|
في عيدها الـــوردُ يعطرُ نفسه ... 8 آذار الجميل
مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب
(Moustafa M. Gharib)
الحوار المتمدن-العدد: 1131 - 2005 / 3 / 8 - 09:45
المحور:
ملف - بمناسبة 8 مارس/ اذار 2005 يوم المرأة العالمي
1 ـ وردةٌ ينبثق وجهها من موجة الريح الربيعية، مرت الشمس عليها فاستفاق الطير والارواح عاشت تنتظر غرد البلبل تغريد المغنين على صوت الرباب وصحى الصبح ملياً على صوت اليراع يكتب التاريخ ويلغي شوطه الخربان واستفاقتْ مثل فراشات الحقول اللامعة امرأةٌ للكون تأتي.. فاذا البرد ، الصقيع ، الثلج، عنا يرتحل واذا الحبّ يعم الكون واذا الدفء نزيل عندنا واذا الورد يجالس ضلعنا وإذا الطير يسابق ودنا.. امرأةْ مثل نجمةْ، استيقظ الزهر عليها وهي تزرعْ بالمحبة فرحةً تنعس الشطآن منها وتنام الاوردة مثل كأسٍ ينتشي حتى الثمالة بنبيذٍ سرمدي.. كلما يكتب عنكِ لا يساوي دمعة او صرخة القلب من الاعماق تدنو لتزرع في الحياة عشرات من ملايين القُبل ثم بسمات من اجنّة في البطون ففي عيدك الحبّ يلون نفسه، بالوان العاشقين المغرمينْ، و بعينيك الجميلة تصدحُ موسيقى السماء وفي عيدك الثر بأطياف الطيوبْ، يأتي الغناء بآثار المحبين القدامى وفي عيدك تخضر هذي الارض وتعطي المكرمات وفي عيدك الورد يعطر نفسه تنتشي الاشجار ثم يعم الدفء في الاعماق رايات محبة وتغني الكائنات أغنيات كالحياة
............................................. ............................................ 2 ـ نريدها كما نريد لانفسنا نحن الرجال
اردتُ ان ابتدأ بالغناء لا بالروتين السردي من أجل تمجيد يومها الثامن من آذار من كل عام الذي يعتبر بحق عرفاناً بجميلها على الحياة في الارض وتكريماً لوفائها وهي تقدم كل شيء من اجل نجاح رسالتها المختلفة وفي مقدمتها الامومية ورسالتها كمتمم نصفي للرجل ورسالتها في البناء والتعمير وفي صراعها من اجل حقوقها وحقوق شعبها وبفضل تضحياتها الجسيمة من اجل ان يكون التساوي امام القانون نقطة ارتكاز لكي ترتكز عليه الدولة وتقف على ساقين بدلاً من ساق واحدة لا تستطيع به موازنة نفسها والموازنة بين الناس الموازنة في الحقوق والواجبات. نريدها كما هو آذار مشرقة ربيعية من دون قيود ظلامية ووعي ليس اقل من وعي الرجل حتى تعرف مضطهِديها ومستغلِيها بدلاً من الرضوخ قهراً بحجة انها " ناقصة عقل ودين " تكافح بقوة عن حقوقها ولا تقف متفرجة حسب المقولات الذكورية، نريدها ان تكون شمس تمنح القوة والخير والعطاء وتأخذ الحب والامان والرخاء.. نريد من الرجال جميع الرجال ان يتنوروا ويفقهوا ان قانون الحياة وديمومته هي المرأة بحقوقها المشروعة الكاملة غير المنقوصة لا باسدال الستار المظلم على عقلها ووجهها بحجة الدين والشرف وقوانين ظلامية ابتدعت لتنفيس ساديتهم الرجولية المغلقة والمتحجرة منذ عهود قديمة اضيف اليها ما انتجه العقل المتخلف في هذا المضمار، فالرجولة بقيمة ومكانة ووضع المرأة الفكري والمعرفي لا في جهلها وحرمانها من التساوي، وعدم فهم التساوي وكأننا نريدها كالرجل في ذكوريته انما في فرص العمل والاجور وحرية الرأي والانتماء وحقوقها كأنسانة لا تختلف في انسانيتها عن الرجل اضافة لكونها حاضنة ومربية الاجيال المستقبلية. لن اتحدث بشكل مفصل روتيني عن ما عانته أكثرية النساء في العالم وفي بلدنا العراق فالكم من القوانين الارهابية التي شملت الرجل تضاعفت ضد المرأة فكان نصيبها اضافة الى مأسي تلك الحروب والحصار الاقتصادي وارهاب النظام الشمولي، ارهاب الرجل المتخلف الذي يرى فيها كما كانت الجاهلية ترى في الفتاة كعورة يجب التخلص منها او التقليل من شأنها، فمنحت الجهل والامية وبقت حياتها سجينة مظلومة بطرق عديدة في مقدمتها الغاء شخصيتها والغاء رأيها، والغاء حقها بأن تقول ـــ لا ـــ لمن يريد ان يسلبها حقوقها. ان معاناتها لم تكن فقط وليدة عهد النظام الشمولي على الرغم من انه كان الاقسى والاعتى والاظلم منذ تأسيس الدولة العراقية، فمنذ ان تبلور العهد الذكوري بعد ان انتهى عهد الشرائع القديمة التي قامت بانصاف المرأة وسجلت لها تأثيراتها على العلاقات الانسانية، هذا العهد الذي استطاع به سن وتكريس قوانينه الخاصة وتبعية المرأة المطلقة له حيث اصبحت المرأة تابعة يفعل بها ما يشاء دون اية حقوق متساوية ، ولهذا وضع قوانينه وشروطه بجانب حقوقه ونسى واجباته ونسى ان للمرأة حقوق لا تقل عن حقوقه، وعلى امتداد التاريخ سجل الرجل مآثره وبطولاته وذكوريته دون ان يلتفت للمرأة التي لو لاها لما استمرت الحياة، لا يمكن الحديث عن الحرية والعدالة والمساواة بدون النظر الى حقوق المرأة في العالم ولا يمكن ان يدعي اي نظام سياسي الحرية بدون تحقيق العدالة للمرأة واحترام حقوقها المشروعة، فعلى امتداد التاريخ كافحت المرأة بصلابة ودون هوادة من اجل ان تنال حقوقها الحياتية ، حقوقها الطبيعية في كافة المجالات، في السياسة والاجتماع والثقافة والاقتصاد ومن خلال جهدها وتضحياتها الجسام حققت العديد من مطالبها ونجحت في كسب العقل المتنور ليكون متراساً يدافع عنها ضد الطغاة الملونين بالوان مختلفة. واليوم ماذا نقول في الثامن من آذار عيد المرأة العالمي؟ كيف يمكن ان نمنح المرأة حقوقها المشروعة في العراق بعد ان سقطت جميع الاقنعة؟ فهناك مَـــنْ مازال يفكر بالعقلية القديمة لكنها محسنة المظهر فقط، يريد ان تبقى المرأة متخلفة لا تدرك ما يدور من حولها من قضايا وامور، وهناك مَــنْ يري ان يمنحها ربع او نصف حقها ليستغل ضعف وعيها، وهناك مَــنْ يري ان تكون جارية لتنفيذ رغباته، وهناك مَــنْ يريدها مقفولة وسجينة خلف جدرانه بحجة الحق او بحجة الدين او بحجج مختلفة.. نريدها وبكل صراحة ان تقف كتفاً لكتف مع الرجل من اجل استقلال العراق بالكامل وخروج القوات الاجنبية منه، نريدها ان تعي حقوقها في قضية الديمقراطية والحرية والتعددية، وحقوق الانسان وحرية الرأي ، نريدها حرة ملتزمة، نريدها ان تشارك في الحكم والمسؤولية في قمة السلطة او في اي مكان آخر وحسب امكانياتها وحقوقها، نريدها ان تكون مظلة للاسرة وحافظة لها من التشويهات الغريبة على اخلاقياتنا وعاداتنا الجيدة، نريدها ان تعرف ماذا يريد فلول النظام الشمولي من الحزبين الذين مازالوا يحلمون بعودتهم الى السلطة لينتقموا منها اولاً وثانياً من الجميع بدون استثناء ومن المخابرات والامن وفدائي صدام الانذال، نريدها ان تعرف هؤلاء الارهابين المجرمين القتلة من خلال الاعمال الارهابية التي تضاف الى جرائمهم السابقة نريدها ان تشارك في بناء العراق الجديد.
#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)
Moustafa_M._Gharib#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رغيف الخبز الملاحق من قبل وزارة التخطيط ومركز الاصلاح الاقتص
...
-
ثقافــة التحوير ثقافـة شوفينية وايدز عنصري معروف.. هل الكرد
...
-
أسئلة : كيف نفهم اغتيال رفيق الحريري والاتهام الفوري الموجه
...
-
بعيـــداً عنهــــــم
-
على الطريق الفرعي عند حوافي حقل الحنطة
-
عذراً قناة الفيحاء ـ لكذبة - ما كو مهر بس هلشهر -
-
هـــل رفيق الحريري هو آخر القطاف الإرهابي ؟
-
المفوضية العليا المستقلة للإنتخابات والموقف العادل من التجاو
...
-
فقـــــــــــدان الأثر
-
الـــــدم الينبوع المتواصل منذ 8 شباط / 1963
-
لماذا الخوف من فصل الدولة عن الدين وفصل الدين عن الدولة ...؟
-
الغرفــــة أشجان الزيتــون
-
ثقافتـــان متناقضتـــان
-
التهديد بنار جهنم قبل الانتخابات ــ هل صحيح من لا ينتخب قائم
...
-
كيف حل الحيف باهالي بحزاني وقرقوش وبعشيقة وبرطلة وغيرهم ؟
-
اربعة وعشرون ساعة لكي ننتخب قائمة شغيلة الفكر واليد اتحاد ال
...
-
الانتخابات العراقية والصراع الموضوعي واللاموضوعي فيها
-
كيف لا يضحكوا الضحايا دماً من أجل بسمة رغد صدام حسين ...؟
-
أهمية فصل الدين عن الدولة واستقلالية المؤسسة الدينية عنها
-
مجســات صغــيرة
المزيد.....
-
مدفيديف: الناتو منخرط بشكل كامل في الصراع الأوكراني
-
السعودية.. إحباط 5 محاولات لتهريب مئات آلاف حبوب -الكبتاغون-
...
-
مصر.. الداخلية تكشف تفاصيل واقعة مصرع عامل دليفري بعد تداوله
...
-
اليونيفيل: إصابة 4 جنود إيطاليين من قوات حفظ السلام في جنوب
...
-
محمود الهباش: وجود إسرائيل في غزة لن يكتسب شرعية مهما طال
-
مشاركة عزاء للرفيق رؤوف الحباشنة بوفاة جدته
-
من هو الكاتب بوعلام صنصال وما مصيره منذ وصوله للجزائر؟
-
خبير عسكري: الاحتلال يستهدف مربعات سكنية بسبب تعثر عمليته ال
...
-
هل اكتشفت أم محمد هوية الواشي بنصر الله؟
-
قوات الاحتلال تقتحم جنين ونابلس واعتداءات للمستوطنين في الخل
...
المزيد.....
-
المشاركة السياسية للمرأة في سورية
/ مية الرحبي
-
الثورة الاشتراكية ونضـال تحرر النساء
/ الاممية الرابعة
المزيد.....
|