جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 3900 - 2012 / 11 / 3 - 01:31
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
القرآن: من نص ديني غال الى نص دنيوي رخيص
بسبب طريقة طبع القرآن وزخمه بديكور اسلامي خاص و زخرفة نصوصه و سعره العالي تحول الى نص الهي سماوي يحفظ في محفظة من قماش من نوع خاص و يعلق في غرفة الجلوس مثلما اتذكر النسخة المعلقة على حائط غرفة الجلوس في بيت اهلي سابقا لا تفتح للقرآءة بل تستعمل للقسم و الحلف و لا يمكن مسه دون الاغتسال و التوضوء - صعب علينا تجربته كنص دنيوي نثري اعتيادي الى ان ظهرت نسخة القاهرة التي فتحت المجال لاستعماله دنيويا نثريا و بدأت السعودية بسبب وضوح طريقة كتابته حتى لغير العربي ارسال نصوص القرآن او قرآنات (تحول المفرد الى الجمع كالرمل على شواطيء البحار) الى كل صوب و حدب و دون مقابل (بلاش) تحول القرآن الى نصوص لا قيمة لها تماما مثل كتب كيم ايل سونغ الكوري الشمالي او ماو تسي تونغ او كتاب الاخضر للقذافي ...
منذ ذلك الحين تحولت قراءة نصوص القرآن الى مسألة شخصية تقرأ في غير المناسبات اي في الايام الاعتيادية لم تكن ممكنا قبل 200 سنة كما يقول الاستاذ Rheinhard Schulze لان النسخ المكتوبة باليد كانت غالية و صعبة المنال.عندما تحولت نصوص القرآن الى نصوص نثرية اعتيادية نزلت هيبتها و تأثيرها و قيمتها فبدأ المسلم يقرأ القرآن بطريقة اعتيادية اكثر من السابق اي مع شرب القهوة او اثناء مشاهدة التلفزيون او اثناء قضاء حاجات بشرية اخرى.
اما اليوم و في عصر الكومبيوتر و الانترنيت و الكتابات الرقمية و تواجد نصوص القرآن اكثر من الرمل في كل مكان و دون قيمة مالية تذكر نزلت قيمة القرآن الى الحضيض لان تنسيخ نصوصه اصبح حتى في متناول الاطفال. تنزل عادة قيمة الكتب المتوفرة (بلاش) حسب قانون العرض و الطلب و عندما يحاول السلفيون توزيع القرآن كالهدايا التجارية الرخيصة فان نصوص القرآن تجد نفسها بسرعة الى سلة المهملات. لا اتكلم هنا عن نزول القرآن بقدر نزول قيمته بشكل دراماتيكي لم يكن له نظير.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟