أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - حلمي عبد السميع علي - مِن ْ ذكريات الأستاذ حلمي عبد السميع في قلعة صالح















المزيد.....

مِن ْ ذكريات الأستاذ حلمي عبد السميع في قلعة صالح


حلمي عبد السميع علي

الحوار المتمدن-العدد: 3889 - 2012 / 10 / 23 - 10:58
المحور: سيرة ذاتية
    


قلعة صالح، مـِن ْ أهم ِ وأقدم ِ أقضية محافظة العمارة، ليست قلعة صالح النجدي فحسبْ، بل هي قلعة العلوم والأداب والفنون وقلعة الأخوة الأسلامية اليهودية والصابئية المندائية والمسيحية، بما أنجبته من نجوم لمعت ْ وأعلام أرتفعت ْ في مختلف ِ المجالات وبما تركته من عـِبر ٍ وذكرياتٍ جميلة بين افراد طوائفها المتنوعة، لحين ظهور الخلافات والتناحرات منذ ستينات القرن الماضي، فأصاب َ مجتمع القلعة من تفكك وأنحلال العلاقات ما أصاب َ بقية أنحاء العراق، الذي أوصل َ المجتمع بكامله الى التدهور وتهيئته للأحتلال، ولكن بقت ْ ذاكرة ُ الأيام ِ الجميلة شاخصة متماسكة رصينة، تـَفصـَح ُ عن نفسها كلما أستفحل َ الزمن الرديء.
يعود تأسيس قلعة صالح الى عام 1865م، حيث ُ عـُرِفـت ْ بأسم ِ مؤسسها صالح سليمان النجدي الذي أنتدبته الحكومة العثمانية حينها لقمع تمرد العشائرعن إمتناعها دفع الضرائب للحكومة العثمانية، فأختار مكانا آمنا، وضع َ فيها حجر الأساس لقلعة ٍ في منطقة ٍ محاطة بالأنهار كشبه جزيرة، يلتف ُ حولها نهر دجلة من الغرب الى الشرق الجنوبي ويحيطها نهر الكرمة المندرس الذي يربط نهر دجلة بنهر المجرية، وبمرور الزمن أصبح موقعها سياحيا، زاد من رونقها جمال بساتين نخيلها التي انتشرت بأطراف أنهارها وسواقيها وأعطتها نكهة خاصة بظلالها وشموخها، فأصبحت ْ المنطقة مرتعا ً للسواح ِ وعشاق الطبيعة من مختلفِ الناس.
مثلما عـُرِفـَت ْ قلعة صالح بجمال طبيعتها، عـُرِفـَت ْ بجمال ِ تنوعها الطائفي والديني والأجتماعي، فكان َ فيها المسلمون والصابئة المندائيون واليهود والمسيحيون، عاشوا جميعهم بمحبة ٍ وأحترام، فأنهارها الجارية، مقدسة عند أخواننا الصابئة، تـُطـَهرُ الأرواح َ والأجساد، فشيدوا دورهم ومعابدهم حولها، وَتـَنوع مصالحها جذب َ اليهود اليها لممارسة أمور التجارة والصيرفة، فنزحوا اليها من قرية العزير، التي تحتضن مرقد نبي اليهود، العزير، وهي قرية تبعد بحوالي ثمانية عشر كيلومترا عن مركز المدينة، وراق َ العيش فيها لبعض من إخواننا المسيحيين، فزادوها بهجة وجمالا ً، ورفعَ مـِن ْ مكانتها حضرة مقام الإمام عبدالله بن علي بن ابي طالب (رض)، الذي يرقد ُ على بعد ِ أربعة َ كيلومترات ٍ من مركزها.
بحسب ِ ذكر الأستاذ علي كاظم درجال الربيعي الذي وافانا بمعلومات ٍ كثيرة عن العمارة وقلعة صالح، ان إحصاء َ عام 1930 يشيرُ الى ان عدد نفوس المدينة كان بحدود 3045 ، شـَكـَّلَ الصابئة المندائيون فيها 30%، وجاءت ْ نسبة اليهود والمسيحيين بعدهم، إضافة لوجود المسلمين، ويعود ُ للصابئة الفضل الكبير والدور الريادي في نشر الثقافة والتعليم التي مـَيزت ْ قلعة صالح عن سواها من المناطق الأخرى، فبرز َ منها أعلام ٌ في مختلف ِ انواع ِ المعرفة.
أنجبت ْ قلعة صالح، العلامة الصابئي المندائي المرحوم الدكتور عبد الجبار عبدالله، عالم فيزياء الأنواء الجوية ورئيس جامعة بغداد، والدكتور جاسم محمد الخلف، رئيس جامعة بغداد أيضا، والشاعر الأعلامي أنور الغساني، أستاذ الصحافة في كوستاريكا، والمؤرخ الباحث الأستاذ علي جمعة سيد خميس والأستاذ غضبان رومي الناشيء والدكتور جعفر عباس حميدي، أستاذ التاريخ في جامعة بغداد، والأقتصادي البروفسور محسن حرفش الأستاذ في جامعة البصرة والدكتور مجيد دمعة والشاعر الباحث علي كاظم درجال الربيعي (مؤلف هيلة وحمد) والدكتور الشاعر قبيل كودي حسين رئيس قسم علم النفس في كلية الأداب، جامعة تعز والمطرب عبد الواحد جمعة والفنان التشكيلي المعروف فيصل لعيبي والشاعر سلمان المندائي والأستاذ عبد الواحد جمعة وغيرهم، ومعذرة لمن لم يسعفنا الحظ بذكر اسمائهم وأنجازاتهم.
وَلدت ُ في مدينة قلعة صالح عام1941، أكملت ُ فيها دراستي الأبتدائية والمتوسطة والثانوية، قـَضيتُ فيها أحلى أيام طفولتي وشبابي، عـَشـِقت ُ شروق َ شمسها، فـَمـِن ْ خلالها رأيت ُ جمال َ الطبيعة، تـَرقبتُ غروب َ شمسها، مـِن ْ ظلام ِ ليلها، استـَمتـَعت ُ بنور ِ قـَمـَرها، فـَنـَقشت ُ على صفحات ِ أوراقي رسومات ٍ لسحر ِ مناظرها، ولجمال ِ أنهارها، ولبهجة ِ طيورها وألوانها الزاهية.
أنحدرُ من عائلة ٍ قديمة ِالأصول ِ في قلعة صالح، فالمرحوم جدي الحاج علي بهار مـِن ْ وجهائها، تـَبرع َ بقطعة ِ أرض ٍ شـُيدت ْعليها أول مدرسة أبتدائية للبنين في وسط مدينة قلعة صالح في عام 1916، وَمـِن ْ ثم جـُد ِدت ْ في عام 1925، ذكرها المؤرخ عبد الجبار الجويبراوي في كتابه، مدارس العراق منذ عام 1913- 1957. والدي المرحوم عبد السميع الحاج علي، حذا حذو والده في حب العمل للصالح العام، كان معلما ً في قلعة صالح، يوم َ كان َ لمعلم ِ المدرسة هيبة ووقار، فبحكم موقعه الأجتماعي عـِشت ُ قريبا ً من وجهاء المنطقة من شيوخ ِ عشائرها وموظفي دوائرها الحكومية، وعاشرت ُ مختلف فصائل المجتمع العماري لكوني شاركت ُ بفاعلية منذ ُ طفولتي في مختلف ِ النشاطات ِ الرياضية المدرسية كالساحة والميدان والطفر العريض وكنت ُ أحد ُ أعضاء منتخب فريق العمارة للكرة الطائرة، فزادت ْ معرفتي بمختلف الطبقات الأجتماعية في المنطقة.
غادرت ُ قلعة صالح الى مدينة بغداد عام 1962 لأكمل دراستي في كلية التربية الرياضية، فتوسعتْ علاقاتي بالناس، خاصة بعد تعييني مـُشرِفا رياضيا ً في كليات ٍ مختلفة بجامعة ِ بغداد َ لسنين طويلة و َمـِن ْ ثم مدربا ً للمنتخب ِ الوطني العراقي لكرة الطائرة في الأعوام 1976- 1978 ومدرسا ً وأستاذا ً في كلية التربية الرياضية بجامعة بغداد بعد َ أن أكملت ُ دراسة الماجستير في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1984، فتعمقَ وتأصل َ حـُبي ليس َ لأهل ِ قلعةِ صالح ٍ والعمارة فقط بل لجميع ِأهل العراق. وبعد َ سوء ِ الأوضاع ِ الأمنية والخدمية وكثرة المخاطر، غادرت ُ العراق َ في عام 2010ِ متوجها ً الى الولايات المتحدة الأمريكية، حاملاً معي ذكرياتي التي نقشت فيها عـِبـَرا ً ودروسا ً تعلمتها، حرصت على عدم ضياعها، عسى ان تكون عبرا ً لأولادي ومنهلا ً لأحفادي وَذ ُخرا ً لأبناء وطني.
كان َ الدوامُ اليومي للمدارس ِ الأبتدائية في وقتنا على فترتين، فأربعة دروس ٍ صباحا ً، ودرسان عصراً، يتخللهما فترة غذاء ٍ مشتركة للمعلمين. كان المعلمون خليطا ً من المسلمين والصابئة المندائيين واليهود والمسيحيين، كانوا يجلسون في حديقة المدرسة الجميلة وبعد ان تـُرَتـَب ْ لهم الموائد والكراسي، يـُحـَضـِر المعلمون ما أعده ُ لهم أهلهم من مختلف ِ أنواع ِ الأطعمة ِ اللذيدة ، فتوضع فوق الموائد، يأكلُ الجميع بشكل مشترك كعائلة واحدة، ومن بعدها يتسامرُ الجميع في فترة شرب الشاي، يتناولون أحاديث َ مختلفة عن المجتمع وبما يخص ُ شؤونهم التعليمية والمهنية وغيرها لحين بداية الدوام العصري. فلم ْ أشعر وانا طفل ٌبالفرقة بين معلم وآخر، بل ْ كانت ْ علاقات ُ الود والأحترام والتقدير والكرم بارزة بين الجميع.
من التقاليد الجميلة التي أتذكرها طريقة أستقبال الموظفين الجدد، فعندما كان يلتحق ُ أي َ موظف جديد للمباشرة في عمله في المدينة، أعتاد وجهاء المدينة أستقباله والترحيب به بأحسن ِ ما يرام. كانوا يتقاسمون أستضافته ومبيته هو وعائلته لحين يتم أستقراره في دار ٍ معينة. أذكرُ ما حدث َ مع الأستاذ عبدالحسين الحميري الذي جاءنا بأمر تعيينه مدرسا ً للرياضيات ِ في متوسطة قلعة صالح وهو من أهالي الموصل، ففي اليوم الأول أستقبله ُ وأستضافه ُمع عائلته مدير المدرسة، وفي اليوم الثاني أستضافه القائمقام في بيته لتناول الغذاء والعشاء والمبيت، وَمـِن ْ ثـم استضافه الحاكم وتلاه معاون الشرطة وبعدهم مدرسو المدرسة واحدا ً واحدا ً ومـِن ْ ثم وجهاء المدينة من شيوخ العشائر وكبار التجار وغيرهم، ويمضي الضيف هو وعائلته لفترة شهر او شهرين على هذا المنوال، فالكل يتعاونون بتسهيل مهمة واقامة الموظف الجديد، فما أجمل وأروع روح التعاون الذي كان سائدا ً بين أبناء المنطقة.
لم ْ أنس َ قصة فراش المدرسة الأبتدائية التي تعلمت ُ فيها، أسمه خماس، كان يكنى بأبي احمد، رجلٌ كبير السن، خدم المدرسة طوال عمره، أصيب َ بمرض ٍ بساقيه، أقعده عن العمل، عجرَ جميع أطباء العمارة عن معالجته، الا أن الطبيب َ الذي كان يعمل ُ في المستوصف الصحي القريب من المدرسة أخبر والدي بمعرفته بوجود طبيب اخصائي في هذه الأمراض في بغداد، وتمنى لو ان أبا أحمد يمتلك بعض الأموال اللازمة التي تعينه ُ على السفر لغرض علاجه، ولكن مع الأسف ضعف حالته المالية تحول دون ذلك.
في مساء ذلك اليوم عـَبـَّرَ لنا الوالد عن تفاؤله بمسألة مساعدة خماس في إمكانية إيصاله الى الطبيب المختص، فذكرَ لنا أنه سوف يطرح فكرته على وجهاء المدينة، ولم ْ تمض ِ سوى ساعات ٍ قليلة لموعد جلسته المسائية المعتادة مع موظفي القضاء في حديقة نادي الموظفين المطل على نهر دجلة، فطرح عليهم فكرة جمع مبلغ من المال لمساعدة خماس لغرض العلاج، أيده القائمقام في الحال وكان أول المساهمين، درج أسمه في أعلى القائمة، وضع توقيعه ودفع خمسة دنانير، وتبعه الأخرين بسخاء تبرعاتهم، ولم يمض ِ الا يوما ً آخر حيث أمتلأت القائمة بأسماء وتواقيع كثير من وجهاء وتجار المنطقة.
وفي اليوم التالي طـَلب َ مني الوالد ان أذهب الى بيت خماس لأستقدم أبنه أحمد، فـَقـَدم َ أحمد برفقتي الى دارنا، شرح َ له والدي ان مـُحبي والده، قد جمعوا له مبلغا ً من المال، يود ان يسلمه المبلغ ، وَمـِن ْ ثم أقترح عليه ان يذهب مع والده الى بغداد حيث عنوان الطبيب الأخصائي، وطلب َ منه التصرف بالمبلغ الموجود لغرض السكن وأجرة الطبيب وشراء الأدوية اللازمة لعلاج والده.
أتذكرُ جيداً تعابير الفرح والسرور التي أرتسمت على وجه أحمد، ولا أنسى دموعه التي غـَمـَرتْ عينيه وسالت ْ على وجنتيه، ممتزجة مع تعابير ِ الفرح ِ، وبنبراتٍ متقطعة، شكرَ أحمد والدي ووعده ُعلى تنفيذ فكرته، وَمـِن ْ ثم ودعنا وخرج َ مسرعا ًيحمل ُ البشارة الى والده المريض. وفعلا ً أوصلت تلك الجهود المشتركة خماس الى الطبيب المختص، فتعافى بأخذ العلاج، وبعد َ شهور قليلة التحق ثانية الى عمله في المدرسة.
في مساء ِ أحد الأيام الجميلة طلب َ منا المرحوم والدي، نحن أبناؤه الثلاثة الكبار، ان نرتدي أفضل ملابسنا وأجملها، فلبينا طلبه، تبعناه حيث ما كان يسير في أزقة القضاء متجهين َ الى شارع مكينة الطحين، قرب محلة الحسينية، حيثُ تقع بناية التوراة التابعة للطائفة اليهودية ، دخلنا البناية، صعدنا سلالمها ومشينا في ممراتها التي أوصلتنا الى قاعة كبيرة مشيدة من الخشب، كان الجالسون فيها مجموعة من اليهود، من أهالي القضاء، القينا التحية عليهم وتبادلنا الأبتسامات الحلوة معهم، وتقدم الوالد بمصافحة ومعانقة الموجودين، وقدم التهاني والتمنيات لهم، وفعلنا نحن الأولاد ما فعل والدنا بمصافحة الحضور ومن ثم أخذنا مواقعنا في الجلوس، فقدموا لنا الحلويات وعصائر الشربت، وتبادل الوالد معهم أحاديث الود وأخبار الطائفة والمدينة ومـِن ْ ثم ودعناهم بمثلما تقدمنا اليهم.
بينما كنا سائرين َ في طريق عودتنا الى البيت، تقدم َ أخونا الكبير بسؤال الى الوالد قائلا ً: لماذا جئتَ بنا يا والدي الى هنا ؟ فأجابه ُ الوالد: الا تذكر يا أبني حضور هؤلاء الأصدقاء الى دارنا بمناسبة عيدنا الذي كان قبل أسبوعين، حيث قدموا لنا التهاني والتمنيات؟ فاليوم مناسبة عيدهم، جاء دورنا لتقديم التهاني والتبريكات لهم. وبينما كنا مواصلين السير، ساد َ صـَمت ٌ بيننا ، فكأن والدنا يفكر في أمر ٍ ما، وفعلا ً توقفَ والدنا من السير، فوقفنا معه جميعا، وتوجه الينا قائلا ً: يا أولادي أسمعوا، ان الحياة َ تتطلبُ منا مشاركة الناس افراحها واحزانها، فبمشاركتنا لهم بالأفراح نزيد فرحهم فرحا ً، وبمشاركتنا لهم بالأحزان، نقلل من حزنهم ونهـَون من بلائهم، فنحن لهم وهم لنا عند الحاجة. فرددنا جميعا نعم يا والدي، وواصلنا السير مرة اخرى. وحقا بينت ْ الأيام ان التفاهم والعلاقات الودية التي كانت تسود بين أفراد المجتمع بجميع طوائفه، ساهمت في خلق الأمن والسلام بينهم، ولم يكن والدي الا واحدا ً من الناس ِ الذين كانوا يؤدون واجبهم تجاه الآخرين.
كانتْ حـَسرتي كبيرة لدى مغادرتي قضاء قلعة صالح عام 1962 للسكن والأقامة في بغداد، فشوقي الى شموخ نخيلها ، جعلني أبحثُ عن نخيل ِ بغداد َ، فلم أجدها كنخيل ِ منطقتي، وحبي لظلال ِ أشجارها، دفعني للبحث عن ظلال الأشجار، فلم أجد شجرة تحميني، ولأني ضجرت ُ العيش في مدينة كبيرة، فلم ْ أترك عاماً خلال خمسين عاما ً الا وزرت ُ فيها أهلي وأصحابي ومدينتي مرات عديدة. ولم ْ يخطر في بالي إني سأعبرُ القارات، وأجتاز ُ البحار وعمق المحيطات لأبتعد عن بلدتي، لا بل أبتعد عن كل ِ أرض العراق لألاف الأميال، لأعيشَ في الغربة ِ بعيدا ً في الولايات المتحدة الأمريكية، لا أجد ُ فيها نخلة تواسيني ولا شجرة تحميني، ولا ماءً يرويني كمياه النهرين.
زاد َ عمري وكبرَ سني، لكني لا زلت ُ أشعر ُ أني طفل صغير، أستقي دروس حياتي وعبر أيامي من فضائل أهلي وبلادي، وان أبتعدتُ عنهم، أشعرُ بقربي من أحاسيسهم والآم حياتهم، فـَفـَراش مدرستي، يرافقني أينما أكون، لأجد نفسي فرحا ً في قضاء ِ حاجة الضعفاء والمحتاجين. ومحبة معلمي مدرستي وجمال عشرتهم تحضرني في كل مناسبة، فأغمرُ الناس َ بفيض ِ محبتي وحسن معاشرتي، وتتقدمني تقاليد أهلي كلما لمحت ُ غريبا ً، فأستضيفه ُ بأحسن ِ ما عندي، وما ان تحل ُ مناسبة، الا وأتذكرُ فرحي في أعياد ِ الفصح أو أعياد رأس ِ السنة الميلادية او عيد البنجة، فتمتلىء نفسي شوقا ً وتسمو روحي عاليا ً لمشاركة الأخرين أفراحهم، وتغمرني سعادة ٌ، لا سعادة َ فوقها، عندما أشاهد أخواني وأصدقائي بألوانهم واطيافهم، فرحين بفرحي أيام عيد الأضحى أو المولد النبوي، وتزهو روحي عاليا ً عندما يشاركني أصدقائي أحزان عاشوراء، فتهون أحزاني وتذهب كربتي.



#حلمي_عبد_السميع_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مِن ْ ذكريات الأستاذ حلمي عبد السميع في قلعة صالح


المزيد.....




- بدولار واحد فقط.. قرية إيطالية تُغري الأمريكيين المستائين من ...
- عوامل مغرية شجعت هؤلاء الأمريكيين على الانتقال إلى أوروبا بش ...
- فُقد بالإمارات.. إسرائيل تعلن العثور على جثة المواطن الإسرائ ...
- واتسآب يطلق خاصية تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص
- بعد العثور على جثته.. إسرائيل تندد بمقتل إسرائيلي في الإمارا ...
- إسرائيل تعلن العثور على جثة الحاخام المختفي في الإمارات
- هكذا يحوّل الاحتلال القدس إلى بيئة طاردة للفلسطينيين
- هآرتس: كاهانا مسيحهم ونتنياهو حماره
- -مخدرات-.. تفاصيل جديدة بشأن مهاجم السفارة الإسرائيلية في ال ...
- كيف تحوّلت تايوان إلى وجهة تستقطب عشاق تجارب المغامرات؟


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - حلمي عبد السميع علي - مِن ْ ذكريات الأستاذ حلمي عبد السميع في قلعة صالح