|
ما بين الإخوان و الشيطان من تلاق
علي جديد
الحوار المتمدن-العدد: 3899 - 2012 / 11 / 2 - 21:34
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
أريد هنا أن أبين أن الإسلاميين الذين يشيطنون الناس عامة و الأمازيغ خاصة أنهم هم أقرب الخطاءين إلى الشيطان.. فقمة الشيطنة استغلال الإسلام بانتهازية..
بل هم أسوأ من الشيطان لأنه على الأقل كان له مبدأ و كان صريحا مع الله و لم يحاول الكذب كما يفعل الإسلاميون.. فقد رفض السجود لآدم و لو كلفه دلك الطرد من الجنة لأنه يعلم أن بني ادم سوف يفسدون في الأرض و يسفكون الدماء.. ووعد الله أنه سوف يغويهم كلهم إلا "عبادك المصلحين".. أما الإسلاميين فلا مبادئ لهم فقد نقضوا العهد الذي أعطوه للشعب بأنه سوف يحسنون من ظروفهم و سيحاكمون تماسيح الفساد.. و الأمر من دلك أنهم بدؤوا يضيقون الخناق على لغة شعب المغرب المشارك في الانتخابات في محاولة لإزاحتها من طريق لغة شعب المشرق الذي لا دخل له في تلك الانتخابات..
هذا ليس دفاعا عن الشيطان كما سيتبادر إلى ذهن أصحاب الفكر المتزمت الذين سيحاولون اتهامي بوجود رابطة دم بيني وبين الشيطان وهي التهمة الجاهزة في جعبة هؤلاء لكل من يسعى إلى إزالة تلك النفايات التي تحجب عن الناس عظمة دينهم.. فقد أورد نائب الأمين العام لاتحاد علماء المسلمين سلمان العودة مباشرة من الحرم المكي في اتصال مع الجزيرة نكتة تثبت جاهزية هده التهمة في عند الإسلاميين يرمون بها من يمس خطابهم بسوء..و قال أنه ذات يوم وبينما المسلمون منشغلون برمي الشيطان بالحصي اندفعت عجوز بحماسة شديدة و بدأت ترمي الشيطان حتى لم يعد بيدها حصى فبدأت ترميه بحدائها فتدخل أحد الحجاج قائلا لها أن العملية رمزية فقط و لا تستدعي رمي الشيطان بالحداء فأجابته العجوز بدون تردد: "أتدافع عن إبليس? أهو من عائلتك?".. و شهد شاهد من أهلها و سبحان من جعل من سلمان هدا أحد الدعاة المعتدلين في زمن كثر فيه المتشددون..في كتب الإسلاميين الصفراء و بكل الألوان يصرون على أن الشيطان بإمكانه أن يأتي في هيئة إنسان.. و عندما يقترن الشيطان بإنسان ما فإن دلك الرجل أو المرأة يقوم بأعمال شيطانية إن كان إيمانه ضعيفا.. وبهذا المنطق يمكن القول أن الفساد المالي و الإداري و الجنسي و الكذب و كل الأعمال القدرة التي يقوم بها الساسة الإسلاميون لها تفسير واحد و أوحد وهو إما أنهم شياطين بذاتها و صفاتها أو أن بهم مس من الشيطان..
و إلا كيف سيفسر لنا المدافعون عن حزب "العدالة و التنمية" معارضته للغة الأمازيغية علما بأن الله تعالى وضح في كتابه العزيز أنه هو المسئول عن إعطاء كل ذي لغة لغته عن قصد ليجعل اختلاف اللغات و ألوان الأجناس آية تدل على قدرته على خلق الاختلاف كما هو قادر على أن "يخلق من الشبه أربعين".. و لا شك انه كان باستطاعة الله أن يخلق كل البشر في صورة واحدة و كل اللغات لغة واحدة و كل البشر بلون واحد و يجعل الدنيا كلها ليلا آو كلها نهارا و لكنه تعمد أن يجعل الاختلاف ليدل ذلك عن قدرته العظيمة و كل من أراد أن يعمل غير ذلك فهو يتحدى الله .. ادن فالقوميون و الإسلاميون الذين يعملون لإحلال اللغة العربية لغة كل المسلمين و إماتة كل اللغات الأخرى فهم ليسوا في الإسلام في شيء لأنهم لا يؤمنون بما جاء في القران أكثر من إيمانهم بأدبيات أحزاب الشيطان..
عبارة الشبه هذه يرددها الناس عادة ليبرهنوا على عظمة الله و لكن بنكيران - زعيم الإسلاميين المنغمسين في السياسة - لم يظهر له الشبه إلا بين الحروف الأمازيغية و "الشينوية" استهزاء باللغة الأمازيغية ودلك في غمرة الحملة الانتخابية التي سوف تحمله إلى السلطة.. كانت تلك أغرب حملة انتخابية رأيناها حيث أخرجت من الإسلاميين و زعيمهم كل ما كان بداخلهم من نفايات الكلمات وأسوأ عبارات القدح و الشتم وأقرف ما يمكن لحنجرة إنسان أن تنفثه ليس ضد إسرائيل ولكن ضد أحفاد من رحبوا بإدريس الأول "الهارب" من بطش إخوانه العرب إلى أرض السلام وإكرام الضيف حيث بوؤوه مرتبة أعلى من مرتبة أي شريف منهم..
فهل هذا هو جزاء من أحسن إليهم مند أن أرسل جزء كبير منهم وما في ملكية الواحد منهم سوى دينارين و ناقة..أم نسي الإسلاميون أن "الدين معاملات" وليس "التح و قل ما شئت".. وغياب هده المعاملات في ممارسات الإسلاميين يبين حاجتنا الملحة إلى انتشال الدين من مستنقع السياسة.. فالدين في حضرة السياسة كاليتيم في مأدبة اللئام لأنها "فن الكذب" و المراوغة و الخداع وكلها صفات اجتمعت الأديان على كونها رجس من عمل الشيطان و لا يمكن لسياسي راغب في السلطة من أجل السلطة كالإسلاميين الوصول إلى غابة السلطة إلا عبر منعرجات و مسالك ملتوية.. مما يدل أن وصولهم إلى سدة الحكم لم يكن سهلا بدون الاستعانة بخدمات الشيطان الذي يعتبر المرشد المحنك و العارف بخبايا تلك الغابة الموحشة لأنه أدرى بشعابها رغم المنافسة الشرسة له من طرف القوميين العرب..
الأحاديث "الشيطانية" التي ألفها العرب لإضفاء القداسة على الجنس العربي و اللغة العربية ما زال العجم و الأمازيغ خاصة يكتوون بنارها و لكي لا نطلق الكلام على عواهنه نورد الحديث التالي كما أورده البخاري في صحيحه "أحبوا العرب لثلاث لأن ني عربي و القران عربي و لسان أهل الجنة عربي".. كان هدا الحديث ما تفتقت به قريحة الآباء الأولون. و بلا شك قد يكونوا هشوا به على أغنامهم/ الشعوب المسلمة غير العربية وحصلوا به على ما كانوا يبتغون و ابتزوا به ما شاء الله لهم من المستضعفين الأميين.. إ ن كان الآباء الأولون لا يخشون في الكذب على أنبياء الله لومة لائم فكيف للأبناء أن يخافوا من عباد الله.. فلنستمع إلى خير الله طلفاح (خال صدام ووالد زوجته سجودة) أحد أعمدة العروبة و مبدعي كتابة "الله اكبر" على العلم العراقي وهو يسير على خطى الأحبة حين قال "إن من لم يعتقد أن الجنس العربي هو الأفضل فهو شعوبي".. لا فرق بين هدا الحديث و الحديث السابق لمن كان يرجو المال و السلطة لاستعباد البشر..
وقد لا نتفاجأ غدا أو بعد غد حين تستتب الأمور للإسلاميين و الأمويين الجدد أن يخرج أحد المتشددين مهم الفيزازي و المغراوي بفتوى تحرم نهائيا أي مظهر من مظاهر الثقافة الأمازيغية و الحديث بها في الأماكن العمومية مستعملين في دلك لقصة إبراهيم.. فينشر في موقعه على الفيسبوك أو التويتر أو يعلنها صراحة في إحدى محاضراته بأن المغزى من عيد الأضحى ليس كون إبراهيم امن بربه و امتثل لأمره باستعداده للتضحية بأعز شيء عنده و هو ولده و أعطاه الله كبشا عوض الطفل.. بل سيفسر ذلك بكونه المقاربة الإلهية للتعدد اللغوي قبل اصطفاءه تعالى للغة العربية كآخر لغة للعالمين كما اصطفى محمد "لعربي" من بين كل شعوب الأرض كآخر الأنبياء و للقران "العربي" كآخر الكتب المقدسة ككتاب لمن في الأرض جميعا..
و سيئول المتشدد القصة بكون النبي إبراهيم كان سيضحي بالعربية العزيزة على قلبه و لكن الله انزل عليه الأمازيغية ليضحي بها إيدانا بضرورة إماتة اللهجات و اللغات والتي كان قد دعى إليها شيخ فلاسفة المغرب المرحوم الجابري في إحدى فتاويه المشهورة قبل أن ينسفها نسيم التغيير الديمقراطي الذي هب على المغرب أنداك في انتظار إعصار ديمقراطي ينسف معه الكثير مما خطه و خطط له السيد الفيلسوف وشيوخ البزنس الديني الواهمون بتوحيد العرب باللغة أما الدين فهم يعرفون أنه عند العرب أديان و في الأديان مذاهب وفي المذاهب طوائف و في الطوائف جماعات و أحزاب..
فما أشبه الحديثين بما يروج له الإسلاميون في الأوساط الشعبية و في المدارس بكون العربية أعز لغة و أبغض لغة عنده الأمازيغية و هدا الصنف من الخزعبلات تلوكها ألسنة العروبيين و الوهابيين الأميون منهم و المثقفون دون خجل لان الغاية تبرر الوسيلة فذكرى شهيد "العربية" ميشيل عفلق و الوفاء لأرواح شهداء "القومية" الأبرار صدام و القذافي تمدهم بالقوة و لسان حالهم يقول "بعثيون بعثيون حنكمل المشوار" و سنمحي كل الأقليات.. و مع العروبة الخالصة "تصفى القلوب".. وفي هده النقطة بالذات لا خلاف مع الإسلاميين و لا جدال.. فالهدف واحد يتمثل في تطهير البلاد العربية من تلوت دماء الأقليات الدخيلة على الدماء العربية الزكية و تنقية الأجواء اللغوية من روائح لغات العجم النتنة و من ثقافاتهم المتعفنة لتشرق شمس العربية على الروابي و السهول وقد كان بود الفاتحين لو يجدوا أراض خاوية على عروشها ليكفيهم الله شر تعريبها..
بل منهم من يتمنى لو أمكنه أن يستنسخ من عرب الجاهلية ما يغنيهم من تعريب الأمازيغ و الأكراد الذين استعصوا عن التعريب سواء بالحيلة أو بالقوة لأنهم معصومون من التعريب و ليسوا بسهولة الأقباط المصريين الذين استسلموا للتعريب و هم صاغرون.. لكن الآن وقد وصلت الأمور إلى الوضع الراهن فلا مناص من استعمال جميع الوسائل لتعريب البلاد بالقوة فرد فرد شبر شبر ليستعيدوا نقاوة الشعب العربي و انسجامه والتفافه حول لغته مستمدين شرعيتهم من صناديق الاقتراع كما يزعمون.. فعلى الأقليات إذن أن يعدوا لهم ما استطاعوا لأن هؤلاء الأصوليون المسكونين من شياطينهم بالنقاوة إلى حد الهوس يعتبرونها تتمة لتلك الحروب التي خاضها الفاتحون و قصروا فيها تقصيرا لأنهم أدخلوا السيوف إلى أغمادها قبل إتمام مهمتهم بتعريب الأمازيغ، وقد حدثنا "الحوار المتمدن" عن شاكر النابلسي أن العفيف الأخضر قال عن الأصولية أنها "هوس، هوس بالنقاوة، نقاوة العرق، نقاوة الهوية، نقاوة اللسان من اللحن و الدخيل من الألفاظ، و رهاب التطور والتجديد، إنها رفض للحداثة، و رد فعل هاذ على الحداثة".. هكذا و بعد أن أراد الله أن يتخذ الشيطان و بني ادم بعضهما لبعض عدوا مبينا اتخذه الإسلاميون صديقا وفيا فأغواهم و لم يسلم من إغواءه إلا عباد الله المخلصين فصدق إبليس بجره للإسلاميين لتعزيز حلفه بعباد لله غير مخلصين..
و لمعلومات الذين يعتبرون "حزب الله" اللبناني وحده حزب "الشيطان" ليصححوا معلوماتهم لأن للشيطان في كل دولة عربية أحزاب يسبحون بحمده بكرة و أصيلا رغم أنهم يمسحون به كل أخطاءهم و خطاياهم مما جعلهم في زمرة من قال فيهم "كارليل" "أكبر الأغلاط هي تلك التي ترى نفسك منزها عنها".. فهل هناك إسلامي واحد اعترف يوما بأنه أخطأ واعتذر?..
#علي_جديد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الأمير السعودي الأمازيغي الأصل
-
أبعدوا -عمر- عن شر أعمالكم يا عرب!!
-
عقولهم في فروجهن
-
العرب: شعوب أم قطعان أغنام!!!
-
رسالة إلى الإسلامي رئيس وزراء المغرب
-
عورة الأعراب في الأولمبياد
-
تحرير الله
-
خير أمة .. بالسلوك لا بالمعتقد
-
الساكت عن الحق بنكيران أخرص
-
أصابت الأمازيغية و أخطأ بنكيران ~
-
رسالة إلى صديق إسرائيلي
-
-القذافي-،-مبارك-– أسماء العرب الحسنى
-
ألا بذكر الديمقراطية تطمئن القلوب؟!
-
سقوط الصنم العربي
-
هل كان ”عبد الله الفوا“ رسولا ؟ا
-
الجابري – الأمازيغي المغرر به
-
أكاديب العرب الحقيقية
-
من قطاع الطريق إلى قطاع التاريخ
-
حمى المطالبة بالإنفصال في الوطن العربي
-
وصايا طارق بن زياد -العروبي-
المزيد.....
-
ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم
...
-
عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
-
المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي
...
-
المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي
...
-
المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي
...
-
ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات
...
-
الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ
...
-
بن كيران: دور الإسلاميين ليس طلب السلطة وطوفان الأقصى هدية م
...
-
مواقفه من الإسلام تثير الجدل.. من هو مسؤول مكافحة الإرهاب بإ
...
-
الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|