|
عقوبات إلهية….. عقوبات أرضية
فرات إسبر
الحوار المتمدن-العدد: 1131 - 2005 / 3 / 8 - 11:27
المحور:
ملف - بمناسبة 8 مارس/ اذار 2005 يوم المرأة العالمي
أحيانا كثيرة ، أفكر بهذا الكون العظيم الرائع ، وبهذه العلاقة الجميلة الخلابة التي تربط الرجل بالمرأة ، بأنواعها المتعددة ، الروحية ، الجسدية، الحسية والنفسية وبكل أنواع الشعور المرافقة لهذه العلاقة . ما زلت على يقين بأن سوءة حواء وآدم ،هي من أجمل الخطايا التي ارتُكبت ، ونرى ثمارها على الأرض ، لأنه لولا هذه الخطيئة ،لم نكن نحن أبناء آدم وحواء على هذه الأرض الطيبة ،وعلينا أن نشكر هذا الشيطان الجميل الذي أوحى لحواء بهذه الثمرة الحلوة . بأمر إلهي هبطت حواء وآدم إلى الأرض وجعل الله بينهما عداوة "اهبطوا بعضكم لبعض عدوا "" هذه العداوة كانت دائما خارج أرادتهما ا وكانت رغبة إلهية بعقابهما . وعقوبة أدم كانت قاسية حيث هبط من الأعالي عاريا لا يستره سترا ولا غطاء ، وقامت حواء بذكائها الشيطاني وحاكت له ثوبا ليستتر به وما زالت إلى الآن تفعل نفس الشيء ، تؤسس وتبني وتعمر معه. وابتليت حواء بالحيض عقابا لها . السؤال المهم هنا ، لماذا عوقبت حواء بالحيض ؟ ولماذا يعتبر الحيض نجاسة ، تبعدنا عن ملامسة القرآن ، والصلاة وأي عمل من أعمال العبادة . هذا الحيض ، الذي يجدد البشرية ويعمل على بقائها وحمايتها من الزوال والفناء أليس جديرا بالنظر إليه بمنظور مختلف ، كونه عنصرا أساسيا في عملية الوجود البشري ، واستمرارًا للجنس البشري . هل كان هذا الحيض خطأ إلهيا مقصودا لهذا العقاب ؟ أم أن التفسيرات التي وردت لم تصل إلى الغاية العظيمة التي نحن بصددها ؟ ما زلت أومن ، وبالرغم من أنني أكتب وأمارس نوعا ما من الحرية مع ذاتي وفهمي لحياتي ولحياة الكثيرات غيري من النساء ، أننا نعاني قصورا عميقا في وعينا لذاتنا ووجودنا في هذه الحياة ، أن دورنا على الرغم من أهميته لا يتعدى كوننا سوى أمهات عليهن أن يؤدين عملا صالحا في تربية أولادهن ، وأطاعة أزواجهن ، وأن يستمرين في عمليه التناسل ، حتى ينجبن ما يكفي أولا يكفي من البنين والبنات ، حتى يٌعز الرجل بماله ولده. مازالت المرأة تؤمن في الغيب بتسيير أمورها ، وأصابتها بالعين أذا مرض ولدها ، وإذا لم تتزوج ، وإذا لحق زوجها أخرى هذا يعني أنها فشلت في تحقيق وما وجدت له ،وما انحراف زوجها إلامسئوليتها الكبيرة عن تقصيرها في ملء فمه وعينه الذي لا يمكن ملأهما أبدا ، وهذا وما يؤكده أئمتنا الذين فوضهم الله على الأرض، الذين يعلمونا كيف الطريق إلى الحياة الزوجية السعيدة ، أولئك الذين يحملون راية الوعظ والنصيحة ،و يساهمون بشكل كبير في تخريب عقول النساء ، المتعلمات وغير المتعلمات ، وأن المتعلمة اشد غباءً من غيرها ، كونها تساهم في التشجيع على مثل هكذا أحاديث ووصايا . أن دعوة المرأة الصريحة في مثل هكذا عصر إلى أن تحتجب لأن احتجابها يمنع الفتنه ، أن من يرغب في الفتنه سيجدها بالرغم من الوصايا العشر أن هذا لغريب ، في زمن تقوم المرأة فيه بقيادة الطائرات ، وعبور القارات ، وباحثات في البيئة ،وغيرها .. على المرأة أن تحمي نفسها من كل أنواع التبرج ، لانه مدعاة للفتنه ، وبذلك يكون البلاء وكلما احتجبت تزول الفتن ويزول البلاء ، وسادتنا أصحاب الاقتراحات والفتاوى ، ينسون الرجل في غمرة الدفاع عنه ، أنهم من القصور العقلي بما يكفي كي لا يتصوروا هذا الرجل الشفاف ، الذي خلقنا من أجل نعيمه على الأرض ، بأنه أيضا يتزين ويتطيب ، أليس هذا مدعاة للفتنه أيضا ؟؟!! هل نحن النساء بهذا القصور العقلي والديني في زمن دخل العلم إلينا من كل الأبواب، إلامن باب العقل الواعي الصريح كي لا نقف في وجه أولئك الذين يساهموا في تقزيمنا أمام شاشات التلفزيون ووسائل الأعلام بأنواعها والنشرات والندوات . إننا بحاجة إلى يقظة عقلية ، لنفهم معنى أن الله جميل ، يحب الجمال . على إحدى الفضائيات قال شيخ جليل وبالحرف الواحد :لتفعل المرأة في غرفة النوم ما تشاء مادامت مع زوجها وعليها أن تتفنن في سعادته وهنائه وأن تريه كل ما يسره " هل نستطيع أن نعتبر هذا دعوة للمرأة للحصول على دورات تدريبيه ، لتحظى بأرقى أنواع الفنون الزوجية التي يدعو لها حامي حمى الأزواج ، صاحب مفاتيح الحياة الزوجية السعيدة !!!. لا بد من يقظة حقيقة ، تلامس القلب والعقل ،بأن كل ما يذاع وينشر ، ما هو إلا لقتل هذه المرأة، وقتل كل حياة فيها . إننا نحتاج إلى صحوة عقل … أن مهمتنا كبيره في هذه الحياة تبدأ ببدء الحياة وتستمر معها جنبا إلى جنب مع الرجل في كل مكان دخله العلم والعقل وحيث العاطفة والغريزة والشعور السامي بالحياة . أنني أرى الرجل والمرأة من أجمل ما خلق الله على هذه الأرض ، وابتليت المرأة بالرجل بكل ما فيه ، وهو أبتلى بكل ما فيها ..هذا هو البلا ء الجميل ا لذي خلاص منه ، وإذا تم الخلاص ، انتهت الحياة ليس هناك من تحرر..و لامن حقوق ضائعة ، أن فهم العلاقة العظيمة بينهما ، ووعي لما يحيط بهما ،يؤسسان اجمل المجتمعات ، وكل المشاكل الأرضية تنتهي بلحظة تعقل ، تحتاج إليها المرأة وكذلك الرجل ،لمتابعة هذه المسيرة الأرضية الرائعة ، بالرغم من وعورتها
#فرات_إسبر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هو الذي دربته على حبي
-
سفر مؤجل لبنت في البرية
-
الأنوثة الضالة
-
أوبرا الليل
-
الصعود يبدأ …حيث ننتهي
-
رأس لايريد أن ينام
-
مراثي بنت آوى
-
كل شئ يشبهٌ الليل
-
أيها الطلل ....المبارك
-
لي من الأرض
-
مجلة -كلمات -جسر لتلاقي الثقافات
-
لي بلاد نخلها جاور الله
-
أيتها المرأة...حريتك في كسرالضلع التي خرجت منها
-
الركض بإيقاع منفرد
-
.....وعي المرأة إلى أين
-
ها أنا أهبط من أعالي الروح إلى...مهب الجسد
-
جديد الحركة الشعرية
-
حقوق الإنسان بين النظرية والتطبيق
-
لا شئ يفرح الحجر
-
فصول الجنون
المزيد.....
-
بعد استخدامه في أوكرانيا لأول مرة.. لماذا أثار صاروخ -أوريشن
...
-
مراسلتنا في لبنان: غارات إسرائيلية تستهدف مناطق عدة في ضاحية
...
-
انتشال جثة شاب سعودي من البحر في إيطاليا
-
أوربان يدعو نتنياهو لزيارة هنغاريا وسط انقسام أوروبي بشأن مذ
...
-
الرئيس المصري يبحث مع رئيس وزراء إسبانيا الوضع في الشرق الأو
...
-
-يينها موقعان عسكريان على قمة جبل الشيخ-.. -حزب الله- ينفذ 2
...
-
الرئيس الصيني يزور المغرب ويلتقي ولي العهد
-
عدوى الإشريكية القولونية تتفاقم.. سحب 75 ألف كغ من اللحم الم
...
-
فولودين: سماح الولايات المتحدة وحلفائها لأوكرانيا باستخدام أ
...
-
لافروف: رسالة استخدام أوريشنيك وصلت
المزيد.....
-
المشاركة السياسية للمرأة في سورية
/ مية الرحبي
-
الثورة الاشتراكية ونضـال تحرر النساء
/ الاممية الرابعة
المزيد.....
|