|
بعرور شفنا بس الخروف ما شفناه
نوري جاسم المياحي
الحوار المتمدن-العدد: 3890 - 2012 / 10 / 24 - 20:48
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
اضاع رجل قطيع غنمه ...فخرج يفتش عنه ... بالسؤال عنه كل من يلتقيه على الطريق ...هل شاهدتم قطيع من الغنم ؟؟؟ واصفا لهم القطيع ...مثل كبيرهم هذا لونه وصغيرهم هذا لونه ؟؟ ويشرح لهم بالتفصيل الممل اوصاف القطيع بقلب محروق ونفس ملهوف .. والكل يجيبه لم نرى غنمك وحتى بلا مبالاة أو التفات اليه ..حتى ان بعضهم كان يلومه ويوبخه لانه لم يحافظ على قطيعه وتركه للضياع او السرقة..والمسكين يجيبهم بحسرة ومحزونا متألما وعاتبا ( اني بيا حال ياأخوان وانتو تلومون بيهه ؟؟)... واخيرا وبعد عناء شديد ..التقى بأناس اجابوه ..بانهم لم يروا غنمه ولكنهم رأوا بعرورا لغنم ربما خلفه قطيعه ...وأشاروا له على مضارب عشيرة ( شبيب) ليفتش عن قطيعه ...وفعلا وجده عندهم بعد ان ذبحوا واكلوا اكثر من نصف القطيع بين ليلة وضحاها ...وعاد الى دياره مع البقية الباقية من الغنم ... فرحا جذلان من شدة الفرح ..حامدا شاكرا ربه لان شبيب وعشيرته لم يأكلو القطيع كله ... لا ادري لماذا تذكرت هذه القصة عندما اصدر القضاء مذكرات القاء القبض على محافظ البنك المركزي الاستاذ سنان الشبيبي وزملاءه العشرين والمتهمين بخفة الايادي ايضا ( وكالعادة الاستاذ وربما البعض من المطلوبين معه هم خارج العراق حاليا وربما أيضا محصنين بجنسية ثانية ) وكالعادة التي اصبحت ظاهرة عراقية ...قامت الدنيا ولم تقعد بين متهم للدكتور الشبيبي بالفساد والاهمال والتقصير وبين من يدافع عنه ويعتبره بريء وضحية وامين هذه الامة التعبانة ونحن المواطنين الغلابا المفلسين والكحيانين واقفين بالوسط لاندري من نصدق ؟؟؟ نلتفت يسارا ويمينا مثل الاطرش بالزفة ...ونسمع بارقام الفساد الخيالية وكلها دولارية وبالمليارات والترليونات ...بحيث لايصدقها عقل عاقل ولا نجد لها أثرا لصرفها وانفاقها على ارض العراق .. ومما اثار استغرابي ان السفارة الامريكية سارعت للتدخل والاستفسار عن الاسباب لاصدار مذكرات القبض ...مما يدلل على ان استقلالنا اكبر كذبة ...والمتهمين من احباب الدوائر المالية الامريكية ... بالامس كنت اشاهد الفضائيات وهي تعرض الشيخ حمد امير قطر وهو يتبرع ب400 مليون دولار لانشاء مشاريع في غزة ومنها انشاء معمل للاطراف الصناعية للفلسطنين المعوقين والتي تقطع اسرائيل ايديهم وارجلهم بالقصف والالغام ...وبالمقابل اقاموا الاحتفالات الباهرة وعمت الفرحة العارمة للشيخ الاسلامي اسماعيل هنيه وهو يمدح ويمجد بالشيخ الكريم وزوجته موزة ...ولا ادري لماذا برزت صورة مزاد بيع البنك المركزي العراقي للدولار وبلا وجع قلب ففي كل يوم مزاد يبيع مبالغ طائلة قد تصل الى 400 مليون دولار بيوم واحد .. والمواطن العراق المحروم لم يرى عمارة قامت او برج ارتفع مثل برج العرب في دبي سواء للكرد او التركمان او الشبك او بناء مستشفى او مدرسة اقيمت ...ولكي لا ابخس كرم حكومتنا ...فهي شاطرة في بناء السجون والمعتقلات كسجن الحوت والتمساح ومع هذا نسمع يوميا بهروب للمحكومين بالاعدام وممن يملكون دفاتر الدولار ... المهم اهلنا يقولون (بين الحقيقة والكذب اربع اصابع ...والمقصود في هذه العبارة المسافة بين العين التي ترى فيها والاذن التي تسمع بها اربع اصابع ) وهناك قول اخر لاهلنا رحمهم الله يقول (ماكو دخان بلا نار ) والحليم يفهمها ...وهناك قول اخر لآهلنا رحمهم الله برحمتهم الواسعة ...لانهم كانوا حكماء بالرغم من اميتهم ...يقولون ( اللي ياكله العنز – الصخل – يطلعه الدباغ ....) ولكن مشكلتنا في العراق ...لايوجد عندنا دباغ يجيد الدبغ ... قبل سنوات وعندما كان الدكتور على بابان يشتغل كوزير للتخطيط ...اطلق تصريح خطير جدا جدا ...عندما قال (البنك المركزي العراقي يساعد ويشارك بتهريب العملة الصعبة ) ...والاقتصاديون يعرفون خطورة هذا التصريح وتبعاته القانونية والاقتصادية ...ولكن في عراق دولة القانون ...تبخر التصريح وطار ادراج الرياح ...كالعادة انا لاافهم بالمال والبنوك والاقتصاد ولا انا من اصحاب المال والحمد لله والله وكيلكم انا شخصيا لا املك دولار واحد ومنذ سنوات طويلة لم اكحل عيني برؤية طلعته البهية او المسه بيدي ...لكن هذا لايعني انني لا أهتم او اسكت عمن يسرق قوت شعبي وأطفالي .... قد يسأل احدكم ...لماذا اكتب عن موضوع الفساد الذي ينتشر كالسرطان واكل عليه الدهر وشرب ...وقد يسأل ما علاقة الخروف والبعرور بالدولار والبنك المركزي والاستاذ سنان وزملاءه ؟؟؟وساجيبكم على سؤالكم بسرد قصة المهضومة والمظلومة الست حمدية ... الست حمدية (الاسم ليس الاسم الحقيقي )...معلمة في احدى مدارس ابو غريب الابتدائية ...وهي ارملة حيث قتل زوجها بسبب المحتل والاحتلال الامريكي...وترك لها خمسة اطفال لاعالتهم ...وهي لاتملك غير الراتب تصرفه لمعيشتهم وتربيتهم ...وقد استلمت الراتب الاخير ومن ضمنه 100 الف دينار من فئة الالف ...اي مئة ورقة ...مهتوكة وممزقه والكثير منها فاقد بعض اطرافه ...وحاولت تبديلها بالمصرف ...فرفضوا تبديلها ...وحاولت صرفها عند البقال او ابو الغاز او سائق الكيا ...الجميع رفضوها ..وعندما التقيت بها كانت تندب حظها العاثر الى درجة البكاء والنحيب ...وهنا بدأت بلومها وقلت لها ...لماذا قبلت استلامها ؟؟؟ قالت ...حالي حال 35 معلمة وعاملة في المدرسة ...كل منهن استلمت مئة الف دينار ممزقة ...اي بحساب بسيط يكون المبلغ الموزع في مدرسة واحدة هو ثلاثة ونصف مليون دينار ...اي ثلاثة الاف وخمسمائة ورقة ممزقة من فئة الالف دينار ...والمفروض بالمصرف ارسالها للبنك المركزي لاتلافها ...وهنا توقفت لافكرمليا ...هل من المعقول ان هذه العملية بريئة ؟؟؟ والمصرف صاحب العلاقة نزيه ونظيف ؟؟؟ اهلنا علمونا ان بعض الظن اثم ...ولكن الفساد المستشري في العراق والذي وصل الى نخاع العظم ...يدفعني للظن ان بعض القائمين على اتلاف العملة في البنك المركزي او اية جهة اخرى ربما غير نظيفين وأيدهم طويلة وخفيفة ...فأخذوا حق جدهم على الطريقة العراقية هذه الايام .. وهذا يعني سحب كميات كبيرة من العملة التالفة وتعيدها للمصارف بدل اتلافها وبدون تعريض انفسهم للعقوبة والحساب لان الشليلة ضايعة هي وراسها ...ولان لا احد عنده دليل ضدهم (ولامنشاف او مندري ) كما يقول العراقيون ...لان حكومتنا حكومة (كلمن ايده اله ) و(رجال اللي يخلي بالسكلة ركي ) ... والمغزى من هذه الحادثة ...انني شفت بعرور بس ما شفت الخرفان ...والله المستعان على الفاسدين وسارقي قوت الشعب ... اللهم احفظ العراق واهله اينما حلوا او ارتحلوا
#نوري_جاسم_المياحي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هذا ما جناه علي ابي وجنيته على ابنائي
-
اللعب بالاعضاء الجنسية بين الزوجين حرام
-
تعددت الاسباب والنهب واحد
-
لمن اشكو النفاطة الشفاطة اللافطة ؟؟؟
-
الامريكان بدأوا يحصدون ما زرعوا من حقد وكراهية
-
وهكذا تعاد الاسطوانة بعد كل يوم دامي
-
عراقنا ..يبقى مرتع خصب للمحتالين والنصابين
-
امن مفقود وطريق مسدود واذلال موجود
-
احذروا ..امننا اوهن من بيت العنكبوت
-
مقارنة بين مرسينا العراقي ومرسيهم المصري
-
الحدس والرئيس محمد مرسي
-
الفقير بين تمساح شرير او بريصي حقير
-
حكومتنا ...تحارب فقراءنا
-
طبول الحرب الطائفية بدأت تقرع ...فأسكتوها ..
-
قصة ضابط عراقي متقاعد
-
سيبقى الفقراء ضحية للاعلام اليميني المتطرف
-
بوادر الثورة الشعبية العراقية
-
شراكة الفرهود الوطنية ومعاناة الفقير الكهربائية
-
يا مالكي ::كن شجاعا وافتح بقية الملفات كما وعدت
-
ذكرياتي عن عيد العمال العراقي
المزيد.....
-
سقط من الطابق الخامس في روسيا ومصدر يقول -وفاة طبيعية-.. الع
...
-
مصر.. النيابة العامة تقرر رفع أسماء 716 شخصا من قوائم الإرها
...
-
الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى يستخدمها -حزب الله- لنقل الأ
...
-
كيف يؤثر اسمك على شخصيتك؟
-
بعد العثور على جثته.. إسرائيل تندد بمقتل حاخام في الإمارات
-
حائزون على نوبل للآداب يطالبون بالإفراج الفوري عن الكاتب بوع
...
-
البرهان يزور سنار ومنظمات دولية تحذر من خطورة الأزمة الإنسان
...
-
أكسيوس: ترامب يوشك أن يصبح المفاوض الرئيسي لحرب غزة
-
مقتل طفلة وإصابة 6 مدنيين بقصف قوات النظام لريف إدلب
-
أصوات من غزة.. الشتاء ينذر بفصل أشد قسوة في المأساة الإنساني
...
المزيد.....
-
الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات
/ صباح كنجي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت
...
/ ثامر عباس
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|