بشير الحامدي
الحوار المتمدن-العدد: 3896 - 2012 / 10 / 30 - 22:23
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تجربة ما يقارب العامين من الصراع الدائر في تونس ومصر تحديدا بين القوى الثورية والحركة الشعبية عموما وقوى الانقلاب على الحركة الثورية بينت جملة من المشاكل القائمة في الواقع ، مشاكل أصبح اليوم أمر تجاوزها شرطا ضروريا لتغيير ميزان القوى لصالح الحركة الجماهيرية.
أولى هذه المشاكل أن أشكال النضال كل الأشكال التي مورست وتمارس من الإضراب إلى الإعتصام إلى التظاهر ظلت تراوح في دائرة الممارسة الإحتجاجية الظرفية ولم ترتق إلى حالة من الصراع المتواصل المستمر غير المنقطع بحيث يتطور ويتحول العمل الإحتجاجي إلى عصيان إجتماعي شامل أثناءه تتمكن الجماهير من تغيير شروط المواجهة وتقلب ميزان القوى على الأرض لصالح حركتها الثورية والتي وقتها لا يمكن أن تتوقف دون تنفيذ المهام التي قامت من أجل تحقيقها . هذا بالطبع يتطلب أن تتمكن الجماهير من خلق بؤر ثورية دائمة في كل بلدة وفي كل جهة وفي كل حي وفي كل قطاع: أي تجاوز وضع اللاتنظم االجماهيري القاعدي إلى وضع من التنظم الثوري يسمح بتواصل النضال والصراع و إمتداده وتوسعه ويحول دون التوافقات السياسية والمناورات التي يلجأ لها النظام لفك التعبئات و الإحتجاجات وإغراقها ودفعها للتلاشي دون تحقيق أي هدف.
ثاني هذه المشاكل أن النضالات ضد قوى الإنقلاب ظلت متمحورة على محيط دائرة الصراع ولم تنفذ لعمقه أي لم تنخرط فيها القوى الإجتماعية التي تقدر على قلب ميزان القوة لصالح الحركة الثورية ولا نعني هنا غير دائرة قوى الإنتاج. دخول الخدامة حلبة الصراع ضد قوى الإنقلاب هو عنصر حاسم في الإطاحة بهذه القوى إن ذلك يتطلب أن يستقل الخدامة تنظيميا وسياسيا عن مضطهديهم و أن يبنوا تنظيماتهم الذاتية الثورية إنه أحد الشروط الغائبة في واقع الصراع الراهن ولكن تغيير هذا الواقع ليس بالمستحيل حتى على المستوى القصير إن توفرحتى الأدنى شروطه.
ثالث هذه المشاكل متعلق بقوى الحركة الثورية تلك القوى التي ظلت إلى حد اليوم متمسكة بنهج مواصلة تنفيذ المهام الثورية ولكنها ظلت مشتتة وغير متوحدة. لابد لهذه القوى أن نعمل على أن تتوحد على المشترك الثوري فالحركة الثورية بالضرورة حركة متعددة ومتنوعة لكن تعدّدها وتنوعها لا يجب أن ينفي ضرورة توحدها على قاعدة ثورية قاعدة النضال المشترك ميدانيا إن ذلك يتطلب أن تحدّد هذه القوى هذا المشترك الثوري و تخطط بشكل مشترك وديمقراطي لمواصلة النضال من داخل حركة الجماهير لمواصلة تنفيذ المهام الثورية . إن القوى الثورية مطالبة في واقع الصراع اليوم بناء جبهة القوى الثورية جبهة النضال الثوري.
هذه أهم المسائل التي يجب على القوى الثورية معالجتها وحسمها لأنه على ذلك سيتحدد مستقبل الصراع فإما مواصلة تنفيذ المهام الثورية و إما بقاء المجال فسيحا لفعل قوى الإنقلاب التوافقي على الحركة الثورية وانتظار موجة نضالات أخرى قد لا تؤدي لغير العودة بنا لنفس المربع الصراع الراهن.
#بشير_الحامدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟