|
الشرق أوسطيةأقتصاديا وسياسيا
شوقي ناجي جواد
الحوار المتمدن-العدد: 3896 - 2012 / 10 / 30 - 19:37
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
عرض لكتاب الشرق أوسطية اقتصادياً و سياسياً المؤلف محسن عبد الكريم الحيدري عمان الأردن – دار الجنان 2012
تلخيص وعرض الأستاذ الدكتور شوقي ناجي جواد [email protected]
يزخر قاموس الفكر الإنساني بمصطلحات شتى وفي المجالات كافة. ولو أفترضنا أن هذه المصطلحات تبقى صالحة للأستخدام ومألوفة، لكنا أمام مفردات في اللغة غير التي نتداولها اليوم. ولم يمضي بعد زمن على عبارات رنانة كانت تطالعنا باستمرار وتفرض نفسها علينا مثل القوتين العظميتين، وتوازن القوى، وحرب النجوم، والحرب الباردة، ومحور القطب الواحد. وقد حلت محلها مصطلحات أخرى تعكس أهدافاً وغاياتً، ووُظفت لها مطابخ ومعامل كانت أنشئت لهذا الغرض، منها مثلاً النظام الدولي الجديد، والعولمة، وسياسة الأحتواء، والبحر متوسطية، والشرق متوسطية. واليوم برز أمامنا مصلح آخر نعت بالربيع العربي. ولما كنا اليوم بصدد كتاب أهدي لي قبل أيامٍ قليلة، تعرض لمصطلح الشرق أوسطية وليدفع وبقوة مسندة ومدعومة مصطلحات نشأنا وترعرنا عليها وتأثرنا بها. كمصطلح الهلال الخصيب، والوطن العربي الكبير، والوحدة العربية، وغيرها من المصطلحات. يفترض كاتب الكتاب الموسوم "الشرق أوسطية" أن تطور الصراع العربي الأسرائيلي قد أنتج أفكاراً تهدف إلى حل هذا الصراع عن طريق دمج أسرائيل، الدولة والمجتمع وذلك عبر تحويل مصطلح الشرق الأوسط كمصطلح جغرافي إلى مصطلح الشرق أوسطية كتعبير سياسي. وقد نشطت دولاًً في تبني هذا المصطلح وتطويره وأبتكار وسائل لتطبيقه، كالولايات المتحدة الأمريكية، وفرنسا وبريطانيا وغيرها من الدول الداعمة لنشره. تحدث الكتاب عبر الفصل الأول منه عن مصطلح الشرق الأوسط. هذا المصطلح الذي تداخل مع مصطلحات أخرى للدلالة على أنه جزء من منطقة غير واضحة المعالم تماماً. وأنه من النادر أن يتحدث رؤساء الدول الأجنبية وحتى العربية عن الشرق أوسط كونه مصطلح ضبابي ومطاطي. وذلك لأسباب عدة منها: أولاً: كون هذا المصطلح يتداخل مع مصطلحات أخرى كالوطن العربي، والهلال الخصيب، وحوض البحر الأبيض المتوسط، وغيرها بأعتباره مصطلح غير واضح المعالم ويوحي بإيحاءات مختلفة جغرافياً وسياسياً (فهو يشمل الدول العربية وما يحيط بها من دول غير عربية). ثانياً: وأن هذا المصطلح يطلق على منطقة جغرافية غير محددة، تتقلص لتشمل ثلاث أو أربع دول، فلسطين، وأسرائيل، وومصر، وسوريا. وقد يتمدد هذا المصطلح ليشمل تركيا، وأفغانستان، وإيران. ثالثاً: يتشابك هذا المصطلح مع مفردات جغرافية وسياسية، كما ويضم خليطاً من مجاميع سكانية، وديانات متعددة، وتأريخ متنوع، ومصالح متقاربة، ومتضادة. ويستخدم مصطلح الوطن العربي للتدليل على البلاد العربية من موريتانيا إلى الخليج العربي، والذي يربط أعضائها مجموعة من التواصل الجغرافي واللغوي والثقافي والتأريخي والأجتماعي. ويضاف إلى ذلك كله عنصر القومية العربية الذي تبلور في تيار فكري، وفي حركة سياسية. وبقي الوطن العربي هدفاً لأطماع الآخرين نظراً لموقعه وكنوزه ومعابره المائية. وقد عملت القوى الأجنبية ولا زالت تعمل على أحتلاله وتجزئته والأستيلاء على ثرواته. وظهرت نظريات عديدة تشكك بوحدة الوطن العربي والعمل على عزل مشرقه عن مغربه. وأخرى جزأة الوطن العربي إلى آسيوي وأفريقي، ومنها ما أستبعد منه أقطاراً كمصر والسودان. كما سعت بعض الدراسات الغربية إلى تثوير الفروقات الدينية والأثنية والاجتماعية والثقافية، بدلاً من التركيز على عناصر وحدته. كما في مصطلح الهلال الخصيب الذي يضم العراق وسوريا والأردن وفلسطين ..... ولو أن هذا المصطلح ما يزال يستخدم، إلا أنه فقد دلالاته السياسية. ولما سعت الدول العربية إلى توحيد العمل الاقتصادي العربي وتسخير خيراته لصالح دول الأعضاء، أندفعت الدول الغربية والأجنبية الأخرى إلى التفريق بين أحكام السيادة الوطنية وبين ألزامية قرارات مجلس الوحدة الاقتصادية. وبرز كذلك مصطلح حوض البحر الأبيض المتوسط، والذي يقصد به الدول المحيطة بساحل البحر الأبيض المتوسط وهي الدول العربية والأوربية. وتقوم فكرة هذا المصطلح على أساس المنافع والمصالح المشتركة لدول الحوض بافتراض أن البحرعامل حضاري وأقتصادي وأجتماعي وجغرافي مشترك بين دول ساحله. ونتج عن ذلك:- مشروع الأمن والتعاون الأوربي مشروع الحوار العربي الأوربي مشروع التضامن والتعاون لدول حوض البحر الأبيض المتوسط مشروع الشراكة الأقتصادية لدول البحر الأبيض المتوسط ثم يأتي الكتاب الذي نحن بصدده، على مصطلح الشرق الأوسط، الذي يتداخل مع مصطلحي الشرق الأقصى والشرق الأدنى. ففكرة مصطلح الشرق الأقصى، والتي ظهرت في مرحلة الأكتشافات الأوربية في القرن الخامس عشر التي مهدت إلى فتح طريق جديد إلى الشرق. وسميت الدول في تلك المناطق البعيدة بالشرق الأقصى كالهند والصين وأندونيسيا. في حين يطلق مصطلح الشرق الأدنى على البلاد القريبة من أوربا والتي كانت خاضعة للأمبراطورية العثمانية. ناهيك عن تغير مضامين مصطلح الشرق الأوسط بعد الحرب العالمية الأولى، وكذلك بعد الحرب العالمية الثانية. حيث أصبح المصطلح يضم دولاًً من دولة المغرب إلى دولة أفغانستان. وخلاصة القول أن الفصل الأول من الكتاب ركز على أن مصطلح الشرق الأوسط:- 1- تعبير أبتكره الغرب بداية وشاع تطوره وهو لا يشير إلى منطقة جغرافية محددة بدقة. 2- مصطلح سياسي النزعة قبل أن يكون جغرافي النزعة. 3- يؤدي إلى تجزئة الوطن العربي ويتجاهل وحدته. 4- يركز على عناصر الأختلاف بين مكونات الوطن العربي والأمة العربية. ويأتي الفصل الثاني تحت عنوان الشرق أوسطية، المدلولات والأهداف. إذ ينطلق الفصل من موضوع تزاوج السياسة بالجغرافية ليعطي بعداً جديداً للقضايا والمفاهيم التي تسود في مرحلة ما. حيث راج مصطلح الشرق أوسطية في مطلع التسعينات من القرن المنصرم سيما بعد صدور ما نشره "ستيمول برن" عام 1993 في مجلة الأزمنة الحديثة والذي قصد به تسهيل اختراق العالم العربي من قبل اسرائيل والقوى الخارجية الأخرى عبر الأنشطة الاقتصادية. وقد تضمن ما نشره أربعة أسس هي:- أ- توفير الأستقرار السياسي لمواجهة الحركات الأصولية. ب- التعاون الاقتصادي والجهود المشتركة للتنمية والتطوير وانشاء منظمة تعاون أقليمية. ت- تعميم الديمقراطية عبر دول الهدف. ث- ايجاد أسرة أقليمية للمنطقة ذات سوق مشتركة. أن أول تجسيد لمفهوم الشرق أوسطية يتمثل في ايجاد حلف بغداد، والذي سمي لاحقاً بحلف المعاهدة المركزية، الذي ضم العراق وتركيا وإيران وباكستان، بالاضافة إلى بريطانيا وأمريكة. وأن الشرق أوسطية ليست بديل عن القومية العربية. كما أن المشروع القومي هو نقيض الشرق أوسطية. ذلك أن الهدف المعلن والواضح للشرق أوسطية هو ايجاد مناخ وبيئة وعالم جديد، لا يكون فيه للفكر القومي العربي وطموحاته إلا دوراً هامشياً مقلصاً إلى أقصى ما يستطاع تقليصه، وأن يكون لأسرائيل دوراً مضخماً. ويمكن اجمال لهدف من وراء الشرق أوسطية بالأتي:- 1- تذويب ملامح الهوية العربية والمصالح العربية في كيان بلا ملامح أو هوية محددة. 2- تعويم النظام العربي الراهن ومؤسساته كالجامعة العربية وغيرها من منظمات العمل العربي المشترك. 3- جعل اسرائيل جزءً أساسياً وطبيعياً من نسيج المنطقة من خلال توفير قبول أوسع لها في النظام الجديد. 4- تمكين أسرائيل من تبوء مركز مميز في الشرق أوسطية سياسياً واقتصادياً، وكذلك عسكرياً. 5- تكييف المنطقة العربية تحديداً والشرق أوسطية عموماً للتتوائم مع النظام الدولي الجديد والذي يعني الهيمنة الأمريكية. 6- أن مشروع الشرق أوسطية لا يميز بين العرب واسرائيل وينظر إلى المنطقة كمنطقة واحدة. 7- ان المشروع يطرح نظرية أمنية جديدة في المنطقة وهو الذي يرى، أن الخطر يكمن في جوانب اجتماعية وسياسية واقتصادية وخارجية وليس من داخل المنطقة العربية. وجائنا الفصل الثالث تحت عنوان مقاربة الرؤى الأمريكية والأوربية للشرق الأوسط والذي يتعرض إلى الإستراتيجية الأمريكية في الشرق الأوسط قبل أحداث أيلول 2001 التي كانت تهدف دوماً إلى ضمان تدفق النفط إليها، وإلى حلفائها سهلاً ورخيصاً. كما كانت الإستراتيجية الأمريكية في الشرق الأوسط تسعى إلى مجابهة خطر الأتحاد السوفيتي السابق ومنعه من الأمتداد والتوسع، وكذلك جعل الوطن العربي ضمن محيط الشرق والذي ينتهي عنده نفوذ الأتحاد السوفيتي آنذاك. وهناك العديد من التصريحات والمنشورات التي تؤكد على أستمرار هيمنة أمريكا على الشرق الأوسط وعدم السماح لأية دولة من أختراقها حفاظاً على أسرائيل، والأنتهاء من الخطر السوفيتي ومجابهة تنامي المد القومي العربي. وتعميقاً لإستراتيجيتها لجأت أمريكا إلى أسلوب إقامة القواعد العسكرية المباشرة والأعتماد على قوتها الذاتية. أما بعد أحداث إيلول في العام 2001 فقد أكتشفت أمريكا أن أنتشار ظاهرة الأرهاب في منطقة الشرق الأوسط هو الذي يهدد مصالح الدول الغربية. كما أن الظروف التي تعيشها منطقة الشرق الأوسط (اجتماعياً وأقتصادياً وثقافياً) هي حافظات جيدة لتفريخ ظاهرة الأرهاب وأنتشاره. وبدلاً من أن تتجه أمريكا إلى بذل الجهود لتوفير أمن منطقة الشرق الأوسط عن طريق الأحلاف وربطها بقوى خارجية، أتجهت إلى معالجة أمن المنطقة من الداخل. وهذا ما طرحه بوش عام 2004. ويعد هذا الطرح الموجة الثالثة للإستراتيجية الأمريكية. الموجة الأولى تحيد الأتحاد السوفيتي الموجة الثانية نشر مفهوم الشرق أوسطية والأنتقال بالعالم العربي وأسرائيل من حالة سياسية جغرافية إلى جغرافية سياسية الموجة الثالثة التي تتسم بالتعمق في البعد الجغرافي وإلى إحداث التغيير الشامل في المجالات الثقافية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية. وعند الحديث عن مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي طرحه بوش عام 2004 وبعد عام من أحتلال العراق، أعلن أن حكومته ستعمل على تحويل الشرق الأوسط إلى منطقة تربطها اتفاقيات التجارة الحرة مع أمريكا خلال عشرة أعوام. وقد قدمت أمريكا مشروع الشرق الأوسط الكبير بشكله النهائي إلى قمة مجموعة الثماني المنعقدة في جورجيا للفترة من 8 إلى 10 حزيران 2004 فضلاً عن مناقشته في قمم غربية أخرى. ويستند مشروع الشرق الأوسط الكبير إلى تقرير صدر عن البرنامج الأنمائي التابع للأمم المتحدة في العام 2000. ومع أن التقرير أشار إلى أن اسرائيل عائق أساس أمام التنمية في العالم العربي، إلا أن الورقة التي تقدمت بها أمريكا لم تأتي على ذكر ذلك الموضوع. وتذكر الورقة أن الشرق الأوسط منطقة ممتدة من المغرب إلى أفغانستان وتضم تركيا وإيران واسرائيل. كما وتحدثت الورقة عن ثلاث اتجاهات هي:- اتجاه تشجيع الديمقراطية والذي يعني، أنتخابات حرة، وتعزيز دور البرلمانات وزيادة مشاركة النساء في الحياة السياسية والمدنية واستقلالية وسائل الأعلام ومكافحة الفساد. اتجاه بناء مجتمع معرفي مبادرات بشأن التعليم الأساسي من حيث الأصلاح والتعليم بالأنترنت وتدريس إدارة الأعمال. اتجاه توسيع الفرص الأقتصادية عبر تمويل النمو للمشاريع الصغيرة وتخفيض سيطرة الدولة على الخدمات المالية وتشجيع الأنضمام إلى منظمة التجارة وإقامة مناطق أعمال حرة. علماً أن هناك صراع قوي بين القوى المتعددة في العالم للأستفادة من ثروات الوطن العربي أو الشرق الأوسط الكبير. وأن هذا الصراع قائم من قبل الدول الأوربية، هذا من جهة، ومن جهة ثانية من دول آسيوية وتحديداً اليابان. ومن جهة ثالثة صراع تديره أمريكا. والكل هنا مستفيد من الخلاف القائم بين أمريكا وأوربا وباندفاع. وفي العام 2008 تم الأعلان عن ميلاد الأتحاد من أجل المتوسط في ختام القمة التأسيسية للأتحاد التي عقدت في باريس بحضور 44 دولة. وقد حضرت كذلك الدول المطلة على حوض البحر الأبيض المتوسط (الدول العربية واسرائيل بأستثناء ليبيا). وقد لوحظ أن هناك نقاط اختلاف والتقاء بين وجهات النظر الأمريكية والأوربية بشأن العالم العربي تحديداً والشرق أوسط الكبير. ومن هذه النقاط مايلي:- أولا نقاط الأختلاف 1- أن المحرك الأساس بالنسبة للمشروع الشرق أوسطي هو إحكام السيطرة الأمريكية على مقدرات المنطقة. في حين يهدف المشروع الأوربي إلى أعطاء الدور الريادي للأتحاد الأوربي وخاصة فرنسا. 2- يطرح المشروع الشرق أوسطي نفسه كبديل عن النظام الأقليمي العربي المتداعي. في حين يعترف المشروع الأوربي بوجود النظام العربي ويسانده في تعزيز التكامل الأقتصادي بين الدول. 3- يعمل المشروع الشرق أوسطي على دمج اسرائيل في النسيج الأقتصادي والأجتماعي في المنطقة مع منحها مجالاً جغرافياً وأقتصادياً واسعاً في حين يركز المشروع الأوربي على أساس الشراكة والمنافع المتبادلة بين الدول. 4- الأهداف المباشرة للمشروع الشرق أوسطي هي التطبيع العربي الأسرائيلي قبل انجاز أي تسوية سلمية مقبولة للفلسطينين والعرب. في حين لا يفرض المشروع الأوربي شرط مسبق ويترك الأمر لعملية المفاوضات السلمية على أن تأخذ مجراها على أسس الأتفاقيات السابقة للسلام. ثانياً نقاط الألتقاء أ- أن خلاصة كلا المشروعين ومهما تعددت الوسائل سيحققان كل بطريقته دمج أسرائيل في محيطها العربي الشرق أوسطي المتوسطي. ب- يثير المشروعان ريبة المسؤولين والمخططين العرب في كون المشروعين يعملان على تحقيق الهيمنة الأسرائيلية على حساب المصالح العربية. ت- يشترك كلا المشروعين في الأعتماد على الجانب الأقتصادي في إطار نظرية حرية التجارة وتطوير القطاع الخاص وتحقيق مبدأ الخصخصة كمدخل للتنمية في المنطقة. ث- يشترك المشروعان في محاولتهما استغلال ثروات المنطقة لتحقيق مكاسب اقتصادية للطرف الاقوى والمتقدم اقتصادياً. بعد الأنتهاء من عرض ما أحتواه الفصل الثالث نأتي إلى محتوى الفصل الرابع الذي توشح بعنوان "أدوات تحقيق الشرق أوسطية " حيث يبدأ الفصل بإلقاء نظرة سريعة على مؤتمرات التسوية التي أنطلقت بشكل رسمي ومعلن في مؤتمر مدريد في العام 1991 والذي تبنته أمريكا وشارك فيه الأتحاد السوفيتي آنذاك كراعٍ ثانٍ إلى جانب أمريكا. وشاركت أوربا كعضو مراقب. وطال سير عمل مؤتمرات التسويات وتعثرمجرياتها. وقد شعرت أوربا بعد استبعادها من عملية التسوية بالفتور وعدم الحماس للمشاركة. عندها سعت المجموعة الأوربية إلى تقديم مشروع لإقامة شراكة مع دول البحر المتوسط بما فيها الأردن تهدف إلى أنشاء منطقة تجارة حرة كبرى. وقد وجدت أوربا من المناسب طرح مشروعها عبر مؤتمر أوربي حول الشراكة في العام 1995. وتضمن المشروع المقترح ما يلي:- 1- إنهاء المفاوضات مع أسرائيل بقصد عقد اتفاقات جديدة معها ومع المغرب وتونس وإقامة أتحاد كمركي مع تركيا. 2- تقديم المساعدات المالية والفنية لدول المنطقة وزيادة حجم الأستثمارات وإنشاء المشاريع المشتركة. 3- أتخاذ سلسلة من الأجراءات بقصد التوصل إلى ما يشابه مؤتمر الأمن والتعاون الأوربي والذي كان من المؤمل أن يكتمل في العام 2010. وقد أنتقد المشروع الأوربي للشراكة الأقتصادية من قبل شركاء أوربا التقليديين من المنطقة العربية بقولهم إنها شراكة رخيصة بين بلادهم والأتحاد الأوربي. وكان تمخض عن المؤتمر عدة نتائج منها:- (أ) الجانب الأقتصادي 1- إنشاء بنك التعاون الأقتصادي والتنمية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. 2- إنشاء مجلس أعمال أقليمي لتعزيز التعاون التجاري بين دول المنطقة. 3- إنشاء أمانة تنفيذية للقمة الأقتصادية ومقرها المغرب. 4- توقيع ميثاق تأسيس منظمة الشرق الأوسط والبحر المتوسط للسياحة والسفر.
(ب) الجانب السياسي 1- تحقيق أعتراف رسمي وواقعي من دول المنطقة بكون أسرائيل شريك أقتصادي وقوة أقتصادية أساسية. 2- فتح الباب واسعاً أمام أمتداد أسرائيل في كل المنطقة وفي كافة النواحي السياسية والأجتماعية والثقافية. 3- إلغاء دور مؤسسات العمل العربي المشترك وسد الطريق على مشروع السوق العربية المشتركة. 4- تعزيز استخدام مفردات مستحدثة للخطاب السياسي حيث حل مصطلح الشرق أوسطية محل المصطلحات الأخرى، وبالتالي خلا البيان الختامي للمؤتمر من أية كلمة تشير إلى عروبة المنطقة. الخاتمة ويختتم الكاتب كتابه عبر الفصل الخامس والذي جاء تحت عنوان "رؤى مستقبلية للشرق أوسطية" بالقول، " بناء على تغير قواعد اللعبة السياسية بين الحين والآخر، وتغير أطراف المعادلة في العالم عموماً وفي منطقة الشرق الأوسط والبحر الأبيض المتوسط تحديداً، فقد أختصر مصطلح الصراع العربي الأسرائيلي إلى مصطلح أضيق هو الصراع الفلسطيني الأسرائيلي. ويعلن العرب وفي تطور مثير أنهم يقبلون بما يقبل به الفلسطسنيين. وأتجهت الدول العربية كل ضمن امكاناتها وتسمح به ظروف وتعقيدات الأوضاع الداخلية لتلك الدول بالأنغماس في عملية التطبيع مع أسرائيل. أو التخطيط لهذا التطبيع في المستقبل المنظور، وتهيئة مقدماته بما في ذلك مخاطبة المخيلة الشعبية والرأي العام الجمعي بمختلف تناقضاته، لتقبل الآتي الذي لابد منه". ومن ناحية أخرى أدركت القوى المهتمة بالمنطقة العربية وتحديداً أمريكا وأوربا أن للمنطقة مشاكل عميقة بعمق الصراع العربي الأسرائيلي، عفوا الصراع الفلسطيني الأسرائيلي، الذي يجب أن ينتهي بحلول توافقية عادلة وليس بتغليب مصلحة طرف على حساب الطرف الآخر. وفي محاولة لإيجاد الحلول والوقوف على الأسباب والبحث عن أسس أزمة المنطقة، فقد عهد إلى مجموعة من الباحثين بإعداد ورقة معمقة عن هذا الموضوع، فكانت ورقة أسطنبول. ويجب أن تسعى الورقة للإجابة عن سؤال مهم يشير إلى تحديد كيف السبيل إلى إصلاح منطقة الشرق الأوسط كبيراً كان أم صغيراً؟ وأعطي للباحثين مدة سنة كاملة بين عامي 2003 و 2004 وبتكليف من مؤسسة صندوق مارشال الأمريكية، والمؤسسة التركية للدراسات الأقتصادية والأجتماعية. عكف الفريق الذي تكون من 19 باحثاً وعالماً في مجالات الأقتصاد والسياسة والتخطيط الإستراتيجي ومن جنسيات أمريكية وأوربية وتركية. وجاءت الدراسة مركزةً على محوريين هما:- الديمقراطية والتنمية البشرية وفي إطار أقتراح إستراتيجية للشراكة عبر المحيط الأطلسي، بدأت الورقة بالأعتراف بأن المجموعة الأطلسية تواجه تحدياً جديداً يأتي من المنطقة الممتدة من دولة المغرب حتى دولة أفغانستان، بسبب الركود بدلاً من المضي للأمام. ويعزي ذلك إلى:- 1- فشل أساليب الحكم في المنطقة 2- تقييد الحريات المختلفة 3- الصراع العربي الأسرائيلي ودفعت فحوى الفقرات الثلاث آنفة الذكر إلى أن توجه الشباب المسلم عموماً وغير المسلم أيضاً إلى أعتناق الأيديولوجيات المتطرفة والأرهابية. ولو أن الغرب يعرف جيداً أن جزءً من هذه القضايا هي من صنعته وصنيعته. وحددت الورقة مباديء أساسية لإستراتيجية أطلسية مشتركة تسعى إلى دعم الديمقراطية وتعزيز التنمية البشرية. وهذه المباديء هي:- • الأعتراف بخصائص المنطقة وجذورها الحضارية. • ضرورة مشاركة الأنظمة الحاكمة. • الأعتراف بوجود ثمة توافق بين الأسلام والديمقراطية. • أتباع سياسات ملائمة للأوضاع في كل دولة. • تعزيز مصداقية الغرب في المنطقة.
وتضمنت الورقة ثلاثة عناوين أساسية للأصلاح في المنطقة بمساعدة القوى الأطلسية هي:- اولاً: دعم الديمقراطية والتنمية البشرية. ثانياً: توفير بنية خارجية لتسيير التغيير الديمقراطي. ثالثاً: إعادة تشكيل العلاقة الأطلسية المشتركة بما يزودها بأدوات دعم الشراكة من أجل الديمقراطية و التنمية البشرية. ومن أجل ذلك أقترحت الورقة أموراً عدة منها:- 1- ترقية مستوى ما نعرفه، ومن خلال إيجاد جيل جديد من العلماء والسياسين والمسؤولين، المؤمنين بالديمقراطية. 2- إعادة تنظيم الهياكل في مجالات الأمن القومي والسياسة الخارجية. 3- إصلاح الشراكة عبر المحيط الأطلسي. ولكاتب الكتاب ملاحظات خاصة حول الأمر سردها عبر صفحات كتابه، دون أن يفصح عن النظرة المستقبلية بوضوح. وفقه الله على جهده الطيب.
قدم تلخيص الكتاب: الأستاذ الدكتور شوقي ناجي جواد أستاذ الإدارة الإستراتيجية والتنظيم
#شوقي_ناجي_جواد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تقديم وعرض لكتاب السياسة والحيلة عند العرب
-
الاختزال بللغة العربية - طريقة الفراهيدي
-
الإستراتيجية مفهمومها ومغزاها
المزيد.....
-
كيف تحوّلت تايوان إلى وجهة تستقطب عشاق تجارب المغامرات؟
-
فيديو مروع يظهر هجوم كلب شرس على آخر أمام مالكه في الشارع
-
لبنان.. عشرات القتلى بالغارات الإسرائيلية بينهم 20 قتيلا وسط
...
-
عاصفة ثلجية تعطل الحياة في بنسلفانيا.. مدارس مغلقة وحركة الم
...
-
مقتل مسلح وإصابة ثلاثة من الشرطة في هجوم قرب السفارة الإسرائ
...
-
اتفقت مع قاتل مأجور.. نائبة الرئيس الفلبيني تهدد علنا باغتيا
...
-
العثور على جثة الحاخام المفقود في الإمارات وتل أبيب تعتبر ال
...
-
سكوت ريتر: بايدن قادر على إشعال حرب نووية قبل تولي ترامب منص
...
-
شقيقة الملك تشارلز تحرج زوجته كاميلا وتمنعها من كسر البروتوك
...
-
خبير عسكري روسي: واشنطن أبلغت فرنسا وبريطانيا مباشرة بإطلاق
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|