أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جمعية البحرين النسائية - لكي نردهر














المزيد.....

لكي نردهر


جمعية البحرين النسائية

الحوار المتمدن-العدد: 3888 - 2012 / 10 / 22 - 23:46
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لكي نزدهر

هنا الخلوة رغم الاكتظاظ، هنا التضحية رغم التماس النوال، هنا البياض رغم تفاوت الألوان، هنا "لبيك الله" رغم أنفس لم تعتد إلاّ لبيكِ نفسي وحياتي. وهنا الكثير غيره رغم الكثير خلافه. إنه الحج، رحلة نعاكس فيها ظرفنا ونعارض مكامن تأثرنا، ونعيش مساحة حال نؤكد بها خيارات هي غير ما تمليه أحوال تحيط بنا.
ولطالما كان هذا الأمر هو سيان في حياتنا، والتحدي هو ذاته ماثلا أمامنا نحن البشر، فهلا أصغينا لهمسات الحج هنا، وعشنا التحدي وملكنا إرادتنا ومسكنا بزمام قراراتنا، ولو خالفنا فيها ظروفنا وضغوطنا وكل مؤثر يدفعنا لأن نتجه بخلاف ما يفترض أن نتجه إليه. فكما هي أيام الحج لحجّاجه مساحة صغيرة وقصيرة يعيشونها بخلاف ما اعتادوا وما استسهلوا معاندين فيها ما اشتهوا ورغبوا، في سبيل فريضة الرحمن ورضاه سبحانه فيها، لتكن حياتنا كذلك تستمد من هذا الفيض، وتشيّد صرح عنادها الأنقى في سبيل قيمها وإنسانيتها.
نعم، إنه العناد الخيّر والمخالفة النقية، ومعاكسة النفس فيما تشتهيه وتستسهله، وهو درس بليغ نتعلمه من الحج وأيامه، ثراءً لأرواحنا وكمالاً لأنفسنا وخلاصًا في حياتنا. وذلك - العناد والمخالفة- من أجل أن نبقي ذواتنا في نطاق السيطرة ولا نكون ريشة في مهب رياح المؤثرات والضغوط حين تدفعنا بعيدًا عن قيمنا وأصالتنا، ومن أجل القيم النقية التي هُمّشت وغُرّبت لكي نعيد وجودها وألقها في عالمنا، ومن أجل كذلك أن نحتفظ لأنفسنا بـ (لا) إنسانية ثابتة وقوية نحارب بها من أجل الحب لكي لا يندثر أمام طوفان وغلبة المصالح والأغراض.
إن بقائنا كمجتمع إنساني متماسك في إنسانيته مرهون بنجاحنا في هذا التحدي اليومي والمستمر، وهو أن نفرض إرادتنا على الظروف والضغوط حين تدفعنا لأن نعيش بعيدًا عن نقائنا وثوابتنا الإنسانية، وتنحو بنا نحو التماهي مع فعل من حولنا ولو كان فيه ضربًا للقيم وعنادًا للمثل. إن هذا الطريق جدير بأن نتحمل المعاناة في سبيل سلوكه بل ونصبح فيه حتى أقوى من الألم مهما تضخّم وتزايد. وسعادتنا نحن البشر في النهاية مرهونة بهذا الأمر، وهو أن نحتفظ لأنفسنا بمساحة تحدٍ وعناد في حياتنا – بالمعنى الذي ذكرناه- من خلالها ننمو ونزدهر ونكتمل.
كلمة أخيرة....
ربما لا يستطيع أغلب الناس حج بيت الله وأداء هذه الفريضة لأسباب مختلفة، لكنهم حتمًا يستطيعون أن يعيشوا روح الحج ومضامينه في أوطانهم وأماكنهم، ويستحضروا في كل حين معارفه ودروسه في كل شئونهم وأمورهم، بل ويستطعيون كذلك أن يعيشوا نسكه وشعائره – بمعناها العملي والحياتي- على امتداد أعمارهم وحياتهم، وبذلك يكونون بالفعل حجاجًا لله بكل ما تحمل الكلمة من معانٍ فياضة.
فلنبدأ الآن هذا الطريق ولنجيب أذان إبراهيم للناس بالحج بمساحة تحدٍ وعناد نعيشها من أجل الإنسانية وقيمها.



#جمعية_البحرين_النسائية (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السعي خطوات في الواقع


المزيد.....




- كيف حارب الشيخ محمد رشيد رضا انحطاط الأمة الإسلامية؟
- مستوطنون يقتحمون باحات المسجد الأقصى بحماية قوات الاحتلال
- برجر كينج توزع قسائم على جنود الاحتلال بعد تسوية دعوى طعام م ...
- اسلامي: قادرون على بناء مفاعلات بحثية ومفاعلات للطاقة محلية ...
- 368 انتهاكا ارتكبها الاحتلال والمستعمرون في سلفيت الشهر الما ...
- مصر.. هل يأثم مانع الصدقة عن المتسولين في الشارع؟.. أمين الف ...
- الأردن يسعى لإعادة الروح للخط الحديدي الحجازي وتسيير رحلات ا ...
- وزير الخارجية الإيراني: نأمل في تعاون الدول الإسلامية والمنط ...
- مؤتمر بالدوحة يوصي بتطوير التمويل والصيرفة الإسلامية
- محمد أسد المُهتدي اليهودي الذي غيرته سورة التكاثر


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جمعية البحرين النسائية - لكي نردهر