|
مصطلح التغيير هو (الأخونة) مخطئ من ظن يوما أن للاخوان دينا
حمدى السعيد سالم
الحوار المتمدن-العدد: 3894 - 2012 / 10 / 28 - 11:10
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مصطلح الأخونة المرعب الذي يشبه الجرب المجتمعي الذي تتجنبه وتتقيه كل المجتمعات، مرض خبيث يفقد المجتمع الكثير من صفاته الإنسانية، ويحيل أفراده كتلا من المشاعر المتحجرة التي لا تحركها سوى روح الأنانية، ولا تدفعها غير لغة المصالح وهذه ملامح سريعة مقتضبة من منهج ونهج التنظيم الإخواني في أخونة الدبلوماسية....ينطبق عليهم ما قاله الشعر عن قصة الثعلب والديك : برز الثعـــــــلب يوما *** في ثياب الواعظينا .... فمشى في الأرض يهـــذي *** ويســـب المـــــــاكرينا... ويقول: الحـــــــمد لله *** إلــــه العالــــــمينا..... يا عــــــباد الله توبوا *** فهو كهف التــــــائبينا..... وازهدوا في الطير إن *** العيش عيش الزاهـــدينا.... واطلبوا الديـــك يؤذن *** لصـــلاة الصـــبح فينا....... فأتى الديك رســــــول *** من إمــام الناســــكينا...... عرض الأمر عليــــــه *** وهو يرجــــو أن يلينا...... فأجـــــاب الديـك عذرا *** يا أضـــل المهـــــتدينا...... بلـــــغ الثعلب عنـــي *** عن جدودي الصالحـــينا..... عن ذوي التيجان ممن *** دخــــــل البطن اللعينا.... إنهم قــــــــــالوا وخير *** القول قـــول العـــارفينا..... " مخطـــئ من ظن يومــــا *** أن للثعـــــــلب ديـــــنا ".... بمجرد وصول الاخوان لسدّة الحكم بوسائل غير أخلاقية في معظم الأحيان كما جرت العادة، يركّز التنظيم الإخواني تركيزاً كبيراً على أخونة الدولة التي يعوّل عليها في تحقيق الكثير من أهدافه المفصلية....فإحلال منتسبي التنظيم في الوظائف العليا بدءاً بوزير الخارجية، تعدّ من أولويات التنظيم، الذي يحيل الوزير في الواقع إلى شخص يحمل شرف مسمى وبروتوكولات المنصب في ظاهره، ويلعب في الواقع دور المدير التنفيذي أو الموظف الديكوري للعلاقات العامة، فقرارات الوزارة شأنها شأن قرارات الدولة الأخرى، يرسمها مجلس أربعيني لا يعرف أحد من هم أفراده، ولا أين يجتمعون، ولا متى، ولا كيف، ولكن المخططات تصل جاهزة إلى أيادي الوزراء الذين يقع عليهم عبء ترجمتها حرفياً على أرض الواقع.....ويعمد التنظيم أولا للتركيز على القنصليات القائمة، والسعي لزيادة عددها، وتقويتها لدرجة الفصل غير المباشر بينها وبين سفارات الدولة في الخارج، والتي يجب أن تكون مسؤولة عن تلك القنصليات التي تتم إحالتها إلى دور إخوانية خالصة.....ويدفع التنظيم بكوادره خاصة الشّابة منها، إلى العمل في تلك القنصليات لتحسين ظروفهم المعيشية عبر الرواتب والمخصصات، كما يدفع بمن يخافهم ويعجز عن إزاحتهم من غير مؤيديه إلى القنصليات، لتأدية وظائف اسمية بعد إعادة توزيع صلاحيات الوظيفة على مسميات وظيفية جديدة تجعل من شاغل الوظيفة المعارض الذي تم نفيه إلى القنصلية خارج البلاد، محاصرا من منتسبي التنظيم، وجالسا في معظم الأحيان بلا عمل حقيقي.....
ويتّسم العمل القنصلي التابع لدولة الإخوان المتأسلمين بالسريّة التامة والعدد الفائض من الموظفين الذين لا يعرف أحد طبيعة المهام التي يقومون بها، فالقنصلية تشرف إشرافاً مباشراً على الأموال المهرّبة التي سطى عليها المسؤولون من المال العام، أو المؤسسات الاقتصادية الزائفة التي تؤسسها خزينة النظام تحسبا ليوم أسود، ويتم استثمارها بمختلف الطرق وتحت عدد من المسميات، كما تتولى القنصلية التابعة لتنظيم الإخوان في العادة، مهام التجسس على أبناء الجالية، خاصة المعارضين منهم، ورصد تحركاتهم، وافتعال كل ما من شأنه شغلهم بمشاكل جانبية تزكم الجوّ بمعارك وهمية من غير معترك، إضافة للعمل على تجنيد من يستطيع الموكلون بهذه المهمة من جيش الموظفين بكل قنصلية إخوانية، والذي يركّز دائما على وضع عيونه على الجالية، وجذب من يستطيع من أفرادها لحظيرة التنظيم، والتركيز على استقطاب أبناءهم بمختلف الطرق، والتحكّم في تجمعات الجالية المختلفة، والسيطرة على مختلف منظمات المجتمع المدني الخاصة بها.....أما السفارات الرئيسية، فيترك التنظيم فيها الخبرات الدبلوماسية القديمة بعد أن يقوم بتدعمها بموظفين جدد من منتسبيه، وهي مرحلة ينشد منها إبقاءهم مؤقتا كقيادات صفّ ثان لسببين، الأول هو التعليم العملي واكتساب أسرار المهنة من قدامى الدبلوماسيين، والسبب الثاني هو ضمان وجود التنظيم عبرهم في وظائف سيادية لو حدث له مكروه أبعده مؤقتا عن كرسي الحكم.... وكذلك يتعاملون مع كافة مؤسسات الدولة فهذا فكرهم ولب تفكيرهم !!!..
ويستخدم التنظيم الإخواني من يقوم بدسّهم في القنصليات لتنفيذ أهداف التنظيم التي تعمل على إنشاء خلايا سريّة من مواطني الدولة التي تقع فيها القنصلية وتعبأتهم وتحريضهم وأخونة أدمغتهم، وتعليمهم أساليب الاستقطاب وسبل التغلغل في المجتمعات، وأوجه التخفّي وإخفاء ما يقومون به، عن أجهزة الدولة الأمنية، كما يعززون في قناعاتهم التمرّد على جغرافيا الوطن التي تحلّ محلّها تدريجيا جغرافيا وهمية تحتاج الكثير من الجهود والتضحيات ليكتمل حلم دولة الخلافة الإخوانية ذات الرقعة الأوسع، ويزرعون فيهم طاعة المرشد الأعلى، وأيضا الكفر بالجهات التشريعية المنوط بها سن وتعديل قوانين الدولة، واستبدالهم بنجوم الفتاوى الإخوانية....على الجانب الموازي تعمل تلك الجيوش التي تحتويها قنصليات التنظيم الإخواني المتأسلم، على صناعة علاقات جيدة ومتميزة مع المسؤولين الرسميين في الدولة التي يعملون بها، ويتسللون إلى شخصيات الصف الثاني والثالث، وصولا إلى المواطن العادي....شراء ضعاف النفوس من المسؤولين سنّة إخوانية محببة للتنظيم، فهذا الصيد السهل الذي تتغلب ذاتيته على غيريته، هو أفضل من يقوم بتنفيذ مخططات الأخونة، وبالتالي يساهم في حماية التنظيم الذي يعمل سرا في الظل....عرض المشروعات الاستثمارية التي تسيل اللعاب والتي يتعمّد التنظيم محاصرة كل قناعات المسؤولين الذين تعجز عن شرائهم بالأموال واحداً من الأساليب التي ينتهجها الإخوان في التقرّب من مفاصل سلطات الدولة التي يعمل بها دبلوماسييها، والتأثير فيهم تدريجيا ليكونوا بعلمهم أو بدون علمهم، ستاراً واقياً لتحركات الأخونة.....الى جانب إبرام البروتوكولات والاتفاقيات المشتركة مع الدول التي تنشط فيها تلك القنصليات الإخوانية، وتبادل الهدايا مع المسؤولين، ميزة إخوانية بارزة، فهي تتمخض عن لجان مشتركة يختلط فيها مسؤلو البلدين بما يتيح كامل الفرص لآليات غسيل المخ التدريجي، والذي توضع له خططا وبرامج لا يتصورها عقل، وتنفق عليها أموالاً طائلة....وبعد أن يفرغ التنظيم من أخونة عقل المسؤول، يوكل له مباشرة أمر أخونة ما بيده من مواقع المسؤولية، فيتم ضخّ الجانب الوظيفي بكادر إخواني، ويتم تمرير مخططات الأخونة عبر طرق قانونية مشروعة في ظاهرها، ومخالفة للقانون في جوهرها باعتبارها مخططات تنظيم أجنبي، ويبدأ التنظيم تلقائياً وبطرق غير مباشرة التحكّم في سياسة الدولة، والعمل على احتلال كل مؤسساتها، وتقويض نظام الحكم فيها، وتجهيز الساحة للوصول إلى كرسي الحكم....
أخونة الدولة في مخططات التنظيم تمضي في فلسفتها على محورين، المحور الأول : هو أخونة المؤسسات الرسمية والشعبية... والمحور الثاني : هو أخونة المجتمع البشري.. أفراد المجتمع المتواجدين في داخل جغرافيا الدولة، يوضعون تحت يد وسمع وبصر النظام الذي يرقب كل حركاتهم وسكناتهم، ويحصي أنفاسهم، أما مواطنيه المهاجرين فيشكلون هاجساً كبيراً للتنظيم الإخواني الذي اعتاد على قياس الآخرين بما في نفسه، واعتقاد الجميع مثله، فيتعامل معهم بعقلية الشك في إيذائه، ويتهجس بملاحقتهم لمعرفة ماذا يفعلون بعيدا عنه، فأي تجمع لشخصين يعتبره التنظيم مؤامرة ضده!!....السيطرة على جاليات الدول التي يحكمها التنظيم الإخواني من الأولويات الضرورية التي لا يمكن التهاون فيها مهما كانت النتائج، ويرجع السبب في خوف التنظيم من منتسبي دولته في الخارج، إلى أن التنظيم في ميكيافيليته التي اعتادها لإعتلاء كراسي الحكم، دائما يستعين بالتدخّل الخارجي سواء كان ذلك عبر اتفاقية سريّة معقدة، أو تحالفات علنية تبررها الفتاوى التي يحكم قبضته على معاملها ومصانع تعليبها.... المسميات الوظيفية في القنصليات الإخوانية لا تشكّل غير أوعية يتم ملؤها بما تقتضيه ظروف الوضع، ومن الطبيعي أن يكون الملحق الثقافي مسؤولاً أمنياً، والملحق الإعلامي مسؤلاً تنظيمياً في التنظيم، وليس بالضرورة أن يكون القنصل أو السفير هو الوظيفة الأعلى داخل القنصلية، فالترتيب التنظيمي هو المسؤول الحقيقي عن إتخاذ مجمل القرارات، والتّصرفات، ومسيرة العمل الكاملة.....
وعبر القنصليات التي تكون في الغالب ممالك إخوانية خالصة، يتّخذ التنظيم من دول المهجر ساحات نشاطات سريّة وعلنية، فالقنصليات المتحولة إلى دور للتنظيم الإخواني، وترتبط بها مصالح الجالية الخدماتية المختلفة، تمثّل أفضل أماكن الاستقطاب، حيث يبدأ أفراد التنظيم باستقطاب رؤوس المجموعات وحشوهم بمفاهيم الأخونة، وربطه بمصالحها العامة والذاتية لضمان الولاء....وتنعم هذه الرؤوس بتسهيلات خدمية كبيرة، وتصرف عليها الأموال، لتشكّل نموذجاً جاذباً لاستقطاب كل أفراد الجالية، فيرسم التنظيم صورة ذهنية متعمدة لمنتسبيه الذين يغرقهم في أجواء الشهرة عبر مختلف وسائله الإعلامية، ويغرقهم بالمساعدات المالية التي تجعلهم يعيشون حياة مترفة يعتادون عليها لدرجة الاستعداد للفناء في سبيل الدفاع عن بقائها الدائم..... ويصاحب هذا التغيير الحياتي تأهيل تام لاكساب الرؤوس المختارة فنون الاستقطاب وتكوين الخلايا، فيبدأ تشكيل المجموعات الصغيرة التي تنتفخ تدريجيا....
ويعمد التنظيم الإخواني المتأسلم لتوفير الحماية لخلاياه حتى لا يتم الاجهاز عليها في المهد، وذلك عبر ربطها بالخلايا الإخوانية الأخرى التي يقوم بإنشائها من مواطني تلك الدولة.... ويوجّه التنظيم خلاياه لخلق الفتن وشغل ومحاربة التنظيمات والآراء التي لا تتفق مع طرحه، ومحاصرتها وخلق فجوات بينها وبين مجتمع الجالية عبر الاغتيال المتعمّد للشخصيات بمختلف الوسائل الملتوية، وهو ما يشكّل لها ضمانة عدم نشوء مجموعات تجاري مجموعاتها في العدد والقوة والتنظيم والمزايا..... ويزج التنظيم بخلاياه في منظمات المجتمع المدني ومختلف الأنشطة الخاصة بالجالية، وعبرها يتمكن من ضرب خصومه، وأيضا يتمكن من الإلتقاء بالأطفال والشباب والأسر الذين يشكلون أرضاً خصبة للاستقطاب والأخونة..... ويسيطر التنظيم بمنهجيات قذرة على مقاليد منظمات وأنشطة الجالية، ويبدأ توجيهها بإتجاه الأخونة التدريجية التي ترفض الآخر وتخلق معه مختلف الصراعات، فالتنظيم قوته الرئيس الذي يتغذى عليه ولا يعرف العيش بدونه هو الصراع، وحتى في حالة عدم وجوده عدو يصارع، يبدأ في الصراع الذاتي، حيث يكفّر مفتوه بعضهم بعضا، وتكيد أجنحته لبعضها البعض، فالنار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله!....
المزايا الاستحقاقية، كالخطط الإسكانية والمنح السكنية التي هي حق مشروع لكل مواطن، يستخدمها التنظيم سلاحاً فعّالاً في عمله السرّي والعلني داخل الجالية، فيحيلها من حق مستحق، لجميل يستحق الرد، وبها يتم شراء الذمم الضعيفة، وبها يتم التمييز بين الفرد المنظّم والفرد الذي يغرّد خارج سرب التنظيم الإخواني، فالدولة التي يتعامل بها التنظيم الإخواني مع المهاجرين هي وطن الإخوان لا وطن الجغرافيا، وبها يدعمون تسويق قناعات ربط محاربة التنظيم بمحاربة الدولة والدين، وهو مفهوم يستخدمه التنظيم في إقناع عامة الشعب البسطاء الذين يعتقدون بنوايا سليمة أن الإسلام هو الأخونة..... وينشر التنظيم الإخواني رجال أمنه بين أفراد الجالية، فهو دائما يفكّر بعقل المؤامرة، ويفترض أن هناك شيئا ما في الخفاء يحاك ضده، لذلك اعتاد العيش على الخوف، فالخوف يبدأ مع التنظيم منذ بدايات تخلّقه، لأنه يولد في الظلام ويعمل في السر، ويظل فترة ترعرعه قلقا يخاف افتضاح أمره، وحتى عندما يمسك بزمام السلطة، ويبلغ أقصى أهدافه، يلازمه ذلك القلق الأبدي، وهو أكبر لعنة لم يتمكن التنظيم الإخواني من حلّ عقدتها.....وعبر الأنشطة والملتقيات والمناسبات، وأيضا عبر الأنشطة المشتركة مع الدولة المضيفة، ينشر التنظيم تعليمات الأخونة المنحرفة بين أفراد الجالية، في محاولات مستميتة لضمان ولاءهم...... ومن خلال المساعدات الاجتماعية لفقراء أسر الجاليات يتعمّد التنظيم استثمار ردّ الجميل استقطاباً إخوانياً يدخل من يختاره في الدائرة المعقدة التي تبدأ دائما بشعارات إسلامية برّاقة، وتنتهي بتحويل الفرد السويّ إلى مسخ إنسان مشوّه يفتقد القيم والنزاهة والخوف على غيره، ويبحر على بحر المصلحة فيما يتبقى له من عمر....
وعقدة الخوف تظهر بجلاء فى اخونة طلبة الدراسات العليا ودكاترة الجامعات وتمثّل الدراسات العليا لتنظيم الإخوان المتأسلمين هدفا لا يمكن التنازل عنه، فهي الضامن الوحيد لبقاء التنظيم الإخواني في داخل السلطة، حتى ولو ظلّ يستريح عنده ليغادر إلى جنّته الموعودة المتمثّلة في كرسي الحكم، الذي لا همّ يعلو على هم وصوله، ولا معيق يجب أن يقف في طريقه دون أن تطاله يد الإستهداف الميكيافيلي الطراز، ولا مطب يعيقه إلا وطاله بطش التنظيم.....حملة الشهادات العليا لا يغامر التنظيم المتأسلم بالكشف عن حقيقة إنتمائهم له، ويظل يلعب في الظاهر دور غير اللامتصالح ولا المتخاصم معهم حتى بعد تولّيه مقاليد الحكم، فمعظم قوى التنظيم محكوم عليها بالعيش في مكبّات النفاق، وعدم إظهارهم الإنتماء تحسّباً ليوم أسود ظلّ مستوطنا عقل التنظيم منذ ميلاده بسبب اهتزاز ثقته بأفكاره ومفاهيمة ودعواته الحافلة بالتناقضات الواضحة المكشوفة....لقاءات التنظيم بمنتسبيه السريين من حملة الشهادات العليا تكون في العادة محاطة بالسرية والتكتم الشديدين، وفي كثير من الأحيان تسلك طرقا إلتفافية معقدة ملتوية، فالإتحادات المهنية كإتحاد أو نقابة المعلمين والقانونيين وغيرها من منظمات المجتمع المدني هي الخيار الأمثل لشرعنة لقاء واختلاط التنظيم الإخواني الباغي مع أعضائه السريين الذين يعملون تحت جنح الظلام....
ويهدف التنظيم الإخواني المتأسلم من خلال تزويد كوادره بأرفع الشهادات والوثائق الذاتية الأكاديمية، وصناعتهم عبر تعزيز ودعم مختلف وسائل صناعة النجوم المجتمعيين، إلى التمهيد لتوليهم مناصب رفيعة أو حساسة تمكّن التنظيم من التغلغل في أحشاء النظام القائم ونخره من الداخل، فالتنظيم الإخواني المتأسلم في كلّ بقعة من بقاع تواجده يعادي النظام القائم ويهدد بإسقاطه عبر مصطلح التغيير أو بصورة أدق (الأخونة)، التي تتميّز بكونها خليطاً مختلاً شائه الشكل، أخذ من الإسلام الحقيقي شعاراته البرّاقة، وما يتناسب مع تحقيق أهدافه، ومن الماسونية تخطيطها الميكيافيلي المتقن الصبور المرتوي من نقمة حاقدة على كل مجتمعات الكون، ومن الشيوعية ديمقراطيتها المركزية المعاقة بأغلال الدكتاتورية الصارمة، ومن المجوسية والصهيونية وغيرها من مذاهب العالم العقائدية الاعتقادية المتباينة، فأنتج تركيبة متناقضة كان نتاجها الطبيعي تناقضاً في الفكر والطرق والوسائل وطبيعة التفكير والتنفيذ، وشكل التعاطي مع مختلف القضايا....ويحرص التنظيم الإخواني المتأسلم على الاستيلاء على الجامعات، فهي تمثّل مرحلة مفصليّة هامة من مراحل الأخونة، فتبقي في يد مسؤولي الجامعات مضايقة من يشاؤون من الطلاب أو التّبلي عليهم بمختلف الذرائع، وفي يدهم ترسيب الناجح وإنجاح الراسب، وهو سلاح خطير يستخدمه التنظيم في مخطط لصناعة جيل إخواني خالص أكمل دراسته الجامعية، وتفرّغ ليلعب دوره في الحياة المجتمعية، يقابله فصيل من ذات الجيل أقعدته المخططات القذرة عن إتمام الدراسة الجامعية أو التّمكّن من إجتيازها بالكاد، وهو ما يضمن الوظائف السيادية لأعضاء التنظيم بعد أجل قصير، وحتّى لو دارت دائرة الحكم على التنظيم الإخواني فإن منتسبيه السريين يشكّلّون أكبر ضمانة لنبوت رؤوس أخرى عند قطع سابقتها....
ويشتدّ الصراع في منح الشهادات فوق الجامعية، والتي يحرص التنظيم على احتلال مواقع القرار فيها، والهدف هو ذات الهدف، تجهيز جيل تتوافر أمامه أفضليات الاختيار في شغل أية وظيفة سيادية بصفته مواطناً في الدولة ينطبق عليه قانون الحقوق والواجبات!!!....من يتسرّب من الشبكة الاستهدافية للإخوان من الطلاب غير الإخوانيين ويجتاز المرحلة الجامعية تقوم بفلترته ماكينات صناعة ومنح الشهادات العليا، فيضعون أمامه عراقيل وعقبات تعجيزية على نقيض ما يفعلونه مع منتسبي التنظيم الإخواني المتأسلم، ما يضطر الآخرين إما للتوقف عن طلب الدراسات العليا، أو التماهي مع التنظيم، لينال الشهادة كمكافأة لا استحقاق....وتعتري التنظيم حملة مسعورة تتعجّل تزويد أعضاءه بالشهادات حتى ولو دعى الأمر لتجاوز أبسط المعايير، وهو ما يجعل المراقب يلحظ بجلاء إرتفاع نسبة وعدد الشهادات الجامعية وفوق الجامعية في أيّ دولة يكون للتنظيم الإخواني المتأسلم وجود فيها، تحتل الرقم الأكبر والمتضاعف باستمرار مقارنة بالدول التي يستعصى عليهم التواجد الفعّال فيها، كما نلاحظ أن حملة الشهادات الجامعية والعليا في الدول الإخوانية ترتفع بينهم نسبة الحاصلين عليها من دول أخرى غير دولهم، وهي النتيجة الطبيعية الحتمية للضغوط والعراقيل المختلفة التي يضعها التنظيم في طريق حصولهم عليها من الداخل....
ويصطنع التنظيم الإخواني المتأسلم في غالب الأحوال جفاء مصطنع وفجوة كبيرة بينه وبين حملة الشهادات العليا من الخارج كطعن استباقي في فضحهم المحتمل لأساليب التنظيم ومحاربتهم المتوقعة له، فيشكك في ولائهم لأوطانهم ومجتمعاتهم، ويرسم صورة ذهنية تربطهم بالعمالة والسعي لنقل تجربة تتنافى مع عادات وقيم المجتمع، وتخلق عداوة نفسية وشكوكاً دائمة بين حملة الشهادات الخارجية ومجتمعاتهم، للدرجة التي ينسبون فيها نجاحاتهم المستحقة لمساعدات استهدافية بغرض التقليل من شأنها....ويفسح التنظيم المجال لكوادره من الأساتذة الذين يشرفون على رسائل طالبي الشهادات العليا، لتحويل الإشراف إلى تجارة رائجة يتكسّبون منها الكثير، وتفتح أمامهم كل مجالات المحسوبية ليرتفع سعر الشهادة استناداً على مدى نفوذ متابعها، وهو السرّ الذي يجعل البعض القليل من غير الإخوان يحظى بحمل شهادة عليا في موطنه....ويضيّق التنظيم الإخواني أمام حملة الدراسات العليا من غير منسوبيه فرص العمل والنجاح، ويسعى لمفاضلتهم بجعل الفئات الأدنى تعليماً تعيش في حال حياتية أفضل، ما يصرف نظر غير الإخوانيين عن إضاعة الوقت في تحضيرات الدراسات العليا المضنية....هذه صور قليلة من أساليب التنظيم الإخواني الضلالي المتأسلم في أخونة الدراسات العليا، وهو مخطط ماسوني يهدف السيطرة على كل مجتمعات الدنيا، وتطبيق تجارب منحرفة عليها..
ومع هذه الأيام المباركات (عيد الاضحى المبارك )، حاول تنظيم الظربان المتأسلمون الذي أوصدت في وجههم كل حيل الإستهداف، وخابت كل أسلحتهم التي دكّتها عزيمة ووعي الشعب المصرى الذين أثبتوا أن طيبتهم لاتعني أن يكونوا صيداً سهلاً لهؤلاء الظربان ، فالمعارك لم تعد معارك كم عددي من الجيوش كما فى الماضى ، ولكنها حكمة وحنكة واقتدار، فشتان ما بين معنويات المعركة بين الطرفين، فالتنظيم المتأسلم الظربانى دخلها بمعنويات الخائف الخائن الغادر، فاللص مهما كانت قوته الجسمانية تظل قوته المعنوية مضطربة خائرة ضعيفة الإيمان بالهدف، أما ثوار مصر الاحرار وكتابها الاطهار ، فدخلوها بمعنويات أن تكون مصرأو لا تكون، إنها معنويات من يذود عن أرضه وعرضه ووطنه ومجتمعه وخصوصيته ومكتسباته، وهي بالنسبة له معركة بقاء لا تقبل المواقف الضبابية ولا القسمة على أكثر من واحد....
ومع يأس التنظيم الظربانى الاخوانى المتأسلم أمام صلابة موقف الشعب المصرى ، وإفلاسه من كل الأسلحة، رأى أن ينتهج نهجاً آخر حاول أن يلعب خلاله دور الضعيف الذي يستحق التعاطف...لذلك بدأ الجيش الإلكتروني الظربانى المنهار نفسياً، تنفيذ تعليمات المرشد على ساحات التويتروفيسبوك ، فعلت أصوات نداءاته لجنوده الهاربين من جحيم المعارك مع اصحاب الافكار ، وأولئك الذين ضعف إيمانهم بأيدلوجية التنظيم الإخواني المنحرفة فهجروا التويتروالفيسبوك ، وانطلقت النداءات اليائسة لمجندي الجيش الإلكتروني الظربانى الإخواني في كل مكان بالتبليغ الفوري ودخول المعركة!!!...الإستجابة الضعيفة من فلول الجيش الإلكتروني الإخواني الهارب بالعودة لساحات التويتر، أربكت حسابات التنظيم الذي قرر المواجهة بالعدد الموجود، ولكن بمبدأ السلامة، فقد قام فجأة ودون أدنى مقدمات أو أسباب واضحة بتغيير لهجته بدرجة كاملة، فالشتم والقذف والإستهداف والتشهير بالخصوم وبالدولة ومجتمعها ، تحوّلت فجأة، وبقدرة قادر إلى أسلوب إستعطافي ماكر وخاضع ذليل لا يخلو من الإغراض!!..ولكن الطبع سرعان ما يغلب على التطبّع (وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ)، هو مكرهم في تأسيس التنظيم السري والجناح العسكري، الذي حاق سوءاً بهم، فلم يستوعبوا الدرس وجاءوا مرة أخرى يمكرون .. ولكنهم إنكشفوا بسبب الاستدعاء العاجل للجنود الهاربين، والذين لبّى بعضهم النداءات المتكررة وعاد في وقت حرج لم يعطي قادة الجيش الإلكتروني فسحة من الوقت لشرح تنظيمهم الضلالي المتملّق و توجّه الجيش الإلكتروني الظربانى الإخواني لتطمينهم ومحاولة تصبيرهم ورفع روحهم المعنوية.... حمدى السعيد سالم
#حمدى_السعيد_سالم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أنت متحرش ... اذا أنت حيوان
-
هل تنتبه القوى السياسية المصرية لما يجري على حدودنا؟
-
الدستور باطل وغير شرعي ومصيره الحتمي السقوط
-
17سبب تجعلنى ارفض الدستور الجديد
-
مرسى والاخوان اوجعتهم الحقيقة
-
يسألونك عن الثورة( قل : الوطن او الموت)
-
الافعى الاخوانية تسعى لكى تنهار الدولة مدنيا وتقوى اخوانيا
-
روسيا وسوريا خير مثال على ان الطبيعة هى التى تحكم
-
ثقافة طبق الفول وحمير الاخوان
-
مريم المقدسة
-
صرخة فى وجه الحسبة
-
ائتلاف شباب الثورة ورقة التوت الاخيرة التى فضحت الجميع
-
لا حذاء للديمقراطية يامرشد الاخوان
-
عفوا نحن فى زمن جاهلية الاخوان
-
الماسة والاحجار
-
ما المانع اذا ايها القدر!!!!!
-
يامرسى اللى اختشوا ماتوا
-
ما احوج اقباط مصر لمناضل يخلصهم من ظلم الاضطهاد!!!
-
هل يستطيع الشعب السعودى الثورة على هذا النظام الموالى لاسرائ
...
-
احبك يا بحر الرقة والحنان
المزيد.....
-
برلمان كوريا الجنوبية يصوت على منع الرئيس من فرض الأحكام الع
...
-
إعلان الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. شاهد ما الذي يعنيه
...
-
ماسك يحذر من أكبر تهديد للبشرية
-
مسلحو المعارضة يتجولون داخل قصر رئاسي في حلب
-
العراق يحظر التحويلات المالية الخاصة بمشاهير تيك توك.. ما ال
...
-
اجتماع طارئ للجامعة العربية بطلب من سوريا
-
هاليفي يتحدث عما سيكتشفه حزب الله حال انسحاب انسحاب الجيش ال
...
-
ماسك يتوقع إفلاس الولايات المتحدة
-
مجلس سوريا الديمقراطية يحذر من مخاطر استغلال -داعش- للتصعيد
...
-
موتورولا تعلن عن هاتفها الجديد لشبكات 5G
المزيد.....
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
المزيد.....
|