|
فكرة- لبنان تموت إذا استبدت به كراهية الغير-
علي ديوب
الحوار المتمدن-العدد: 1129 - 2005 / 3 / 6 - 11:19
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
إلى يوسف بزي و يحيى جابر و المليون صبية و شاب في ساحات الحرية: و كأنما لبنان مخيّر بين أن يموت فكرة، أو أن يموت جسدا/ كيانا!؟ و دائما لأنه الفكرة الحية، و العصية. و لأنه عاصمة العرب الذين لا عاصم لهم!. و من يزعم الخوف على لبنان من" الفراغ الأمني"، في غياب الحكومة، فإنما هو المريب يقول خذوني؛ إذ يفضحه خوفه من" فضاء الحرية"، الذي مكن الطفل من حماية رغيف الحرية- في وجه العواصف! و لهذا لا يتحمل الطغاة أن تحيا الحكاية؛ و إن كان لا بد من شهرزاد، فلتجرد من الذاكرة. لا أعرف إن كانت فرحتكم- اليوم- تترك لكم فرصة الإلتفات لرسالتي هذه؛ لا بأس، سأختصر، فهذا أدنى لصبركم، و أدعى لإملاءات الظرف الذي لا يتحمل استفاضات: أنا ممن يصدقون- في سورية- أن لبنان حرر أرضه، ليس بمجرد المقاومة المسلحة، بل بمقاومة الفاعل الأساسي(= الإنسان الحر). و أنا ممن يعتقدون بصواب إحالة قوة مقاومة لبنان إلى حرية الإعلام فيه؛ و لإن كان ثمة مبالغة، هنا، فمردها افتقارنا- نحن العاملين في الإعلام الجماهيري- للشعور بالقيمة. و ليس فقط بالحرية. أنتم تعلمون الكثير عن افتقارنا للحرية في عملنا.. و تعرفون جيدا ما كرّسه قانون المطبوعات الجديد عندنا، و ما فرّط به؛ لكن هل تعلموا أنه لا يحق لنا، في الصحيفة التي نعمل فيها( الثورة)، الدخول أو الخروج من باب واحد مع المدير العام؟ فمن منا وضعه أدنى للقلق؟ كلا، أنا لا أخشى عليكم، و قد بات نصركم قبض أيديكم؛ إنما علينا أخاف، و أخشى ألّم يعد في جسدنا بقية حياة! * رسالتكم التي تقترب، بنبضها المتلاحق، من برقيات أرض المعركة، تعكس الصرخة المليونية، التي يبدو أن القدر استجاب طائعا لنعومتها البرتقالية الصارمة، و للطفها الأنثوي المهيب. و بقدر ما استقطبت إعجابي بحريتكم، فقد ولّدت حسرتي على خنوعنا المطبق، و أثارت حسدي لكم، ممزوجا بالاعتراف: لقد اصبحتم اليوم- أكثر من أي وقت مضى- أقرب( حتى منا) إلى سورية، التي تنشدون؛ بل لعلكم قرّبتموها إلى ما تنشد هي أيضا! تريدون من سورية القارئ، الكتاب، الكاتب، الممثل، الرسام، و المفكر( و غير ذلك- بالتأكيد)؛ من دون رقابة و لا زجر و لا خوف..؟؟ سيتحقق كل ذلك لكم، أيها الطمّاعون، فقط لأنكم أردتم، بل لقد تحقق منذ أردتم؛ فمتى يحق لنا نحن أن نريد! * أهنئكم على شفائكم من مرض الغربة في الوطن، بوجود ساحات مثل التي فتحتها لنتمرئى بها، يا يوسف. أغبطكم على تحرركم من عقدة العداوة بين المثقف و رجل المال، و السلطة، بوجود رجال كالحريري الذي قدمته لنا، يا يحيى. و مرحى لكم بانتصاركم على لعثمة اللغة، بأغنية الجيل الصادحة! * من أسف أن جلّ الأصدقاء الذين وجهتم إليهم الرسالة هم خارج الوطن. إما رمزيا- و هو واقع حال معظمهم- أو فعلياً، و ليسوا بحاجة للتعريف بهم، إذ الأمة بهم تتعرّف.. و مع ذلك، و لكي لا ننسى، يجب- في معركتنا مع ذاتنا- أن ننشر اقترافاتنا.. لقد عجزنا عن لصق عار الخيانة على جبين أدونيس، حين صُدمنا بأن العالم يجعل منه وساماً للإبداع! و لم نقتنع بعد بتخصيص زاوية للريس، في وطنه، يطلّ منها على مواطنيه، و هو الذي جاهد ليجعل لنا لسانا و شفتين! و جندنا الجنود و الجهود لا صطياد زكريا تامر، و تحويله إلى واحد من " النمور في اليوم العاشر"، فطار بحكايته، بأحلامه، و بما خفّ حمله و غلا ثمنه( جسده الرقيق)، و استوطن غيمة المنفى الباريسي.. أما صادق العظم، الذي أراد أن يقنع العالم بخطأ تقسيم الأمم إلى ثقافات ذات خصائص جوهرية ثابتة، فجرّدناه من موقعه الصغير عليه، في الجامعة، لنثبت للعالم خصائصنا القارة: الجهل الراسخ، الكراهية السادرة، و الخوف المقيم.. و هل تتسع رسالة لسفر أعلام، مثل عمر أميرالاي، و يوسف عبد لكي، و صبحي حديدي.. الى آخر الأسماء الحسنى، التي حاول لصوص النضال المقدّس إقصائها عن التفاعل مع وطنها و مواطنيها، ليتفرّغوا هم لقضايا النهب القومية.. فاكتشفوا، و اكتشفنا أن الوطن قد لجأ طوعا إلى أبنائه الحقيقيين، في منافيهم المتعددة! أوليست تلك مفارقة( ما بعد حداثتنا- الخاصة بنا)، أننا لا نملك تعددا إلا في المنافي!؟. من علي ديّوب
#علي_ديوب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بالشكر تدوم النجوم
المزيد.....
-
فيديو يكشف ما عُثر عليه بداخل صاروخ روسي جديد استهدف أوكراني
...
-
إلى ما يُشير اشتداد الصراع بين حزب الله وإسرائيل؟ شاهد ما كش
...
-
تركيا.. عاصفة قوية تضرب ولايات هاطاي وكهرمان مرعش ومرسين وأن
...
-
الجيش الاسرائيلي: الفرقة 36 داهمت أكثر من 150 هدفا في جنوب ل
...
-
تحطم طائرة شحن تابعة لشركة DHL في ليتوانيا (فيديو+صورة)
-
بـ99 دولارا.. ترامب يطرح للبيع رؤيته لإنقاذ أمريكا
-
تفاصيل اقتحام شاب سوري معسكرا اسرائيليا في -ليلة الطائرات ال
...
-
-التايمز-: مرسوم مرتقب من ترامب يتعلق بمصير الجنود المتحولين
...
-
مباشر - لبنان: تعليق الدراسة الحضورية في بيروت وضواحيها بسبب
...
-
كاتس.. -بوق- نتنياهو وأداته الحادة
المزيد.....
-
المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية
/ ياسين الحاج صالح
-
قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي
/ رائد قاسم
-
اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية
/ ياسين الحاج صالح
-
جدل ألوطنية والشيوعية في العراق
/ لبيب سلطان
-
حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة
/ لبيب سلطان
-
موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي
/ لبيب سلطان
-
الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق
...
/ علي أسعد وطفة
-
في نقد العقلية العربية
/ علي أسعد وطفة
-
نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار
/ ياسين الحاج صالح
-
في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد
/ ياسين الحاج صالح
المزيد.....
|