أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - محمد عبعوب - عندما يتحول القهر إلى مأثرة!!














المزيد.....

عندما يتحول القهر إلى مأثرة!!


محمد عبعوب

الحوار المتمدن-العدد: 3896 - 2012 / 10 / 30 - 13:47
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


يتداول الناس هنا مثلا شعبيا قديما يقول "انقص له من حقه، يرضى" في تلميح صريح الى أن العدوانية وسلب حقوق الآخرين وسيلة ناجعة لفرض الخنوع والخضوع عليهم، بل دفعهم للتعلق بالمعتدي وتماهيهم مع عدوانته.. هذا المثل استدعته ذاكرتي بعد سماعي لسرد كان يلقيه علينا صديق عمل لفترة طويلة بالقرب من شخصيات نافذة من الصف الثاني في النظام السابق في ليبيا (الصف الاول القذافي وابناءه)، يتناول السرد مآثر ومواقف إحدى هذه الشخصيات يراها صديقنا بحسب فهمه البسيط أنها مشرفة وتحسب لهذا المسؤول..

وضمن سرده الغني بالمواقف التي تبدو له أنها غير مسبوقة او نادرة في تلك الفترة الموسومة بالظلم والقهر الممنهج للانسان، استقبال هذا المسؤول لعجوز متقدمة في السن بمكتبه واستماعه لشكواها المتعلقة بحجب رواتب زوجها او معيلها الذي استشهد في واحدة من حروب القذافي العبثية، ويضيف صديقنا ان هذا المسؤول بعد سماعه لشكوى تلك الضحية أمر بصرف كل المستحقات المتأخرة لها و فورا وكلف لها سيارة مراسم بسائقا لتوصيلها الى بيتها في واحدة من أحياء طرابلس الفقيرة التي تطوق المدينة من كل الجهات، وشدد على السائق ان يوصلها الى عتبة بيتها!! واسترسل السرد ليشترك فيه أكثر من طرف في هذه الجلسة كل واحد يطرح مآثر لهذا المسؤول او ذاك، وكأن لسان حالهم يقول : أين نحن اليوم من مآثر هؤلاء رغم دكتاتورية النظام الذين كانوا يمثلون تروسه وادواته ؟!!!

استفزت جلسة السرد ومارثون الروايات، التي تستند الى فهم خاطئ وملتبس لتلك المواقف، تفكيري فطرحت تساؤل على الحاضرين:
- يجب ان نعرف اولا لماذا لم تتحصل تلك السيدة على حقها المسنود بقوانين وتشريعات سنتها الدولة لضمان الحقوق؟ ولماذا اضطرت للتوجه الى مكتب ذلك المسؤول الذي تفصلها عنه مسافات فلكية بحكم منصبه البعيد جدا عن تناول هذه المشكلة؟ ولماذا اصلا لم تحل مشكلتها من قبل الجهات المختصة مباشرة بهذا الشأن؟؟

صمت البعض، وحاول البعض الآخر تكييف الإجابة بما لا ينال من صورة هذا المسؤول في ذاكرته، بفصل الموقف عن الواقع الذي تم فيه.. لكن هذا الدفاع سرعان ما تهاوى أمام الحقائق المفجعة التي كشفت أمامهم اسبابها ودوافعها والتي كانت تدار بها شؤون العامة في ليبيا في ظل النظام السابق والتي يستثمرها المسؤولون الأذكياء أو الذين لا زالت في نفوسهم بقايا مشاعر انسانية لتلميع شخوصهم وصناعة أمجاد وهمية بتدخلهم المباشر والأمر بمعالجتها والتغطية عن الجذر الحقيقي للمشاكل والمسبب الرئيس فيها الذي يتهافتون على خطب وده وكسب رضاه رغم إدراكهم أنه المسؤول الاول عنها..

المعالجات السطحية والمجتزأة لأخطاء ومشاكل إدارية او مالية او اجتماعية او أمنية دون التطرق لمسبباتها وجذورها في أي دولة من النوع الذي تناولته تلك الجلسة التي جمعتني بتلك الثلة من الاصدقاء، تبقى محاولات ترقيعية لواقع مهترئ تصعب معالجته ولابد من زواله في اول فرصة، وهو ما تحقق في ليبيا العام الماضي ، ويعكس تقديم تلك المعالجات السطحية والخاطئة لوقائع مؤلمة على أنها مبادرات صحيحة وإجابية، فهما خاطئا وقاصرا لجذور تلك الأخطاء والمشاكل التي أوصلتنا الى مرحلة من الانهيار تطلب إصلاحه تكاليف باهضة من الارواح والدماء، وهو فهم إذا ما استمر معنا فإننا سنبقى ندور في حلقة مفرغة حول نفس المشاكل التي تتطور مع مرور الزمن لتتحول الى أزمة أخرى..



#محمد_عبعوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الربيع العربي يلد صنما
- مسكين أيها الخروف!!!
- حان موعد الثورة الثانية.. ايها الليبيون هبوا..
- شرعنة انتقائية لتشكيلات خارج الشرعية
- نص.. قراءة في لوحة -بوهيمية- للرسام ويليام بوغيرو
- أين سلطة الدولة مما يجري في ليبيا؟
- اللحظات الأخير لرحيل طاغية..
- تسويغ الفساد ثقافة شعبية
- فزاعة فضائية بمواصفات قذافية..
- ذكرى الاولى لتحرير طرابلس.. فرح يخالطه الحزن
- حتى لا تدنس الثورة السورية..
- إمارة شمال مالي الإسلامية .. عواقب التفكيك ومخاطر التغول
- حرب كيميائية اسرائيلية ضد العرب الفلسطين
- ديمقراطية الدم في العراق
- في عرس الديمقراطية بُعث الامل وصمتت البنادق..
- لا للعسكرة.. نعم للتمدن..
- الخطوط المغربية.. واقع دون الطموح!!
- الأفريكوم تطرق الباب .. ما سر صمت حكومتنا؟!!
- (س ص) لماذا التخلي عن أمانته العامة؟
- ملتقى بني وليد القبلي.. إستنساخ لثقافة هدامة


المزيد.....




- ترقب مشاركة مرتفعة بتشريعيات فرنسا واليمين المتطرف يتقدم الا ...
- بث مباشر: الندوة الافتتاحية تحت عنوان: “سبل تقوية التضامن مع ...
- مسيرة وطنية شعبية بطنجة تحت شعار: إدانة شعبية لرسو السفينة ا ...
- test
- قبل يومين من الانتخابات: اليمين المتطرف يتقدم وماكرون يتراجع ...
- اليمين المتطرف يواصل التفوق باليوم الأخير لحملة انتخابات فرن ...
- كيف نجح اليمين المتطرف في أن يصبح لاعبا أساسيا في الحياة الس ...
- زعيم اليمين المتطرف في فرنسا يهاجم روسيا ويرفض فكرة إرسال صو ...
- الشرطة الكينية تطلق النار على متظاهرين في اشتباكات جديدة
- زعيم اليمين المتطرف في فرنسا يرفض فكرة إرسال جنود لأوكرانيا ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - محمد عبعوب - عندما يتحول القهر إلى مأثرة!!