أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رفعت السعيد - الإخوان.. جحا.. قطعة الصلصال














المزيد.....


الإخوان.. جحا.. قطعة الصلصال


رفعت السعيد

الحوار المتمدن-العدد: 3900 - 2012 / 11 / 3 - 10:21
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



كان جحا لا يمل من مديح حماره والتأكيد على ذكائه وعقله حتى سئم السلطان، وصاح قائلاً: «الحمار» يبقى حماراً ومن لا يقتنع بذلك يكون هو أيضاً حماراً»، فهاج جحا، وانتهى الأمر برهان أن يقوم جحا بتعليم حماره القراءة، واحتد السلطان قائلاً فإن لم تفعل قطعت رقبتك، وتواعدا.. قال جحا الطفل يتقن القراءة فى سن العاشرة فأعطنى عشر سنوات. وفى البيت أنبته زوجته، ستظل دوماً أضحوكة الناس، وسيقطع السلطان رقبتك فضحك جحا قائلاً: يا امرأة عشر سنوات قبل أن تنتهى إما أن يموت السلطان أو يموت الحمار أو أموت أنا، ولقد ذكرنى بهذه الحكاية أحد وزراء عهد مبارك عندما وقف متحمساً فى مجلس الشورى متحدثاً عن الخطة الخمسية كجزء من خطة عشرية، بعدها همست فى أذنه: أنت مصدق؟ فقال: يا سيدى إما أن يموت السلطان أو الحمار أو أنا، وبعد عام واحد.. السلطان فى السجن والحمار مات والوزير هارب.

وتعود القصة عندما تقفز حكومتنا غير السعيدة فوق هموم اليوم والأمس والغد: الخبز- البوتاجاز- الأمن- المواصلات- الإرهاب فى سيناء- الصحة- التعليم، ومئات المشاكل الملحة، ثم تستمتع بالحديث عن خطة لعشر سنوات قادمة، وهى حيلة ساذجة تبيع الوهم للبشر فى بلد يعانى من عجز رهيب فى الموازنة العامة، ويزداد فيه التضخم ليبتلع دخول الفقراء ومتوسطى الحال، وبينما تعجز عن حل أى من هذه المشكلات، ويعجز د. مرسى عن إنجاز برنامج مائة يوم، تتقدم الحكومة ببرنامج لثلاثة آلاف وستمائة وخمسين يوماً، وبينما ترفض الحكومة الالتفات إلى أحوال الفقراء الذين يريدون خبز يومهم ولا يستطيعون الانتظار إلى الغد، فإنها تبيع لهم وهماً لن يأتى إلا بعد عشر سنوات، ولسنا بطبيعة الحال ضد تخطيط طويل الأمد، فهذه شيمة العقلاء، لكن العقل يغيب تماماً عندما تتوهم بناء برج يصعد إلى أعلى وأعلى وأنت لم تمتلك الأرض بعد، فالخطط تبنى على أساس الممكنات وتطويرها وتخطيط التعامل معها، فإذا كانت الإمكانيات ضئيلة وتزداد انكماشاً والموازنة مهددة بالنفاد، وإذا كانت عملية الاستحواذ الإخوانى على مفاصل الدولة تفزع المصريين العقلاء وتفزع فئات بذاتها أكثر من غيرها، وتستتبع غضباً أوروبياً وأمريكياً وخوفاً من أن تصبح مصر بفضل الحنان الرسمى مع الألاعيب المتطرفة لقيادة حماس، وبسبب تراكم إرهابيين من كل بقاع الأرض فى سيناء التى أصبحت مرتعاً لمختلف صفوف الإهاربيين الذين تدللهم حماس التى تستمتع بدورها بتدليل ومساندة د. مرسى- هنا تكون الأزمة الاقتصادية مؤهلة للتفاقم بل الانفجار دون انتظار لعشر سنوات أو حتى لعشرة أشهر، ولست أدرى كيف أن هذه الحكومة ومعها د. مرسى يتجاهلون الخطط الرقمية الوهمية التى روجت لها حكومات مبارك وقبله السادات.

وتحدثت عن إنجازات وهمية مرتقبة.. يرون دروس الماضى ولا يتعلمون، ثم تتمادى حكومة الأخ قنديل فتتلهى بدلاً من حل المشكلات الآنية الطاحنة بإعادة تشكيل الجغرافيا المصرية، فدون حل المشاكل الحاسمة والملحة تكون إعادة تشكيل خريطة الوطن والحديث العابث عن خطة السنوات العشر مجرد عبث أطفال يتلهى به وزراء لا يعرفون واجباتهم الحقيقية، أو يعرفونها ويتجاهلونها لأنهم لا يعرفون كيف يحلونها.



#رفعت_السعيد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإخوان.. الفن.. الفنانين (٢)
- ثورة 1919.. وثورة 25 يناير الفارق بين الثورة وسارقي الثورة
- مرسى بين مستشاريه وآمريه
- إخوانيون ضد الإخوان
- د. مرسى.. الدين.. المصريون
- عندما تغضب مصر ضد حكامها وشيوخها
- يا د. مرسى.. ما هكذا تكون الرئاسة
- التدين.. رؤية أخري
- الإخوان.. الفن.. الفنانون «١»
- سيد قطب .. الذي لا نعرفه
- يا أيها الجالس على عرش مصر.. حذار
- الإخوان.. والتمويل الأجنبى «الوثائق»
- «الدستورية» تسأل: ماذا يريد الشعب فى الدستور الجديد؟
- الدستور والأقباط
- الإخوان وخصومهم عبدالناصر نموذجاً
- مرسى.. والمحكمة.. والميليشيات
- حكايات ليست للتسلية
- وأقسم مرسى بالثلاثة
- فلنبدأ
- التأسلم فى السودان.. مجرد نماذج


المزيد.....




- 100 ألف فلسطيني يصلون العشاء في المسجد الأقصى
- استقبال مواطنين من الطائفة الدرزية السورية أثناء دخولهم إسرا ...
- وفد درزي سوري يعبر خط الهدنة بالجولان لزيارة الطائفة في إسرا ...
- 80 ألفا يؤدون صلاة الجمعة الثانية من شهر رمضان في المسجد الأ ...
- بأنشودة طلع البدر علينا.. استقبال وفد من رجال الدين الدروز ا ...
- كابوس في الجنة: تلوث المياه يهدد جزر الكناري!
- تعرف على 10 أهم بنوك إسلامية في أوروبا وأميركا
- حماس: اعتداءات المستوطنين يستوجب موقفا اسلاميا حازما
- حماس: منع الاحتلال اعتكاف المصلين للمرة الثانية في المسجد ال ...
- على أنغام -طلع البدر علينا-.. وفد من رجال الدين السوريين من ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رفعت السعيد - الإخوان.. جحا.. قطعة الصلصال