سلسلة عن المثليّة الجنسيّة أتحدث-5-1

جاهدة حبافي-لعريبي

الحوار المتمدن-العدد: 3901 - 2012 / 11 / 4 - 21:12
المحور: حقوق مثليي الجنس
    

الموروث الديني والمثلية

أن كل الموروثات الدينية التوحيدية التى قرأتها بخصوص "قضية المثلية" تتكلم عن ممارسة الجنس ولاتتكلم عن الحب ، اذا هل يعقل أن نربط المثلية بالموروث الديني ؟؟ ونًسقط العلاقات المثلية التى نعرفها في عصرنا الحالي على ممارسات ذُكرت من الاف السنين ؟ ونحن لانعرف حتى ماهية هذه الممارسات التي يذكرها المورث الديني ؟
و العجيب أن الكثير من المتدينين مٌصرين على ان المثلية هي التى ذكرها موروثهم الديني ، والأعجب والأغرب أن يتحد المتطرفون اليهود والمسلمون والمسيحيون في القدس ورغم العداء اللذي يكنه كل طرف لغيره لمنع مهرجان عالمي عن المثلية و اللذي كان مقرر اقامته في القدس في سنة 2005
ونظرا للاحتجاجات والمعارضة من أعضاء الديانات الثلاث الرئيسية في القدس تم تأجيله ، ولقد تعرضوا المنظمين الى التهديد بالعنف من قبل بعض القادة اليهود، و المسلمين، والمسيحيين و من بعض أعضاء الكنيست(1).

لماذا هؤولاء المتطرفون هم الاكثر عداءا للمثليّة ؟

ببساطة لأنهم يربطون المثلية بموروثهم الديني الموحد و المستمر منذ التوراة مرورا بالانجيل وصولا للقرآن ، واللذي يحمل منذ عصر موسى الى عصرنا عداءا لكل العلاقات الجنسية التى لاتدخل تحت الغطاء الديني ، ولهذا كل العلاقات الجنسية التى لا يباركها الدين هي مدانة في الكتب الدينية والعقائدية

و رغم هذا التاريخ العدائي للعلاقات الجنسية، تطورت تفاسير ومفاهيم الكتاب المقدس، وهذا بفضل الكثير من الدرسات، فظهرت مدارس متعددة و مجددة في المسيحية ولها نظرة أكثر انسانية . لهذا بدات الكثير من الفرق المسيحية واليهودية تتسامح وتقبل المثليين والمثليات وتعترف بحقوقهم كبشر، مثل كنيسة المسيح المتحدة. (2)
United Church of Christ
وكنيسة الجماعة الحضرية
Metropolitan Community Church

أيضا التفاسير والمفاهيم التوراتية تطورت حيث أن في أواخر عام 1980غير المعهد العبري للدين اليهودي، متطلبات القبول حيث سمح للمثليين بالانضمام للمعهد الديني. اما في عام 1990 المؤتمر المركزي للحاخامات الأمريكية خلصوا إلى أن لجميع الحاخامات، بغض النظر عن توجههم الجنسي، الفرصة لتحقيق رسالتهم المقدسة " وأن "كل اليهود متساوون بغض النظر عن ميولهم الجنسية " (3)


لكن الدين الوحيد اللذي لم يزل يقف موقف عداء تام من المثلية هو الأسلام وبكل طوائفه، فكل الطوائف (سنة، شيعة، ..الخ) يجمعها موقف واحد على المثلية رغم تشتتهم وعداءهم الدائم لبعضعهم البعض والحروب التى انهكتهم في الماضي والحاضر. تجدهم كلهم متفقين على قتل المثلي وتجريمه، لانهم يعتمدون في هذا على تفاسير تعود الى1400 سنة -ساتطرق للموضع في موضعي القادم- .

لهذا نجد الكثير من المثليين والمثليات ، لكي يخرجوا من هذه الاشكالية يسدون أذانهم ويغمضون أعينهم عن كل هذه التفاسير و يصلون الى قناعة أن الله خلقهم هكذا وأن الله يحبهم ولايريدو ن قطع علاقتهم به - انا اعرف الكثير منهم - اي ان قناعتهم تصبح منفصلة عن عقيدتهم في هذه النقطة ، وهناك حتى من يبقى يعاني من صراع داخلي مستمر لاينتهي. ومنهم من يقتنع انه ابتلاء وهكذا ...

لكن من وجهة نظري أن كل دين يتطور مع الزمن ولايصمد ابدا في صورته الاولية التى جاء عليها، فالأسلام جاء واحد وتفرق الى 73 فرقة ابتداءا من السنة الى الشيعة ، وصولا الى الخوارج وهلم جرا ، فكل واحد يعتقد انه هو على حق و الفرقة الاخرى ضالة وهكذا. و هذا ان دل عن شيء انما يدل على تطور الفكرة بسيطة الى عدة افكار ، لذا أكيد سياتي يوما وتاتي فرقة اسلامية جديدة بمفاهيم أخرى واعتبارات انسانية تجعلها تقبل بالمثلية الجنسية وتتسامح معها .

المهم الى أن ياتي هذا اليوم سنتابع في الكتابة الى أن تفيق الضمائر والعقول في قضية انسانية ...
في المقال القادم ساتطرق الى تناقضات الموروث الديني الأسلامي حول قضية المثلية

يُتبع....


هوامش

(1)
http://en.wikipedia.org/wiki/LGBT_rights_in_Israel
(2) قائمة الفرق المسيحية التى تعترف بالمثلية الجنسية
http://en.wikipedia.org/wiki/LGBT-affirming_Christian_denominations
(3)
Reform Judaism
http://en.wikipedia.org/wiki/Homosexuality_and_Judaism
In the late 1980s the primary seminary of the Reform movement, Hebrew Union College-Jewish Institute of Religion, changed its admission requirements to allow gay people to join the student body. In 1990 the Central Conference of American Rabbis (CCAR) officially endorsed a report of their committee on homosexuality and rabbis. They concluded that "all rabbis, regardless of sexual orientation, be accorded the opportunity to fulfill the sacred vocation that they have chosen" and that "all Jews are religiously equal regardless of their sexual orientation."

#جاهدة_حبافي-لعريبي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات