|
معادلة التغيير في العراق والاصلاح المؤجل
محمود هادي الجواري
الحوار المتمدن-العدد: 3891 - 2012 / 10 / 25 - 22:15
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لم يعد امر التغيير في العراق خافيا على احد ، وليس لنا ان نقول انه كان معجزة لكي يغير العراقيون نظام حكم الطاغية بايد وطنية عراقية صرفة وهذا وان على سبيل الفرض كان سيحدث فانه ضرب من ضروب الخيال .. لايعنى هذا اننا نريد الغاء كل المحاولات الكثيرة التي كانت تسعى الى التغيير ولكن على مابدا ويبدو انها كانت تخفي بين طياتها اهداف قصيرة الامد وغايات متناثرة بين اطراف كانت لها غاياتها الملتوية والتي تريد ان يكون امر التغيير مجيرا لمصالحها سواء ااكانت ذاتية ام جماعية ولكنها في الاخرلم تستطع من تحقيق ادنى هدف أو غاية ، نستطيع القول الان انها لم تكن وللاسف الشديد وطنية صرفة وتسعى الى تخليص شعب اذاقته الاقدار الامرين ..لا يساورني الشك ولا يلفح وجهي الخجل ان من سار وراء هدف التغيير وعلى تلك الانمطة المحددة الغايات والاهداف اتاح كل الفرص الى من يستطيع ان يجمع من بيت تلك الغايات هدفا كبيرا ويوحدها في قائمة حساب ومعادلات ونظريات ويضع المحصلة النهائية والجدوى في رسم خطط لاسقاط النظام البعثي الصدامي ، وكما هو معلوم ان هذا المستثمر لتلك الغايات لايهمه مصلحة الوطن العليا ، ولا يريد النظر الى حالة الشعب الذي اكتوى بنار العبودية والدكتاتورية ، وانما كان اسقاط النظام اولا ومن ثم تحقيق المصلحة التي رسمها ثانيا ، والعامل الثالث الذي يحقق له دراسات ستراتيجية في نقل هذه الطبعة الى من يريد ويسعى الى التغيير وعلى ذات الانمطة التي استطاع احداث عملية التغير في العراق .. هنا يبدو لنا ان الغرب وعلى راسهم الولايات المتحدة وبريطانيا لم يكونوا غائبين عن تنفيذ برامج واجندات كانت موضوعة لرسم خارطة الشرق الاوسط الجديدة ولكن ما حدثته الاطراف المتعددةاعطىت كل الجرع المنشطة للقوى الغربية في التعجيل لوضع الخارطة النهائية لشرق اوسط جديد والتي لولا ما حدث في العراق لاستغرق تنفيذها عقود قادمة ولربما ستكون نتائجها مجهولةوهل انها مجدية ام لا ولكن حدث العراق منحها الثقة المطلقة في الاقدام والشروع في تنفيذ مخططاتها ... لنقل ان الامور سارت في هذا الاتجاه ، وان امل التغيير بايد وطنية كان أمرا مستحيلا ، فهل سيستحيل ايضا ان نضع هذا الحدث في ميزان الربح والخسارة وماذا علينا فعله الان لتصحيح الميزان ولو بشكل نسبي مقارنا باتساع كل الفرص في انتاج برامج تعنى بشان المواطن وتحقق له الرفاهية النسبية لكي نستطيع القول ان امر التغيير كان في مصلحة الشعب وان النظام السابق كان يلعب بمقدرات الشعب زمقدراته مالا وانسانا فهل شهد العراقي تحولا ملموسا وحقيقيا ومن وجهة نظر السياسي او المواطن البسيط ؟؟..لنعود الى ما كتبنا في بادئة المقال ان هناك كتلا وفئات وافراد كانت لها غايات ومصالح في التغيير المنتظر اي الاطاحة بالنظام الصدامي ، وهذا الامل الذي كان مرجوا من الشعب ايضا وقد تحقق فعليا واصبح امرا واقعا فلا طاغية ولا صداميين ، هنا يتبادر الى اذهاننا سؤال يطرح نفسه اليست الجهات التي كانت تسعى الى التغيير هي اليوم المتصدية لحكم العراق ؟؟؟؟ وهنا اريد الابتعاد عن التسمية المسمومة ( العملية السياسية المشؤومة ) او حتى اصطلاح المتصدين للسلطة .. لانها مصطلحات تأتي بالضيم للعراق وشعبه ولانها هي الاخرى صممت من المحتل وهو الراعي (للعملية السياسية اي اللعبة السياسية ان جاز لي التعبير ) ..علينا ان نضع جميع تلك الكتل المتصارعة في الامس خارج العراق في قيد الدراسة والتحليل لنستطيع انقاذ ما يمكن انقاذه لاننا وبحق نسير الى هاوية محتمة ،، جميع تلك الاطراف نقلت الصراع الى ارض العراق ومن خارج اراضيه ،، وكما تعلمون انها كانت احزاب اكسيلية اي ليس لها منتمون يشار لهم بالبنان، في العراق الا ما يمكن عده على عدد اصابع الايدي الواحدة وكانت خلايا مجمدة وغير فاعلة ..علينا اليوم ان نضع تلك الاحزاب لا من خلال رؤيتها لنا اليوم ولكن الى مدى تماسها مع المصلحة الوطنية التي لم تكن موجودة في جعبتها اصلا وانما اجادت التمثيل ولعبت دورا بطوليا مزيفا من اجل الهيمنة ومصادرة جهود الاخرين وحتى الذين كانوا على شاكلتهم ، فهي لا زالت تستل من جعبتها ما اخفته وما ابطنته على هذا الشعب الذي لم يجد من يبعث فيه روح الحياة التي اضعفها صدام فيه وان لم نقل اجهز عليها وبشكل كلي،، هذا وجه من اوجه الاحزاب الحاضرة والتي كانت تعلن مناوئتها للنظام الصدامي وان كان خافتا ،، اما الاحزاب التي كانت تمسك العصا من المنتصف ، فتارة كانت مع الطاغية من اجل التغيير السلمي وتارة مع الغرب الذي لم يستمع الى ندائهم ، ولكنهم كانوا كليا متفقين على اسقاط النظام على ان يبقى حزب البعث في السلطة مقطوعا منه راس صدام وبعض من زبانيته وهذا بطبيعة الحال اعطى املا للبعثيين الذين كانوا على الارض العراقية وهم يعرفون جيدا كل الدهاليز وانفاق السياسة الصدامية وعليهم الاستمرار شاءوا ام ابو ، هؤلاء كانوا عملاء للطاغية في النهار ومع النظرية الغربية في الاطاحة بالنظام البعثي في الليل ،، وفريق ثالث كان معارضا لكل رأى او تغيير ويحتفظ باوراقه ساعة اعلان الحسم الناجز،، ويتلقى الدعم من جهات اجنبية كانت تنتظر حدث التغيير لتسرع في تنفيذ اجندتها ولصالح قوى اقليمية وكانت لها حواضن في العراق الا وهم دعاة الفكر التكفيري السلفى والتي تسانده القوى الرجعية من اجلاف الجزيرة العربية ولهم كما تكشفت لنا النوايا وكما حذرنا في كتابات سابقة وها هي اليوم نراها نلمس اثارها وبشكلها المعلن ..اذن التغيير المنتظر منذ ان كان جنينا في رحم القدركان مريضا فمن الطبيعى ان يولد مشوها..هكذا الفنا الوضع الراهن بعد التغيير والذي شهد عملية قيصرية من النوع الصعب جدا فهل هناك من حلول ؟؟؟... هنا لا اريد تبرئة ساحة الشعب العراقي وأضع أسئلة محرجة للغاية وكما لو اتيح لي السؤال نيابة عن ممن تنتابهم الحيرة (ما هو دور الشعب العراقي ؟؟)..نقول لا دفاعا ولا ارضاءا .. الشعب العراقي خرج من الحقبة الصدامية متعبا ومجهدا ، مغيبا عن وعيه وفاقد للامل في التغيير وبفعل وسائل اعلام الطاغية التي حجبته عن العالم ليستمع الى ما ميقوله الطاغية وعلى جميع الاصعدة المحلية والاقليمية والدولية، ولا يعلم ما يستجد من على ساحة الاداث العالمية من التطورات المهولة وعلى جميع الاصعدة .. وكما ان الصداميون كانوا بمستطاعهم كتم الانفاس لا الاصوات وحسب ، فما كان من الشعب الا ان يذعن الى الامر الواقع الذي ليس له فيه حول او قوة ..اذن كيف لنا كشعب وأمة عراقية ان نتفادى ما ستؤول اليه مجريات الاحداث اليومية والتي ستشكل اعواما احرى جديدة على الاعوام السابقة والتي بلغت ما يقرب من العقد من الزمن ؟؟؟لم يغفل الوطنيون في متابعة ودراسة الوضع القائم بصحيحه وأخطائه واستطاع ان يضع دراسة ميدانية لتحليل واستنتاج ، وكما اخذ على عاتقه وضع دراسات ستراتجية واهداف معلنة ،،، المجلس العراقي للاصلاح والتغيير ، الحركة الفتية الشابة والناشطة في جمع كل القوى الوطنية الخيرة من اجل الانطلاق في فضاءات التغيير والاصلاح ، وما تنتظره تلك الحركة الفتية هو استقطاب كافة العناصر الكفوءة التي تأخذ على عاتقها وضع الدراسات اولا ومن ثم اخضاعها الى التطبيق .. فهي لا تسعى الى استقطاب جهة على حساب اخرى ولا هي تريد الوقوف بوجه السلطة وانما ستفرض مشاريعها التي ستلقى استحسان الجماهير التي تنتظر الاصلاح فيما انتاب الوضع السياسي الحالي من العناد الشديد في مراعاة ظروف المواطنين الذين اصبحوا على يقين تام ان السياسيين الجدد ليس لديهم هموم وطنية وانما كان المسعى الى تحقيق المنافع الشخصية والمصالح الضيقة ولقد ادرك الشعب ذلك ..ثقتنا في الشعب كبيرة وهو الوحيد القادر على التغيير وتحقيق الاصلاح المنشود .. هكذا كتابات ومناداة وردت كثيرا وحتى انها اصبحت مملة لعين القارئ ومقرفة لاذن السامع ..ويسئلوننا هل من شئ جديد في جعبتكم؟؟؟ نقول اننا لا نمتلك الادوات اللازمة للتغيير ،، حيث كان من استطاع الهيمنة على المال والقرار هو ذو شان الان ويسعى الى تمرير مخطط مادي قذر يجر من خلاله الانسان الى التسابق المحموم الى السلطة والمال ،، وللاسف الشديد اخذت المفاسد وبكل انواعها هي الطافية على السطح، واما الدرر فعلينا الغوص عميقا لاستخراجها الى السطح .. نحن نعلم اليوم ان الخيرين من ابناء هذا الشعب يتم اقصائهم وغير مرغوب فيهم لانهم لا يريدوا ان يكونوا مطية كما فعل النظام السابق ..اليوم الذمم تباع وتشترى والدعوات الى الفساد قائمة والطريق الى الاصلاح ليس بالسهل الممتع واليسير ولكننا نركب موجة الاصلاح والتغيير كي نستطيع انتشال هذا الشعب من الوهم الذي اخذ يجرف بجذور الفضيلة ورياحه تعصف كل مواطن الخير والامن والامان ..اذن وان لم يبدوا في الافق ما هو جديد ولكن الانتخابات القادمة هي على الابواب ، فكل منا يمتلك القرار بين يديه فهل سنستودعه في لصوص الامس ... اذن التغيير ممكن والاصلاح هو بايديكم ونحن منكم وما دعواتنا الا من اجل ارساء العدالة الاجتكاعية وتحقيق الامن والرفاهية والله الموفق
#محمود_هادي_الجواري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الاولمبياد الوجه الاخر للسياسة
-
الصراع في البحرين انساني وليس طائفي
-
الكهرباء في العراق جزء من الفوضى السياسية والاقتصادية
-
الاقتصاد العراقي يعيش فوضى الجهل المقصود
-
لعبة الامم .. والدمى الصغار
-
هل ان قانون الاحزاب هو الحل في العراق ؟؟
-
في العتمة بين السياسة والاقتصاد ينمو الفساد
-
المعادلات الاقليمية والدولية .. العراق تحت الضوء
-
المسائلة والعدالة بين الجاني والمجنى عليه
-
حقوق المرأة بين الدين والدنيا
-
فلم ابطاله على قيد الحياة( الانتفاضيون القصص المذهلة)
-
تتكلم الاصنام من مكانها
-
هل بقيت الثقة بأحد..اسحبوها مني
-
زيف السياسة وتضليل الحقيقة
-
الظلم في العراق .. رمز لا يموت
-
عندما تكون الحكومة من اكبر عناصر ملوثات البيئة
-
العراق الدولة....صانع للصراع ... ام متصارع عليه؟؟؟؟
-
الطبقة العاملة في العراق وقصور الرؤيا
-
القمم العربية واسرائيل القمم
-
من صنع من ؟ الانتفاضة .. القمة
المزيد.....
-
-لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د
...
-
كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
-
بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه
...
-
هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
-
أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال
...
-
السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا
...
-
-يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على
...
-
نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
-
مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
-
نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|