أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - مصطفى مجدي الجمال - حديث الصراحة مع المعارضة الليبية














المزيد.....


حديث الصراحة مع المعارضة الليبية


مصطفى مجدي الجمال

الحوار المتمدن-العدد: 3890 - 2012 / 10 / 24 - 18:04
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


شاءت ظروف عملي وموقعي السياسي أيضًا أن أجد نفسي في اجتماع مطوَّل مع مجموعة من المعارضين الليبيين للنظام الحالي بعد الإطاحة بالقذافي.

في الحقيقة كان شعوري مختلطًا بين الشفقة الشخصية على مثقفين نابهين يتعرضون لتجربة المنفي المريرة على أيدي النظام الجديد الذي نصَّبه الناتو، وبين الرغبة الشديدة في توجيه اللوم لهم بالقول: "ألم نقل لكم منذ سنوات طويلة أن هذا هو المآل الطبيعي لتجربة القذافي التي استغرقت من عمر ليبيا وثرواتها وروحها اثنين وأربعين عامًا؟"

الغريب أن معظم هؤلاء المثقفين كانوا يتعرضون للتهميش، وربما المنفى الاختياري أيضًا، في عهد القذافي نفسه. وهكذا فإن الحريصين حقًا على النظم الوطنية ويريدون تطويرها هم الذين يتعرضون في الزمنين- قبل وبعد إسقاط النظام- للإهمال وسوء الفهم وربما الاضطهاد أيضًا.

أما من كانوا يتصدرون المشهد إبان عصر الجماهيرية والكتاب الأخضر والنظرية الثالثة.الخ، فهم إما وجدوا سبيلاً للتعاون مع النظام الجديد أو اختراقه، وإما نفذوا بجلدهم من الجحيم الليبي ومعهم نساؤهم وأطفالهم وحقائب الأموال والذهب ليستمتعوا أيضًا بحساباتهم البنكية وممتلكاتهم بالخارج.

تلك كانت دائمًا ذات الملهاة السوداء المتكررة بعد سقوط كل نظام دكتاتوري ادّعى الوطنية والتقدمية.. أما الأفاقون والانتهازيون فلن يعدموا إيجاد طريقة لتسليك أحوالهم..

المهم.. عرض الإخوة الليبيون تصورهم للنشاط السياسي الذي ينوون القيام به في الظرف الجديد. وفي مقدمته الدعوة إلى "المصالحة الوطنية" مع النظام الجديد.

ودون الدخول في تفاصيل نقاش غير مسموح لي أخلاقيًا بنشرها، فقد عرضت وجهة نظري في النقاط القليلة التالية:

(1) بعد تبدل الأحوال من الوجود في الحكم- بدرجة أو أخرى- إلى الوجود في المعارضة والمنفى، ليست الدعوة إلى المصالحة هي نقطة البداية المثلى، وإن لم تكن مستبعدة بالطبع، وإنما نقطة البدء الحقيقية هي تقديم نقد ذاتي كامل وصادق أولاً عن 42 عامًا ضاعت من عمر الشعب الليبي لصالح جنون العظمة وسلطة الفرد/ العائلة والوحشية وإهدار موارد الوطن وإفقار شعب كان يمكن أن يكون من أغنى شعوب الأرض لو حدثت فيه تنمية حقيقية توفرت إمكانياتها المادية بثروات هائلة.

(2) ترجع أهمية النقطة السابقة أيضًا إلى ضرورة التخلي عن النزعة التبريرية الخائبة لسقوط نظام الطاغية بحصر الأسباب في عدوان الناتو.. ودون التطرق لمواضع العوار الخطيرة في النظام البائد.. وبالابتعاد عن التبرير الساذج سيمكن البحث عن القوى الحقيقية القادرة على إنقاذ ليبيا من مصير أسود على أيدي عصابات قبلية وإرهابية ونخب جديدة ربما لا تقل فسادًا ووحشية.. ومن ثم سيصبح ممكنًا بناء أوسع جبهة ممكنة (وطنية وديمقراطية وتقدمية) في وجه الحكم الحالي.

(3) من خلال تلك الجبهة المنتظرة يمكن الشروع في بحث المصالحة الوطنية في توقيت لاحق وعلى أسس قوية. ومن المهم للقوى المعارضة ألا تبادر بمغامرات مسلحة قبل استنفاد السبل السياسية المتاحة للتعبئة الشعبية ضد الحكم الحالي وحلفائه الخارجيين.

(4) أكبر خطأ يمكن أن ترتكبه المعارضة الليبية الجديدة أن ترتكن إلى أسس وزعامات قبَلية في مواجهة النظام الحالي، لأنها بهذا سوف تطيل عمره وليس العكس.

(5) على المعارضين الليبيين الحاليين أن يتوقفوا عن نقد السياسيين العرب الذين كان النظام السابق يغدق عليهم الأموال، ولكنهم نفضوا أيديهم منه سريعًا بمجرد أن لاحت إشارات سقوطه.. ذلك لأن النظام السابق كان في الحقيقة يبحث عن عملاء لا متضامنين يتمتعون بالاستقلالية. ولكن المشكلة أن تلك النظم المتناقضة لا تعرف خطأها هذا إلا بعد أن يسقط رأسها، فلا تدرك في الوقت المناسب قيمة النصائح التي يقدمها المخلصون، وحينما تقع الواقعة لا نجد مما تبقى من هذه النظم سوى اجترار الشتائم والبكاء على غدر "الأصحاب".

(6) الأمر الأخطر من كل شيء أن يسعى المعارضون الليبيون الحاليون للخروج من أزمتهم عن طريق فتح القنوات مع ذات الدول والاستخبارات التي أسقطت نظام القذافي.. وللأسف هذا يحدث بالفعل.. وهذا حديث معلومات لا إشاعات.

وقى الله شعب ليبيا من كل شر.. وفي المقدمة: شرور أبنائه!!



#مصطفى_مجدي_الجمال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصطفى مجدي الجمال - مفكر وسياسي يساري مصري - في حوار مفتوح م ...
- الروح الرياضية واللعب بالديمقراطية
- العودة للاهتمام بأمريكا اللاتينية.. توطئة
- هل يفعلها اليسار المصري هذه المرة ؟!
- الثورات العربية.. تقدير موقف
- مستقبل جمهورية مرسي
- ثورات واستخبارات
- وعيد المرسي ومآله القريب
- عودوا إلى جادة الثورة
- تحيا الآلة الكاتبة
- افرحوا أنتم !!!
- سموم اللغة الثورية الهابطة
- محاكمة القرن.. خطوة خطيرة نحو صدام معقد
- الثورة المضادة أفعى برأسين
- كل رجال البرادعي
- إنقاذ ثورة مصر من الضياع
- طرائف يسارية
- حتى لا تحترق مصر
- جبهة أم منابر حزبية
- يسار ب 3 رؤساء


المزيد.....




- السودان يكشف عن شرطين أساسيين لبدء عملية التصالح مع الإمارات ...
- علماء: الكوكب TRAPPIST-1b يشبه تيتان أكثر من عطارد
- ماذا سيحصل للأرض إذا تغير شكل نواتها؟
- مصادر مثالية للبروتين النباتي
- هل تحميك مهنتك من ألزهايمر؟.. دراسة تفند دور بعض المهن في ذل ...
- الولايات المتحدة لا تفهم كيف سرقت كييف صواريخ جافلين
- سوريا وغاز قطر
- الولايات المتحدة.. المجمع الانتخابي يمنح ترامب 312 صوتا والع ...
- مسؤول أمريكي: مئات القتلى والجرحى من الجنود الكوريين شمال رو ...
- مجلس الأمن يصدر بيانا بالإجماع بشأن سوريا


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - مصطفى مجدي الجمال - حديث الصراحة مع المعارضة الليبية