أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - شاكر الناصري - العنفُ والإنتهاكات في مدارس العراق : خطرٌ يتفاقم














المزيد.....

العنفُ والإنتهاكات في مدارس العراق : خطرٌ يتفاقم


شاكر الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 3901 - 2012 / 11 / 4 - 14:34
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


قبل عدّة أيام ، كنتُ قد كتبتُ مقالاً عن التعليم في العراق وما يُعانيه هذا القطاع من خرابٍ متواصلٍ ولكن يبدو ان علينا ان نواصل وان نعيد ما قلناه وكل ما قيل بهذا الخصوص من قبل كتاب وأساتذة وخبراء في قطاع التربية والتعليم وبعد ان اصبحنا في مواجهة متواصلة لكل الظواهر المتردية التي يتسم بها هذا القطاع. ان ما شاهدناه اليوم، بالرغم من انها ليست المرة الأولى التي نشاهد فيها هذه البشاعة، الا انه يجعلُ من كلّ ذلك الخراب أمراً واقعاً ولا فكاك منه و يقرع ناقوس الخطر بقوّة وقد يُساعد من لا يريد أن يتلمّس حجم الخراب والإنهيار في قطاع التربية والتعليم في العراق أو يحاول أن يخبئ رأسه في الرمال لعله يتجاهل حجم الكارثة ، على ضرورة أن يرفع رأسه وأن يتمعن جيداً في ما يحدث ، لأن الأمر لا يتعلق بمدرسةٍ هنا أو هناك ولا بوزارةٍ معنية ولكنه يتعلق بمستقبل دولة ومجتمع .

إذا كانتْ مشكلة التعليم في العراق تتوضح في نقص الأبنية الصالحة للإستخدام كمدارسٍ أو في سعتها وعدد ما تحتويه من كراسٍ ومقاعدٍ ، أو في المناهج الدراسية المتخلفة والدروس الخصوصية والمدارس الأهلية ، فأنها ستتوضح أكثر حين نعرف إن المدارس في العراق تتحولُ الى ساحات لفرض العقوبات الجسدية على الأطفال بالضربِ وبالقسوة التي يصعب وصفها وحين نعرف أن هذه المدارس تضمُّ عدداً كبيراً مِن الذين يمتهنون العنف والإنتهاكات ضدّ الأطفال في المدارسِ ونقصدُ هنا مدراء المدارس أو المعلمين والمعلمات، والذين سيحق لنا أن نطلق عليهم لقب وحوشاً بشرية خالية من أيّة مشاعرٍ أو مهنية وظيفية وتربوية يجب ان يمتلكوها. إننا ازاء أشخاص لا يجيدون التعاطي او التعامل بالأساليب التربوية والتعليمية الصحيحة ولكنهم يجيدون إستعراض عضلاتهم على التلاميذ الصغار والحط من كرامتهم واهانتهم والتلذذ وبكلّ ساديةٍ بصراخهم ودموعِهم .

قبل عدة أشهر كنا قد شاهدنا أحد مدراء المدارس في مدينة الكوت وهو يعذب تلميذاً صغيراً بكلّ إستخفاف وتلذذ وسخرية جردت المدير من أيّ ملمح انساني وبحضور عدد من المعلمين الذين يتفرجون وكأنهم يحضرون عرضاً مسرحاً فكاهياً وقد سمعنا بعدها أن وزير التربية قد قدم أعتذار الوزارة لعائلة التلميذ ولكننا لم نعرف كيف تعاملت الوزارة مع المدير المذكور أو مع جوقة المعلمين الذي حضروا حفل تعذيب ذلك الطفل ؟

ما شاهدناه اليوم يأتي استكمالاً لمشهد مدير المدرسة الذي كان يتلذذ بتعذيبِ طفل واحد ولكن يفوقه كثيراً وبما يدفع الكثير من العوائل العراقية لمراجعة علاقاتها بالمدارس وبدوائر التربية وبالوزارة اساساً ، كونها الجهة المسؤولة عن كل ما يحدث في قطاع التربية والتعليم. أعتقد جازماً أن مَن يشاهد مقطع الفيديو القصير لحفلة التعذيب البشعة التي أقامها مدير أحدى المدارس لعددٍ كبير من التلاميذ لا بدّ وأن يعيد حساباته بوضعية أطفاله ، وهل أنه يرسلهم الى المدارس كي يتعلموا أم لكي يكونوا ضحية لممارسات مديرٍ يمتهنُ الضرّب وكأنه عملاً روتينياً اعتاد القيام به كلما سنحت له الفرصة ؟ وإذا كان المدير بهذه القسوة فما بالك بالمعلمين والمعلمات ؟

الضرب والقسوة في التعليم مميزات الأنظمة التعليمية الفاشلة والمتخلفة التي تفقد البوصلة عن مسايرة التقدم العلمي والتطورات الحاصلة في نظم التربية والتعليم وفي الأساليب التربوية المعاصرة ، وهي وفي نفس الوقت مميزات مجتمعات تسودها القسوة والعنف الإجتماعي ضدّ الأطفال الصغار وعدم احترام آدميتهم وبراءتهم وطفولتهم وتتعامل معهم على اساس انهم " جهال " لا يجب أعطائهم المكانة والإحترام اللازم ، بما يجعلها مجتمعات تغرقُ في التخلّفِ والإنحطاط الإجتماعي والثقافي وتتحولُ الى مرتعٍ للعنفِ والارهاب والكراهية وإنعدام السلم الأهلي وتتسترُ على ازمات خطيرة .

أذا كنا نطالب بالإهتمام بوضع التعليم في العراق وضرورة توفير كافة المستلزمات التي تساعد على نهوضه واعادة بنائه مجدداً فأننا وبعد أن شاهدنا حفلة التعذيب الجماعي التي اقامها مدير إحدى المدارس ، لا بد وأن نطالب بضرورة تدخل الجهات المعنية في العراق لوضع حد للانتهاكات التي يتعرض لها الأطفال في المدارس من قبل المدراء او المعلمين، ووضع حد للتعذيب والضرب والقسوة التي اصبحت تهدد ما تبقى للتربية والتعليم من مكانة وأحترام .

على وزارة التربية في العراق أن تقدم إعتذارها لكلّ التلاميذ الذين انتهكت كرامتهم ولعوائلهم وأن تقدم تطمينات واضحة وصريحة بوقف قسوة وعنف أدارات المدارس وفي نفس الوقت فإن على الجهات المسؤولة في وزارة التربية أن تعمل على تقديم مدير المدرسة الذي يظهر في شريط الفيديو القصير الى المحاكم الخاصة وإيقافه عن العمل بشكل فوري .

https://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=CWE3mEsVTlY



#شاكر_الناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقتدى الصدر يتهم أمريكا بالتدخل في العراق !!!!!!
- منجزات وزارة الكهرباء :البوم لصورالوزير
- التعليم في العراق : نظام متردي وأبنية آيلة للسقوط
- صدق أو لاتصدق : جمود العملية السياسية في العراق !!!!
- السلطة : رموزها ونُصبها
- مناقصة مجلس النواب وشذاذ الدملوجي
- صحف ومجلات مجلس النواب العراقي : الفضائح تتواصل
- عن المثقف والسلطة والمصالحة الوطنية
- الأمر وبكل بساطة : إنها حريتنا وحياتنا الشخصية
- مهرجانات وزارة الثقافة : محاولات لتلميع الخراب
- الفلم الدنماركي الثأر - HÆVNEN - :هل يمكن أن نعيش دون ...
- سيرة حرب.......2 ، قسوة تل الخراء
- عن الإيمو والحرية وكراهية الحياة
- سيرة حرب ...1 .حين أضعت الطريق الى بيتنا
- قراءة في مشاهد أعتقال وقتل دكتاتور
- المالكي ومجالس الإسناد : حكاية التاريخ المستعاد
- الإعتقالات و الإتهامات لا تحجب الحقيقة يا حكومة نوري المالكي
- عدو ما بعد القتل : عن صور جثة بن لادن
- البديل السياسي في العراق : مقاربة أولية
- حكومتنا وحكوماتهم: الأختلافات والتشابهات


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - شاكر الناصري - العنفُ والإنتهاكات في مدارس العراق : خطرٌ يتفاقم