|
انتهى عصر الورق
جمال زيدان
الحوار المتمدن-العدد: 3891 - 2012 / 10 / 25 - 04:19
المحور:
الصحافة والاعلام
انتهى عصر الورق
قرأت على موقع النيوزويك عن قرارها بوقف صدور الطبعة الورقية والاقتصار على الطبعة الالكترونية ، تأثرت كثيرا فرحت بداية الأمر لكثرة ايجابيات هذا القرار ، ثم حزنت تاليا. وقد تعاظمت مشاعر فرحي وحزني على العديد من هذه الصحف والمطبوعات التي باتت تتغير من شكلها الى شكلها الاخر فهي ثورة تحصل وهو تاريخ يحترق وهو عهد سيباد.
فرحت لأن نيوزويك صارت أسهل من حيث توفيرها وفرحت أيضا لأنني سأتناولها بالمجان وأقرأها ولا أكدسها بين الأوراق بل انني سأقرؤها على الموبايل وفي العمل والبيت وهي مثل باقي الصحف الالكترونية التي اصبحت افطاري وغدائي وعشائي.
لكني أيضا حزنت على هذه الذكريات التي سوف تغيب وتتلاشى ولن أعود لأقلب الورق ولن أستمتع بلون أوراقها ولا بصوت تصفحها الناعم ، وحزنت أيضا لأن الاعلانات باتت على بعض مواقع الصحف الالكترونية باتت تشوهها وتؤلمني وتستفزني فأنا لا أقدر على شراء كل شيء وهم يخرجون لي حتى من بريدي الخاص ، فماذا أفعل؟؟
ليست نيوزويك وحدها التي تفعل ، بل فعلت قبلها كريستين سينس مونيتور والتي برغم عراقتها لم أكن أسمع بها الا بعد أن أصبحت الكترونية ، وغدا ستتبعها كل المجلات وباقي الصحف ، وسنقرأ أكثر وسنحزن أكثر وننزعج أكثر من أكثر ، ويفنى كل ورق وكرتون وغلاف وتبقى الصورة الكترونية ويكبر قوقل ولا أدري هل سنصغر نحن أم نكبر هل نتألم أم نبقى نتكلم أم نتطور ونستشرف ما بقي من آمال.
أما عالمنا العربي فقد أصبح ملاذا للهواة الذين زاحموا الكبار وكبرت الحوار المتمدن وصار المفكرون بالمتناول قريبون صرنا نناقشهم ونعلق على آرائهم ونتفاعل معهم. خرجت الينا ايلاف رائدة ناضجة وهي صغيره وكبرت ايلاف بمهنية وجمال وأخبار وتقاريرها صارت مرجعا ، ونفع ايلاف تنوعها وحبها للناس فأحبها الناس.
تفاجأت صحفنا اليومية التي خضع كثير منها الى الأنظمة البائدة بما حصل ، فما كان منها الا أن فتحت بوابات الالكترونية تساير فيها ما فاتها ، لكن للأسف سبقها الهواة وسبقتها المواقع الاخبارية بأخبارها الساخنه ولم تجرؤ أن تتحول الى الكترونية لأنها سوف تصبح مثل الغراب الذي قلد مشية الحمامه فلم يعد يتقن مشيته ولا هو أتقن مشية الحمامه .
لقد بدأت المواقع الالكترونية قريبة من قلوب الناس لأنها كشفت الفساد والظلم واحتضنت تعليقات الناس بحرية فأحبت الناس فأحبها الناس وتركوا من ظل يصرخ مدافعا عن الامبراطور الدكتاتور ، وها نحن نرى ونسخر.
ما يهمني هو قرب المعلومه من الناس وقرب الخبر والصراحة والتفاعل بين القارىء والكاتب الذي نقل الناس من الفهم الخاطىء الى شيء من التصحيح والتوضيح فأصبح القارىء مدركا لرسالة الكاتب وهذا نقل مجتمعاتنا الى مرتبة تكاد تكون أعلى.
لقد نجحت تجاربنا الالكترونية يا سادة فعلينا أن نتشبث بها لقد ازدهرت عقولنا بفعل هذا الحاسب الموصول بسلك واللذان فعلا بنا ما لم يفعله نابليون وجيشه العرمرم بمصر الحبيبه ولتكن هذه توصيتنا لعل صحفنا اليومية تنقلنا نقلة أوسع الى هذه المرحله من التنوير باجبار قرائها جميعا على احتضان هذا الحاسب ووصله بالسلك ومشاهدة العالم المتحضر وقراءة الحوار المتمدن وبالتالي اعلانها انتهاء عصر الورق. والسلام جمال زيدان عمان 25-10
#جمال_زيدان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل يمكن أن يعتقل فعلا؟ غالانت يزور واشنطن بعد إصدار -الجنائي
...
-
هيت .. إحدى أقدم المدن المأهولة في العالم
-
ما هي حركة -حباد- التي قتل مبعوثها في الإمارات؟
-
محمد صلاح -محبط- بسبب عدم تلقي عرض من ليفربول ويعلن أن -الرح
...
-
إيران تنفي مسؤوليتها عن مقتل حاخام إسرائيلي في الإمارات
-
سيدة من بين 10 نساء تتعرض للعنف في بلجيكا
-
الدوري الإنكليزي: ثنائية محمد صلاح تبعد ليفربول في الصدارة
-
تجدد الغارات الإسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية وقتال عنيف
...
-
هل باتت الحكومة الفرنسية على وشك السقوط؟
-
نتنياهو يوافق مبدئيا على وقف إطلاق النار مع لبنان.. هل تصعيد
...
المزيد.....
-
السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي
/ كرم نعمة
-
سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية
/ كرم نعمة
-
مجلة سماء الأمير
/ أسماء محمد مصطفى
-
إنتخابات الكنيست 25
/ محمد السهلي
-
المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع.
/ غادة محمود عبد الحميد
-
داخل الكليبتوقراطية العراقية
/ يونس الخشاب
-
تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية
/ حسني رفعت حسني
-
فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل
...
/ عصام بن الشيخ
-
/ زياد بوزيان
-
الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير
/ مريم الحسن
المزيد.....
|