|
رسالة الحرية: إهداء إلى كل المعتقلين السياسيين وعلى رأسهم معتقلي الريف
فكري الأزراق
الحوار المتمدن-العدد: 3893 - 2012 / 10 / 27 - 14:28
المحور:
حملات سياسية , حملات للدفاع عن حقوق الانسان والحرية لمعتقلي الرأي والضمير
رسالة الحرية: إهداء إلى كل المعتقلين السياسيين وعلى رأسهم معتقلي الريف فكري الأزراق [email protected] ....الحيوانات لا تقع في الأسر ولا تستسلم حين اقتناصها إلا بعد استنفاذها لشتى طرق المقاومة، بكل ما تملك، معلنة بذلك إعزازها لما تفقده، بل إن قبولها العيش والبقاء يكون بغاية رثاء ما خسرته من حرية وليس التنعم بالعبودية. وفي المقابل نجد الإنسان لا يبدل أي قوة للرغبة في الحرية التي يفقدها.... –من المقال-. في الوقت الذي يحتفل فيه عموم الشعب، (الغاشي) الذي لا هم له سوى الطعام والشراب، بنحر أضاحي العيد، يقبع الكثير من مناضلي الريف الأحرار في سجون العار، لا لشيء إلا لأنهم وحدوا صوتهم ضد "الحكرة والتهميش والاستبداد، وكل الممارسات الدنيئة لدولة المخزن الملكي"، ومن أجل "الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية"، ليكون جزائهم هو "سلب حريتهم" من طرف الطغاة الذين لا يملكون من القوة إلا ما أعطاهم الشعب –حسب صاحب رسالة العبودية المختارة "إتيين دي لابواسييه" Etienne de la boissière (1530- 1563)-، وبالتالي تفقد الطقوس الاحتفالية بالمناسبات الدينية (كاحتفال اليوم 26 أكتوبر/ عيد الأضحى) مصداقيتها وبعدها الدلالي من كل الجوانب، اعتبارا للعبودية التي يعيش فيها، ويفرح لها المحتفلون بمثل هذه المناسبات. إنهم مجموعات بشرية محكوم عليها بالعيش بالتنقل من ظلمة الرحم إلى ظلمة الدير ومن ظلمة الدير إلى ظلمة القبر دون أن تنعم ولو بقليل من السعادة؟ وأي سعادة؟ إنها سعادة الحرية، حرية الاختيار وحرية العيش دون إكراهات الضوابط المُجتمعية التقليدانية التي تفرض على الإنسان أن يكون مشابها للآخرين في كل شيء. ضوابط لها جذور عميقة في البنية المجتمعية في هذا الريف، تجعل الخروج عنها بمثابة جريمة لا تُغتفر في حق الوطن والدين والتقاليد والعادات. ولنا أن نتساءل مع صاحب رسالة العبودية المختارة Etienne de la boissière، حول أسباب سقوط كل هذه المجموعات البشرية في قبضة العبودية، "فما هذا يا ربي؟ كيف نسمي ذلك؟ أي رذيلة تعيسة أن نرى عدداً لا حصر لهم من الناس يحتملون السلب والنهب وضروب القسوة لا من عسكر أجنبي بل من واحد لا هو بهرقل ولا شمشون. إن لكل رذيلة حدا تأبى طبيعتها تجاوزه. فأي مسخ من مسوخ الرذيلة هذه لا يستحق حتى اسم الجبن ولا يجد كلمة تكفي قبحه، والذي تنكر الطبيعة صنعه، وتأبى اللغة تسميته؟" إن محاولة صاحب رسالة "العبودية المختارة" فهم جذور الطغيان والاستبداد واستنفار النفوس للهرولة نحو الحرية، هي التي أعطت للرسالة ميزة الاستمرارية في الزمن المتغير، وذات راهنية للتعاطي مع إشكالية العلاقة بين الاستغلال والسيادة، خاصة وأن الرسالة تواجه سؤال: هل استغلال الإنسان للإنسان هو أساس السيادة؟ أم أن للسيادة جذورا أخرى ما كان للاستغلال ليستتبب بغيرها في صورة الدولة؟ إن المجموعات البشرية التي ظلت عن قناعة راسخة تترك قيودها تكبلها، هي التي تشكل الأرضية الخصبة لاستمرارية العبودية، كما هو الشأن بالنسبة لمجموعتنا البشرية التي لا زالت مقتنعة بضرورة الخضوع لضوابط اجتماعية موغلة في التقليدانية والسذاجة الفكرية، عنوانها الأساس "الطاعة" لـــ "أولياء الأمر" في مجال العقيدة كما في مجال السياسة، عملا بالنص الديني الداعي إلى ضرورة الطاعة (ياأيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم [ النساء : 59 ])، فطاعة أولي الأمر منكم تعني في هذا السياق طاعة "الطاغية" الذي يقدم نفسه بمثابة ظل الله في الأرض بهدف الحفاظ على السلطان والصولجان. إن هذه المجموعات البشرية تعتبر داعمة للاستبداد، بل رافعة أساسية له ما دام الخلاص مرهونا بالكف عن الخدمة، "فكيف أمكن هذا العدد من الناس أن يتحملوا أحيانا طاغية لا يمتلك من السلطان إلا ما أعطوه، ولا على القدرة من الأذى إلا بقدر احتمالهم الأذى منه، ولا كان يستطيع إنزال الشر بهم لولا إيثارهم الصبر عليه بدل مواجهته" يقول الشاب الفرنسي الثائر la boissière، الذي يعقد مقارنة رائعة بين الحيوان والإنسان وعلاقتهم بالعبودية، فالكثير من الحيوانات حسب صاحب رسالة "العبودية المختارة" لا تقع في الأسر ولا تستسلم حين اقتناصها إلا بعد استنفاذها لشتى طرق المقاومة، بكل ما تملك، معلنة بذلك إعزازها لما تفقده، بل إن قبولها العيش والبقاء يكون بغاية رثاء ما خسرته من حرية وليس التنعم بالعبودية. وفي المقابل نجد الإنسان لا يبدل أي قوة للرغبة في الحرية التي يفقدها، "ذلك الخير الأعظم الذي إن ضاع ما يلبث أن تتبعه النواكب التي تفسد طعم وجمالية ما تبقى للإنسان. إن بقي هناك شيء أصلا" (محمد طيفوري، محاولة لفهم إرادة العبودية، وجهة نظر، العدد 51، شتاء 2012، ص 61). تتعدد الأسباب التي تكون وراء انسياق الإنسان إلى العبودية، وتختلف وتتباين، وتكون النتيجة واحدة، وهي العيش تحت العبودية، فإما أن يكون مكرها أو مخدوعا دون إغفال العادة التي تُعد أولى أسباب العبودية، والغريب في كل الحالات هي لعبة النسيان التي يمارسها الإنسان بعد سقوطه ضحية للعبودية، ليخفف عن نفسه الآلام الناتجة عن فقدان الحرية. وأساس وسر دوام الاستعباد والإستبداد يعود إلى تعويد الناس على أن يدينوا للطغاة لا بالطاعة والعبودية فحسب، بل بالإخلاص أيضا، إذ لا قوة الجيش ولا عدة العتاد هم من يحمون الطغاة، بقدر ما تحميهم "قلة لا تتجاوز رؤوس الأصابع من الأفراد أو الحاشية هم من يبقون الطاغية في مكانه، ويضمنون له الاستمرارية، لأن هذا الرهط من الرجال من الرجال ينتفع في كنف كل واحد منه مئات، إن لم تكن آلاف التابعين له في مناصب الحكم في الدولة في سلسلة أتباع ما أطولها". ويحدد Etienne de la boissière ثلاثة أنواع من الطغاة، قائلا: "هناك ثلاثة أصناف من الطغاة: البعض يمتلك الحكم عن طريق انتخاب الشعب، والبعض الآخر بقوة السلاح، والبعض الثالث بالوراثة المحصورة في سلالتهم" بيد أن هذا التصنيف لا يغير من الواقع شيئا، فكلهم يسعون إلى تثبيت دعائم الاستبداد ومضاعفة الاستعباد وطرد جذور الحرية من أذهان الرعايا، لتكون بالتالي المحصلة متشابهة إن لم نقل متطابقة، "فمن انتخبهم الشعب ينظرون إلى هذا الأخير كثور هائج يجب تذليله، والغزاة يرون الشعب فريسة لهم، بينما يعاملة الوارثون كقطيع من العبيد يندرج ضمن باقي الممتلكات الطبيعية التي ورثوها".
#فكري_الأزراق (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المنظومة القضائية بالمغرب وازدواجية تطبيق النصوص القانونية
-
البعد المحلي في التحولات السياسية
-
التزود بالكهرباء بالمغرب أو الرحلة التي لا تنتهي
-
قراءة في المنظومة الإقتصادية -الريعية- لمغرب الملكية الإجتما
...
-
من أجل قوة ريفية ضاغطة
-
رسالة شكر وامتنان
-
دستور 2011 المغربي...ويستمر الحكم الفردي المطلق
-
إلى أين يسير الريف؟
-
كارثة حقيقية في دولة الأوراش الكبرى، المغرب.
-
الكائن المخزني بالمغرب وحريق العيون
-
الجمر والرصاص في مغرب الألفية الثالثة
-
حقوق الإنسان تغرق من جديد في ظلمات سنوات الرصاص
-
هل ستتبنى منظمة سيكوديل خيار الحكم الذاتي للريف بالمغرب؟
-
تكامل أو تنافر؟
-
هل ستدفع -أحداث العيون- الأمم المتحدة إلى فرض خيارات جديدة؟
-
من أجل نظام جهوي يتوافق وتطلعات الإنسان الريفي
-
خطة المخزن لاحتواء الملف أو مجرد صفقة تجارية بين رابطة الريف
...
-
الجهوية الموسعة : إصلاح الجهة أو أعادة البناء؟
-
احتفالات 1200 سنة : تكريس الهيمنة الفاسية وحرب بلا هوادة على
...
المزيد.....
-
آخر ضحايا فيضانات فالنسيا.. عاملٌ يلقى حتفه في انهيار سقف مد
...
-
الإمارات تعلن توقيف 3 مشتبه بهم بقتل حاخام إسرائيلي مولدافي
...
-
فضيحة التسريبات.. هل تطيح بنتنياهو؟
-
آثار الدمار في بتاح تكفا إثر هجمات صاروخية لـ-حزب الله-
-
حكومة مولدوفا تؤكد أنها ستناقش مع -غازبروم- مسألة إمداد بردن
...
-
مصر.. انهيار جبل صخري والبحث جار عن مفقودين
-
رئيس الوزراء الأردني يزور رجال الأمن المصابين في إطلاق النار
...
-
وسيلة جديدة لمكافحة الدرونات.. روسيا تقوم بتحديث منظومة مدفع
...
-
-أونروا-: إمدادات الغذاء التي تدخل غزة لا تلبي 6% من حاجة ال
...
-
رومانيا: رئيس الوزراء المؤيد لأوروبا يتصدر الدورة الأولى من
...
المزيد.....
-
حملة دولية للنشر والتعميم :أوقفوا التسوية الجزئية لقضية الاي
...
/ أحمد سليمان
-
ائتلاف السلم والحرية : يستعد لمحاججة النظام الليبي عبر وثيقة
...
/ أحمد سليمان
المزيد.....
|