أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - طلال ابو شاويش - حماس على حد السيف














المزيد.....


حماس على حد السيف


طلال ابو شاويش

الحوار المتمدن-العدد: 3889 - 2012 / 10 / 23 - 20:22
المحور: القضية الفلسطينية
    



لقد دعمت الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها من الدول الغربية وعملاؤها في المنطقة وعلى رأسهم امبراطورية قطر العظمى - المؤسسة التي تصل إليها الخطط ليبدأ العمل على تنفيذها منها - !
هذا التحالف دعم بصورة واضحة صعود الإخوان المسلمين للسلطة في مختلف الأقطار التي شهدت ربيعاً عربياً ... وتأتي هذه الخطط الغربية بعد دراسة معمقة لطبيعة برامج الإخوان المسلمين والنتيجة الحتمية لاصطفافهم إلى جانب الدول الغربية لتشكيل الشرق الأوسط الجديد.
وخصوصاً إدراك الغرب للمنطلقات السياسة الإخوانية واستعدادهم الأكيد لتأمين دولة الاحتلال وعلى مختلف الصعد وحين تتوفر شروط القوة والمنطق لهم !
غير أن هذه المواقف الإخوانية التي قد تبدو دراماتيكية لا يمكن لها أن تُعلن وتوضع في مواقع التطبيق بصورة متعجلة أو مرتبكة وإنما بتروي وهدوء خطى المؤامرة نفسها ...
ولما وجه الغرب قطر العظمى لطرح مشروعٍ عسكري بشأن سوريا ، ورفض الإخوان في مصر هذا الموقف وهذا ليس لأنه مناقضاً لمواقفهم ، وإنما لأنه قد يقلب الأمور على رؤوسهم ، فقد نزعت قطر على الفور وطبعاً بتوجيهٍ أمريكي اسرائيلي لتبني مشروع إعادة إعمار غزة !
وبهذا تنتقل الحاضنة لحركة حماس من مصر إلى قطر تحت إغراءات المال السياسي كما يضعف الدور المصري على صعيد الورقة الفلسطينية وتظل العلاقة الحمساوية / المصرية تدور في دائرة المعبر والأنفاق والتجارة والخدمات وليس العمل السياسي الرئيسي والجوهري ...
وكان على حركة حماس أن تدرك هذا جيداً وأن ترفض أن تتحول من كيان سياسي مقاوم إلى كرة تركلها الأقدام من مكان لآخر !
كان عليها أن تعلن وعلى الملأ أن مشروع إعمار قطاع غزة يجب أن يأتي في إطار عالمي إسلامي عربي مخطط وواضح وفي ظل توافق فلسطيني ينهي حالة الإنقسام وإلى الأبد ويؤسس لمرحلة وجدوية تجعل كل ما حدث في السنوات الأخيرة خلف ظهورنا !
وفي هذا السياق أقدم احترامي وتقديري لكافة القوى السياسية والمجتمعية التي أعلنت مقاطعة الزيارة القطرية المشبوهة ، لأنها أدركت تماماً أن موظف السي آي إيه القطري لا يمكن أن يكسر حصار غزة التي لم تعد محاصرة أصلاً إلا من الداخل ، وبأن قطر وبعد الانقلاب في غزة هي الدولة الوحيدة التي أبقت تمثيلاً لها في غزة لتشكل حلقة اتصال مشبوهة ما بين اسرائيل ومن خلفها الغرب وحماس ومن خلفها حلفائها المترددين !
ولم يكن هذا الموقف بالطبع لأن قطر الجزيرة والعيديد والسيلية ترفض نهج أوسلو وصاحبته حركة فتح وتصطف لجانب مشروع المقاومة وصاحبته حركة حماس !!؟
اليوم الثلاثاء الثالث والعشرين من أكتوبر 2012 هو يوم أسود في تاريخ قطاع غزة ... يوم الانقلاب الرخيص على الكرامة والعزة الفلسطينية ... اليوم وجهت طعنة غبية حادة مسمومة في ضمير الشعب الفلسطيني الباحث عن وحدة وحرية وكرامة ، وليس عن الدولار وإعادة الإعمار !
وإن كانت حماس وفي حساباتها السياسية تعتقد في هذه الزيارة / العار مكسباً سياسياً يمنحها شرعيةً ما ، وهي تدرك في نفس الوقت أن قطر أداة أمريكية لا أكثر ، فتلك طامة كبرى ، وتدلل بأن هذه الحركة لم تنضج بعد لتدخل معمعان السياسة ، بل وليست مؤهلة لتحمل مسئولية شعب وقضية ، وربما الدلائل والمؤشرات الأخرى على مختلف الصعد كثيرة وكثيرة جداً !
لا يليق بحركة تدّعي تبنيها لبرنامج المقاومة ومشروعها ، أن تصنع من نفسها ربيباً لأدوات السياسة الغربية في المنطقة وخصوصاً قطر العظمى لتحقيق مكاسب سياسية سخيفة ، فحماس المقاومة التي عرفها العالم لا تحتاج لشرعية السي آي إيه !!!
كما لا يليق بحركة تدعي الثورية أن تنحني أمام إغراءات المال على النحو الذي جرى اليوم !
كما لا يجوز لحركة انقلبت على الفساد والإفساد - كما بررت انقلابها حينئذٍ - أن تجرّنا جميعاً لتغرقنا في آبار النقط القطري ! مرتع الفساد والإفساد والدكتاتورية والتخلف والعمالة !
اليوم ... هو يوم حزنٍ عظيم في تاريخ قطاع غزة والقضية الفلسطينية ... فمن يمكنه أن يتجاهل أننا في هذا اليوم بالذات بدونا أمام العالم ككيانين منقسمين ... شبه دولتين مشوهتين ... ومنقسمين في صورة باهتة لم تتجلى منذ تاريخ الإنقسام كما تجلت في هذا المشهد المخزي الذي فرضته حركة حماس على الشعب الفلسطيني وخصوصاً أبناء قطاع غزة ؟؟!!



#طلال_ابو_شاويش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في غزة يموت الحب
- نعم للانقسام!
- مجرد صورة.............قصة قصيره
- قصه قصيره
- قصة قصيرة -شروق
- قصة قصيرة-خارج السياق
- قصص قصيرة
- ام الفقراء في عيدهاالثاني و الاربعين


المزيد.....




- السيسي وولي عهد الأردن: ضرورة البدء الفوري بإعمار غزة دون ته ...
- نداء عاجل لإنهاء الإخفاء القسري للشاعر عبد الرحمن يوسف والإف ...
- -الضمانات الأمنية أولاً-..زيلينسكي يرفض اتفاق المعادن النادر ...
- السلطات النمساوية: هجوم الطعن في فيلاخ دوافعه -إسلاموية-
- نتنياهو: انهيار نظام الأسد جاء بعد إضعاف إسرائيل لمحور إيران ...
- نتنياهو: ستفتح -أبواب الجحيم- في غزة وفق خطة مشتركة مع ترامب ...
- كيلوغ المسكين.. نذير الفشل
- تونس تستضيف الدورة 42 لمجلس وزراء الداخلية العرب (صور)
- -مصيركم لن يكون مختلفا-.. رسالة نارية من الإماراتي خلف الحبت ...
- مصر تعلن بدء إرسال 2000 طبيب إلى غزة


المزيد.....

- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - طلال ابو شاويش - حماس على حد السيف