـــك الأيــــام _يقول الرب_ أجعل شريعتى فى داخلهم و اكتبها على قلوبهم و اكون لهم إلها و يكونون لى شعبا و لا يعلمون بعد كلٌ واحد صاحبه و كل واحد أخاه قائلين إعــــرفــــوا الـــرب لانهم كلهم سيعرفونى من صغيرهم الى كبيرهم _يقول الرب_ لأنـــــى أصــــفــــــح عـــــن إثــــمــــهـــــم و لا أذكــــر خــــطــــيــــتــــهـــــم بـــعـــــد _هكذا قال الرب الجاعل الشمس للإضاءة نهارا و فرائض القمر و النجوم للاضاءة ليلا الزاجر البحر حين تعج امواجه "رب الجنود" إسمه_ إن كانت الفرائض تزول امامى _يقول الرب_ فإـــن نـــســــل إســــرائــــيــــل أيـــضـــا يــكـٌـف مـــن أن يـــكـــون اٌمـــــة أمامى كــــــــــل الأيـــــــــــام _هكذا قال الرب_ إن كـــانــــت الســـمـــاوات تـٌـقـاس و تــٌـفـحـص أســاســات الأرض مــن إســفـــل فــــإنـــى أنـــا أيــضــا أرفـٌـض كــــــــــل نـــــســـــل اســـــرائـــيــــل من اجل كل ما عملوا _يقول الرب _." ( الكتاب المقدس سفر ارميا الاصحاح الحادى و الثلاثين الآية الحادية و الثلاثين)
فــــأقـــــول ألــــعــــلــــهــــم عــــــثـــــروا لــــكــــى يـــســــقـــطـــــوا ؟؟؟؟؟ حـــــاشـــــا !!!!! بـــــــــــل بــــِـــــزِلــَـــــتــَهـُــــم صــــار الــــخــــلاص لـــلاٌمــــم " (الكتاب المقدس سفر رومية الاصحاح الحادى عشر الآية الحاديةو عشر)
بين عامي 2000 و2003 ضعفت السياحة في إسرائيل بسبب الانتفاضة الفلسطينية الثانية وإعلان جورج بوش ما سمي بالحرب على الإرهاب، تسبب ذلك بخسائر مهمة للاقتصاد الإسرائيلي، إلا أن الصهاينة المسيحيين استمروا بتنظيم رحلات السياحة الدينية إلى الأراضي المقدسة بأعداد فاقت أحياناً أعداد السياح اليهود. وقام مبشرو التلفزيون أمثال بات روبيرتسون وبيني هين بزيارة إسرائيل خلال تلك الفترة وأعلنوا من خلال شبكاتهم التلفزيونية لمتابعيهم من ملايين الإنجيليين حول العالم أن زيارة إسرائيل آمنة. كما ساهم الصهاينة المسيحيين بدعم قطاع السياحة الإسرائيلي من الولايات المتحدة بالمشاركة بأيام "Shop Israel" حيث كان يحضر تجار إسرائيليون إلى أمريكا لترويج وبيع منتجاتهم. موقف اليهود من الصهيونية المسيحية
بالرغم من كل الدعم الذي يقدمه الصهاينة المسيحيون لإسرائيل فأن الكثير من اليهود ينظرون إليهم بشيء من الارتياب، ويعزى ذلك لأسباب عدة منها تاريخ معاداة اليهود من قبل المسيحيين، ووجود ما يعرف بلاهوت الاستبدال في اللاهوت المسيحي، أي استبدال الكنيسة لشعب إسرائيل في مخطط الله الخلاصي مع العلم أن الصهاينة المسيحيين يرفضون هذا المعتقد. أضف إلى ذلك اختلاف الآراء فيما بينهم حول الكثير من القضايا السياسية في داخل الولايات المتحدة وخارجها. يُقلق العديد من اليهود بشكل خاص رغبة بعض المسيحيين من الكنائس الإنجيلية بتسريع عملية رجوع المسيح للأرض عن طريق الإسراع بتبشير اليهود بالمسيحية. حتى أن هذا دفع المؤرخة اليهودية الأمريكية نعومي كوهين إلى القول بأنه "لو لم يكن ذلك من أجل تلبية احتياجات إسرائيل، لكان معظم اليهود قد رفضوا فوراً أي تفاوض مع اليمين المسيحي الجديد". كما أن مواقف الصهاينة المسيحيين -ولو أنها تتفق بشكل عام مع مواقف اليمين الإسرائيلي المتطرف- تناقض في بعض المواضيع ما تراه بعض المنظمات اليهودية الأمريكية مفيداً للدولة العبرية، فعلى سبيل المثال يعارض التيار الصهيوني المسيحي أي انسحاب من الأراضي الفلسطينية المحتلة أو أي تفكيك وإخلاء لأي مستوطنة إسرائيلية، كما يرفضون بشكل قاطع تبني حل الدولتين وهذا يخالف رأي المنظمات المعتدلة المؤيدة لإسرائيل والتي ترى في إقامة الدولة الفلسطينية حلاً لإنهاء حالة الحرب في المنطقة.
كل هذا لم يمنع الكثير من المنظمات اليهودية من الترحيب بالتحالف فيما بينها وما بين الصهاينة المسيحيين، حتى أن أيباك أسست من أجل هذا مكتباً خاصاً للتواصل والتنسيق مع الحركة الإنجيلية. كما أن شخصيات يهودية أمريكية نافذة أكدت في أكثر من مناسبة على أهمية هذا التحالف لمصلحة إسرائيل، يذكر منها ناثان بيرلموتر وهو رئيس سابق لرابطة مكافحة التشهير والذي صرح بأنه "بإمكان اليهود التكيف تماماً مع أولويات اليمين المسيحي فيما يخص السياسة الداخلية -للولايات المتحدة الأمريكية- على الرغم من تناقض ذلك مع آراء يهود اليسار، وذلك لأنه لا يوجد أي قضية من هذه القضايا بمقدار أهمية إسرائيل". اعتراضات مسيحية على الصهيونية المسيحية من الكنائس البروتستانتية
في الولايات المتحدة الأمريكية يميل الصهاينة المسيحيون لاعتبار أنفسهم "الناطق الرسمي" باسم أربعين مليون مسيحي إنجيلي، ولكن عدد هؤلاء الذين يهتمون منهم بأمر إسرائيل حقاً هو أصغر من ذلك بكثير وذلك بحسب رأي البروفيسور جون ميرشيامر وزميله البروفيسور ستيفن والت مؤلفي كتاب اللوبي الإسرائيلي والسياسة الأمريكية الخارجية. فبالنسبة لهذين الأخيرين هنالك الكثير من الكنائس الإنجيلية الأمريكية التي تساند بشكل صريح وعلني حل الدولتين لإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي، وتنتقد السياسات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين مستندة بذلك على إيمانها بمباديء المسيحية التي تدعو للعدالة والسلام. عملت هذه الكنائس على مقاومة الفكر الصهيوني المسيحي من خلال توحيد صفوف الإنجيليين الليبراليين ضمن إطار المجلس الوطني لكنائس المسيح والذي يضم 34 كنيسة يبلغ عدد أفرادها عدة عشرات من الملايين، وتمكن المجلس من إيصال آراءه للرأي العام عن طريق وسائله الإعلامية كمجلات "القرن المسيحي" و"المسيحية والأزمات" و"القيمون" و"المصلح". كما عمل المجلس كذلك على العمل والتنسيق بنسب متفاوتة مع كنائس أخرى تشاركه رفض الصهيونية المسيحية مثل الكنيسة المشيخية والكنيسة الميثودية والمعمدانية والأسقفية.
في مقالة كتبها القسيس المعمداني توماس ويليامسون عام 2002 يشرح هذا الأخير كيف يخالف الصهاينة المسيحيون بما يفعلونه ويدعون إليه تعاليم الكتاب المقدس فيقول بأن "الصهيونية المسيحية هي حركة تدعي بأنها ترتكز على الكتاب المقدس ولكنها في الحقيقة مناهضة لتعاليم الكتاب المقدس. فعلى جميع المسيحيين التبرأ من الصهيونية والعمل على إرساء السلام في الشرق الأوسط وذلك لما فيه من خيرٍ متبادل ليهود إبراهيم ولأبناء العرب في فلسطين" [1]. القس جون هيوبرز من الكنيسة المصلحة وهو مدير موقع christianzionism.org للرد على أفكار الصهاينة المسيحيين، يشرح في مقالة كتبها عام 2002 كيف يقوم هؤلاء بربط ما يصفها "بأسطورة" تأسيس الولايات المتحدة مع قصة تأسيس إسرائيل. فيقدمونها للمواطن الأمريكي على أنها قصة متشابهة عاشها الشعبان الأمريكي واليهودي، فكلا الشعبين كانا مضطهدين دينياً وفي قلوبهما شوق كبير لكي يمارسا إيمانهما ومعتقداتهما بحرية تحت رعاية وإرشاد الله، وكلاهما واجها الكثير من المصاعب لإقامة دولتيهما، وذلك بسبب مواجهة شعوب بربرية متوحشة (الهنود الحمر والفلسطينيين) وجب طردهم من الأرض. فيسعون من خلال هذه القصة لنيل تعاطف ودعم الشعب الأمريكي لكي يرى في قصة شعب إسرائيل صدىً لقصة أو "أسطورة" الولايات المتحدة نفسها. ويرد هيوبرز على هذا بضرورة نشر قصة جديدة بين مواطنيه الأمريكان تتحدث عن الشعب الفلسطيني الذي فقد أرضه وكرامته والكثير من أبناءه وذلك -ولو جزئياً- بسبب الدعم الأمريكي المطلق للصهيونية، ويقول بضرورة التعامل مع القضية الفلسطينية بالعدالة "التي يدعونا الله ان نمارسها في كل امورنا وقضايانا"، وذلك لنزع صورة "المتوحش" التي ألصقتها أسطورة الصهاينة بالإنسان الفلسطيني.
بحسب القس ويزلي غرانبيرغ-مايكلسون الأمين العام للكنيسة المصلحة في الولايات المتحدة فأن الصهيونية المسيحية هي عدوة الشهادة المسيحية في الشرق الأوسط، وهي ليست مجرد انحراف لاهوتي بل أيديولوجية تهدد وجود مسيحيي المنطقة وتعيق إعلان الإيمان المسيحي في تلك البلدان. ويقول بأن دعم الصهاينة المسيحيين وحكومات الولايات المتحدة لإسرائيل وسياساتها التوسعية يقوض قدرات المسيحيين الأمريكيين الآخرين للخدمة كصناع سلام أو وسطاء نزهاء في تلك المنطقة من العالم [2]. الكنيسة الكاثوليكية
أعلنت الكنيسة الكاثوليكية في الولايات المتحدة الأمريكية موقفها من الصهيونية المسيحية مبكراً في مايو/أيار عام 1897 عندما صرحت في بيانٍ لها "إن إعادة بناء القدس لتصبح مركزا لدولة إسرائيلية يعاد تكوينها يتناقض مع نبوءات المسيح نفسه الذي أخبرنا أن القدس سوف تدوسها العامة حتى نهاية زمن العامة أي حتى نهاية الزمن". وكرد فعل على وعد بلفور صرح البابا بندكت الخامس عشر عام 1917 "لا لسيادة اليهود على الأرض المقدسة". وبتاريخ 15 مايو/أيار عام 1922 بعث الفاتيكان بمذكرة رسمية لعصبة الأمم للتعبير عن اعتراض البابا على فكرة إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين ورد فيها "إن الحبر الأعظم لا يمكن أن يوافق على منح اليهود امتيازات على غيرهم من السكان". ولم تكن مواقف بيوس الثاني عشر مختلفة عن مواقف سلفه بندكت الخامس عشر [3]. فبشكل عام ترفض الكنيسة الرومانية الكاثوليكية اللاهوت الإسخاتولوجي الألفي الذي يستند عليه الصهاينة المسيحيون في معتقداتهم، ومع عودة ظهور هذا اللاهوت بقوة على الساحة المسيحية بين البروتستانت الإنجيليين في القرنين التاسع عشر والعشرين أعلن مكتب العقيدة في الفاتيكان بتاريخ 21 يوليو/تموز عام 1944 في زمن حبرية البابا بيوس الثاني عشر عن رفضه الصريح للتعليم الألفي. فنظرة الكاثوليكية التقليدية للحكم الألفي المذكور في سفر الرؤيا الإصحاح 20 تنص على أن حكم المسيح بدأ فعلاً مع مجيئه الأول إلى الأرض (الرقم ألف هنا ذو قيمة رمزية) وسينتهي مع مجيئه الثاني عند نهاية العالم، عندما تقوم كل البشرية من الموت فيذهب الأبرار إلى الحياة الأبدية والأشرار للعقاب الأبدي. فلا يوجد أي فترة ألفية ما بين عصر الكنيسة ونهاية العالم. هذه الأفكار اعتنقتها الكنيسة الكاثوليكية بفضل تعاليم جيروم وأوغسطينوس وأمبروز ويوحنا فم الذهب وغريغوريوس أسقف نيصص ويوستينوس الشهيد ويوسابيوس القيصري وتوما الإكويني. يعتقد الصهاينة المسيحيون أنه بعودة المسيح لحكم العالم سيُعاد بناء هيكل سليمان في القدس، بينما ورد في الموسوعة الكاثوليكية نسخة عام 1911 بأن المسيح الدجال سيكون من أصل يهودي من سبط دان، وفي نسخة 1936 تقول الموسوعة نفسها بأن المسيح الدجال سوف يقوم بإعادة بناء أورشليم والمعبد اليهودي حيث سيدعو الناس لعبادته كإله. هذه الأسباب وغيرها دفعت الكنيسة الكاثوليكية لاعتبار الصهيونية المسيحية كحركة معادية للكاثوليكية تحاول أن تنزع عن الكنيسة دورها كمحققة لنبوءات الكتاب المقدس وكمرجعية وحيدة لها صلاحية تفسير هذه النبوءات. فهي ترى أن الصهاينة المسيحيين يلوون عنق نصوص الكتاب المقدس بما يخدم مصالحهم السياسية والدينية، فهم يجعلون اليهود وإسرائيل وليس "كنيسة العهد الجديد" مركزاً لخطة الله الخلاصية، فتكون الصهيونية المسيحية بذلك بالنسبة للكاثوليك خاطئة ولا أساس لها لا في الكتاب المقدس ولا في التقليد الكنسي [4].
بعد نهاية الحرب العالمية الثانية وقيام دولة إسرائيل عام 1948 أعاد بعض رجال الكنيسة الكاثوليكية النظر بموضوع تأسيس الدولة العبرية، فالبعض صار ينظر لوجودها على أنه ضروري لمحاربة المد الشيوعي الإلحادي في منطقة الشرق الأوسط. بينما استمر البعض الآخر برفضهم لمبدأ قيام دولة يهودية مؤيدين مبدأ عودة الفلسطينيين إلى أراضيهم المحتلة، وأخيراً برز تيار ثالث يدعو لحل الدولتين مع منح الفلسطينيين كافة حقوقهم. الكنائس الأرثوذكسية
تعارض الكنيسة الأرثوذكسية في أمريكا الصهيونية المسيحية مستندةً في ذلك على أسسٍ ذات طابع عقائدي، فبالنسبة لها تعمل الحركة الصهيونية المسيحية على إدخال أفكار لاهوتية غريبة على الدين المسيحي لأهداف سياسية تصب في مصالح دولة محددة. ويشرح القس دانيال سويرس من الكنيسة الأرثوذكسية في أمريكا في مقالة منشورة على موقع christianzionism.org تطور العقيدة الألفية في العصور الأولى للمسيحية فيقول بأن سفر الرؤيا عندما تحدث عن حكم المسيح الألفي للعالم لم يكن يقصد بذلك ألف عام بالمعنى الحرفي ولكن بالمعنى المطلق أي إلى الأبد. ثم يمضي سويرس بالقول أنه رغم ذلك فقد آمن العديد من المسيحيين عبر التاريخ بحرفية الألف عام خصوصاً في القرنين الثاني والثالث للميلاد، حتى أن بعض رجالات الكنيسة ممن يُعتبرون أرثوذكس (غير هراطقة) تبنوا هذا الرأي أمثال بابياس وترتليان وهيبوليتوس وغيرهم. ولكن الكنيسة استشعرت منذ ذلك الوقت خطورة تصوير الألفيين للفرح والسعادة التي سيعيشها المؤمنون مع عودة المسيح بشكل أرضي ومحسوس، فرفضت الأفكار الألفية تماماً. ومال لاهوتيو الكنيسة لإعطاء النص المذكور في سفر الرؤيا شكلاً روحياً، حيث وصف أوريجانوس الألفية كفترة حكم الله الروحي على الأرض، وأوغسطينوس وصفها كقيامة أولى يهتدي بها الناس للمسيحية بانتظار القيامة الثانية حيث يقوم الناس بالجسد في نهاية العالم، ويتحدث كُتَّاب الكنيسة في القرن الرابع عن أبوليناريوس من لاوديسيا الذي حرمه مجمع أفسس المسكوني عام 431 بسبب نظرياته الألفية. وفي النهاية يختتم القس دانيال سويرس مقالته قائلاً أن مباديء الألفية والتدبيرية هي عبارة عن أفكار مبتدعة لا أساس فعلي لها في الكتاب المقدس وغير متوافقة مع تعاليم المسيح والرسل والكنيسة الأرثوذكسية [5].
وعلى هذا المنوال كتب المطران عطالله حنا من كنيسة الروم الأرثوذكس في القدس مقالة يشرح من خلالها موقف كنيسته من الصهيونية المسيحية التي وصفها "بالمجموعات المتصهينة التي تدعي المسيحية"، قائلاً أن هذا التيار وما ينادي به يناقض المسيحية وأسسها التي تدعو للسلام والمحبة على عكس الصهيونية المسيحية التي تسعى لهيمنة العنصرية والتمييز العرقي. واستشهد عطالله بكلمة للبابا شنودة الثالث بطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية قال فيها أن "هؤلاء احتلوا فلسطين بوعد من بلفور وليس بوعد من الله، وإنهم يتخذون من آيات كتابية يحرفونها ويفسرونها كما يحلو لهم تبريرا لأفكارهم ومواقفهم العنصرية [6]". وفي محاضرة ألقاها القس الدكتور جورج عطية في أبرشية طرطوس للروم الأرثوذكس وهو دكتور في مادة العقائد في معهد القديس يوحنا الدمشقي في جامعة البلمند، صرح بأن "المسيحية لم تعرف لا بشرقها ولا بغربها وعلى مدى قرونها كلها أي ميل لقبول أي فكرة صهيونية، وذلك بسبب التصادم الجذري بين المفهومين لا بل يمكن القول أن المسيح رُفض وصُلب من اليهود، لأنه لم يرد أن يكون صهيونياً فقد حاولوا هم أن يجعلوه ملكاً أرضياً بمفهومهم الصهيوني فأما هو فلم يرد وقد أظهر بوضوح هذا أثناء محاكمته أمام بيلاطس عندما قال (مملكتي ليست في هذا)
#طلعت_خيري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عدوانية الكتاب المقدس التوراة والسياسة الدولية -1
-
رد على مقالة ناصر رجب ! محمّد تُرْجُمان -القِرْيانَة العربيّ
...
-
تجارة المخدرات بين الرأسمال الأمريكي والتآمر العثماني على ال
...
-
تجارة المخدرات بين الرأسمال الأمريكي والتآمر العثماني على ال
...
-
السيد القمني والقيم الصينية !! رد على مقالته تبسيط مفهوم الق
...
-
المسيح الدجال والأمجاد المزيفة للأديان السياسية
-
المسيح الدجال بين الدين السياسي ودجل رجال الدين -2
-
المسيح الدجال بين الدين السياسي ودجل رجال الدين -1
-
قالت اليهود يسوع ببعلزبول أي زعيم الشياطين لوقا -1
-
العنصرية والبغضاء في شريعة المسيح ابن الله !! رد على مقالة ف
...
-
عقوبة الأديان السياسية في القران (الطوائف المسيحية )
-
يسوع في فندق خمس نجوم – لوقا
-
إخراج الشياطين وشفاء المرضى من معجزات الشيطان الأكبر - لوقا
...
-
المسيحيون المتصهينون والتطرف البروتستانتي
-
تعاليم يسوع احد أسباب التكالب الامبريالي على الشرق الأوسط !!
...
-
الصراعات الدينية والحروب الدموية في أوربا -5
-
الصراعات الدينية والحروب الدموية في أوربا -4
-
الصراعات الدينية والحروب الدموية في أوربا -3
-
الصراعات الدينية والحروب الدموية في أوربا -2
-
الصراعات الدينية والحروب الدموية في أوربا -1
المزيد.....
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
-
إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
-
“ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في
...
-
“ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 بجودة عالي
...
-
طقوس بسيطة لأسقف بسيط.. البابا فرانسيس يراجع تفاصيل جنازته ع
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|