لماذاااااااااااااا نستورد ؟

مصطفى الخيكاني

الحوار المتمدن-العدد: 3899 - 2012 / 11 / 2 - 19:15
المحور: الصناعة والزراعة
    

تعالوا معي في رحلة تبضع قصيرة في بلد يقطع ولا يزرع ويلبس ما لا يصنع ولا يأخذ شي من بيته إلا بعد ان يدفع انها رحلة نبدؤها ألان بالتحديد ولكني لا اعرف الى اين ومتى ستنتهي لان وقود مركبتي مستورد.

ابتدأت الرحلة في سوق دار السلام المفقود فالدكاكين مزدهرة والأشياء فيها من كل حدب وصوب والناس ما اجملهم يتدافعون فيما بينهم تسوقهم الروائح والألوان باتجاهات مختلفة الى محطات اذواقهم وبين كل هذا وذاك دعونا ندقق في بواطن الامور لماذا لا يحتوي هذا السوق شيئا عراقياً إلا ألبشر ؟ الا نقدر على اشباع اسواقنا ببضائع فيها بصمتنا ؟
اين نحن من سياسة الاكتفاء الذاتي ؟
ولكي نجيب عن هذه التساؤلات علينا ان نخرج من السوق قليلا ً ولننظر الى خارطة العراق من الاعلى ولنرى ما هي (مقومات وفوائد الاكتفاء الذاتي ) ؟
أما المقومات فالعراق يملك نهرين هما دجلة والفرات ولديه اراضي صالحة للزراعة تقدّر بثلاثين مليون دونم على اقل تقدير والمساحة المستغلة منها هو اقل من النصف وان لزراعة الاراضي المتبقية وبناء السدود لتوفير المياه واستخدام طريقة التقطير في سقي الاراضي لها الاثر الكبير للاكتفاء في هذا الجانب .
وكما يحتوي العراق على البنية التحتية اللازمة للصناعة ولكن معظم المعامل والتي تقدّر بنسبة ثمانين بالمائة معطلة عن العمل وهذا على لسان رئيس اتحاد الصناعات العراقية السابق السيد نزارعلي محسن الوائلي وبالطبع لا ننسى ما يحتويه العراق من مصادر الطاقة وكذلك المعادن الموجوده في باطن الارض وبالإضافة الى الطاقة البشرية الكبيرة في العراق التي يمكن استغلالها بهذا الصدد ايضاً ‘ فعلينا ان نحرك معاملنا بكامل طاقاتها ونعالج شبابنا من وباءٍ اسمه البطالة ولنفخر بكلمة (صنع في العراق) !
اما فوائد الاكتفاء الذاتي فبالإمكان ايجازها كما يلي :- التقليل من مستوى التبعية السياسية والاقتصادية للدول الأخرى وبالتالي تحقيق الاستقلالية في اتخاذ القرارات والمواقف الدولية والداخلية وكذلك القضاء على البطالة من خلال تشغيل الايدي العاملة .
وبعد ان اجبنا على هذه التساؤلات بإيجاز فلنرجع الى السوق مرة اخرى ولنشتري جريدة ولنقرأ في طياتها اخبار اليوم وهنالك خبر ابتغيه إلا وهو (الازمة السورية ترفع اسعار البضائع في العراق) ترى إلا يدق هذا الخبر نواقيس الخطر‘ وإذا كان خبر اليوم بهذا الشكل لماذا لا نتوقع او نستقراء صحف الغد وعلى سبيل المثال ( حرب على ايران وتوتر العلاقات العراقية الكويتية بسبب تداعيات حرب الخليج وخلافات ومقاطعات مع تركيا والسعودية والأردن بسبب تدخلها في الشأن العراقي) عند ذلك الوقت نقف دقيقة صمت حداداً على اسواقنا التي كانت ها هنا بعد ان نفذت البضائع المستوردة فيها وقبل ان نقف اود اعلامكم بنفاذ وقود مركبتي.......... المستورد أيضا........... اذاً انتهت الرحلة .

#مصطفى_الخيكاني (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات