أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف - بمناسبة 8 مارس/ اذار 2005 يوم المرأة العالمي - اسعد الامارة - المرأة ..مدورة* الاحزان















المزيد.....

المرأة ..مدورة* الاحزان


اسعد الامارة

الحوار المتمدن-العدد: 1131 - 2005 / 3 / 8 - 08:32
المحور: ملف - بمناسبة 8 مارس/ اذار 2005 يوم المرأة العالمي
    


نحن معشر البشر لنا شطحاتنا ولنا صوابنا ، فأن اطلعنا على مايدور في دواخلنا من افكار ممنوعة او مظلمة وسوداوية بشكل محايد ، لشعر كل منا بالخيبة وجعلت حياته سوداء ، واسقط كل منا مشاعره على بعضنا البعض واولها الطرف الاضعف دائماً وهي المرأة ، فهي العنصر الاضعف دائماً في المجتمع قديماً وحديثاً ففي كل الاحوال كانت هي الضحية دائماً ..المرأة .. دائماً المرأة ، والكارثة العظمى في مخافة الله في التعامل معها ، ومع باقي البشر ، وان اصبنا فأن قلة منا تمتدح هذا ، الصواب او ربما يغض النظر عنه. فالمجتمع يبارك حياة زوجية فاشلة مستمرة في النور وعلى الملأ ويلعن حباً عظيماً قوياً مستمراً في الظل.. في الخفاء ولا يأبه بأية نتائج نفسية او تراكمات تؤدي الى الضغينة او العداوة !! وهي اشكالية صعبة جداً ، ولو تأملنا في الخلق والتكوين او رؤى اخرى دينية كانت ام غير دينية لوجدنا انها تدعو الى الاعتراف بهذا المخلوق اللطيف وتدعو الى انصافه . فهناك اسطورة هندية دينية قديمة تحكي عن كيفية خلق المرأة ومم خلقت فتقول : لما هم الخالق بخلق المرأة فكر ملياً وسأل نفسه ، ايخلقها كما خلق الرجل ومما خلقه ، ام يخلقها خلقاً آخر ، وانتهى من تفكيره الى ان يأخذ من القمر استدارته ، ومن الشمس اشراقها ، ومن،النجوم لمعانها ، ومن السحب دموعها ، ومن الازهار شذاها ، ومن الورود الوانها ومن الاغصان رقتها وتمايلها ومن الحشائش اهتزازها ومن النسيم رقته ولطفه ومن الاوراق خفتها ومن النبات ارتجافه وارتعاشه ومن الامواج مدها وجزرها ومن النار حرارتها ، ومن الثلج برودته ومن المها عيونها ، ومن الحمام هديله ، ومن الكلب وفاؤه ، ومن الكروان عذوبة صوته ، ومن العسل حلاوته ، ومن الحنظل مرارته ، ومن الماس صلابته ، ومن الذهب توهجه ، ومن الطاووس كبرياءه ، ومن العصفور زقزقته ، ومن البلابل تغريدها ، ومن الغزلان نظراتها ، ومن الببغاء ثرثرتها وهذيانها ، ومن الندى رطوبته ، ومن البنفسج اريجه ومن الربيع ابتسامته..ومزج هذا الخليط العجيب وخلق منه المرأة ، ثم وهبها للرجل فأجتلى محاسنها واقبل عليها وأخذ يدها وسار بها الى جنته ..هذا المخلوق الجميل الذي حوله البعض منا نحن معشر الرجال الى جحيم واعتقد البعض جازماً قاطعا انه الخالق الاوحد ، حتى اصبح العمر الذي تعيشه الانثى مع الرجل صدقة ، او منة ، فهو الذي ينهزم في ساحات العمل ويواجه الازمات والمواجهات الحياتية ، واول ما يسقط تلك الانفعالات والمشاعر المكبوتة على زوجته ، حتى كاد ان يحيلها الى ارض بور خالية من النضارة التي جبُلت عليها في خلقها ، حول ملامحها الى عمر بلا غد ، ووجهها تبلد بلا انفعالات . ان قسوة الرجل جعلت من نصفه الآخر بلا ماضي رغم ان كله صبر واستسلام ورغم ان الحاضر عطاء واستنزاف وان المستقبل هبة ايامه مسبقاً للرجل نفسه ولمن حوله من ابناءه !! حتى صارت الحياة صدقة ، ايام لا رصيد بها من الذكريات الجميلة ..نحن نناقش فكرة التعادل في الوجود بين نصفي الحياة ، الرجل والمرأة ، الذكر والانثى ، هذا الوجود الذي لا يمكن ان يعيش طويلا بدون الآخر ..حتى ليكاد الآخر في سواءه وانتظام صحته النفسية والعقلية ان يكون شيئاً واحداً لا يفرقه الا التكوين الفسيولوجي ..ولو تامل اي منا بقليل من التفكير لوجدنا ان الحياة نفسها مستحيلة بغير المحب " الآخر - الانثى " بالنسبة للرجل وهو الحال ايضاً بالنسبة للانثى ..
اذن العاطفة والمحبة والمودة هي القاسم المشترك بين الرجل والمراة ، وان العطف بينهما ينم عن شعور عظيم يجمعهما ، ومن اجل ذلك كانت الحاجة الى العطف والانسجام بين الطرفين وهو مطلب حيوي يرمي الى بلوغ الطمأنينة والظفر بالرضى عن النفس لكلاهما ، فأن اختلت الموازين اختلت العلاقة وبما ان الرجل هو السيد دائماً عبر التاريخ كما تؤكد الشواهد التاريخية والاحداث ومجريات الامور ، كان الطرف الآخر "المرأة " هو الخاسر دائماً وهو الذي يدفع الثمن دائماً فيتحول ذلك المخلوق موطأ للاحزان ، وارضا خصبة للمجهول القادم ، رغم ان كل الاديان السماوية والدنيوية والنظريات العلمية الفكرية اكرمت الانثى عبر العصور الا ان المفاهيم التي سادت والقيم التي تلوثت والصقت بها ، جعلت من سمعتها عبر الازمان والحضارات في تدني مستمر ، وانتهكت حقوقها تارة باسم الدين وتارة اخرى باسم قيم المجتمع وتقاليده البالية ، حتى اضطربت احوالها في الحرب والسلم ، في التحضر والتخلف ، وانعكس هذا الاضطراب على تدهور الدولة والمجتمع ، فكلما تدهور حال الدولة والمجتمع تدهور حال المراة اولا ، فكأن ميزان التحضر لاي مجتمع او لاية امة لابد ان يقاس في معيار حقوقها واساليب ممارستها لهذه الحقوق
ان مكانة المرأة تحددها اساليب التعامل معها في اي مجتمع ، فأن ارتقت اساليب التعامل الى مستوى التحضر الفعلي الواقعي وليس الاعلامي - كما هو الحال السائد اليوم في معظم دول العالم الثالث - لا حقوق ولا تقدير اجتماعي ، لاضمان في اول العمر مع الزوج ولا في الشيخوخة ، لا في الميراث ولا في العمل ، فان ارتقت الى مستوى التحضر ، فانها ترتقي الى مستوى التعامل والعكس صحيح ، فلا توجد حرية للمرأة في ظل التخلف ، ولا تستطيع ان تحقق ذاتها مع الاخر في ظل القسوة والعنف والتحقير
احتلت المرأة عبر الحضارات القديمة مركز الصدارة في ادارة الدولة جنبا الى جنب مع الرجل وعملت بكل تفاني واخلاص وتبوأت مواقع في ادارة الدولة وفي حضارات عديدة حتى انها تقلدت مناصب الملكة بعد مقتل والدها او زوجها ونجحت في تحقيق الانتصارات وفي الادارة ، واستطاعت ان تديرها بكل حزم ودخلت الحروب وحققت الانتصارات لمملكتها وسطرت في التاريخ اعظم الانجازات لشعبها وشاركت في سن الشرائع انذاك ورسخت قيما جديدة ، ومن اشهر الملكات في التاريخ القديم "امحتب" ملكة مصر الفرعونية حيث تحملت اعباء حكم بلادها بعد مقتل زوجها " رع" ودفعت ابنها " احمس" لطرد الهكسوس من مصر واخريات غيرها منهن زنوبيا ملكة تدمر وفي التاريخ شواهد عديدة وامثلة لا حصر لها ولنا في تاريخنا العربي شواهد عظيمة لقوة المرأة وما قامت به من سطور سجلت الملاحم في ابهى صور للمرأة في اشد الازمات ، فالتاريخ يدون في الذاكرة العشرات من اللاتي لمع شعاعهن عبر دهاليز التاريخ المظلم في حياة البشرية وتبقى المرأة نصف المجتمع عدداً وتأثيراً في التكوين الفكري والعقائدي والتربوي والنفسي ، فهي مدرسة صنع الرجال رضينا ام ابينا
*مدورة* ..تعني عش، عش الطيور مثلا



#اسعد_الامارة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف يعالج الدماغ المعلومات
- الاحباط والضغوط النفسية
- انفعالات العنف
- اسلام ضد الاسلام


المزيد.....




- رصدتهما الكاميرا.. مراهقان يسرقان سيارة سيدة ويركلان كلبها ق ...
- محاولة انقلاب وقتل الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا.. تهم من ا ...
- ارتفاع قياسي للبيتكوين: ما أسباب دعم ترامب للعملات المشفرة، ...
- الكربون: انبعاثات حقيقية.. اعتمادات وهمية، تحقيق حول إزالة ا ...
- قائد القوات الصواريخ الاستراتيجية يؤكد لبوتين قدرة -أوريشنيك ...
- روسيا تهاجم أوكرانيا بصاروخ جديد و تصعد ضد الغرب
- بيع لحوم الحمير في ليبيا
- توقيف المدون المغربي -ولد الشينوية- والتحقيق معه بتهمة السب ...
- بعد أيام من التصعيد، ماذا سيفعل بوتين؟
- هجوم بطائرات مسيّرة روسية على سومي: مقتل شخصين وإصابة 12 آخر ...


المزيد.....

- المشاركة السياسية للمرأة في سورية / مية الرحبي
- الثورة الاشتراكية ونضـال تحرر النساء / الاممية الرابعة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف - بمناسبة 8 مارس/ اذار 2005 يوم المرأة العالمي - اسعد الامارة - المرأة ..مدورة* الاحزان