أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - جاسم المطير - سوريا على جسر التغيير ..!















المزيد.....

سوريا على جسر التغيير ..!


جاسم المطير

الحوار المتمدن-العدد: 1130 - 2005 / 3 / 7 - 09:40
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


مسامير جاسم المطير 844
بعد سقوط نظام حزب البعث العربي الاشتراكي برئاسة صدام حسين في 9 نيسان 2003 سيطر فزع غير معلن على النظام القائم في سوريا حيث تتحكم به توتاليتاريا حزب " شقيق " للحزب العراقي التي تقوم مختلف مؤسساته على أسس عائلية وطائفية ..! مصيب من قال أويقول : أن قيادات الحزبين حريصون علي الاختلاف‏ ، ومع ذلك يتمسكون بأساليب عمل متشابهه ويعملون بمبادئ واحدة ..‏!‏
كان الفزع مختفيا وراء الكثير من الإجراءات السورية الحكومية الاحتياطية لتجنب سقوط هذا النظام كما سقط شقيقه العراقي رغم وجود اختلاف في بعض لبنات النظامين ..!
بين ليلة وضحاها وجدت المخابرات السورية نفسها أمام خيار وحيد كي تحمي دولتها من " الانقراض " كما حصل للدولة المخابراتية المخابراتية ..! من هذا المنطلق وجد السوريون ضرورة تحويل إمكانيات بعض القادة العراقيين الهاربين إلى أراضيها إلى جدار مفخخ يقيهم من عاصفة الديمقراطية التي اجتاحت منطقة الشرق الأوسط كلها في أعقاب انهيار دكتاتورية صدام حسين بضربة عنيفة واحدة ، فقد كشفت اعترافات الكثير من الإرهابيين العرب والعراقيين الذين القي القبض عليهم أخيرا في مدينة الموصل وبغداد بفضل ضربات عراقية موجعة من قوات الشرطة العراقية " الذئب " وقوات الحرس الوطني " الأسد " وغيرهما ، مما ضيق الخناق على الإرهابيين العرب المنطلقين من الأرض السورية تحت إشراف القيادة القطرية البعثية العراقية المؤقتة ..!
حين احتلت القوات الأمريكية الأرض العراقية ، من الحدود الإيرانية حتى الحدود السورية ، صار النظام في سوريا ينظر لهم كما ينظر الفأر إلى القط وإلى مخالبه وهو محاصر في زاوية صغيرة .. قط ذكي جدا أمام فأر ٍلا هو مختبئ ولا هو منكسر ، مشتت الفكر والذهن مدفوعا نحو اليأس .. كان إحساس المخابرات السورية باليأس قد دفعها إلى تبني بؤر إرهابية معادية للوضع الديمقراطي في العراق مستندة على أساليبها القديمة في الدعم اللوجستي للمخربين وفي تدريبهم مباشرة في مدن اللاذقية والحسكة والحلب ، كما جاء في بعض الاعترافات أو على الأقل أنهم يمارسون أسلوب " غض النظر " عن نشاطات البعثيين العراقيين الهاربين إلى سوريا ..! وما كان بعد ذلك من انصياع السوريين لتسليم المجرم الهارب سبعاوي الحسن أو " المساعدة " في القبض عليه سوى محاولة أولى لتراجعات لاحقة في المستقبل لتغطية باقي النشاطات التي يقوم بها صداميون آخرون من أمثال محمد ذياب الأحمد آخر وزير داخلية في العهد المباد..!
في جانب آخر حاول بعض رجال الحكومة السورية ( وزيرا الأعلام والخارجية ) عن طريق التصريحات الصحفية أو المواقف المترددة في اجتماعات دول الجوار أن يظهروا الدولة السورية بمظهر آخر و كأنها خارج " الدائرة " المرتبطة بالفعاليات التخريبية التي يقوم بها إرهابيون عرب على الأرض العراقية فصار للمخابرات السورية سجل حافل في العراق خلال العامين الماضيين ..!
لا ريب إن جريمة اغتيال رفيق الحريري كانت عاصفة بدويّ ٍ قويّ ٍ حملت أيضا كلمة " تحرير " متيحة الفرصة لخلاص الشعب اللبناني من سيطرة الجيش السوري . فكان صدى صاعقة اغتيال الحريري كصاعقة انهيار البرجين الأمريكيين ، فجّر وما زال يفجّر في بنيان التوليتارية السورية .
منذ 14 شباط الدامي في بيروت تظل الأسئلة تترى في كل مكان وعلى كل لسان : مـَنْ قتل الحريري ولماذا قـُتل وكيف قـٌتل ..؟ أسئلة متعددة ممتدة إلى زمن قادم قد يطول .. زمن يزول فيه حكام وتزول فيه أنظمة بعد هبوب عاصفة الديمقراطية في المنطقة برمتها ..!
سوف تحدث مراسيم توديع زعماء لبنانيين وسوريين بالصمت والخفية وليس مثل تشييع رفيق الحريري إلى مثوى شهادته محمولا بمليون يد لبنانية نتجت منها جبهة معارضة واسعة داخل لبنان لكنها مؤثرة على خارج لبنان أيضا .
جبهتان إذا ً في مواجهة النظام السوري :
الأولى جبهة لبنانية بفعل إصرار الشعب اللبناني على الحرية ،
الثانية جبهة عراقية بفعل إصرار الشعب العراقي على بناء الديمقراطية .
هما جبهتان غير مسبوقتين من حيث نوعهما واتساعهما وتأثيرهما ، قادرتان ، بالتأثير المباشر لكن العميق ، على تحريك الشعب السوري التي حكمته النخبة البعثية طيلة عقود مساوية لعقود تسلط صدام حسين في العراق..!
السلالة البعثية في البلدين جاءت بانقلاب عسكري متشابه في الشكل متقارب بالتوقيت متناسق بالأهداف ، لكن هذه السلالة نفسها مكرهة على " مغادرة " كراسي الحكم بطريقة الضغط والجبر والهزيمة المنكرة ، فقد حل زمان انهيار وتفكك الإمبراطورية البعثية في الشرقين الأدنى والأوسط ..!
وإذا كانت الخطوة الأولى في تغيير الدولة اللبنانية نحو مسار الديمقراطية من خلال التلازم بين البرلمان اللبناني ( الميت ) والشارع اللبناني ( الثائر ) على قبر الرئيس رفيق الحريري ( الشهيد ) فأنه يمكن التنبؤ بان أولى خطوات التغيير السوري ستكون من خلال التلازم بين الشارع الدمشقي ( المتحفز ) وبعض وحدات الجيش السوري ( المهزوم ) في سوريا من لبنان بسبب
هيمنة الكتلة الصغيرة من البعثيين على مقاليد الحكم منذ زمن طويل ..!
على المرء أن يضع جميع الاحتمالات في حسابات المرحلة الراهنة .. فمن كان يصدق أن طريق تحرير لبنان من الظلم السوري يستطيع أن يشق طريق بدايته بعيدا عن التدخل الدولي كما حدث في العراق ..! من كان يصدق أن الجماهير اللبنانية التي نفذ صبرها يمكنها ان تجبر البرلمان أو " نصفه " على الأقل في أن يكون إلى جانبها لإرغام الحكومة على الاستقالة ..!
من كان يتصور أن صوت الشعب اللبناني يرتفع على شواطئ البحر المتوسط لتطهير أجهزة الجيش والأمن والاستخبارات من القادة الفاسدين وإحالتهم إلى المحاكم ..!
ربما تنتقل هذه الصاعقة إلى الأرض السورية وإلى جنوب لبنان ..! ولا احد يستطيع أن يتنبأ بما سيواجه حزب الله وهو يصر تحت قيادة حسن نصر الله على ربط مستقبله بعلم خامنئي وصور خميني وبسلاح الأسد السوري ..!
هل نسمع صوت حسن نصر الله يعلو خلال الأيام القادمة وهو يدعو إلى " مصالحة " سورية بعد " زوغان " الرئيس بشار في قرار سحب قوات الجيش الى " البقاع " قبل " البتاع "..!
ألم يكن نصر الله هو أول وآخر من دعا إلى " المصالحة الوطنية " بين رئيس العراق صدام حسين والمعارضة الوطنية العراقية ، فذهبت دعوته أدراج الرياح ، فسقط صدام إلى " الحفرة " بينما صعدت أحزاب المعارضة إلى قمة السلطة بانتخابات شعبية ..!
كل شيء محتمل وكل شيء ممكن فنحن نعيش عصر " مكننة "الاحتمالات و " عولمة " الممكنات ..!
التغيير في سوريا آت لا ريب فيه ..!
ـــــــــــــــــــــــــــــ
بصرة لاهاي في 5 – 3 - 2005



#جاسم_المطير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكومبيوتر ديناصور متعدد الرؤوس ..!!
- يولد الغضب من سوء الفهم ..!!
- إعادة أعمار العراق .. ماء في غربال ..!!
- عوافي أيها الوزراء الراحلون ..!!
- مسامير جاسم المطير 839
- حكة كرسي الوزارة ..!!
- ديمقراطية للكَشر ..!!
- أيها العاشقون تعلموا فن التقبيل ..!
- دراكولا من موسكو إلى بغداد ..!
- قادة وملوك ليسوا من صنع الخيال ..!
- وداعا أيها الوزراء - المؤقتين - ..!
- عجائب الدنيا في برج الأسد ..!
- من فاته قطار الحكومة السابق يريد أن يستوزر في اللاحق ..!!
- إنه الحب في عيد الحب أيها العاشقون ..!
- مرينه بيكم حمد واحنه بسفارة ليل ..!
- بين سًهيلة الانكَليزية وسُهيلة العراقية ..!
- عتاب ديمقراطي إلى بعض المرجعية الشيعية ..!!
- قناة الجزيرة معروضة للبيع في سوق مريدي ..!!
- مسامير جاسم المطير 824
- مسامير جاسم المطير 823


المزيد.....




- سفير الإمارات لدى أمريكا يُعلق على مقتل الحاخام الإسرائيلي: ...
- أول تعليق من البيت الأبيض على مقتل الحاخام الإسرائيلي في الإ ...
- حركة اجتماعية ألمانية تطالب كييف بتعويضات عن تفجير -السيل ال ...
- -أكسيوس-: إسرائيل ولبنان على أعتاب اتفاق لوقف إطلاق النار
- متى يصبح السعي إلى -الكمالية- خطرا على صحتنا؟!
- الدولة الأمريكية العميقة في خطر!
- الصعود النووي للصين
- الإمارات تعلن القبض على متورطين بمقتل الحاخام الإسرائيلي تسف ...
- -وال ستريت جورنال-: ترامب يبحث تعيين رجل أعمال في منصب نائب ...
- تاس: خسائر قوات كييف في خاركوف بلغت 64.7 ألف فرد منذ مايو


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - جاسم المطير - سوريا على جسر التغيير ..!