أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - باسم الخندقجي - أوراق من المعتقل . الورقة الحادية عشر . مركزية ديمقراطية أم ديمقراطية مركزية ؟















المزيد.....

أوراق من المعتقل . الورقة الحادية عشر . مركزية ديمقراطية أم ديمقراطية مركزية ؟


باسم الخندقجي

الحوار المتمدن-العدد: 3895 - 2012 / 10 / 29 - 02:34
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


الذي يتعمق في التغيرات الحاصلة في البنية التنظيمية للحزب ، سيصطدم مباشرة مع هذا السؤال ،الذي يحمل في طياته تخوفاً حقيقياً من مصير وحدة الحزب التنظيمية ، بعد إلغاء العمل بالمبدأ الأساسي المركزي الديمقراطية ، والذي تم الإجهاز عليه في المؤتمر الثالث للحزب ، من خلال التعديلات على النظام الداخلي الذي ينص في هذا الإطار :"ويقيم حزبنا تنظيمه وفق الأسس الديمقراطية في إطار وحدة الحزب ، وبما يضمن التوازن بين حرية النقاش والتعبير عن الرأي ، وبين الإلتزام بوحدة العمل وقرارات الحزب .
ويتجلى جواب السؤال في :"ويقيم هيئاته بالإنتخابات الديمقراطية المباشرة مراعياً مبدأ التجدد والتواصل وإشاعة العلاقة الديمقراطية في حياته الداخلية بما يتناسب مع ظروفه النضالية "
إن مبدأ المركزية الديمقراطية هو عماد الحزب ، وركيزته التنظيمية القائمة على أساس تسوية التناقضات الداخلية وتعزيز وحدة الإرادة التي هي بحد ذاتها المحرك الذي يدفع الحزب بثبات وعزم نحو تحقيق أهدافه . ومهما كان التغيير ، ومهما كانت ذروة التجدد ، إلا أنه لا يمكننا الإنسلاخ بهذا الشكل المُشوش والمتخبط عن القاعدة التنظيمية الأساسية التي بناها ورسخ أسسها (لينين) مهندس التنظيم الأول ، ومن هنا علينا أن ندرك بشدة أصلنا الماركسي اللينيني في عملية التجدد والتقدم ، إذ أنه بهذا التغير المتماهي غير واضح المعالم ينشأ السؤال الذي وضعته عنواناً ،والذي سيجد إجابة له حتماً فيما ينص عليه النظام الداخلي في الجانب التنظيمي ، ألا وهو " الديمقراطية المركزية " وهذا يعني تحول صريح وخطير يقودنا إلى التفكك الداخلي عبر تمركز " السلطة ديمقراطية " بأيدي أشخاص لهم أهدافهم الخاصة التي يسعون إلى تمريرها وتحقيقها من خلال شعار الديمقراطية ، وهذا سيؤدي إلى زوال هيبة الحزب ، وتلاشي سلطته المتمثلة بوحدة الإرادة والإنضباط ، وتمركز هذه الهيبة وإرتباطها بأشخاص،ومن هنا فإن التحول ينعكس في إنحسار التنظيم وتنامي العقيدة والهيبة الشخصية ، ومهما كانت مبررات ومسوغات إلغاء المبدأ اليساري التنظيمي الأصيل فإنها لن تكفي إذ أن المبرر الأكبر لهذا الإلغاء ، قد يكون أن ظروف العمل السَري التي كان يعمل بها الحزب يطبق في شؤونه التنظيمية المركزية قد ولت و أصبح الحزب الآن يمارس أنشطته في العلن وبهذا فإن المركزية الديمقراطية ليس لها ضرورة في العلنية . ولكن الظروف التخبطية للحزب الآن تملي علينا إعادة العمل بهذا المبدأ ،والعمل العلني الجماهيري الآن هو الذي يُعرض وحدة الحزب الداخلي للخطر ،إذ أن الاحتكاك المباشر مع المحيط الاجتماعي والقيام بالأنشطة على كافة أشكالها وأنماطها يؤدي إلى الإنفتاح اللاممنهج والذي لا يمكن أن تكون "الديمقراطية المركزية"درعاً يحميه.والحاصل الآن ما بعد المؤتمر الثالث هو انعدام التأثير المركزي على الهيئات الوسيطية والقاعدة الحزبية أيضًا وهذا هو حتمًا فقدان الجسم التنظيمي لاتزانه مما أدى إلى وقوعه و تخبطه.
وعندما نبحث ونتعمق أكثر في هذا التغير،سنجد أننا نقترب شيئاً فشيئاً من أيديولوجيات ومن حركات وأحزاب كنا وما زلنا حسب إعتقادي نتخذها مثالاً رجعياً وسلبياً في منهجها التنظيمي المشوه وننتقدها بإستمرار وأحياناً نطالبها بالإصلاح والوحدة الداخلية . إن مبدأ المركزية الديمقراطية الذي هو بمثابة ثنائية متناقضة مثل المغناطيس هو الذي يعزز الإنضباط الواعي الذي يقف سوراً منيعاً في وجه الإنتهازيين الذي ينادون بديمقراطية شوفينية هي بحد ذاتها الديمقراطية المركزية المتمثلة بمجموعة أشخاص متنفذين داخل الحزب و هذا الإنضباط المولود من رحم المركزية الديمقراطية وعرفه لينين" وحدة الأعمال وحرية المناقشة والإنتقاد ".
إذ أن المركزية الديمقراطية تعكس في تطبيقها تنظيم الإرادة المشتركة بين أعضاء الحزب وتعكس أيضأ إبداعاً بناءً يتميز في الوعي الإنتقادي الذي لم يعد يوجد له أُفق بعد إلغاء المبدأ وهذا ما يحمل الحزب مسؤولية رئيسية وتاريخية بإهماله في تعزيز الوعي الإنتقادي لدى القاعدة الحزبية إذ أن هذا الوعي يلعب دوراً حاسماً في إعادة النظر في البرامج والخيارات الحزبية والتنظيمية الداخلية وهذا من خلال إيقاظه وإنعاشه فهو موجود ولكنه بحاجة إلى شرارة وإلغاء العمل بمبدأ المركزية الديمقراطية لا يمت للتجدد والإبداع بصلة فهذا إلغاء يشكل بحد ذاته خطراً بدأ يطفو على السطح خطر يتمثل في اللامبالاة بقرارات الحزب المركزية وإعادة العمل بهذا المبدأ ليس تحجراً ولا عرقلة بمسيرة التقدم بل هو إعادة تصحيح إيجابية تهدف إلى النهوض المدعوم تنظيمياً وداخلياً في نفس الوقت يحمي الحزب من إتجاهات فضفاضة تُندر بإنتهازية المُدمرة .
إن المبادئ الماركسية اللينية ما تزال تحيى وتعيش داخل أورقة هذا الحزب ،و أذا كان هناك ثمة جزع برجوازي صغير يقول أن هذه التعاليم والمبادئ إنهارت مع انهيار الإتحاد السوفيتي لذلك وجب التغيير .فإن الإنسلاخ عن هذه المبادئ لن يفي بقيادتنا إلى بر الأمان،بل التجدد المرتبط بالجوهر الماركسي الأصيل هو الذي يقودنا إلى الإستمرارية والتقدم،وكيف يمكننا الإستمرار إذا كانت هويتنا وسياستنا التنظيمية الرئيسية مشوهة وغير واضحة المعالم ؟! إن المركزية الديمقراطية هي التناقض الإيجابي الأصيل الذي يحمي الحزب من التناقض الهدام السلبي،ولا تعني المركزية الديكتاتورية الحديدية بل هي حرية تنبع من السيطرة على ذاتنا الحزبية من خلال أداة تنظيمية صارمة تضبط الحركة التنظيمية، والمركزية الديمقراطية تمنح أفقياً رحباً و واسعاً للإدارة الحزبية،وهذا من خلال معادلة بسيطة الشكل معقدة الجوهر، هي:ديمقراطية في الإنتقاد والإنتقاد الذاتي والترشيح والتصويت،ومركزية ديمقراطية في وحدة الإرادة الحزبية والانضباط التنظيمي الداخلي. وهنالك مؤشرات إيجابية تولد من الواقع الذي تُطبق فيه المركزية الديمقراطية،وتتمركز هذه المؤشرات و العوامل البناءة في خلق العقل الحزبي الجماعي و الإلتحام الحزبي الهرمي أيضاً،إذ أن هذا العقل كفيل بردم الفجوات التي تحصل بين فترة وأخرى،ويقضي أيضاً على أية أوهام أيديولوجية تؤدي إلى الإنتهازية، ويكفل إضفاء المرونة الخالصة في الثنائية المتناقضة ،بمعنى ديمقراطية حرة واعية إنتقادية صاعدة إلى الأعلى،مقابل قرارات واعية مركزية تحتوي الإصلاح وتلبية التطلعات هابطة إلى الأسفل .
إنه من الصعب،لابل من المستحيل القضاء على تناقضات الحزب الداخلية،ولكن من الممكن أن تكون هذه التناقضات المحرك الرئيسي للحزب ودفعه نحو تحقيق أهدافه وتعزيز وحدته الداخلية،وهذا من خلال الفهم الواضح والعميق لطبيعة هذه التناقضات وما هي أسباب نشوئها وهنا تتجلى الإيجابية التقدمية على هذه التناقضات التي ستصبح حتماً محرك الحزب الداخلي . والعمل على إستنهاض وإيقاظ الوعي الإنتقاضي لدى القاعدة وتنوير الحزب وهيئاته التعبوية لهذه القاعدة سيؤدي إلى إدراك بناء لدى هذه القاعدة،إدراك واضح وصريح يقول أنه لا بديل عن المركزية الديمقراطية . وهذا ما يخلق "الإنتقاد الراديكالي" الذي هو بمثابة كفة التنظيم الأخرى،بحيث أن يكون هنالك توازن مابين المركزية وما بين الانتقاد ، فالمركزية تتطلب الإنضباط الصارم،وحرية الإنتقاد تتطلب إنتقاداً راديكالياً بناء يكفل التقدم والتغيير.
ووحده العقل الحزبي الجماعي من يقيم التوازن الهادف إلى تعزيز وحدة الإرادة من جهة وإزالة التشويش وفهم التناقض الداخلي من جهة أخرى . إن عدم إعتماد آلية واضحة تُنظم حركة الحزب الداخلية يُنذر بالتحول إلى حزب تحكمه المناطقية والبلدية و السلطة والهيبة الشخصيتين .
ومن هنا فإن إعادة العمل بمبدأ المركزية الديمقراطية هو العلاج المبكر للمرض القادم من الأعماق



#باسم_الخندقجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أوراق من المعتقل . الورقة العاشرة . الصحوة الإسلامية
- الفلسطيني السلبي
- أوراق من المعتقل . الورقة التاسعة . كيفية التفاهم مع الظروف ...
- أوراق من المعتقل . الورقة الثامنة . إعادة إنتاج النظرية .
- أوراق من المعتقل . الورقة السابعة . عن أية اشترا كية نتحدث ؟ ...
- أوراق من المعتقل . الورقة السادسة . الاشتراكية المنسجمة مع خ ...
- اوراق من المعتقل . الورقة الخامسة : يسارنا .. اليسار الجديد ...
- ثمة شيئ مُحدد
- اوراق من المعتقل . الورقة الرابعة : من الثقافة إلى الممارسة ...
- اوراق من المعتقل .. الورقة الثالثة : الصراع في المجتمع المدن ...
- اوراق من المعتقل .... الورقة الثانية :الهوية الفكرية -ولبرلة ...
- اوراق من المعتقل . الورقة الأولى:الضمانات التنظيمية وبوصلة ا ...
- أوراق من المعتقل
- ليس ثمة شيء مُحدد
- كرمةٌ من أجلِ التخلّي
- غيمةُ الروح
- النهائية
- بي صلصال السماء
- رساله الى الأسير باسم الخندقجي
- في ذكرى النكبة .. القضية الفلسطينية إلى أين .. ؟


المزيد.....




- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...
- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - باسم الخندقجي - أوراق من المعتقل . الورقة الحادية عشر . مركزية ديمقراطية أم ديمقراطية مركزية ؟