أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خضر محجز - الحج في بلاد الجبارين














المزيد.....

الحج في بلاد الجبارين


خضر محجز

الحوار المتمدن-العدد: 3894 - 2012 / 10 / 28 - 09:14
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في بلادنا يمكن القول ـ بكل موضوعية ـ بأن لكل حاج أجره مضاعفاً. لا جرم، فهذا شعب الجبارين. فلأنه شعب الجبارين فعلاً، فإن حجة الحاج منهم بحجتين. لا سبب ثمة لذلك سوى أنك من شعب الجبارين. لا توجد هنا خدعة ولا أي شيء من هذا القبيل. وحتى لعبة "جلا جلا" لا يلعبها المتحكمون في شؤون الحج في بلاد شعب الجبارين، لأن لعبة "جلا جلا" حرام بالإجماع. الأمر ببساطة أنك محاصر بالمتحكمين الذين يرسلون أزلامهم كل عام للحج على نفقتك على شكل مرشدين من شباب الحزب الحاكم، لا يحجون على حسابك فحسب، بل ينالون أجرة ـ من ميزانية الحج التي يدفعها الحجاج ـ لهروبهم من مهمة لم يحسنوها أصلاً، ولم يرسلهم حزبهم لها في الحقيقة...
في بلاد الجبارين ـ وعلى يد سلطة دينية تقول بأن السرقة حرام ـ ارتفعت كلفة الحج أربعة أضعاف ثمنها، عما كانت عليه في زمن "الاحتلال الصهيوني العنصري البغيض".. الاحتلال الصهيوني كان كلباً وابن كلب، أما هؤلاء فكيف يمكن أن نصفهم، وهم بلحى طويلة، ويخطبون على المنابر فيدعوننا إلى الزهد، ثم يركبون سيارات مسروقة من أموال المساعدات، التي قدمتها الدول لشعب الجبارين، فيما لم يعودوا يخجلون من مظهرهم القميء هذا؟!.
ربما يتصدى لي أحد أحلاسهم المنتفعين، فيقول بأن تكلفة الحج ارتفعت!.
لكنني سأقول بأنها لم ترتفع ثلاثة أضعاف.. ربما ارتفعت خمسين بالمائة.. لقد كنا نحج في زمن "الاحتلال الصهيوني العنصري البغيض" بستمائة دينار. فدعنا نقل أنه أصبحت الآن تسعمائة. لكنها الآن أكثر من ألفي دينار، بخدمات شديدة البخل.
إن هذا الجيش اللجب من المحسوبين والأزلام والمنافقين، الذين يحجون على نفقة الحاكم، إنما هو في الحقيقة يحج على نفقتنا نحن.
إن هذا الجيش العرمرم من شبان حديثي السن انتظموا في الحزب الحاكم، يشتغلون مرشدين، إنما يحج وينفق ويحصل على مكافآت على حسابنا نحن.
إن هذه القرعة الملعونة، المنحازة إلى أعضاء المجلس التشريعي والوزراء وأزلام الوزراء، الذي يحجون كل عام ويحصلون على بدلات سفر؛ إنما تتيح لمن لا يملك أن يعطي لمن لا يستحق، أن يحج على حساب الشيوخ والنساء الذين انقضى عمرهم دون أن تتيح لهم القرعة أن يحجوا. فلعنة الله على تلك القرعة ولعنة الله على مجريها ومرسيها وضاغط زرها.
إن هذه المنح التي يقدمها الحاكم لأزلامه ـ ويقول إنها على حسابه ـ إنما هي كذبة كبرى، فالحاكم في بلادنا لاجئ مقطوع مثلي، ولا ميراث له ولا طريف، وإنما هو يستغل منصبه ليسرق أموال الحجاج، ويمنحها لأناس لا يستحقون أن يُسلكوا في سجل البشر منذ الأصل.
سؤال أخير أوجهه لشعب الجبارين:
من منكم رأى أن شيئاً من سيارات المساعدات أو أموال المساعدات ـ التي تأتي بها القوافل "الصديقة" ـ قد وصل إلى أحد من خارج الحزب الحاكم المليء بمتدينين متكرشين، استعاضوا عن الجلابيات بالبدلات من كريستيان ديور، وعن العطور الصدئة القديمة بعطور مستوردة خصيصاً من باريس؟!.
كيف أمكن لمتدين كان يعظنا في الماضي بعمر، ثم صار يعظنا الآن بالحجاج، أن يتزوج كل هذا العدد من النساء، وأن يبني كل هذا العدد من القصور!.. فمن أين له ذلك إلا من أموال المساعدات التي جاءت لشعب الجبارين؟!.
ألم أقل لكم إنكم بالفعل شعب الجبارين؟
ودليلي على ذلك أن أحداً منهم لن يكلف نفسه بتقديم كشف حساب يقول ـ على طريقة عمر ـ من أين لك هذا؟
إن كل حاج يحج على نفقة الحاكم إنما يحج بمال حرام، مسلوب بطريقة حرام. فلا قبل الله منه حجاً، ولا غفر له ذنباً، ولا أماته إلا على دين المنافقين.
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم. ويصلون عليكم وتصلون عليهم. وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم". أخرجه مسلم.
اللهم هل بلغت
اللهم فاشهد



#خضر_محجز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول الغزاوي والضفاوي في مقالة الدكتور ناصر اللحام
- أسطورة الأدب الرفيع* للدكتور علي الوردي: عرض ومناقشة
- في بطلان طاعة الحاكم المتغلب
- زوووم 6
- الأيديولوجيا كوعي زائف
- التابو
- نظرات في كتاب حاج حمد (إبستمولوجيا المعرفة الكونية)
- زوووم 5
- صديقي محمد فكري الجزار
- ثأر القبيلة: الأسباب الحقيقية لاحتجاز الدكتور محمد الجزار في ...
- تعليقاً على اعتقال الدكتور محمد الجزار: عندما تتحول الجامعات ...
- كتاب مفتوح إلى المحكمة الدولية لمحاكمة مجرمي الحرب
- زوووم 4
- رسائل قصيرة جداً تعرف عناوينها
- مخلوقات تحسن استخراء الشيطان
- استنوق الجمل: لا يشرفني أن يوضع اسمي في قائمة تدعم الطغيان
- صورة أمين عام اتحاد الكتاب والأدباء الفلسطينيين
- الحرب على غزة: الأيديولوجيا و خيارات الواقع
- زوووم 3
- جماليات الثورة المصرية من منظور فلسطيني


المزيد.....




- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...
- إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش ...
- مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -ديشون- بصلية صار ...
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- أسعد أولادك…. تردد قناة طيور الجنة التحديث الجديد 2025 على ج ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خضر محجز - الحج في بلاد الجبارين