أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نبيل هلال - المسلمون وحرية الرأي














المزيد.....

المسلمون وحرية الرأي


نبيل هلال

الحوار المتمدن-العدد: 3901 - 2012 / 11 / 4 - 19:59
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لقد ناضل الأنبياء لتحقيق غاية الأديان وهي حفظ التوازن بين مصالح الجميع وتغليب مصلحة الجماعة (عامة الناس وليست جماعة بعينها )على مصلحة الفرد وحماية مصالح الناس من الفرعون والكهنة والملأ . وناضل الفقهاء- نضالا مشبوها – لقصْر الدين على مجرد الدعوة لإقامة الشعائر والطقوس متجاهلين تماما ما يعانيه الناس من ظلم وقهر وفقر, فالدعوة إلى العدالة والحرية إنما تعني معاداة السلطان وولى النعم , فنظروا إليها بعيون مغمضة . وبينما أراد الله للدين أن يحرر الناس ويهديهم إلى مقاومة الظلم , استخدم الكاهن هذا الدين نفسه للإيقاع بالمؤمنين في غياهب القهر والظلم . ومرت أحقاب طويلة من عمر الإنسانية تَأكَّد فيها أن العدالة لا توجَد مصادفة وإنما يجب النضال للفوز بها , والشعوب الغافلة التي تنتظر فرَج السماء لتهبها تلك الحقوق عليها أن تنتظر حتى قيام الساعة. وفقيه السلطان يمنع الأمة المقهورة المغلوبة على أمرها من مجرد الانتصاف لنفسها بالدعاء إلى الله , بل يأمرها بالدعاء للسلطان ! فلعل الله يعطِّف قلبه عليهم! وهو استخذاء ننزه النبي أن يقول به , إذ نسبوا إليه حديثا يقول :" لا تشغلوا قلوبكم بسب الملوك , ولكن تقربوا إلى الله تعالى بالدعاء لهم , يعطِّف الله قلوبهم عليكم" . بل يصل الأمر إلى حد اتهام من يطعن على الأئمة بالنفاق , فاصطنع فقيه السلطان حديثا نسبه إلى النبي يقول :"إن الرجل ليعمل كذا وكذا من الخير وإنه لمنافق , قالوا يا رسول الله , وكيف يكون منافقا وهو يؤمن بك ؟ قال: يلعن الأئمة , ويطعن عليهم " !
ولا معنى لأن يأمر الله المسلمين بالشورى ما لم تكن حرية الرأي مكفولة : الرأي والرأي المخالف , فليس في إبداء الرأي المخالف خروج على القانون , أو مناهضة مولانا السلطان , أو ازدراء النظام الحاكم , فلا أرتق لخلل الرأي من مشورة , فهي تفتح من الرأي عيونا مُنسدَّة. ولا يُستخلص الحق إلا بتضارب رأيين متعارضين يتم به استعراض ما بكل منهما من صواب وخطأ . أما التسليم بموقع الصواب في جانب دون آخر بلا سند فليس من الحق في شىء .
وقد كفلت وثيقةُ المدينة- الدستور-حريةَ الاعتقاد وحقوق المواطنة, وأقرت الحرية الإنسانية والخيار الإنساني . وبينما يسمح الله بحرية العقيدة فإن المستبد لا يسمح بحرية الرأي , وهذه الحرية كانت من أول ما تم سلبه عن طريق حكام المسلمين الذين لم يَدَعوا للناس سوى حرية النباح ما لم يعضوا .
لما استعمل معاويةُ بن أبي سفيان المغيرةَ بن شعبة على الكوفة سنة إحدى وأربعين , أوصاه بمهامه الوظيفية ومنها المواظبة على شتم على بن أبي طالب ولعنه من فوق منابر المساجد , وكذلك أوصى من ولِي إمارة الكوفة بعد المغيرة وهو زياد ابن سمية. وكان الصحابي حُجر بن عدي إذا سمع شتم علي بن أبي طالب يهب معترضا قائلا: " أنا أشهد أن من تذمون أحق بالفضل , ومن تزكون-يقصد معاوية-أَوْلى بالذم . كان ذلك هو رأيه الذي دفع حياته ثمنا له هو وستة من أصحابه دُفن أحدهم حيا . كان ذلك مبلغ حرية الرأي في دولة الخلافة , وكان ذلك هو جزاء من تحدثه نفسه أن يرى غير ما يرى من بيده السلطة . ويتباكى فقهاء السلطان على العدل والحرية في زمن الخلافة , كان ذلك مسطورا - ولا يزال - في كتب تراثنا السياسي .
ولا معنى لمسؤولية الإنسان أمام ربه ما لم يكن هذا الإنسان حرا مختارا , وبمقتضى عرض الأمانة على السماوات والأرض وقبول الإنسان لها وهى المسؤولية وحق الاختيار والحرية , يكون تنازُل الإنسان عن هذه الحرية والمسؤولية نقضا من جانبه لهذا الاتفاق . وقبول الإنسان للخضوع لأي سلطان آخر غير سلطان الله يكون هو الشرك الذي لا يغفره الله ({إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيداً }النساء116.
وصلاح الدنيا معتبَر من وجهين : أولهما عدل الحاكم , والثاني وعي المحكومين , فهما شيئان لا صلاح لأحدهما إلا بصاحبه , وليس شيء أسرع في هلاك الحرث والنسل ولا أفسد لضمائر الخلق من الجور . نبيل هلال هلال



#نبيل_هلال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على المظلوم أن يحرر نفسه بسيفه لا بسيف الله
- إذا كنت رأسا فتهيأ للنطاح وإن كنت ذَنبا فتهيأ للنكاح


المزيد.....




- مواقفه من الإسلام تثير الجدل.. من هو مسؤول مكافحة الإرهاب بإ ...
- الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض ...
- الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض ...
- من هم المسيحيون الذين يؤيدون ترامب -المخلص-؟
- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرتا اعتقال نتنياهو وجال ...
- الأميرة المسلمة الهندية -المتمردة- التي اصطادت النمور وقادت ...
- تأسست قبل 250 عاماً.. -حباد- اليهودية من النشأة حتى مقتل حاخ ...
- استقبل تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024 بجودة عالية
- 82 قتيلاً خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 82 قتيلا خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نبيل هلال - المسلمون وحرية الرأي