|
الأمير السعودي الأمازيغي الأصل
علي جديد
الحوار المتمدن-العدد: 3894 - 2012 / 10 / 28 - 02:33
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
ليس في هذا العنوان مبالغة أو إثارة فضول القراء ولا تجريحا لإنسان مهما على شأنه بل هو ما يشعر به الأمازيغ عند سماعهم لقول الأمير السعودي الذي يجادل بيل غيتس في الأمازيغية و يشتكي إلى الله وهو يعرف أن الله يعلم ما يسر و ما يعلن و لكن أكثر المسلمين لا يعلمون.. فقد أشهد الأمير العالم أجمع على عنصريته و سطحية ثقافته و على تبنيه لعقلية التعصب الما قبل إسلامية لتدبير الاختلاف و قدرته على فعل الشر استنادا على ما قاله الكاتب الأمريكي الكبير مارك توين "معرفة الإنسان للخير و الشر تجعله أرقى المخلوقات و قدرته على فعل الشر تجعله أدنى المخلوقات"..
للوصول إلى السلطة بعض الساسة الأمازيغ العلمانيون منهم و الإسلاميون –منهم الشيخ ياسين- ينشئون لأنفسهم شجرة عائلية طويلة توصلهم إلى أحد أجدادهم الذي عاش حسب زعمهم في أصقاع الجزيرة العربية مند 14 قرنا.. إن كان هؤلاء قد اعترفوا بهذا التداخل من الاتجاهين فما الذي يمنعهم عن عدم اعتبار الأمير السعودي الذي أساء إلى الأمازيغية من أصول أمازيغية حيث أن التاريخ يحدثنا أن مئات الآلاف من البربريات أخدن من بلاد البربر و أرسلن إلى القادة و الأمراء في الجزيرة العربية و قد يكون أكثرهن قد تزوجن من داخل القصور خاصة أن العادات الجاهلية المتبعة أنداك تسمح بتعدد الزوجات وفيها التفاف حول النص القرآني وقد أوضحه الباحث أحمد عصيد في كتابه "الأمازيغية في خطاب الإسلام السياسي" (ص35) حين أورد أنه "في الزواج لم يكن ممكنا الاكتفاء بأربع نساء و لهدا كان الرجل يتزوج بنساء لا حصر لهن بالتناوب فكان يطلق كبرى النساء الأربعة ليتزوج بدلها رابعة صغرى وقد يصبح الرجل شيخا في الثمانين دون أن يتوقف عن هده اللعبة "الجاهلية" والتي أصبحت تتم في إطار حكم شرعي إسلامي طبعا".. وتهجمه على الأمازيغية ليس نابعا من كونه عربيا بالضرورة فالكثير من الأمازيغ الأقحاح يغرسون فيها سكاكينهم طمعا في "وسخ الدنيا" كما يقول المغاربة الناطقين بالدارجة (العامية المغربية)..وقد يكون أجداده الأولون أبناء "البربرية المخطوفة" قد تعربوا واختلطت الماء بفضل زواج عرب الشرق بالامازيغيات الوافدات كما اختلطت دماء اختلطت بفضل زواج العرب الوافدين إلى شمال إفريقيا بنساء أمازيغيات لأن العرب جاءوا بدون نساء كما يقول ابن خلدون..
لا شك أن شغف الأمير بلغة العرب و تشبته بثقافتهم و إخلاصه للعصبية الأموية و عدم خوفه على فقدان مركزه و عدم خوفه من ردة فعل قوية من الأمازيغ دفعته حسد الأمازيغية أن تطل على العالم عبر ويندوز 8 .. لقد كان هذا التصرف المخز أقل ما يمكن لمشرقي أن يقوم به نحو لغة بلد جعل رئيس وزراءه العروبي و الخوانجي إبادتها على رأس أولويات حكومته الملتحية وقد وثقت الحادثة في فيلم مسيء للأمازيغ بتواطؤ ضمني من عربان الشرق وببغوات المغرب.. ولكن لأن اللغة و الشعب الذين أسيء إليهما لا يربطهما بالعرب و لغتهم إلا الخير و الإحسان فلا أحد تكلم في الإعلام باسم الإسلام للتحريض ضد صاحب الفيلم رغم كونه –عكس الفيلم المسيء للإسلام" معروف بطله و مخرجه و كل الكومبارس المشارك في الجريمة..كما لم تسجل أية ردود فعل كيفما كانت في اتجاه السفارات العربية احتجاجا على إساءة الأمير السعودي العربي للغة طارق بن زياد الرجل "الأمازيغي" الذي لولاه ما وضع العرب قدما في الأندلس.. لتسجل القضية ضد مجهول اعتدى على مجهول و طوي الملف.. الأمير عروبي و الوزير إسلامي و بعثي و رئيس وزراء بلد أغلبيته الساحقة ليسوا عربا بل لن تجد فيه شخصين مهما كانت قرابتهما يتكلمان "العربية الفصحى" تلقائيا ك "لغة أم" وأتحدى كل العرب حتى في المشرق "العربي".. فماذا سيكون موقف الأمير السعودي العربي حيال الاحتجاجات في بعض المناطق في الشرق "العربي" المطالبة بحقوق لغتهم "الآرامية" لغة السيد المسيح.. هل سيرسل إليهم "درع الجزيرة" قبل أن يطالبوا من العرب أن يردوا إليهم حروف الهجاء التي تكتب بها العربية لأنها في الأصل حروفا آرامية استغلها العرب واعتبروها حروفا عربية كما يفعلوا مع كل شيء يضعون عليه أيديهم..
كان هذا حال أجدادهم أما الأحفاد فقصتهم قصة أخرى.. فبعدما أخرجت أرض الجزيرة ما بباطنها من دهب اسود و تقاطرت عليهم ملايير الدولارات من جيوب الفقراء العجم باسم الحج.. فقراء تعددت أسباب مجيئهم من كل فج عميق.. فمنهم من جاء طلبا لبضاعة يسترزق بها و منهم من جاء للبقاء لعله يحظى بفرصة العمل كعبد و ضيع في بلاد لا تخلوا ممن هم أشد منهم فقرا ومنهم من يغريه حمل لقب "الحاج" الذي قالت عنه "قناة العربية" العربية في نشرة "يوم عرفة" أنه "أكثر لقب منتشر في العالم".. هكذا تم إفراغ هذا الدين الحنيف من كل ما جاء به من فضائل احترام الآخر و التسامح و الإيثار.. هده النسخة المعدلة و التي تلقى مساندة إعلامية لا تتوقف هي التي تشبع بها الأمير الذي عارض انتشار الأمازيغية عبر الويندوز 8 و استعد لدفع مال قارون ليتراجع القيمون على مايكوسفت عن القرار الإنساني و الشجاع مما أظهرهم ملايين المرات أفضل من مسلم لم يسلم الناس من لسانه.. و اظهر صناع القرار في هذه الشركة العالمية تقديسهم للعلم و الضمير المهني.. وقد لقنت الأمير درسا في سمو الأخلاق و الأدب نتمنى أن يعمل به في الآتي من الأيام و لا ينساه كما نسي قول الشاعر "كن ابن من شئت واكتسب أدبا // يغنيك محموده عن النسب".. نسيه في ضوضاء رنين الدراهم حتى ظن أن دقات قلب الأمير قائلة له// أن الحياة دراهم و قروش" و أن من يملكها يملك رقاب الناس ناسيا أنه لا يمكن للأمير أن يستعبد من البشر إلا المدمنون على العبودية والذين أعمت القومية العربية أبصارهم و أعمت الوهابية بصيرتهم..
وقد عبر عن دلك بإتقان "عراقي شيركو" وهو كاتب ألماني من أصل كردي حين قال "هويتي مختلطة أنا أرى نفسي كاتبا "ألمانيا". و لكني أقف على مسافة من سائر الثقافات. أبي من الأكراد.. أنا أستخدم خلفية الأكراد في كتابتي. أنا مولود في شرق ألمانيا.. وهو مكان رمادي اللون و بلا طعم.. و لا أرى الألوان و لا أشم الروائح إلا حين أذهب للعراق".. كما يتجاهل الأمير كون بيل غيتس و أبناء عمومته هم الذين جعلوا أمريكا تختزل العالم بأسره.. وهم الذين عندهم مفاتيح الجنة و النار (حسب مفهومهما عند الأمير) بتحكمهم في كل "ريال" في ملكية دول العرب و العجم على حد سواء و بإمكانهم تغيير وجهته وما عليهم إذ ا أرادوا ذلك إلا أن يقولوا له "غير فيغير".. "الأمير" لقب عظيم وشريف لا يليق بحامله التفوه بالتفاهات و عليه أن يكون بمثابة "أخ و ابن أخ كريم" وبالنظر إلى الخدمات الجليلة التي قدمها بها "بيل غيتس" طوال حياته و اكتسابه لثروته بعرق جبينه و لشهرته بدكاءه الخارق و تواضعه الكبير وتغييره للظروف الاقتصادية و المعرفية و الاجتماعية لسكان الأرض جميعا قد يكون في نظر الملايير من الناس حول العالم (إلا القوميين و الوهابيين العرب) أحق بلق شريف كلقب "الأمير" من بعض من يحمله و يستغله في وضع العراقيل أمام حدوث أي تحسن في تلك الظروف لأن بقاء الوضع على ما هو عليه هو في مصلحة المستبدين وهو واحد منهم..
فاستعمال المال من طرف أمراء الكعبة لهذه الأغراض الدنيئة قد تجعل التاريخ يعيد نفسه وذلك بدفع المسلمين إلى الامتناع عن أداء فريضة الحج احتجاجا على استئثار العرب عامة و السعوديين بالخصوص بمداخيل الحج و البترول و التي تذهب إلى تمويل الجماعات الإرهابية و فضائيات الميوعة و الليالي الحمراء للخليجيين و مشاريع تعريب الشعوب المسلمة بإنشاء جمعيات المحافظة على اللغة العربية و معارضة بيل غيتس في سعيه لتطوير اللغة الأمازيغية.. فالجميع يعلم أن ما اصطلح عليه حروب "الردة" لم تكن بسبب تعطيل العديد من القبائل احد أركان الإسلام الخمسة وهو الزكاة بل لان تلك القبائل العربية المسلمة امتنعت عن دفع الزكاة لأبي بكر لأنهم اعتبروا دلك ابتزازا من قريش لهم باسم الدين و الخلافة ورأوا أن الزكاة كانت للرسول في شخصه من قبل..
"(الزعيم) أو نحرق البلد" شعار الأمويين الخالد لم نقرأه بهذا الوضوح في أمهات كتب التاريخ الإسلامي بل نشاهده يوميا مند ثورات الشعوب ضد الظلم الأموي غير مسجل و بلا رتوش بل بالمباشر و بالألوان عبر اليوتوب و فيسبوك بيل غيتس.. وكان العالم سيحرم من مشاهدة ظلم الأمويين الجدد لو وافق بيل غيتس و زوكربرغ على بيع الفيسبوك لأمراء الخليج بثمن فاق الخيال في غرابته عند اندلاع ثورة مصر مخافة انتقالها عبر الفيسبوك إلى معاقلهم لكن بيل غيتس إنسان نزيه و ليس كمعظم العرب و خاصة المؤرخون منهم و المثقفون وأصحاب السلطة و للمال..
"شعار الأسد أو نحرق البلد" هو الشعار نفسه الذي رفعه كل حكام الدولة الأموية في معاركهم للوصول إلى السلطة و البقاء فيها و لو على جماجم الخلفاء الراشدين و ذريتهم مما يجبرنا أخلاقيا و أدبيا أن نندر الأمير السعودي أن يأخذ العبرة من المصير المخزي لكل من يحمل أفكار الأمويين و البعثيين الإجرامية و نذكره بما أورده العلامة عبد الحميد كشك عن الأمير "العادل" عمر ابن عبد العزيز :" لما حضرت عمر بن عبد العزيز الوفاة قال لرجاء ابن حيوة - وقد كان رجلا صالحا من جلساء عمر بن عبد العزيز- قال له :"يا رجاء إذا أنت دفنتني فانتظر قليلا حتى ترى وجهي أهو إلى القبلة أم تحول عنها˛ فقد دفنت كثيرا من خلفاء بني أمية ووجهتهم إلى القبلة وبعد قليل رأيت وجوههم تحولت عن القبلة.. من الظلم"..
ألم ينظر الأمير السعودي و حواريوه العروبيون والوهابيون ببلادنا إلى الفريق العربي في الأمم المتحدة كيف كانت عاقبة غلاة بعثييه الظالمين.. انظر إلى صدام كيف شنق و إلى القذافي كيف أهينت كرامته قبل إعدامه و إلى مبارك كيف أصبح أضحوكة الجماهير و إلى بنعلي كيف هرب كاللص و إلى البشير كيف يختبئ كالجرد و إلى الأسد كيف ترتعد أوصاله أمام الكاميرات وانظر إلى الذين ظلمهم البعثيون كيف أصبحوا أعزة بعد أن رفع عنهم (روبن هود) بيل غيتس الظلم و جعل حياة البشرية جمعا أسهل مما كانت عليه حتى في زمن الأنبياء..
#علي_جديد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أبعدوا -عمر- عن شر أعمالكم يا عرب!!
-
عقولهم في فروجهن
-
العرب: شعوب أم قطعان أغنام!!!
-
رسالة إلى الإسلامي رئيس وزراء المغرب
-
عورة الأعراب في الأولمبياد
-
تحرير الله
-
خير أمة .. بالسلوك لا بالمعتقد
-
الساكت عن الحق بنكيران أخرص
-
أصابت الأمازيغية و أخطأ بنكيران ~
-
رسالة إلى صديق إسرائيلي
-
-القذافي-،-مبارك-– أسماء العرب الحسنى
-
ألا بذكر الديمقراطية تطمئن القلوب؟!
-
سقوط الصنم العربي
-
هل كان ”عبد الله الفوا“ رسولا ؟ا
-
الجابري – الأمازيغي المغرر به
-
أكاديب العرب الحقيقية
-
من قطاع الطريق إلى قطاع التاريخ
-
حمى المطالبة بالإنفصال في الوطن العربي
-
وصايا طارق بن زياد -العروبي-
-
الأمازيغ: -حواريو النبي محمد (ص)-
المزيد.....
-
وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور
...
-
بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
-
” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس
...
-
قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل
...
-
نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب
...
-
اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو
...
-
الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
-
صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
-
بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021
...
-
كاتدرائية نوتردام في باريس: هل تستعيد زخم السياح بعد انتهاء
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|