أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هشام آدم - لماذا الله غير موجود؟














المزيد.....

لماذا الله غير موجود؟


هشام آدم

الحوار المتمدن-العدد: 3889 - 2012 / 10 / 23 - 04:26
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كثير من الملحدين يعتقدون أن الحل في إثبات عدم وجود إله يكمن في الالتصاق بالعلوم للحصول على تفسيرات علمية للظواهر التي يعتقد بأنها إلهية المصدر، وكلما تم الكشف عن تلك القواعد والقوانين الفيزيائية كلما ضاق الخناق على فكرة الإله، وهؤلاء قد يكونون على حق، فنحن نرى أن الكلام عن المعجزات والخوارق قد انحسر إلى المدى البعيد في أزمنة العلم والعلوم، ولكن تظل الأديان موجودة حتى اليوم رغم كل ما توصل إليه العلم والعلماء ورغم ما يلوح في الأفق من إشارات إلى إمكانية حل اللغز الكوني في غضون سنوات قليلة، ولكنني أعتقد أن شغف الإنسان إلى المعرفة هو الدافع الوحيد للعلم وليس محاولة إثبات وجود أو عدم وجود إله، لأنني أزعم أن إثبات عدم وجود الإله يكمن داخل الأديان نفسها.

بالنظر إلى الأديان الموجودة والمعروفة نجد أنه لا يمكن الاتفاق حول صفات الإله المعبود وكينونته، وإن لكل ديانة قصة ومعرفة متخصصة بهذا الإله، وبخطته للإنسان والكون، وإنه لمن المدهش ألا يتمكن الإنسان من الوصول إلى اتفاق موحد حول الديانة الصحيحة، وبالتالي الإله الحقيقي، رغم تمكنه من فعل ما هو أصعب من ذلك بكثير. يظل الإله بكل ما له من قدرة على الخفاء والغموض مسيطرًا على عقول عدد كبير ولا يستهان بهم من البشر، ولكني أزعم أن هذه القدرة ليس ملكًا لهذا الإله وإنما هي قدرة الإنسان الخارقة على خلق عالمه الخاص وقدرته المدهشة على الإيحاء والخلق.

لقد حاولت مرارًا أن أستمع إلى حجج ودفوعات المتدينين، وإلى حد كبير جدًا أجد أنهم جميعًا يحملون سمات مشتركة، بل ومتشابهة إلى الحد المدهش، ليس فقط فيما يخص إدعاءهم بأنهم أصحاب الديانة الوحيدة الصحيحة فحسب، وإنما أيضًا في التحايل على نصوصهم والرد عليها. إن الفكر العقدي فكر مترسخ ويصعب اقتلاعه من جذوره، وعندما تستمع إلى مسلم يتكلم عن الإسلام أو مسيحي يتكلم عن المسيحية فإنك سوف تقف بنفسك على أوجه التشابه الكبيرة بين آلية التفكير والدفاع لديهما.

وإذا حاولنا أن نغوص في الأصول التاريخية للإسلام مثلًا سوف لن يتطلب الأمر كثير عناء لنكتشف الأصول الوثنية لهذه الديانة، لاسيما وأن طقوس العبادات الوثنية وشعائرها مازالت مطبقة حتى اليوم، وإذا ذهبت وراء الأصول التاريخية للمسيحية سوف تصل إلى النتيجة ذاتها: أصول وثنية وراء الديانة المسيحية وربما كانت النتائج المدهشة التي توصل لها الدكتور روبرت بيكفورد (أستاذ اللاهوت في جامعة أكسفورد) خير دليل على ذلك، إذ يكشف الدكتور روبرت عن تشابهات وتقاطعات غريبة إلى الحد المثير للتساؤلات بين قصة يسوع كما تذكرها الكتب المسيحية وبين قصة الإله كرشنا عند الهندوس، وبوذا في البوذية، وحتى لقصة مثرا إله النور (الديانة الوثنية القديمة) تلك التشابهات التي ستجعل أبسط وأسهل نتائجها الاعتراف بأن قصة يسوع ليس قصة متفردة، كما هو المتخيل. إن تلك التشابهات (حد التطابق في بعض الأحيان ليس فقط في قصة المولد أو المعجزات وإنما في التعاليم كذلك) تجعلنا نقول بالأصول الوثنية للمسيحية، وعندما نتعمق في اليهودية نجد الكثير من الاقتباسات عن حضارات قديمة كالسومرية وغيرها، وعندها أيضًا نقف على الأصول الوثنية لليهودية.

كل ذلك وأكثر يجعلنا أمام حقيقة واضحة لا ريب فيها، وهي أن الوثنية هي أصل الديانات حتى السماوية منها، وبالتالي تعيدنا إلى النقطة الأولى التي ينطلق منها أي ملحد: وهي أن الإله فكرة بشرية قديمة تم تطويرها على مر الزمن، وعندها يصبح من الصعب علينا أن نغض الطرف عن كل هذه الاكتشافات التي تجعل الأمر أكثر من مجرد شبهات أو افتراضات، إن الأمر الآن أصبح أكثر من ذلك. فكرة الله هي من أوجدت فكرة الأديان والأديان صناعة بشرية باقتدار، وعندها سوف لن يجد اللادينييون مناصًا من الإقرار بعدم وجود إله. والإجابة على سؤال بسيط: "لماذا الإله غير موجود؟" لأن الإجابة بكل بساطة هي: "لأن تاريخ الأديان يقول ذلك."
أقول إن فكرة الله هي فكرة بشرية تمامًا كما هي فكرة الأديان، ولكن المدهش فعلًا هي أن هذه القصة رغم كل ما أحدثته البشرية من تطور ظلت عصية على النقد المباشر الذي يعني الفناء، وبهذا فإن الإله سوف يبقى طالما كان هنالك إنسان، فبطريقة ما يبدو أن الإنسان أحب هذه الفكرة وألهمته كثيرًا وصنعت له السلام والطمأنينة فكانت جزءًا من وجوده هو نفسه، وبالتالي فسوف لن يفنى هذا الإله إلا بفناء صانع الفكرة نفسها.

للاطلاع على فيلم: الأصول الوثنية للمسيحية
http://www.youtube.com/watch?v=CP2xFdgkedQ



#هشام_آدم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في نقد شعار: الإسلام هو الحل
- المادية التاريخية للجنس – 3
- المادية التاريخية للجنس – 2
- المادية التاريخية للجنس - 1
- عنّ ما حدِّش حوَّش
- نقد العبث اليومي(*)
- تهافت رهان باسكال(*)
- خطوطات مادية نحو تفكيك الإيمان
- يوم مهم
- تأملات مشروعة 2
- تأملات مشروعة
- آلهة اسمها الصدفة
- الرسم القرآني وإشكاليات الإملاء - 2
- الرسم القرآني وإشكاليات الإملاء - 1
- إضاءات على الإسلام
- سقطات الأنبياء 2
- جائزة الطيب صالح للإبداع الروائي
- القرآن والإنجيل
- جدلية النص الديني والتأويل - 3
- جدلية النص الديني والتأويل - 2


المزيد.....




- استقبلها الان.. تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024
- “فرح أطفالك طول اليوم” استقبل حالا تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس.. الأجراس ستقرع من جديد
- “التحديث الاخير”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah T ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف بالصواريخ تجمعا للاحتلال ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تعلن قصف صفد المحتلة بالصواريخ
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف مستوطنة راموت نفتالي بصلية ...
- بيان المسيرات: ندعو الشعوب الاسلامية للتحرك للجهاد نصرة لغزة ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف بالصواريخ مقر حبوشيت بالجول ...
- 40 ألفًا يؤدُّون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هشام آدم - لماذا الله غير موجود؟