أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - علي الهندي - أنا غلبان














المزيد.....

أنا غلبان


علي الهندي

الحوار المتمدن-العدد: 1130 - 2005 / 3 / 7 - 09:53
المحور: حقوق الانسان
    


سني .. شيعي .. كردي .. عربي .. مسلم .. مسيحي …إلخ من الكلمات الشبيهة بما فيها من محدِّدات معلنة ومخفية! عشت ثلاثين عاما من عمري في بغداد و منذ نعومة أظفاري وخلال مراحل دراستي الابتدائية ثم الثانوية فالجامعية وبعد إنهاء خدمتي العسكرية كنت قد كونت علاقات صداقة لا حصر لها واختلطت بمختلف فئات المجتمع العراقي من مثقفين و بسطاء، أغنياء ومتوسطي الحال و فقراء؛ كل ذلك من خلال عملي في محل لبيع المستلزمات المنزلية كنت امتلكه.. لم يردِّذ أحد تلك الكلمات ولم تتداولها فئة لم أسمع تلك الكلمات سوى مرات معدودة وفي مواضع محدودة قليلة كملء استمارة قبول أو ما شابه ذلك.
حتى خرجت من العراق قاصداً إحدى الدول المانحة للجوء، ليس كوني حزبيا معارضا أو ناشطا سياسيا، غير أنى وصلت إلى قناعة بعدم قدرتي على العيش أو التعايش مع النظام السابق فخرجت. وفي المقابلة التي تمت معي عند طلبي اللجوء؛ سألني المحقق كثيرا من الأسئلة وكرّر علي السؤال أكثر من ثلاث مرات أنت كــ [شيعي] هل تعرضت للاضطهاد من قبل النظام؟ فأجبته أكثر من مرة فيما يخص وضعي الفردي الخاص .. كلا! لم أعرف حينها سبب التركيز على هذا السؤال.
غير أني وبعد مرور فترة ليست طويلة وبعد سؤال [ذوي الخبرة] في هذا المجال عرفت بأن جوابي هذا كان غلطة العمر وترتب عليه عدم منحي الإقامة لحد الان! و وُبـِّخت من قبل العديد من الأصدقاء حيث أنه كان يفترض بي أن أجيب بنعم. وكان عليَّ أنْ أخترع مغامرة من مغامرات ساسوكي ضد النظام! فقلت لهم اعذروني فأنا قليل خبرة وهو طلب مني الكلام عن نفسي وليس عن شيعة العراق ولو كان فعل لأخبرته [عن كثير من الآلام والجرائم].
اتضح لي بعدها أن الأخوان و بالطبع لا أقصد الكل وإنما عدد من طالبي اللجوء ومن أجل الحصول على حق اللجوء كانوا قد أبدعوا كل على هواه.. فكردي [فرد] على سبيل المثال مضطهد من قبل العربي [عامة]؟! و مسيحي [فرد] وغيره من معتنقي الأديان مضطهد من قبل المسلم [عامة]؟! والشيعي من قبل النظام السني؟! وهكذا ألـَّف هذا النفر روايات ما أنزل الله بها من سلطان بشأن تلك التقسيمات الدينية والطائفية والقومية، متناسين أن النظام السابق لم يكن عادلا إلا في ظلمه لشعبه بجميع أطيافه بما فيها السنّة الذين حُسِب عليهم هذا المجرم الطاغية السبب في مصائب البلاد والعباد.
والمصيبة الكبرى أن أغلبهم صدق الكذبة التي كذبها وبداْ يبني جلّ أفكاره باتجاه تنمية هذه النزعات الطائفية والعرقية لا بل الانظمام ضمن أحزاب وتجمعات تدعم هذا الاتجاه، والمعلن معارضة النظام، هذا هو الوضع قبل سقوط النظام في معظم الدول التي التجأ إليها العراقيون خلال فترة حكمه البغيض فماذا حصل بُعيد سقوطه ؟
انتقلت هذه الأحزاب والتجمعات والائتلافات التي ساعد الأمريكان في تكوينها لغاية في نفس يعقوب إلى الساحة العراقية، أي إلأى داخل الوطن حيث كانت تلك الساحة خالية إلا من بعض الأفكار المريضة التي زرعها النظام السابق في عقول [البعض] من أخوتنا السنة بأن الشيعة سوف يذبحونهم إذا سقط الصنم وأن وجودهم مرتبط به. وبدأنا بعد السقوط نسمع هذه المصطلحات ألف مرة يوميا على كل القنوات الفضائية وأجهزة الإعلام المسموع والمقروء داخل العراق وخارجه لا بل أضيف إليها مصطلحات أخرى كالمحاصصة والأغلبية والأقلية وغيرها من الكلمات الغريبة على الشعب العراقي .
وكانت الإدارة الأمريكية التي توقعت نشوب حرب أهلية بمجرد سقوط النظام وحل الجيش العراقي الذي كان غلطة (كما تدعي) وكما صوّر لها بعض أقطاب المعارضة قد فوجئت بأن شيئا من ذلك لم يحصل وأن الشعب العراقي أبعد ما يكون عن الطائفية والعرقية وهنا بدأت على الفور الخطة البديلة بزرع هذه الفرقة بين أبناء الشعب!
فظهر لدينا المثلث السني ومن ثم التيار الصدري والجهاد في بلاد الرافدين وغيرها من المسميات. ولقد ساعد الأمريكان في زرع هذه الفرقة كل دول (الجوار) إذا جاز التعبير حيث أن كلمة جار لا تنطبق عليهم لا بل دول إقليمية وغيرها من دول العالم صار لها أدوارها وأصابعها السلبية ممتدة في بلادنا. ولا ننسى هنا دور القنوات الفضائية و أخص بالذكر منها قناة الجزيرة ودورها المشهود في تاجيج الفتنة الطائفية وهنا تذكرت المقولة الشهيرة للفنان عادل إمام في مسرحية شاهد ما شافش حاجة... تعبيرا عن لسان حال شعبنا العراقي وكل فئاته العريضة ومكوّناته القومية والدينية والمذهبية وهو يقول: "كلكو علية ليه؟ د أنا غلبان".



#علي_الهندي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- ماذا يعني أمر اعتقال نتنياهو وجالانت ومن المخاطبون بالتنفيذ ...
- أول تعليق من أمريكا على إصدار مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغال ...
- الحكومة العراقية: إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتق ...
- العفو الدولية: نتنياهو بات ملاحقا رسميا بعد مذكرة المحكمة ال ...
- البيت الابيض يعلن رسميا رفضه قرار الجنائية الدولية باعتقال ن ...
- اعلام غربي: قرار اعتقال نتنياهو وغالانت زلزال عالمي!
- البيت الأبيض للحرة: نرفض بشكل قاطع أوامر اعتقال نتانياهو وغا ...
- جوزيب بوريل يعلق على قرار المحكمة الجنائية الدولية بحق نتنيا ...
- عاجل| الجيش الإسرائيلي يتحدث عن مخاوف جدية من أوامر اعتقال س ...
- حماس عن مذكرتي اعتقال نتنياهو وغالانت: سابقة تاريخية مهمة


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - علي الهندي - أنا غلبان