|
المرأة العراقية مساهمة وفاعلة في بناء العراق الجديد
زهير كاظم عبود
الحوار المتمدن-العدد: 1131 - 2005 / 3 / 8 - 09:43
المحور:
ملف - بمناسبة 8 مارس/ اذار 2005 يوم المرأة العالمي
تحملت المرأة العراقية دوراً كبيرا وفاعلاً في جميع اصعدة الحياة الأجتماعية في العراق وساهمت مساهمة جديرة بالتقدير في فعلها الأنساني في الحركة السياسية العراقيــــة بشكل خاص ، وتحملت الجزء الأكبر من هموم ومحنة هذا المجتمع ، وتحملها لجزء كبير من المعاناة التي خلفتها السلطات العراقية البائدة والتي تركت اثارها فوق جسد المجتمع العراقي وبدت اكثر وضوحاً وعمقاً في حياة المرأة العراقية وعلى العائلة العراقية ، ويمكن القول أن وقوف المرأة العراقية هذا الموقف البطولي وصمودها بوجه الجلاد صدام تلك السنين يشكل صورة نضالية ناصعة في التحدي والمقارعة والثبات والموقف . وتحملت المرأة العراقية من ويلات الحروب العبثية التي أفتعلها النظام والتي أكلت الرجال وفلذات الأكباد ، ومن ثم حملات الأعدام والقتل السياسي والمطاردة الهمجية للفكر الآخر ، ومحاولة السلطة تهميش دور المرأة ومحاولة خلق صورة هجينة لها وتحويلها الى جزء جامد من أجزاء البيت العراقي ، أضافة الى محاولة خلق منظمات نسوية كارتونية تابعة وذليلة للسلطة أضرت بسمعة المرأة العراقية وسعت الىاضعاف دورها الأجتماعي بشكل ملحوظ خلال فترة حكم السلطة البائدة . وسعت السلطة البائدة الى محاربة المرأة بقرارات تشريعية تتعارض مع العقل والمنطق والحق والعدالة وتتعارض مع حقوق الأنسان وحماية الأسرة ، بأن منحت الرجل مكافئة مالية اذا اقدم على تطليق الزوجة أذا كانت من الأصول الأجنبية ، أو أجبار الزوج على طلاق الزوجة المعارضة للسلطة أو الغائبة خارج العراق وبالعكس بأجبار الزوجة طلب التفريق عن زوجها المعارض لسلطة صدام ، أضافة الى القرارات التي تبيح القتل غسلاً للعار أو التي تقضي بأعدام النسوة بحجة تهمة البغاء بقطع الرؤوس بالسيف علناً دون تحقيق او محاكمة او نصوص قانونية ابيح انزال عقوبة الموت العشوائي ، والعديد من القرارات التي تهدف تشتيت الأسرة وتفكيــك المجتمع العراقي والأساءة الى المرأة العراقية . وبالرغم من الظلمة الحالكة التي عاشتها المرأة العراقية وهي تتحمل بصبر قسوة السلطة ، وعذاب الفراق مع الزوج والأبن والأب ، والحرمان الناتج من تشتيت العائلة ، والغربة الطويلة وحياة البؤس والجحيم الذي عاشته في العراق تحت ظل حصار السلطة والحصار الدولي الظالم الذي وقع فوق رأس المواطن ولم يخدش جدران السلطة والطاغية ، مع حصار مادي ومعنوي لايمكن للأنسان تحمله أو الصمود بوجهه ، الا ان المراة العراقية بما عرف عنها من التزامها بقيم وأعراف وتقاليد وخصال نبيلة ، وبما أشتهرت به من مؤازرة للرجل في العمل السياسي في ظل أقسى الظروف والأوقات العصيبة ، وبما عرف عنها من شجاعة ومواقف صامدة يفتخر بها التاريخ العراقي ، لم تتوقف عن العطاء والانتماء السياسي المتعارض مع خط السلطة مع معرفتها بالنتائج التي تقدم عليها متحملة طعنات سكاكين السلطة التي لاتعرف غير لغة الموت لمعارضيها لغة للحوار ، الا ان هذا لم يوقفها ولاحدد عزيمتها ولاأعاق أفكارها النيرة ولاقلل من اندفاعها ، فتقدمت الصفوف تقاتل في كوردستان العراق ضمن صفوف البيش مركة والأنصار ، وأعتلت المشنقة وهي تطلق هلاهلها العراقية المميزة تحدياً للطاغية والنظام البائد ، وتمسكت بألتزامها بأحزابها الدينية والأسلامية المناضلة رغم معرفتها بالنصوص العقابية التي أفردتها سلطة الموت لمنتسبي هذه الأحزاب . قدمت المرأة العراقية بالأضافة الى الشهداء الذين طرزوا وجه العراق أسماء عبقة من خيرة الشهيدات في الحركة السياسية الوطنية في العراق ، كما تم العثور على مئات الجثث من المدفونات وهن على قيد الحياة في المقابر الجماعية ومن المساهمات الفاعلات في أنتفاضة الشعب العراقي في آذار 1991 . وبعد أن سقط النظام وهرب الدكتاتور ومن ثم تم القبض عليه في حفرته البائسة التي تليق به هارباً من سخط الشعب وقدره المحتوم ، وبعد أن عاد الهواء نقياً في أجواء العراق ، وبالرغم من أن المرأة لم تزل تلملم روحها وتداوي جراحها وتبحث عن جثث أولادها وأخوانها ، فأنها لم تزل غائبة عن المشاركة الفعالة في قيادة الحركة السياسية ضمن الأحزاب والحركات السياسية العاملة في العراق . ورغم العدد القليل من النسوة اللواتي تفاعلن مع حركة المعارضة الشعبية لصدام البائد أو من الأعداد التي حضرت بقية المؤتمرات ، فأن هذا لايشكل المساهمة المرجوة للمرأة في العمل السياسي المشترك في العراق الجديد ، ومع أن الأخبار الأخيرة نقلت عن تحرك نسوي ودور جديد للمرأة العراقية ، لتأخذ مكانها الطبيعي في العمل السياسي وفي عملية البناء يبشر بحركة نسوية واعدة . ويقينا أن المرأة العراقية التي ستنظم حالها في منظمات نسوية تتفاعل مع الظرف ، وتساهم في رسم السياسة المستقبلية للعراق ، ستجد أن التكاتف والتوحد بغض النظر عن الأنتماءات السياسية او القومية أو الدينية ، سيجعل من هذه المنظمات قوة فاعلة وجديرة بالتقدير والأهتمام . وبالنظر للدور الكبير الذي ينتظر المرأة العراقية ، فأن عليها أن تندفع بشكل مضاعف لتقديم التصورات والأطر التي تجعلها وسط عملية البناء دون أن تنتظر من أحد أن يساعدها بهذا الأمر ، فقد كانت المرأة على الدوام هي التي تأخذ زمام المبادرة لتبني منظماتها وتشكيلاتها النقابية فثمة أمور عديدة تهمها وتتعلق بشؤون المرأة والأسرة والطفولة والفقر والتخلف ومايتعلق بها من قوانين ونصوص تهم الأسرة العراقية والمجتمع والأحوال الشخصية ، وبما يشكل مساهمتها في دائرة العلاقات الأنسانية . ولاخلاف في أن للمرأة دوراً في المجتمع يوازي دورالرجل أن لم يكن أهم منه وأصعب . ولهذا فأن وضع النسب المحددة لاعداد النساء في الجمعية الوطنية لايحقق العدالة والتوازن الموافق لحقوق الأنسان مادمنا نؤمن بأن لافرق بين الرجل والمرأة ، وأن لافرق في الجنس ضمن عملية البناء والمسيرة السياسية للعراق الديمقراطي والفيدرالي الموحد . ولهذا ينبغي أن لاتغيب المرأة عن الأحداث ، وأن تكون حاضرة من خلال قياداتها النسوية ومنظماتها الفاعلة وتشكيلاتها وقيادلتها المنتخبة التي تعبر بشكل وطني عن صوت المرأة وعن حقوق المرأة وحضورها في القوانين والسياسة والبرلمان العراقي المرتقب بما يجعلنا نفتخر على الدوام بدور المرأة العراقية التي ضحت وقدمت وأسهمت وشاركت وساندت وأعطت الكثير لهذا العراق . ويقيناً أن في العراق من الطاقات والكفاءات النسوية الخلاقة التي ستسهم بدور فاعل وكبير في سبيل بناء صرح المجتمع الديمقراطي المنشود ، كما أن على عاتق المرأة العراقية أيضاً تشخيص العلل والخلل الكامن في المجتمع ، وتحديد الظواهر المتخلفة التي تنخر مجتمعنا والتي تعاني منها المرأة أكثر من غيرها بحكم أحتكاكها المباشر بهذه الظواهر ، والعمل على أقتلاعها وأجتثاث جذورها تدريجيا وبما يتلائم مع التقبل العقلاني لهذا التغيير . وأمام صعوبات وتحديات المرحلة الراهنة التي أنتهت معها سلطة الدكتاتورية والطغيان ، يتحتم على المرأة أن تعي الهجمة التي حشدت لها القوى الظلامية والمنتفعة من النظام الساقط ومن أعوان النظام المتسترين بشتى الأوجه والأردية للنيل من تطلعات شعبنا وحق المرأة من أن تأخذ من أجله دورها الريادي في بناء المجتمع الجديد الذي نناضل. وخلال الفترة القادمة ضمن الأجواء التي يتناخى بها أهل العراق للتوحد واللقاء ضمن القواسم المشتركة من أجل بناء العراق للجميع ، يصير لزاماً على القيادات النسوية المهنية والسياسية أن تبذل الجهد المضاعف وأن تشمر عن سواعدها تعاضد الرجل والتنظيمات السياسية ، من أجل أرساء دعائم الفعل الديمقراطي والمساهمة الفعالة والأكيدة في بناء سلطة ديمقراطية فيدرالية تضمن حقوق الأنسان في حياة تليق بالعراقيين .
#زهير_كاظم_عبود (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
فلسطين محطة الصداقة الاولى لشعب كردستان
-
هل نسيتم اهلنا في رفحاء
-
الأرهاب واحد في كل مكان
-
النص الدستوري بين الشكل والحقيقة
-
الجامعة المفتوحة بادرة عراقية تستحق الاهتمام
-
المرأة الايزيدية
-
أبعاد موقف قطر المعادي للعراق
-
العرب والكرد في الانتخابات العراقية
-
المحكمة الجنائية العراقية الخاصة
-
الشرعية
-
الأنفلات الأمني في العراق مفتعل أو مخطط له ؟
-
شمعة على قبر هادي العلوي
-
بيان التجمع العربي لنصرة القضية الكردية
-
اخلاق المهنة
-
حقا انه فلم هندي
-
المسيح يعتذرفي ذكرى ميلاده
-
لمن نعطي ثقتنا .. لمن نعطي صوتنا
-
ممدوح ياممدوح .. نودعك الى مصياف
-
مزقوا شهادة الجنسية العراقية
-
بيان تأسيس التجمع العر بي لنصرة القضية الكردية
المزيد.....
-
في ظل حكم طالبان..مراهقات أفغانيات تحتفلن بأعياد ميلادهن سرً
...
-
مرشحة ترامب لوزارة التعليم تواجه دعوى قضائية تزعم أنها -مكّن
...
-
مقتل 87 شخصا على الأقل بـ24 ساعة شمال ووسط غزة لتتجاوز حصيلة
...
-
ترامب يرشح بام بوندي لتولي وزارة العدل بعد انسحاب غايتس من ا
...
-
كان محليا وأضحى أجنبيا.. الأرز في سيراليون أصبح عملة نادرة..
...
-
لو كنت تعانين من تقصف الشعر ـ فهذا كل ما تحتاجين لمعرفته!
-
صحيفة أمريكية: الجيش الأمريكي يختبر صاروخا باليستيا سيحل محل
...
-
الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان مدينة صور في جنوب لبنا
...
-
العمل السري: سجلنا قصفا صاروخيا على ميدان تدريب عسكري في منط
...
-
الكويت تسحب الجنسية من ملياردير عربي شهير
المزيد.....
-
المشاركة السياسية للمرأة في سورية
/ مية الرحبي
-
الثورة الاشتراكية ونضـال تحرر النساء
/ الاممية الرابعة
المزيد.....
|