أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - موسوعة تاريخ الأفكار للشباب















المزيد.....

موسوعة تاريخ الأفكار للشباب


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 3890 - 2012 / 10 / 24 - 12:23
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


اهتمتْ د. مرفت عبدالناصربالشباب فكتبت من أجلهم ثلاث موسوعات. الثالثة هى (تاريخ الأفكار) من ثلاثة أجزاء الصادرة عن نهضة مصر- يوليو 2007 . عندما تحدثتْ عن سقراط ذكرتْ أنه تعلم كثيرًا من الفلسفة المصرية القديمة ، خاصة المفهوم الفلسفى (ماعاط) التى تـُكتب وفق السائد (ماعت) نسبة إلى إلهة العدالة أى مفتاح الحياة. وأنها تمثل (اليوتوبيا) الممكنة ، باعتبارها فلسفة أخلاقية قابلة للتحقق مبنية على الوسطية والاعتدال. ولاتنسى أنْ تضع صورة لتمثال (ماعت) على شكل امرأة ترتدى تاجًا من ريشة نعام. هى نفس الريشة التى استخدمها المصرى فى حساب الموتى. حيث كان القلب يوزن مقابل الريشة. فإذا كان وزنه وزن الريشة وقت الحساب كان صادقــًا مع نفسه. أما إذا كان أثقل من الريشة دلّ هذا على خداع النفس. وشرحتْ أسلوب سقراط الفلسفى مع الشعب ، وإلى أول محاكمة فى التاريخ لفيلسوف بتهمة تحريض الشباب على مخالفة العقائد وسياسة الدولة.
وعندما تحدثتْ عن أفلاطون وضعت صورة (البردية الحسابية) خاصة وأنّ أكاديميته كانت تعنى بتدريس الفلسفة والرياضيات. ثم شرحت دوره فى نقل أفكارسقراط الذى لم يكتب فلسفته بنفسه. وكتبتْ عن تأثرأفلاطون بفيثاغورث الذى عاش فى مصر 22 سنة وتعلم من الفلسفة المصرية القديمة. وأدرك أنّ المصريين توصلوا إلى معرفة المثلث الذى اشتهر به. وشرحتْ أهم أفكارأرسطو تلميذ أفلاطون وأستاذ الاسكندرالذى قرأ أشعارهوميروس (مع صورة لتمثال هذا الشاعر) كما ربطتْ بين ابن رشد ودوره فى شرح فلسفة أرسطو. وأمبرتو أيكو مؤلف رواية (اسم الوردة) التى تدورداخل دير فى العصور الوسطى والراهب الأكبريمنع قراءة الكتب من مكتبتها وخاصة كتاب أرسطو فى الشعرلأنه تناول فيه فلسفة الضحك. وكان مبررالراهب أنّ ((الضحك يحررالإنسان من الخوف ويجعله أكثر قوة على مواجهة أى سلطة وفى هذا خطركبير)) ثم انتقلتْ إلى الفلسفة الأفلاطونية التى أسسها الفيلسوف المصرى بلوتينوس (204- 269 م) وهو الأب الروحى للأفلاطونية الجديدة التى أعطتْ عمقــًا روحيًا كان له تأثيرعلى تطورالفكر المسيحى والذى يطلق عليه الغنوصية. وقد عثرعلى الكثيرمنها فى مكتبة نجع حمادى . وأوضحتْ العلاقة بين الأفلاطونية الجديدة وإله الكتابة والحكمة المصرى (تحوت) وفى هذا الفصل وضعتْ صورة (البارثنيون) بأثينا وصورة للمسرح اليونانى . وصورة بمساحة صفحتين 50×30 لمدرسة أثينا بريشة الفنان رفائيل. وصورة لمكتبة الاسكندرية. وكان من الطبيعى أنْ تتحدث عن الفيلسوفة المصرية هيباتيا التى قتلها المسيحيون عام 415 لأنهم رأوا أنّ اكتشافاتها العلمية نوع من الكفر وخروج عن تعاليم الدين الصحيح. ولخصت قصة حياة الفيلسوف سينكا التراجيدية. إذْ كان أستاذًا للإمبراطور نيرون الذى طغى . غضب الشعب الرومانى لسكوته على جرائم نيرون . فابتعد عن الامبراطورالذى اتهمه بالتآمرعلى الحكم . وحكم عليه بالإعدام . وقال ليُهدىء من ثورة أصدقائه ((لاغرابة فى الحكم . ألم يقتل نيرون أمه وزوجته وأخاه وحرق روما)) .
ثم تنتقل المؤلفة إلى عصر النهضة فتحدّثتْ عن فرنسيس بيكون الذى دعا إلى المنهج العلمى. و(وليام هارفى) مكتشف الدورة الدموية. و(كوبرنيكوس) الذى شك فى نظرية مركزية الأرض ليكتشف مركزية الشمس. ثم جاليليو وموقف الكنيسة منه ومحاكمته وإتهامه بالكفر. وبعد سنوات قضاها فى عزلته أجرى المزيد من التجارب التى أفادت البشرية مثل التلسكوب الذى طوّره هوك إلى الميكرسكوب. وفى خطاب من جاليليو إلى العالم (كبلر) تحدث فيه عن تعصب الكنيسة وقال ((ماذا تقول يا عزيزى عما يجرى لنا . لمْ يكلفوا خاطرهم للنظر من خلال التلسكوب)) ثم انتقلتْ إلى نيوتن واكتشافه لقانون الجاذبية الأرضية والذى كتب أنّ القمر رغم انجذابه للأرض لايقع عليها مثل التفاحة. والسبب أنّ هناك قوة أخرى مماثلة تجذبه هو والكواكب الأخرى فى حركة بيضاوية دائمة حول الشمس. وربطتْ بين أبحاث نيوتن فى الضوء وأبحاث العالم العراقى حسن بن الهيثم الذى عاش فى القاهرة. واختتمت الجزء الأول بالحديث عن (مشواراليوتوبيا) من سقراط إلى نيوتن. وأنّ المدينة الفاضلة لن تتحقق إلاّ بالأسلوب العلمى وبارتقاء الفكرالإنسانى. وأنّ المعارف لاتأتى من فراغ وأنّ ((كل المعارف يرتبط بعضها ببعض. والاكتشافات ما هى إلاّ حلقات متصلة. وهذا يعنى ضرورة التعرف على إسهامات كل من يخوض معركة الفكرقبلنا)) وإذا عدنا من الصفحة الأخيرة إلى الصفحة الأولى حيث ذكرتْ كتاب توماس مور(اليوتوبيا) عن المجتمع المثالى الذى يسمح باحترام وتقبل الغيرالمختلف ، فإننا نكون قد حققنا حلم البشرية فى تأسيس مجتمع ((أكثرإنسانية يؤكد على كرامة وقيمة الإنسان)) .
وكانت المؤلفة موفقة عندما بدأت الجزء الثانى بالحديث عن ديكارت. ولخـّصت للشباب أهم محاور فلسفته ((إعمال العقل هو روح الوجود. لابد أنْ يتبع التفكيرالأسلوب العلمى المبنى على المنطق. الكمال يستدعى من الإنسان الإصرار- الإرادة- للتغلب على ضعف الذات)) ورغم أهمية دور ديكارت فإنّ أنطونيو داماسيو البروفيسور فى طب الأعصاب انتقده لفصله التعسفى بين العقل والجسد. وناقش دورالعاطفة فى عملية التعقل من خلال ما توصل إليه العلم الحديث. ثم ربطتْ المؤلفة الأبحاث الحديثة بمعرفة المصرى القديم بالمخ والوصف الدقيق له فى بردية (إدوين سميث) وأنّ المخ هو مركز الوعى . ومع ذلك وقع اختيارالمصرى على القلب إذْ رأى بفطرته أنه الأقرب إلى مفهومه عن العقل. فأصبح القلب مركزًا لحكمة الإنسان ومدى صدقه أو زيفه. ولذلك كتبتْ د. مرفت ((خطأ ديكارت لايكمن فى مقولته : أنا أفكرإذن أنا موجود. وإنما الخطأ هو إرجاع المسألة كلها إلى المخ والتنكرلأهمية الجسد. وليسمح لى ديكارت أنْ أقول : أنا أشعر. إذن أنا أفكر. إذن أنا موجود)) وتضع صورة لجدارية (حساب الميت) وصورة ل (عين حورس) مع شرح لعلاقة البصر والبصيرة فى الفلسفة المصرية القديمة. وشرحتْ تاريخ (الماجنا كارتا) مع صورة للبرلمان الإنجليزى ، ومعنى (الليبرالية) ودور جون لوك وهيوم فى ترسيخ الحرية . ثم دور توماس بن فى التمهيد للثورة الأمريكية التى حصلت فيها أميركا على استقلالها عن بريطانيا. مع الحديث عن الثورة الصناعية وتاريخ تحريرالعبيد وميثاق حقوق المرأة. أما عن الثورة الفرنسية فإنّ د. مرفت أفردتْ عدة صفحات للحديث عن دورالفلاسفة فى التمهيد لها. وأوضحتْ أنّ فولتير كان يرى تغييرالوضع القائم عن طريق نشرالأفكارالتنويرية دون اللجوء إلى العنف. وأشارتْ إلى أهمية رواية ديكنز (قصة مدينتيْن) عن الثورة الفرنسية. وبأسلوب سلس أخذتْ قارئها الشاب من الثورة الفرنسية إلى الحملة الفرنسية على مصر ودورها فى التنوير المصرى. وكتبتْ عن ديدرو الذى كتب أول (موسوعة للمعرفة) مع صورة للمكتبة. وكما عانى فولتير من ملك فرنسا ، عانى ديدرو أيضًا من الاضطهاد لدرجة أنّ بعض فصول الموسوعة تم طباعتها تحت التهديد وفى مطابع سرية. وهذا ما جعله يقبل عرض الامبراطورة الروسية كاترين التى دعته إلى قصرها ليعلمها الفكر والفلسفة ويساعدها فى أنْ تجعل من بطرسبرج اسكندرية الشمال وتـُتوج نفسها كليوباترا جديدة على عرش ثقافة العصرالحديث.
وفى الجزء الثالث شرح مبسط لفلسفة هيجل وماركس الذى كان يتوجه يوميًا من بيته فى لندن إلى المكتبة البريطانية التى كانت ملحقة فى ذلك الوقت بالمتحف البريطانى مع صورة للمتحف. وبأسلوب مبسط شرحت تطورعلم الطاقة. وموجات الراديو واكتشاف الأشعة السينية ودور(بيركورى) وزوجته مارى كورى فى اكتشاف المواد المشعة مع صورة لمتحف فولتا فى إيطاليا. ثم دورأينشتاين فى اكتشاف الذرة وقانون النسبية. وصورة ل(لويزباستير) الذى اكتشف البكتيريا فى معمله. وصورة للمتحف الطبيعى فى لندن. أما الفيلسوف الإنجليزى رسل فإنه ((تظاهرضد تسلح بريطانيا نوويًا وتظاهر ضد حرب فيتنام)) وهكذا ربطتْ د. مرفت بين تقدم العلوم الطبيعية ودورالفلسفة والأدب فى تعميق الشعوربالنزعة الإنسانية التى ترفض التعصب والحروب إلى حياة إنسانية أكثررقيًا . لذلك لا أغالى إذا قلتُ أنّ موسوعتها الموجهة للشباب لو تم تدريسها فى المدارس الثانوية والجامعات ، فإنها ستـُغيرالكثير من أفكارالشباب ، بحيث تكون لدينا أجيال جديدة تنبذ التعصب فى رحاب التعددية .
*****



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمنيات الزمن الضائع للأديبة هدى توفيق
- الموالد المصرية وأبعاد الشخصية القومية
- مظاهر الليبرالية المصرية قبل يوليو1952
- ربوة منصر القفاش - قراءة فى مجموعته نسيج الأسماء
- الشخصية المصرية وتعاملها مع القهر فى مجموعة (الحنان الصيفى)
- الأسطورة والواقع فى أطفال بلا دموع
- وصف اللغة بالفصحى غير علمى لأنّ الفصاحة للإنسان
- علم الآثار وغياب الحس القومى
- رؤية الواقع ورؤى الخيال فى (أغنية الدمية)
- أسماء المصريين بين المُعلن والمسكوت عنه
- قصة للمرحوم بيومى قنديل من مجموعته أمونه تخاوى الجان
- ميريت آمون - قصة قصيرة
- فى نص الليل - قصة قصيرة
- العودة إلى العتمة - قصة قصيرة
- سندريلا مصرية وليست أوروبية
- نقد الفن بالكلمة خيرٌ وأبقى
- أفغانستان بين الاستعماريْن الإنجليزى والروسى
- الليبرالية المصرية بين الفشل والنجاح
- لويس عوض و(إلحاد) الأفغانى
- جمال الدين الأفغانى فى الثقافة السائدة


المزيد.....




- روسيا تعرب عن قلقها البالغ إزاء زيارة بن غفير الاستفزازية إل ...
- “اضبطها الآن وفرح أطفالك” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 ع ...
- المقاومة الاسلامية تنفذ عددا من العمليات ضد مواقع وانتشار جي ...
- البحرين تدين اقتحام وزيرين إسرائيليين المسجد الأقصى
- كبار حاخامات اليهود يؤكدون تحريمهم القاطع لاقتحام المسجد الأ ...
- اشغلي طفلك وريحي بالك.. تعرف على تردد طيور الجنة الجديد 2024 ...
- إسبانيا تدين اقتحام بن غفير لباحات المسجد الأقصى
- ياعيني على الاستحمام?????? تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024. ...
- إسبانيا تدين اقتحام بن غفير لباحات المسجد الأقصى
- ابسطي عيالك ونزلي ليهم تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ...


المزيد.....

- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - موسوعة تاريخ الأفكار للشباب