أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خالد علوكة - تناسخ الارواح















المزيد.....

تناسخ الارواح


خالد علوكة

الحوار المتمدن-العدد: 3890 - 2012 / 10 / 24 - 23:58
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



على ضوء محاضرة البير خدر سليمان في مركز لالش بعشيقة موخرا والتي هي اصلا محاضرة القيت في مهرجان لالش الثقافي السنوي في دهوك لعام 2012 وكانت بعنوان (الايزيدية اركان وعُقد) وتطرق البير الى وجود تناسخ الارواح في الديانة الايزيدية وهذا الراي له تباين او معارضة وكان احد الحاضرين قد اعترض بشدة على التناسخ قائلا ، كيف تتحول روحي الى البهائم هذا غير واقعي ، ولم يكن الوقت متاحا للمداخلة والموضوع يحتاج الى((دراسة وبحث )) معمق لغور اطراف ما لا نلمس ونرى شيئا من روح الله وعليه ساطرح ما عندي من رؤية على النص الديني اضافة الى راي العلم ورأي الاديان الاخرى حتى نخرج باستيعاب وفائدة اكثر بالموضوع .

ماهي الروح :
قال الشيخ عدي بن مسافر الشامي (ع) لما اوجد الله العالم كان شبحا (لاروح فيه) كالمِرآة غير المجلوة وعندما تم الامر وخلق ادم تم الجلوة لتلك المرأة (المصدر : كتاب الايزيدية بين المانوية والاسلام للمؤلف محمد حمد، طبعة دمشق) والمتعارف عليه إن مصدر لفظة (روح ) في اللغتين الاغريقية والعربية هو نفس مصدر { ريح } فالروح وهي احد ظواهر المادة الفيزياوية والممثله بالريح - هواء ، والهواء (قوة /طاقة ) ، وهي ايضا من روح راحت وتأتي بسرعة الحركة والانتقال والعودة ، وتاتي ايضا نور الله متمثلا بنور الشمس في النهار وضوء القمر في الليل ، والنور احد الخصائص الفيزيائية للروح. وقد تاتي بتعبير آخر عن الغيب في احتلاله الحيز السماوي الفوقاني العلوي المتسلط على كل مادونه والموجه لكل شئ حسب رأي وديع العبيدي في مقالته على النت .
وسقراط يقول { كل روح لها روح تحفظها وتلهمها ماقد ينفعها }وكذلك في كتاب اصل الانسان وسر الوجود / تاليف باسمة كيال ص 218 وردت هذه العبارة عن الروح [ الروح الذي راحت الاشياء كلها اليه منصرفة واليه رواحها ومنه عودتها منه مبدؤها واليه معادها .
و{نصوصنا الدينية الايزيدية } تقول { روحي رحماني نابت فاني } أي الروح من عند الله ولا تفنى وخالدة . ونفس الوقت نعلم بان الروح أبت النزول على قالب آدم دون حضور الدف والشبابة / كموسيقى الهية مباركة لغتها مفهومه للجميع وكما نعرف إن {الموسيقى غذاء الروح} وفي كل الاديان تاتي الروح من عند الله لبني ادم عندما نفخ من روحه فيه .، وبعد خلقه الحيوانات والنباتات بزمن طويل وبذلك ( نزلت الروح على آدم ابو البشر ذو (العقل ) ونصنا الديني يقول عن الانسان {إن الله فضله على جميع المخلوقات} -لان الانسان ارقى مادة حية في العالم ويحمل مادة معقدة ومتطورة وهي المخ البشري . وكلمة الروح تعني الظهور السماوي وقد جاء في القرآن الكريم بأن المئلاكة والروح سيصطفون معا وسوف لن يتكلم واحد دون الآخر الا بأذن الله ( سورة النبأ آية 38) و خص الله الانسان بالروح دون بقية مخلوقات الكون ومنها الحيوانات وعليه البشر له ( روح ونفس) لكن الحيوانات فقط لها( نفس) وهي ايضا كائنات حية مثل النبات تولد وتموت ضمن دورة طبيعية ، والفرق بينهما حسب اخوان الصفا هو: -
بالنفس : يسمع ابن ادم ويبصر ويشم ويذوق ويلمس ويحس وياكل ويشرب وينام ويقعد ويضحك ويبكي ويفرح .
وبالروح : - يعقل ويدري ويتعلم ويستحي ويحلم ويحذر ويتقدم ويمنع ويتكرم ويقف ويهجم .
ومن هنا نجد ان الروح هي الله والنور (ولم يقل الله في التوراة «خلقت ارواح المشتاقين من نوري» والروح – لاتموت ، لاتُخلق ، ولاتفنى - ومنه لابد من وجود منفذ او طريق او معبر او اي وسيلة للانتقال والتجول فكان لها {النسخ } ولنقف على معناه وتعريف بالرسخ والمسخ والفسخ نقول :
النسخ / انتقال الروح من{{ بدن انسان الى بدن انسان آخر}}

الرسخ / انتقال النفس الناطقة من بدن انسان الى نبات .
المسخ / انتقال النفس المذكورة من بدن انسان الى الحيوانات .
الفسخ / انتقال النفس الناطقة من بدن انسان الى الجمادات .
وقد ياتي (التقمص ) ايضا مرادف لتناسخ الارواح و التقمص تاتي من كلمة قميص وقد شبه الجسد بالقميص فكلما يخلع الانسان قميصه القديم ويرتدي قميصا جديدا هكذا تخلع الروح جسدها القديم بعد الموت لتلبس قميصا جديدا ، أي طفل جديد في هذا الكون. ولعل ماموجود عندنا في (كراس كوهرين) قريب من هذا كثيرا .

وتناسخ الارواح : -
– حسب فراس السواح في كتابه دين الانسان ص 318ط/4 لعام 2002يقول : الارواح خالدة تتجدد في كل جيل وهم مسوؤلين عن تناسل الناس في تجوال ارواحهم خارج مقرها تجسد نفسها في اجسام وبذلك يجسد السلف نفسه في اكثر من مولود ويعيش عدد من الحيوات في آن واحد مع الاحتفاظ بنواته خارج سلسلة التجسدات .
وفي نفس الكتاب ص 285 وردت هذه المحاورة بين ملك وحكيم :

[ الملك / هل يتم التناسخ حقا دونما شئ يتناسخ ايها الحكيم ؟
الحكيم / نعم ياصاحب الجلالة إن التناسخ يتم حقا دونما شئ يتناسخ ؟
الملك / هل لنا مايوضح الامر ويقربه للذهن ؟
الحكيم / لنفرض اننا اشعلنا شمعة اخرى من هذه الشمعة ، هل يتوجب على ضوء هذه أن يحل في ضوء تلك.
الملك / كلا ايها الحكيم .
الحكيم / كذلك حال التناسخ ، انه يحصل دونما حاجة لانتقال شئ ملموس بين ميلادين . وهذه الحقائق موجودة عندنا قبلهم ومتعارف عليه عند الايزيدية من خلال خلق الملائكة من سراج الى سراج.
ولكن كيف تنتقل الروح من شخص الى آخر، هناك من يقول ان الروح تنتقل في نفس لحظة الوفاة ،وهناك مذاهب وآراء اخرى تقول إن الروح ترجع الى خالقها بعد تهذيبها وتنقيتها من كل الشوائب بعدها ترسل الى جسم آخر نقية صافية طاهرة لذا يمكن ان تمكث الروح اياما او اشهر اوربما عشرات السنين قبل تناسخها او رجوعها الى جسم آخر، لأن الزمن الروحي مختلف عن الزمن المادي. اما كم مرة تنتقل الروح فذلك لانهاية له ولاكثر من مرحلة ودورة.
وفي رسالة الغفران ورد :
يقولون ان الجسم تنقل روحه الى غيره بالنقل حتى يهذبها .
والسهرودي المقتول يقول :
لاترعكم سكرة الموت فما ... هي إلا انتقال من هنا
ما ارى نفسي إلا انتم ... واعتقادي أنكم أنتم أنا
وحسب الرأي العلمي في اكتشاف D N I( فحص الدم ) فان الانسان يمكن له اظهار اجداد اجداده ومعرفتهم وهناك مركز [ العلاج البديل ] استطاع ارجاع اشخاص الى ماقبل الميلاد وحتى الى حياتهم قبل الولادة الحالية وتذكروا ادق التفاصيل ، وباستور يقول ( إن كل حي لابد أن يولد من حي مثله ) ومنه فان تناسخ الروحي هو خلود باستمرار التناسل والحفاظ على العرق النقي وعمق الوجود والازلية من زمن طويل تاريخيا وحضاريا . وايضا لايوجد أكثر خلود من الماضي البعيد .
وكذلك فان الانسان يعيش عمر واحد في زمن واحد لايتكرر انما يتبدل فقط روحه تنتقل الى غيره وهكذا .
وعلى الرغم من أن التناسخ يتعارض مع مفهوم ( الجنه والنار ) في عمل ومستقبل الاديان وتوعد به ايضا ، لكن خلود الروح هو الذي يوصل الى الاخره وهي حية إن لم تنتقل الى اين تذهب ؟ إن الدنيا هي التي تقود الى الآخرة، والموجود فعلا له وجود ولايمكن ايجاده او الوعد بشئ غير موجود لاي زمن . نعم هناك الجنه والنار وحساب وعقاب واغلب الاديان تشتغل وتعمل عليها ، و لايوجد غير الواحد الله في بث روحه في البشر وهو مالكها ويحاسبها بعدة طرق وبصيغة مفردة حسب اعمالها وافعالها . وليس انتسابها او انتمائها وهو الطريق الحق وليس مايوعد غيره بما عنده من شرع ما . ومفهوم الجنه والنار اخذا حيزا قاطعا في الاديان التبشيرية لغاية انتشارها وخلاصها فحسب ، وكل الاديان في الظاهر فيها تناسخ ارواح في الديانه اليهودية في سفري الجامعة والمزامير ينسب اليها تفسير في التناسخ ، اما في المسيحية في انجيل متي اصحاح 17/12على لسان السيد المسيح {ولكني اقول لكم بان ايليا قد جاء ولم يعرفوه بل عملوا به كل ماأرادو _ السؤال كيف جاء ايليا النبي وباي صورة ؟
وجورج حبيب اكد وجود التناسخ في المسيحية في كتابه الايزيدية بقايا دين قديم .
وكذلك وجود اكثر من اية في القران الكريم تقول ذلك مثلا في سورة الروم 11 { الله يبدؤالخلق ثم يعيده ثم اليه ترجعون } . كتاب تفسير الجلالين . ولكن يوجد رفض في تفسير بعض العلماء لذلك بينما يؤيد التناسخ في الاسلام مذاهب مثل الدروزوالاسماعيلية والنصيرية والعلويين . وهناك كثير من ادباء والكتاب والعلماء المسلمين يؤيد التناسخ واشهرهم طه حسين وغيرهم . وهناك من آمن بالتناسخ تاريخيا ولايزال منهم الفراعنه والرومان واليونانيين والهنود والهندوس والبوذيين والهنود الحمر في اميركا وقبائل وشعوب عدة . وهذه تعود بنا الى فكرة جميلة وهي اننا كلنا اخوة كما قال [ جبران ] ، الشجر والطير والحيوان والبشر . وسيد درويش قال [ كلنا نسل واحد ماالجدود ؟] وهذه تقوي اسس التعايش السلمي باننا من روح واحدة ولايوجد فروقات سوى اختلاقها من البعض بالافضلية على الغير بينما الخالق اعطانا الروح نحن البشر بشكل وصورة عامة دون التخصيص في ذلك حاشاه بانه اعطاها لدين او قومية دون الاخرى .
ومهما يكن فأن المثولوجيا التاريخية والدينية لاتستطيع ابعاد او تهميش وجود تناسخ الروح الربانية وفعلها الاكيد في كل خلائق البشر الذي يحمل روح ونور و صورة خالقه الله الموجود في كل وجود . والله التمام ونحن الاقل .


[email protected]



#خالد_علوكة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- براعم لاتنمو / انا شبكية *
- قانون للديانات
- ديانة الدولار


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خالد علوكة - تناسخ الارواح