الاسلام وازدراء الاديان ....... الجزء الاول

ابو الحق البكري

الحوار المتمدن-العدد: 3893 - 2012 / 10 / 27 - 01:27
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

في مشهد يتكرر بين فترة واخرى حتى بات مالوفا مسيرات وتظاهرات مليونيه عنفيه متواصله في بلدان العالم الاسلامي اثر كل تعرض يعتبره الاسلاميون اساءة اليهم او لنبيهم يحدث في امريكا او في العالم الغربي من خلال بعض الصحف او المواقع الالكترونيه ، وتتطور احداث هذه التظاهرات بشكل دراماتيكي جنوني بعيدا عن اي تعامل حضاري يبدا عن طريق حرق العلمين الامريكي والاسرائيلي ليدوس بعدها المتظاهرين عليهما باحذيتهم ، وبعدها يتطور المشهد بشكل همجي ليبدأ بالاعتداء حرقا للسفارات ومن ثم لامانع من قتل الدبلوماسيين او السفراء وكما حدث في بنغازي الليبيه حيث تم قتل السفير الامريكي وثلاثه ممن معه في عمل ارهابي .
ولو افترضنا ان مجموعة من المواطنين الامريكان تظاهرو واحرقو العلم السعودي او الايراني او المصري او احد الاعلام الاسلاميه ،فماذا يمكن ان يكون الرد العربي اوالاسلامي تجاهه ، علما ان الاعلام الاسرائيليه والامريكيه واعلام العالم الحر ايضا لها من القدسيه بعض الشيء لدى تلك الحكومات وبعض الافراد ، لكن من باب احترام الحريات لايتم الرد على ذلك مع انها تمارس وبشكل يومي هستيري همجي .
الغريب ان المتظاهرين الذين شكلو المليونيات لم تجد فيهم من شاهد الصور او الافلام المسيئه لكنهم انجرفو وبشكل عاطفي متخلف وراء نداء المتكرشين من المعممين ، والغريب ايضا ان هذه الملايين لم تخرج للمطالبه بالحريات وتوفير الخبز ومستلزمات الحياة لانهم يعدونه امرا غير شرعي كونه خروجا عن طاعة الحاكم .
لقد رفعت الملايين اعلاما قاعديه سوداء وعشرات الصور لابن لادن ورفغت لافتات وشعارات متطرفه منها كلنا اسامه بن لادن وخيبر خيبر يايهود .. جيش محمد سوف يعود .. والاسلام هو الحل .. ان ذلك يوضح وبما لايقبل الشك مدى ارتباط الاسلاميين بالتنظيمات الارهابيه وفكرها الذي مارس العنف والقتل وبمنتهى الوحشيه بالضد من كل ماهو انساني وبقسوه مبالغ فيها مع غير المسلمين عن طريق القتل الجماعي والاغتيال السياسي واتباع سياسات الابعاد والتهجير القسري الجماعي والتي راح ضحيتها الاف الابرياء ، بينما لم تحرك الحكومات والانظمه الاسلاميه والمرجعيات الدينيه ساكنا حتى ولو على مستوى الادانه، بل بالعكس عملت وبما يخدم مصالحها ويخضع لسياستها على دعمها من اجل استخدامها كاوراق ضغط على المجتمع الدولي .
عجبا لهذا القطيع الذي يخرج بالملايين متعاطفا مستخدما كل اوراقه العنفيه كرد فعل لتصرف فردي يتصوره الاسلاميون دون علم او دراية حقيقيه بماهيته انه اساءه اليهم ولنبيهم ولنفترضه كذلك ، فما وجه المقارنه بين هذا الموقف والموقف الاسلامي حيث الدمار والموت والذبح والاقصاء الموجه ضد الابرياء دون توجيه اتهام او ادانه .
يطالب شيوخ وفقهاء الارهاب الاسلامي بتبني قانون دولي يدين ويجرم التجمعات والافراد التي تسيء اوتهين الاديان مهما يكن مصدرها تحت مايسمى ( ازدراء الاديان ) غير مدركين بان دينهم بكل نصوصه وتفاصيله عباره عن اساءه واهانه كبرى للديانات الاخرى دون الحاجه للدخول في التفاصيل كوننا اشرنا اليها كثيرا وسنشير اليها مستقبلا ، رغم وضوحها للجميع ، كما انها لاتسيء للاديان فقط بل فيها مايسيء للانسان وبشكل مهين جدا ، مما يستدعي الى ادانته ومحاكمته وتجريمه بدلا من التفاعل معه
العشرات من النصوص الاسلاميه تعبر عن تكفير وتحقير وازدراء للاديان الاخرى ، مما يعطي مبررات قانونيه دوليه للتشطيب على مخاطر النصوص الاسلاميه واعتبارها خطرا على الانسانيه
العشرات من الفضائيات الاسلاميه التهريجيه التي لايشغلها شاغل سوى الاساءه والهجوم على الديانات الاخرى ودون مبررات كونها جزء من العقيدة الاسلاميه وبما لايتوافق مع الضرورات الانسانيه التي تدعو للمحبة والاخاء والسلام والنمو الاقتصادي ، في الوقت الذي يكلفها هذا البث الفضائي مليارات الدولارات ، المشكله لاتقف عند هذا الحد بل تتعداه لتصرف المسلمين باتجاه الخطر الاعظم والذي يتجسد بتعميق الطائفيه البغيضه وتسيسها لتستهلك مبالغ جد ضخمه على حساب الفقراء والجائعين في بلدان تطفوا على النفط ، من خلال نشر الفضائيات الطائفيه لصالح الاسلام السني كذلك نشر الفضائيات الشيعيه ليعري ويكفر بعضها البعض دون حياء ، كذلك الهدر الناتج عن التسليح الطائفي والتجمعات السياسيه والرموز والجمعيات والمصادر الاخرى للاعلام الطائفي .
ايها المسلمون .. غادرو موضوعة ازدراء الاديان لانها ليست قي صالحكم كونكم في الاطوار التي لاتسمح لكم بالمطالبه بالحقوق الانسانيه لانكم مازلتم دونها بسبب اساءاتكم ..تراشقو فيما بينكم سنة وشيعه واهدرو ثرواتكم على حساب ذلك وليقصي احدكم الاخر .

#ابو_الحق_البكري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات