أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عدنان يوسف - الاسلام السياسي .. دماء في نهاية النفق














المزيد.....

الاسلام السياسي .. دماء في نهاية النفق


عدنان يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3901 - 2012 / 11 / 4 - 19:59
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مروان الحمار،آخر خلفاء بني مروان ،الذي سقطت الدولة الاموية على يده عام 132هج امر حين توليه سنة 127هج بنبش يزيد الثالث الخليفة المرواني التاسع وصلبه ،والدلالة الرمزية لذلك الفعل المشين تنطوي على توجيه رسالة تحذير
لكل من يتجرأ ويخرج عن طوع السلطة التي تستند في حكمها الى نظرية الحق الالهي التي صاغها فقهاء الدولة بالمقاسات التي وضعها الخليفة المؤسس معاوية بن ابي سفيان بما سمي بمبدأ الجبر الذي ينص على ان الخير والشر
هما من اعمال الله وان الانسان مسير لا مخير في توجه واضح يهدف الى عدم جواز محاسبة السلطان عن كل ما يفعله
رفض المفكرون المسلمون المتنورون الاوائل مبدأ الجبر وتصدوا بشجاعة بالغة للحكام الامويين فنشأت الفرقة التي
سميت بالقدرية والقائلة بالحرية الانسانية وان الانسان مختار لافعاله ومسئول عن نتائجها وقد كان معبد الجهني اول
المتكلمين في القدر في البصرة تبعه في الشام غيلان الدمشقي ،كان رد فعل السلطة عنيفا وقد مهدت لاعمال القتل التي
طالت القدريين بحملة منظمة متهمة اياهم بالارتداد عن الاسلام
لم يكن القدريون مرتدين في حقيقة الامر، يقول الجوزجاني : "كان قوم يتكلمون في القدر احتمل الناس حديثهم لما
عرفوا من اجتهادهم في الدين والصدق والامانة منهم معبد الجهني وقتادة"،يتضح من ذلك ان دوافع السلطة في قمع
القدريين لم تكن لحماية الدين وانما لحماية سلطة الخليفة المطلقة وحمل الناس على الرضوخ التام لكل ما يجري عليهم
من ظلم واستغلال وتعسف ويستغل الحكام ،مستعينين بفقهاء البلاط،بعض النصوص الدينية التي تناسب اغراضهم مثل
"اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم"وانطلاقا من مبدأ وجوب طاعة الحاكم فرضت السلطات وجوب التقيد
التام بسياسة الدولة ومعاقبة كل من يخرج على قوانينها وبذلك جرى اغتيال الخليفة المرواني الخامس عمر بن عبد العزيز
سنة 101هج لتأييده لفكر القدريين وتقريبه غيلان الدمشقي الذي عهد اليه رد مظالم من سبقه من امراء بني امية فكان غيلان ينادي على نفائس ممتلكات الامويين التي عرضها للبيع بالقول "تعالوا الى اموال الظلمة تعالوا الى اموال الخونة"فصلبه هشام بن عبد الملك حين تولى الخلافة
انتقاما لموقفه ذاك وهو استمرار لمسلسل القتل الذي طال زعماء القدرية ومؤيديهم
فقد جرى اغتيال الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز كما اسلفنا وقبله تم اغتيال الخليفة الشاب معاوية الثاني سنة 64هج وتمت تصفية مؤدبه عمرو المقصوص تحت وطأة التعذيب وكان عبد الملك بن مروان قد امر بصلب معبد الجهني سنة 80هج وبذلك
قتل الملوك اغلب المفكرين المتنورين فيما لم يمهل القدر الخليفة القدري المتميز الصالح والعادل يزيد الثالث حيث مات بالطاعون بعد ستة اشهر من توليه الخلافة عام 126هج
تمكنت الدولة الاموية من "استدراج"عدد من الفقهاء كالاوزاعي للسير في ركابها واصدار فتاوى التكفير التي تضفي
شرعية شكلية لعمليات التصفية الجسدية التي كانت تتم لمعارضي السلطة وقد استمر هذا النهج في جميع المراحل اللاحقة
(فترة الخلافة العباسية )ثم تطور الامر فيما بعد ليتخذ طابعا اجراميا يقترب في ممارساته من الابادة الجماعية ففي العصر الحديث ظهرت الحركة الوهابية في الجزيرة العربية منذ ما يزيد على القرنين عبر هوس القتل والتخريب بالحجج القديمة ذاتها :"حماية الدين"مضيفة توصيفات جديدة من نوع الدين الصحيح او النقي وقد دخل محمد بن سعود وابنه عبد العزيز في حلف مع
محمد بن عبد الوهاب مؤسس المذهب الوهابي سنة 1744م لتوحيد نجد فجرى اخضاع القرى التي لم تستجب طوعا بحد
السيف الى "الطريق السوي"سنة 1786م وفي نيسان 1801م شن الوهابيون كبرى غاراتهم على مدينة كربلاء في العراق مخلفين ثلاثة الاف قتيل
ان الخلل الذي يكمن في تفكير الوهابيين واتباعهم من السلفيين والجهاديين وكذلك احزاب الاسلام السياسي التي تتظاهر بالاعتدال هو اصرارهم على تطبيق فكر بدوي محدود
في عصر منفتح وتقديمهم لقيم منغلقة تلغي التاريخ من خلال التمسك بقيم جامدة مر عليها اربعة عشر قرنا ومحاولة فرضها في عالم يتقدم بسرعة هائلة في مختلف جوانب المعرفة عدا عن تنصيب انفسهم حماة للدين ومعاقبة من لا يخضع لارائهم وهو امر مخالف تماما لما جاء به الدين الاسلامي ويتضح ذلك في نصوص قرءانية كثيرة مثل "لا اكراه في الدين "(البقرة 256) و"وما جعلناك عليهم حفيظا وما انت عليهم بوكيل"(الانعام 107) و "فانما عليك البلاغ وعلينا الحساب" (الرعد 40)والخ...
الاسلاميون الذي تسلقوا الى قمة السلطة في عدد من الدول العربية بدعم غربي له اغراضه المستقبلية في اعادة رسم خارطة لشرق اوسط مقسم الى كانتونات طائفية متناحرة تؤدي لاحقا الى حروب لا نهاية لها ،يدعمون السلفيين الجهاديين الى هذه الدرجة او تلك ويعتبرون شركاء لهم في تنفيذ مئات العمليات الارهابية بالسيارات المفخخة وغيرها في عدد كبير من الدول الاسلامية والتي ادت الى قتل مئات الالاف من المسلمين دون ان ينفذوا عملية واحدة في اسرائيل مثلا وهي دولة يفترض ان تكون عدوهم الرئيس وفق ايديولوجيتهم المعلنة . ان احزاب الاسلام السياسي قد لا تدري ان الغرب صنع منها جسرا للوصول الى المرحلة اللاحقة وان كانت تدري فالمصيبة اعظم ،وفي كلا الحالين هي قد ادخلت بلدانها في انفاق لا يرى في نهاياتها سوى الدماء بدل الضياء



#عدنان_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بضاعتكم - مع المحبة - ردت اليكم
- -الاسلام دين تطهير لا دين تكفير-
- الطيور تبكي دماءنا التي تفرقت في القبائل
- الجذور العشائرية للاسلام السياسي
- آزادوهي صاموئيل في حضرة الشعر
- إمرأة فقدت جمالها


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عدنان يوسف - الاسلام السياسي .. دماء في نهاية النفق