أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف - بمناسبة 8 مارس/ اذار 2005 يوم المرأة العالمي - لمياء شوقي - المرأة وتحديات التغيير














المزيد.....


المرأة وتحديات التغيير


لمياء شوقي

الحوار المتمدن-العدد: 1131 - 2005 / 3 / 8 - 09:59
المحور: ملف - بمناسبة 8 مارس/ اذار 2005 يوم المرأة العالمي
    


يأتي اليوم العالمي للمرأة ونتمنى الكثير الكثير, ومازلنا نحلم بالحرية والمساواة ولكن أحلامنا تقف لان تطور قضية المرأة يسير ببط شديد ... أحيانا كثيرة ننتكس لنرجع ألي نقطة البداية أو ما قبلها ويرجع ذلك إلي أن قضية المرأة من القضايا الشائكة في مجتمعنا العربي والأفريقي حيث ترتبط ارتباط وثيق بالتغير الاجتماعي الذي لا يحدث بسهولة بل يحتاج إلى جهد مضني ونفس طويل وصبر وإصرار وعزيمة وقناعه راسخة وهذا لا يحدث بين ليلة وضحاها وأيضا لان قضية المرأة من القضايا التي ترتبط بالدين بشكل أساسي والموروث المقدس الذي مازلنا لا نقبل الحديث عنه أو التفكير فيه ....إن أدنى محاولة للاقتراب من مثل هذه "التابوهات" تعتبر ضرباً من الزندقة وتسويقاً للبدعة والضلالة ، هذا أن لم يمتد الأمر إلى الاتهام بالكفر والفسوق والعصيان .
في دولة مثل السودان ، تعكس الانتكاسات التي تعرضت لها مسيرة المرأة وهي التي اكتسبت فيه المرأة حقها السياسي والنقابي منذ عام1965 حيث كان فوزها بدوائر الخرجين ودخولها البرلمان نموذجاً واضحاً للمراوحة التي يرزح تحت نيرها المجتمع بكامله من حيث أنه وللمفارقة المرة عادت المرأة لمربعات كان من المعتقد أنها تجاوزتها بمراحل فإذا بها تناقش اليوم إمكانية أن تبحث لها عن مقعد وسط التنظيمات السياسية التي ما فتئت تؤكد أيمانها بحقوق المرأة نظرياً في حين هي عاجزة تماماً عن بلورة ذلك عملياً إما تآمراً مع العقلية الذكورية المهيمنة أو رضوخاً لابتزازها 0!!! وفي كلا الحالتين فان النتيجة تعبير حقيقي عن المحنة التي تعيشها التنظيمات السياسية وخصوصا التقدمية منها ، كما أنها تكشف بجلاء عمق محنة الصراع الاجتماعي المتراجع لصالح الإقطاع والطائفية الدينية وتنظيمات الإسلام السياسي0وهي تنظيمات مهما تغيرت أسمائها أو أيدلوجياتها إلا أنها في النهاية تشكل روافد فرعية لنهر السلطة الأبوية المعززة لدونية المراة0 وابرز ملامح هذا النكوص للتنظيمات التقدمية واليسارية في التجمع الوطني الديمقراطي (السوداني) تمثل في موافقتها على المـادة (5) البند –2- من مؤتمر القضايا المصيرية اسمرا حيث نصت على أن يلتزم "التجمع الوطني الديموقراطي" بصيانة كرامة المرأة السودانية ويؤكد دورها في الحركة الوطنية السودانية ويعترف لها بكل الحقوق والواجبات المضمنة في المواثيق والعهود الدولية بما لا يتعارض مع الأديان !!! دون أن يراعي للتناقض الذي سوف يقع فيه حينما تتعارض هذه المادة مع تعدد الزوجات وحق الولاية والميراث والطلاق والعمل حسبما هو معمول به في الفقه الإسلامي 0

وإذا أخذنا مصر كمثال نجد أنه بعد دخول المرأة إلي الحياة العملية بقوة ونيلها حقوقها العملية والتعليمية هاهي الآن تنتكس تحت وطأة الجماعات الإسلامية بحيث تراجعت إلى المربع الأول وباتت نناقش في الوقت الراهن قضايا من شاكلة: هل للمرأة الحق في العمل أم أولى لها فأولى أن تكمن في عقر دارها؟!!! وكذلك الحال ينطبق على المرأة الجزائرية والفلسطينية و ............ فالشواهد والأدلة كثيرة في هذاالصدد0

إن ما يحدث من انتكاسات للإنسانية عامة في هذه الظروف العصيبة من حروب وعولمة وفقر وجهل ينعكس للأسف سلبا على المرأة أكثر من أي كائناً آخر ، ولذلك لن يغير من وضع المرأة آلاف النصوص والبنود ما لم تتغير نظرة المجتمع الذي يراها شيطانا ما خلقت إلا لمتعة سيدها الرجل وإنجاب الذرية في احسن الأحوال أو إغوائه وما لم يحدث تغير جذري في مجتمع ما زالت بنية 0وعيه تناسلية فقط!!!
0 من البديهي أن نؤكد أن للمرأة الدور الأعظم في إنجاز أي دور حقيقي يسعى للاضطلاع به المجتمع ولكن تظل سطوة القيم والتقاليد البالية المستمدة من الذهنية الذكورية تجعل مثل هذه المطالب نوع من السباحة عكس التيار . ولهذا يظل التضليل هو ديدن الأحزاب السياسية بما تزخر به برامجها من فقرات وبنود تؤكد حرية المرأة0 فما هذه ألا بروتوكولات لأتحاذ شكل عالمي مرضي. فان كنا جادين حقاً ككيانات نسوية تسعى للانعتاق من رقبة التخلف والدونية فعلينا أن لا نرضي بالرشاوى والفتات وأن لا نرضى بالمكاتب الهامشية ، بل علينا باقتحام المكاتب التنفيذية حيث الفعل الحقيقي وإصدار القرارات المصيرية0


إن أسس التغيير الحقيقية يجب أن تبدأ من إقرار المساواة داخل الأسرة الصغيرة بين الذكور والإناث وإلا فلن تحدث مساواة علي المستوي الإجماعي0 كما علينا إقرار المساواة في العمل غير مدفوع الأجر (الأعمال المنزلية ) وممارسة حرية حقيقية داخل الأسرة حتى ينعكس ذلك علي المجتمع فالحرية لا تتجزأ أما أن تكون حرا أو فلا

أما علي المستوي الفردي علينا أن نحاول أن نبني أسر تحترم حقوقنا,فلا ندعم التيار الذي يقول إذا أردنا التغيير علينا أن لا نخرج عن ألما لوف ونكسب رضاء التيارات التقليدي.فهذه مقالا في مصلحة السلطة الذكورية .

ومن غير حوار وتفكير وتفكيك وكسر لحائط المقدس لن يتم تغير في بنية الوعي الاجتماعية لذا نجد أن قضية المرآة تحتاج آلي تكاتف كل القوى المؤمنة والقادرة على المضي حتى تستطيع تثبيت ما اكتسبته في الماضي لان ما يحدث الآن أننا بدأنا نفقد ما نكتسبه بدلا عن تطويره والسير به ألي الأمام0 لذلك لن تكون هنالك نتائج ما لم يصحبه تراكم كمي للإنجازات والمفاهيم من اجل إحداث التغير الاجتماعي المطلوب0

فلتتكاتف جميع نساء العالم من اجل مجتمع افضل وحياة أجمل قوامها الحرية والكرامة0

لمياء شوقي



#لمياء_شوقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- بهدف جذب السياح.. الصين تمدد فترة الإقامة للعبور من دون تأشي ...
- رئيس حكومة الإئتلاف السورية: ما قامت به -هيئة تحرير الشام- م ...
- مصاد عسكرية تكشف: حماس جندت آلاف المقاتلين الجدد في غزة
- عملية إنقاذ محفوفة بالمخاطر في إيطاليا.. 75 ساعة من الجهد لإ ...
- -لبنان لنا- .. إسرائيليون يدخلون لأول مرة جنوب لبنان وينصبون ...
- من ماهر الأسد إلى ماهر الشرع.. تعيين شقيق الجولاني وزيرا للص ...
- بالصور.. دمشق بعد سقوط الأسد
- من اتفاق السائقين إلى البطاقة الذكية.. ماذا تغير في العشر ال ...
- زعيم حزب -الناس الجدد- في الدوما الروسي رئيسا للمجلس الإشراف ...
- الخارجية الروسية: الولايات المتحدة تحاول تغيير السلطة في كوب ...


المزيد.....

- المشاركة السياسية للمرأة في سورية / مية الرحبي
- الثورة الاشتراكية ونضـال تحرر النساء / الاممية الرابعة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف - بمناسبة 8 مارس/ اذار 2005 يوم المرأة العالمي - لمياء شوقي - المرأة وتحديات التغيير