أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جمعية البحرين النسائية - في انتظار الشروق














المزيد.....

في انتظار الشروق


جمعية البحرين النسائية

الحوار المتمدن-العدد: 3898 - 2012 / 11 / 1 - 21:14
المحور: حقوق الانسان
    



هل نحن أحياء!؟. سؤالٌ كهذا ربما نصفه بالسذاجة، حتى وإن كنا أكثر عمقًا في نظرتنا للحياة وماهيتها، وفي كوننا لا نفصلها عن الاستقامة في سلوكنا وتفكيرنا، وكذلك في كوننا نقرنها بخيارات صائبة في علاقاتنا وردود أفعالنا وتصرفاتنا. إلاّ أن هذا السؤال الساذج! رغم ذلك يعتبر الأكثر حكمة عند بشرٍ آخرين، من الذين بصروا معنى الحياة وأدركوا سعادتها وتذوقوا حلاوتها، في أمورٍ لا نكاد نشعرها في يومنا هذا الطاغية فيه ثقافة التحلّق حول الذات وحاجاتها وهمومها.
إن هؤلاء البشر يرون حقيقة الحياة وروح الجمال والإلهام فيها في التحرر من أسر الأنا ورغباتها وأطماعها، والإتجاه بالذات نحو همّ الأرض والبشرية ونحو منح الحب وإجزال العطاء المثمر للإنسان والعالم، دون انتظار عائد أو مغنم اللهم إلاّ السعادة الداخلية المتحصلة من تقليل مساحة المعاناة الإنسانية. وإنهم بهذه البصيرة يدركون كم هي حياتنا تفتقد إلى روح نابضة وأعمارنا كم هي خاوية ومملة وبلا أي معنى بعيدًا عن هذا الوعي، فهم لا يتصورون أن طعم الحياة الطيبة يمكن أن يتذوق حلاوتها بشر دون هذه البصيرة، بل لا يمكنهم استيعاب كيف ندّعي أننا أحياء ونحن لم نمتلئ بهذه الروح المشرقة التي تستوعب العالم عطاءً وبذلاً.
إننا نعيش حياتنا للأسف من غير هذا الوعي الذي يمتلكه هؤلاء ذوي الأرواح المشرقة، هذا الوعي الذي يدعونا لأن نلتفت إلى ما هو أكبر وأوسع من ذواتنا الصغيرة، وأكثر أهمية من همومنا الضيقة اليومية ولو رأيناها بحجم العالم. هذا الوعي الذي ينادينا في كل حين بأن نتوقف عن اكتفائنا بمستوى التجربة والسعادة والإلهام الذي نحصل عليه، وأن نشرع في محاولة التفكير فيما هو أجمل وأروع وأعمق إلهامًا مما نحياه اليوم ويحجبنا عنه تمحورنا حول قضايانا البسيطة ومشاكلنا الصغيرة، والتحليق عاليًا نحو العالم الكبير بهموم إنسانه المتشعبة وقضاياه الواسعة.
حتمًا إن هذه البصيرة ستجعلنا نعيش حياتنا كما ينبغي بملئها لتصبح بألف حياة. فذاتٍ تتطلع سعادتها عبر كفكفة دموع أطفال شرّدتهم الكوارث والحروب، وعبر إشباع أجساد جائعة وهزيلة وإيصال دواء لأبدان متألمة وسقيمة، وقلوب لا ترى سرورًا إلاّ عبر جبر قلوب أخرى كسرتها الفاقة والظلم، وعقول لا تهتني بمعرفة وعلم إلاّ بأخرى تضيف إليها نورًا مما عرفته وتعلمته، وغيرهم الكثير ممن هم على نهجهم. إن بشرا كهؤلاء حتمًا تكون ذواتهم بحجم العالم وقلوبهم باتساع الأرض، لأنهم تحرروا من سجن أناهم إلى رحاب كل الإنسانية، وستكافئهم الحكمة الربانية -كما فعلت دائمًا مع أمثالهم- بسعادة حقيقية عميقة وثابته ومستمرة، لا تؤثر فيها تصاريف الحياة وتقلباتها، لأنها استُمدت مما هو أعمق من الحياة نفسها، من روح القيم الخالدة التي لا تموت.
نحن نمتلك اليوم فرصا غير محدودة لنصبح أحياءً بحق وكذلك سعداء، وأن نحتوي داخلنا أرواحًا مشرقة ومتألقة بكل ما يحمل هذا من مضامين إنسانية واسعة وعظيمة، بعيدة عن الأنانية وأسر الرغبات الآنية والأطماع الشخصية. فازدياد مساحة معاناة الإنسان واتساع هموم البشرية ومشاكلها وقضاياها، هي فرص متتالية لنا تطلب منا أن ننبري لنأخذ مواقعنا لنغيّر ونصلح ونضيف ونعطي، لنوقف عجلة آلام البشر بعصا أرواحنا المحبة المخلصة في عملها وبذلها للإنسانية والعالم. فذلك الأفق هو ما تنشده أرواحنا التواقّة للإشراق.. فمتى يا ترى يكون شروقها.



#جمعية_البحرين_النسائية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عرفه تنادي.. لا تطغَوا في المعرفة
- لكي نردهر
- السعي خطوات في الواقع


المزيد.....




- كاميرا العالم ترصد خلوّ مخازن وكالة الأونروا من الإمدادات!
- اعتقال عضو مشتبه به في حزب الله في ألمانيا
- السودان.. قوات الدعم السريع تقصف مخيما يأوي نازحين وتتفشى في ...
- ألمانيا: اعتقال لبناني للاشتباه في انتمائه إلى حزب الله
- السوداني لأردوغان: العراق لن يقف متفرجا على التداعيات الخطير ...
- غوتيريش: سوء التغذية تفشى والمجاعة وشيكة وفي الاثناء إنهار ا ...
- شبكة حقوقية: 196 حالة احتجاز تعسفي بسوريا في شهر
- هيئة الأسرى: أوضاع مزرية للأسرى الفلسطينيين في معتقل ريمون و ...
- ممثل حقوق الإنسان الأممي يتهرب من التعليق على الطبيعة الإرها ...
- العراق.. ناشطون من الناصرية بين الترغيب بالمكاسب والترهيب با ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جمعية البحرين النسائية - في انتظار الشروق